كشفت دراسة كبيرة أن وتيرة ذوبان الجليد تحت سطح الماء أسرع بـ 100 مرة مما كان يعتقد الخبراء.
لأول مرة، قاس الباحثون مباشرة ذوبان الأنهار الجليدية الوادية تحت خط المياه، فوجدوا أن النماذج الموضوعة في هذا الشأن "غير دقيقة إلى حد كبير".
في هذا الصدد، قالت ربيكا جاكسون، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة روتغرز في نيو برونزويك في الولايات المتحدة، إنهم وجدوا أن "معدلات ذوبان طبقة الجليد تحت سطح الماء برمّتها أعلى بكثير من التوقعات السابقة، وتفوقها بـ 100 مرة في بعض الأماكن".
يُشار إلى أنه حتى الآن، لم يتوصل العلماء بعد إلى مدى سرعة ذوبان تلك الأنهار الجليدية تحت سطح الجليد، الموجودة في غرينلاند وألاسكا والقارة القطبية الجنوبية.
في السابق، عندما شرع الباحثون في قياس سرعة الذوبان، استندوا إلى درجة حرارة الماء والهواء، كذلك التيارات المحيطية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكنّ وجدت الدراسة الأخيرة التي نشرت في مجلة "ساينس" العلمية أن ملوحة المحيطات وشكل الجبل الجليدي عنصران مهمان أيضاً في تحديد سرعة ذوبان الجليد.
تحدّثت صحيفة "الاندبندنت" إلى كبير الباحثين في الدراسة الدكتور ديفيد ساذرلاند في هذا الشأن، فقال إنه وزملاءه "فتحوا مجال تصحيح النماذج المعتمدة لسرعة ذوبان الجليد، كذلك أتحنا للباحثين الآخرين استخدام طريقتنا لاستكشاف حال الأنهار الجليدية الوادية الأخرى في جميع أنحاء العالم".
وأضاف عالم المحيطات من جامعة أوريغون أنّ بيانات فريقه تشكِّل "حافزاً جديداً يحثّنا على ضرورة تحسين تلك النماذج، ويشير إلى المحيط كمحرّك مهم في عملية فقدان الجليد".
جدير بالذكر أن العلماء درسوا الذوبان الذي تعرّض له النهر الجليدي "لوكونت" تحت سطح الماء بين عامي 2016 و2018، وهو يتدفق إلى خليج "لوكونت" في جنوب "جونو" في ألاسكا.
خلال تلك العملية، استخدموا السونار لمسح وتحديد باطن النهر الجليدي. كذلك قاسوا سرعة التيارات ودرجة حرارة ملوحة تدفق المياه الذائبة.
كشف الخبراء عن ذوبان الجبل الجليدي باستخدام التصوير المتقطع، وبيانات المرصد الجوي التي قاست ذوبان سطح الجليد. استطراداً، يعتقد الفريق أنه يمكن استخدام أسلوبه هذا من أجل دراسة معدلات الانصهار التي تطاول الأنواع الأخرى من الأنهار الجليدية.
وتُضاف الدراسة الأخيرة إلى أبحاث تشير إلى ضرورة إعادة النظر في التوقعات بشأن مدى ذوبان الأنهار الجليدية تحت سطح الماء، وذلك بسبب الأثر الخطير لهذه الظاهرة في ارتفاع منسوب مياه البحر.
في هذا الشأن، أشار الدكتور ساذرلاند إلى أن كمية الجليد المخزنة في تلك الصفائح الجليدية هي ما يحدّد مدى ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل، موضحاً أنهم يولون منطقة التقاء الجليد والماء اهتماماً بالغاً لأنها تحتضن الذوبان الأسرع وكمية الجليد الأكبر اللذين يتحكّمان في وتيرة فقدان الجليد".
وخلص إلى أن "عملية تحسين النمذجة تتطلّب تحديد المزيد من مواقع انصهار الجليد والتقييمات التي تنطوي عليها".
© The Independent