ملخص
دعا مشروع القرار، الذي أعدته بريطانيا وسيراليون، الجانبين إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية" والبدء في محادثات لوقف لإطلاق النار، وأصر البرهان أن الجيش لن يفاوض أو يوافق على وقف إطلاق النار من دون "انسحاب كامل" لقوات "الدعم السريع".
رفض قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان اليوم الثلاثاء "أي تدخل خارجي"، بعد يوم على استخدام روسيا حق النقض على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان.
وفي حديثه خلال مؤتمر اقتصادي في بورتسودان، رفض البرهان "الإملاءات التي تملى علينا لفرض حلول لا نقبلها"، مشيداً بموقف روسيا "الداعم".
وأكد البرهان أن "السودان لم يوافق أبداً" على مشروع القرار، واصفاً إياه بأنه "معيب ويخدش السيادة السودانية ولا يلبي مطالبنا".
دعا مشروع القرار، الذي أعدته بريطانيا وسيراليون، الجانبين إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية" والبدء بمحادثات لوقف لإطلاق النار.
وأصر البرهان أن الجيش لن يفاوض أو يوافق على وقف إطلاق النار، من دون "انسحاب كامل" لقوات "الدعم السريع".
اندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وخلفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشردت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3.1 مليون نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، وتسببت، وفقاً للأمم المتحدة، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
انشقاقات حزب البشير
من ناحية أخرى، انتقد البرهان اليوم الثلاثاء صراعات الفصائل داخل الحزب الحاكم السابق، قائلاً إنها تنطوي على أخطار بالنسبة إلى البلاد بعد تحرك لمعاودة تنصيب حليف للرئيس المعزول عمر البشير زعيماً للحزب.
ولدى حزب المؤتمر الوطني علاقات قوية مع الجيش، ويؤثر على ما يبدو في عملية صنع القرار خلال الحرب المدمرة المستمرة منذ 19 شهراً على قوات "الدعم السريع"، لا سيما عبر عرقلة محاولات وقف إطلاق النار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وظهرت خلال الأيام الأخيرة علامات على الانقسام داخل حزب المؤتمر الوطني الذي كان في السلطة لثلاثة عقود قبل عزل البشير في انتفاضة شعبية عام 2019، بعد أن انتخب مجلسه الاستشاري أحمد هارون رئيساً للحزب.
وهارون من المقربين للبشير وكلاهما على قائمة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ترجع إلى الحرب التي اندلعت في أوائل العقد الأول من القرن الـ21 في إقليم دارفور بالسودان.
وكانت الولايات المتحدة عرضت في يناير (كانون الثاني) الماضي مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقال هارون.
"لسنا في حاجة لأي صراعات"
وقال البرهان في كلمة له إن اجتماع مجلس شورى الحزب كان مثيراً للانقسام، مضيفاً خلال مؤتمر اقتصادي في بورتسودان "لن نقبل بأي عمل سياسي مناوئ أو يهدد وحدة السودان أو يهدد وحدة مقاتليه".
وأضاف "لسنا في حاجة لأي صراعات الآن ولسنا في حاجة لأي تشتت الآن. نحن لدينا هدف نمشي إليه متماسكين وموحدين، هزيمة هؤلاء المتمردين (قوات الدعم السريع) والقضاء عليهم".
وخرج هارون وكثير من كبار نواب البشير السابقين من السجن بعد اندلاع الحرب الحالية، وما زالوا طلقاء.
ويقول محامي البشير (80 سنة) إن موكله محتجز حالياً في مدينة مروي بعد نقله إلى هناك من العاصمة المحاصرة الخرطوم لتلقي العلاج الطبي.
وكان هارون رئيساً لحزب المؤتمر الوطني عند اندلاع الحرب قبل استبداله لاحقاً بإبراهيم محمود حامد.
وكان حامد يمارس دوره من خارج السودان، لكنه عاد في الآونة الأخيرة ورفض قرار مجلس الشورى واحتفظ بوضعه رئيساً لحزب المؤتمر الوطني.
ويقاتل أعضاء من الفصائل المتنافسة في حزب المؤتمر الوطني وجماعات إسلامية أخرى قوات "الدعم السريع" داخل وحدات الجيش النظامي وإلى جانبها، وينشط بعضهم ضمن كتيبة البراء بن مالك، وهي مجموعة مسلحة متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
ونفى البرهان وجود انتماءات حزبية لقوات الجيش، قائلاً "الناس الذين يقاتلون الآن في الميدان سودانيون همهم البلد وعندهم قضية يقاتلون من أجلها".
وتسببت الحرب في انتشار الجوع الحاد والمرض في كل أنحاء السودان، ويواجه طرفا النزاع اتهامات بعرقلة وصول المساعدات، إذ يُعتقد بأن قوات "الدعم السريع" تقوم بأعمال نهب وأن الجيش يضع عراقيل بيروقراطية.
لكن البرهان لم يبدِ علامة على الاستعداد للتفاوض لإنهاء القتال، وقال "الحل النهائي للحرب هو القضاء على المتمردين نهائياً... لن نذهب إلى مفاوضات أو وقف إطلاق نار غير مصحوب بوقف الهجوم على الفاشر وسحبهم من المناطق التي يحتلونها وفك حصار الطرق".