Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ظاهرة الرجل الطفولي تنمو... "لقد أصبحت أما لصديقي الحميم!"

حالياً، يزخر عالم المواعدة بقصص نساء يطوين ثياب أصدقائهن الحميمين ويقابلن بنوبات غضب بدل الحوار. لكن السؤال الذي تطرحه إيللي موير هو إن كانت مشكلة الرجال الذين يسمون 'طفوليين' تخبئ حقيقة أعمق حول وضع العلاقات اليوم؟

شخصيات ثقافية، بما في ذلك إيلون ماسك ودونالد ترمب وأندرو تيت، أُطلق عليهم لقب "الرجال الطفوليين" (غيتي/أي ستوك)

ملخص

لا شك في أن بعض الشركاء بحاجة إلى تدريب جدي في شؤون المنزل كي لا يشعر أي طرف بالتعاسة في العلاقة لأنه يتحمل مسؤوليات الشخص الآخر كما يحدث في العلاقة مع "الرجال الأطفال"

جيني محرجة من الاعتراف بأنها كانت تنظف غرفة نوم صديقها الحميم السابق بدلاً عنه. كانت تطوي ملابسه وتحجز له المواعيد عند الأطباء وتكتب طلبات العمل التي كان يقدمها. تقول إنه لم يكن لديه أي أهداف. وعندما كانا يخرجان لتناول الشراب مع أصدقائهما، كانت تدعو ألا يتقيأ على مقاعد سيارة "أوبر" في طريق العودة. والآن، بعد أكثر من ثلاث سنوات على انفصالهما، تتذكره على أنه "رجل طفولي".

وتشرح بأنه "لم يكن يتواصل معي كما يجب. فجأةً، كان يرحل غاضباً إذا تجادلنا ويتوقف عن الحديث معي، أو يسخر مني إن بكيت". وهذا جعل جيني تعيد تقييم نوع الأشخاص الذين تريد مواعدتهم في المستقبل. "لا شك في أن ذلك جعلني أفكر بأنه يجب أن أكون على المستوى نفسه من النضوج العاطفي مع الشريك الذي أختاره في المستقبل. وضع ذلك كثيراً من الضغط على علاقتنا لأنني شعرت في النهاية بأنني أفعل كل شيء عنه".

هناك اتجاه متزايد في عالم المواعدة الحديث إلى التعبير عن الاستهجان من الرجال الذين لا يتمتعون بالكفاءة في بعض المجالات- لا سيما في الإطار المنزلي والعاطفي- وتسميتهم بـ"الرجال الطفوليين". ويمكن تعريف الرجل الطفولي، أو الرجل الطفل، إجمالاً، بأنه رجل لديه ميول مغايرة جنسياً وغير ناضج. غالباً ما يتهم بأنه منغلق عاطفياً وغير منظم، ولا يتمتع بالحد الأدنى من مستوى النظافة. وهو غالباً أقرب إلى صبي عمره ست سنوات من رجل بالغ راشد. ولهذا السبب، تشعر النساء بأنهن يتصرفن كأمهات لطفل بجسم رجل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لو ألقيت نظرة خاطفة على الخطاب السائد في عالم المواعدة اليوم، ستجد بأن النساء يعشن في ظل الخوف من الرجل الطفولي. لو دخلت إلى "تيك توك"، سوف تجد أن خبراء العلاقات يطلقون تحذيرات حول "المؤشرات" التي تدل على أنكم تواعدون شخصاً من هذا النوع. ومنها المنزل الذي تعمه الفوضى، والعجز عن تقبل الانتقاد، ولعب ألعاب الفيديو إلى ما لا نهاية، وسوء إدارة الوقت… واللائحة تطول. وفي الوقت نفسه، سوف تجدون في مقالات النصائح تفصيلاً للمحاذير التي يجب الانتباه إليها في أي شريك محتمل. لكن هل الرجل الطفولي موجود فعلاً، أم أنها محاولة أخرى لتحميل الرجال مسؤولية فشل العلاقة؟ وفي أسوأ الأحوال، هل يكون مفهوم الرجل الطفولي مجرد طريقة هجوم قاسية على انعدام كفاءة الرجل الشريك عبر التقليل من أهميته كرجل؟  

