Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارك عنيفة في العاصمة السودانية ودارفور رغم الهدنة

المواجهات تفاقم الأزمات والبيت الأبيض يناشد الأميركيين مغادرة البلاد

ملخص

الصراع في السودان حول المناطق السكنية لساحات حرب وتسبب في مقتل المئات وفرار عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم

تواصلت المعارك الدامية لليوم الـ13 في السودان حيث تعيش العاصمة الخرطوم على وقع القنابل وتبادل النيران في ما يحتدم القتال في دارفور بغرب البلاد بعد تجاهل طرفي النزاع الهدنة المتفق عليها.

ومنذ اندلاع القتال بين الجيش بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، جرى التوصل إلى هدن عديدة، لكنها فشلت كلها في الثبات.

تمديد الهدنة

وقال الجيش السوداني، مساء أمس الخميس، إنه وافق على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى. ويبدأ سريان تمديد الهدنة اعتباراً من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية،‭ ‬في منتصف ليل الجمعة 28 أبريل (نيسان).

وأضاف الجيش في بيان، أنه يأمل أن تلتزم قوات الدعم السريع، بـ"متطلبات سريان الهدنة هذه المرة، وعدم خرقها كما جرى خلال الفترات الماضية".

واتهم قوات الدعم السريع بقصف المؤسسات والمواقع العسكرية، "وتخريب المرافق الحيوية، وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطر".

بدورها، قالت قوات الدعم السريع السودانية، إنها وافقت على تمديد الهدنة الحالية 72 ساعة أخرى ابتداء من منتصف الليلة.

ورحب الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودول ما تسمى "اللجنة الرباعية" بتمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة في السودان، داعين إلى تنفيذه بالكامل.

وجاء في بيان صادر عن الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، وكذلك عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، أنهما ترحبان أيضاً باستعدادهما للدخول في حوار من أجل وقف أكثر استدامة للأعمال القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.

البيت الأبيض يناشد الأميركيين مغادرة السودان

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير، الخميس، إن الوضع في السودان قد يتفاقم في أي لحظة، وإنه يتعين على الأميركيين المغادرة في غضون ما بين 24 و48 ساعة قادمة.

وأضافت أن الإدارة الأميركية قلقة حيال انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان، وأن وزارة الخارجية الأميركية نشرت موظفين قنصليين بصورة مبدئية، مضيفة أن تحسن الوضع أمر مستبعد.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية، إن عدداً قليلاً نسبياً فحسب من الأميركيين يسعون لمغادرة السودان في الوقت الحالي، وإنه لا تزال رحلات جوية دولية تغادر البلاد، وذلك رداً على سؤال حول عمليات إجلاء عسكرية عن طريق البحر.

وقال البريجادير جنرال باتريك رايدر "نعمل عن كثب مع وزارة الخارجية لتحديد عدد الأميركيين الذين يريدون مغادرة السودان". وأضاف "حتى الآن، المؤشرات التي لدينا هي أن هذه الأرقام صغيرة نسبياً. ومع ذلك، فإننا ندرك إمكانية تغير ذلك بسرعة".

دوي الرصاص يتردد في العاصمة السودانية

ميدانياً، وقعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، أمس الخميس، في اختبار لجهود وقف الصراع الذي حول المناطق السكنية لساحات حرب وتسبب في فرار عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم. وقُتل المئات خلال قرابة أسبوعين من الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

واتهمت الدعم السريع في بيان الجيش بشن ضربات جوية على قواته، الخميس، ونشر "إشاعات كاذبة" من دون الإشارة إلى الاقتراح الذي قال الجيش، إنه جاء من الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي تكتل إقليمي أفريقي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وورد في بيان للجيش، أن قواته سيطرت على معظم مناطق البلاد، لكنه أضاف أن قواته "بسطت سيطرتها على معظم الولايات، إلا أن الوضع معقد قليلاً في بعض أجزاء العاصمة"، مشيراً إلى أنه في خضم عملية التغلب على ما وصفه بأنه انتشار كبير لقوات الدعم السريع.

وأفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن شهود وصحافيين عن دوي غارات جوية ودفاعات مضادة للطائرات في العاصمة الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين. وأدى وقف إطلاق النار، وكانت مدته ثلاثة أيام قبل تمديده، إلى تهدئة القتال من دون أن يتوقف تماماً.

وعلى الرغم من تركز القتال في الخرطوم حيث تنتشر عناصر قوات الدعم السريع في المناطق السكنية، فقد امتد أيضاً إلى إقليم دارفور بغرب البلاد الذي احتدم الصراع فيه بعد عقدين من اندلاع حرب أهلية هناك.

وقالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة حقوقية، إن 52 على الأقل قتلوا في هجمات "ميليشيات" مسلحة تسليحاً قوياً على الأحياء السكنية في مدينة الجنينة إضافة إلى مستشفاها الرئيس وسوقها الرئيسة والمباني الحكومية وعدة ملاجئ للنازحين الداخليين.

والمدينة الواقعة غرب السودان مسرح لصراعات قبلية تكررت خلال الأعوام الماضية، ما أدى إلى نزوح سكان المناطق المحيطة عدة مرات.

ولا يزال عديد من الأجانب عالقين في السودان على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021. وواصل السودانيون، الذين يكافحون لإيجاد الغذاء والماء والوقود، الفرار من الخرطوم، الخميس.

وقال الجيش، إن قائده الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة (إيغاد) لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.

وأضاف أن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة وإجراء محادثات بين الجانبين اللذين قوض صراعهما الانتقال إلى الديمقراطية والحكم المدني بعد انقلاب عسكري عام 2021.

مئات القتلى

وقُتل 512 شخصاً على الأقل وأصيب زهاء 4200 منذ اندلاع القتال في 15 أبريل.

ودفعت الأزمة أعداداً متزايدة من اللاجئين لعبور حدود السودان. وينتظر الآلاف، وأغلبهم سودانيون، على الحدود للعبور شمالاً إلى مصر.

وحد القتال من توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة التي كان يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر العنف. وقال عبده ديانغ، أكبر مسؤولي مساعدات الأمم المتحدة بالسودان، إن "القليل للغاية يمكن فعله" بخصوص المساعدات الإنسانية.

وأضاف للصحافيين في نيويورك عبر الهاتف من بورتسودان "نحن قلقون بشدة إزاء إمدادات الطعام". ونُقل أغلب موظفي الأمم المتحدة الكبار إلى بورتسودان.

وأضاف "هدفنا هو العودة بأسرع ما يمكن إلى الخرطوم، إن كان الموقف يسمح بذلك".

وتصاعد التوتر منذ أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين أطاحا معاً حكومة مدنية في انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وذلك بعد عامين من احتجاجات شعبية أطاحت الرئيس السابق عمر البشير.

المزيد من متابعات