بعيداً من إطار المواعدة، تستخدم تسمية الرجل الطفولي لوصف الرجال بأنهم متطلبون وأنانيون وغير ناضجين. تخيلوا شخصاً قد يرمي ألعابه خارج عربة الأطفال عندما لا تسير الأمور كما يريد. "رجل طفولي ملعون"، كما قالت لانا ديل راي Lana Del Rey في مطلع عملها الموسيقي الأميركي "نورمان روكويل الحقير!". وغنت ساخطة "أشعارك رديئة وأنت تلوم نشرات الأخبار". يكشف بحث سريع لعبارة "رجل طفولي" على "تويتر" بأنها استخدمت من أجل انتقاد إيلون ماسك ودونالد ترمب والمؤثر المثير للجدل آندرو تايت. ويشبه سلوك كل من هؤلاء الأفراد، بهذا المعنى، بسلوك الأطفال.

في الوقت الراهن، أفضل تجسيد لمفهوم الرجل الطفولي على الشاشة هو بول (يونغ مازينو) في السلسلة الناجحة "بيف" التي تعرض على "نتفليكس". وبول هو الشقيق الأصغر لبطل السلسلة داني تشو (ستيفن يون)، الذي يحاول أن يؤسس معه شركة مقاولات. لكن بول عديم الكفاءة، ومدمن على العملات الرقمية ويمضي أيامه في لعب ألعاب الفيديو. حتى أن داني يحضر له وجبات الطعام. ويظهر عدم نضوجه في السياق العاطفي. في إحدى الحلقات، بعد أن يمارس الجنس مع مليونيرة (شخصية آيمي التي تؤديها آلي وونغ)، يطلب منها أن تقرضه المال ويدعوها "عاهرة" عندما ترفض.

غالباً ما تلخص تسمية الرجل الطفولي بمزيج من "عدم النضوج، والانغلاق العاطفي وعدم الاستعداد لتحمل مسؤوليات البالغين" كما تقول خبيرة العلاقات ومحامية الطلاق لورا فاسر. "وقد يشعر الشركاء الذين تظهر عليهم هذه الصفات الطرف الآخر بأنها مضطرة إلى لعب دور الأم بدل الشريكة المتساوية معهم". لكنها تتساءل إن كانت هذه التسمية "عادلة"- لأنه من الممكن للجميع، بغض النظر عن النوع الاجتماعي، أن يظهروا ميولاً طفولية في العلاقات.

تخبرني الطبيبة النفسية الدكتورة كارول ليبرمان، مؤلفة كتاب "الرجال الأشقياء: لماذا نحبهم وكيف نعيش معهم ومتى نهجرهم"Why We Love Them, How to Live with Them, and When to Leave Them بأن التسمية أقرب إلى رد فعل على وضع تعيس. وتقول "أي امرأة تدعو شريكها "رجلاً طفولياً" لأنها تشعر بأنها تتحمل أعباء فوق طاقتها وتشعر بالاستياء لأنه لا يقدم مزيداً من المساعدة في المنزل تدمر زواجها. مع كل تنظيف طبق أو وضع غسيل في الغسالة أو مسحٍ للأرضية". وفي الواقع، ذكرت مسألة انعدام المساواة في المنزل باعتبارها أحد أكثر أسباب الطلاق شيوعاً في السنوات السابقة. وتقول ليبرمان "وضعت التقاليد عبء الأعمال المنزلية على عاتق النساء" ولا يبدو بأن هذا الاتجاه يتغير: بينت دراسة حديثة بأن النساء لا يزلن ينهضن بالقسم الأكبر من الأعمال المنزلية على رغم أنهن يكسبن مدخولاً مالياً أعلى. وتخلص الدراسة إلى أن "المعايير الجندرية ما تزال قوية" في ما يتعلق بالأعمال المنزلية.

كما تؤثر العلاقة مع رجل طفولي في حياة النساء الجنسية. كشفت إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة "أرشيف السلوك الجنسي" Archives of Sexual Behaviour بأن انعدام المساواة في الأعمال المنزلية قد يضعف الرغبة الجنسية لدى النساء المرتبطات بهذا النوع من الرجال. يقول لي المعالج المتخصص بالعلاقات والجنس الدكتور توم موراي بأن الشريك الذي يثقل كاهله عبء المسؤولية قد يشعر بضعف الرغبة الجنسية لأنه يشعر بأنه "غير مدعوم" أو أنه "يتحمل فوق طاقته" في العلاقة. "عندما يستنفد الشخص طاقته العاطفية أو لا يشعر بأنه يحظى بالدعم، قد يكون من الصعب جداً عليه أن يقيم صلة عميقة مع شريكه".

فيما يلخص مفهوم الرجل الطفولي إلى حد معين، انعدام المساواة في الديناميات الجندرية، أظن بأنه لا يساعدنا على التقدم باتجاه علاقات أفضل- بل يسمح لنا أن نفكر بأن الرجال المغايرين جنسياً عاجزون عن التغيير.

العام الماضي، ابتكرت الصحافية مويا لوثيان-ماكلين تعبير "دور الضحية في العلاقات العاطفية" romantic victimhood في إشارة إلى ميل بعض النساء نحو شيطنة الرجل في أي علاقة فاشلة. ومن أوجه هذا المفهوم استخدام التعميم عند وصف سلوك شريك سابق، والسماح للنساء بالتفكير بأن الرجال شركاء عاطفيون سيئون لا أكثر. وتقول لوثيان-ماكلين إن النساء ينظرن إلى أنفسهن على أنهن دائماً ضحايا لسلوك الرجال بدل أن يتحملن القدر نفسه من المسؤولية عن فشل العلاقة. وتسمية الرجل الطفولي لديها الأثر نفسه.

يرفض مارك بروكس، مستشار السياسات المتخصص بدمج الرجال، تسمية الرجل الطفولي ويعتبرها جزءاً من ازدواجية المعايير في ما يتعلق بتصنيف سلوك الرجال. ويجد بأن التعبير "غريب وخاطئ"، ويقول إنها "خطوة إلى الوراء"، تبعدنا عن شكل أكثر تطوراً وشمولية من الحوارات التي تتناول مسألة الجندر. ويقول لي "لن يلصق أي أحد هكذا تسمية بالنساء. هذا لا يناسب الموقع الذي نتجه إليه كمجتمع، ولذلك يجب ألا يعد وصفاً مقبولاً".

يسهل علينا أن نضع شركاءنا السابقين في خانات ونصنفهم حسب تسميات معينة ونلقي باللوم عليهم، لكن أمامنا قضايا أعمق تستحق النظر فيها- مثل "تجارب الطفولة العالقة بلا حل" أو "غياب النماذج الإيجابية" أثناء النشأة، كما تقول فاسر. "كما هي الحال بالنسبة إلى أي تسمية أو لقب، من المهم جداً أن نتذكر بأن الأشخاص معقدون ولديهم جوانب متعددة، واختصار شخص ما بوصف واحد يمكن أن يظلمه ولا يساعد الوضع".

لا شك في أن بعض الشركاء- أياً كان نوعهم الاجتماعي- بحاجة في بعض الحالات إلى تدريب جدي في شؤون المنزل. لا يجب أن يشعر أي شخص بالتعاسة في العلاقة لأنه يتحمل مسؤوليات الشخص الآخر. لا سيما أن استخدم انعدام الكفاءة هذا كسلاح. لكن في حالات أخرى، هل تكمن المشكلة في أن صديقك الكسول يتوقع منك أن تلتقطي جواربه بدلاً عنه أو في أنه عليك اختيار شركائك بشكل أفضل؟

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات