ملخص
قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قصفت "المنشآت الصناعية العسكرية الأوكرانية" باستخدام صواريخ جوية وبحرية عالية الدقة وبعيدة المدى
أطلقت روسيا وابلاً جديداً من الصواريخ على أهداف في أنحاء أوكرانيا خلال الليل، مما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة في مدينة بشرق البلاد وتضرر عشرات المنازل وسقوط عدد كبير من القتلى والمصابين.
في المقابل، قال حاكم منطقة بريانسك في روسيا ألكسندر بوجوماز إن قوات أوكرانية قصفت قرية في المنطقة الواقعة على الحدود في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، وذلك بعد يوم من انفجار تسبب في خروج قطار بضائع عن مساره هناك.
وقال بوجوماز في منشور على قناته على "تيليغرام"، "قصفت القوات المسلحة الأوكرانية في الصباح قرية كوركوفيتشي في منطقة ستارودوبسكي". وأضاف "لم يسقط أي ضحايا. ونجم عن القصف اندلاع حريق في أحد البيوت. كل خدمات الطوارئ موجودة بالموقع".
ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التحقق من التقرير على نحو مستقل. ولم تعلن أوكرانيا من قبل مسؤوليتها عن شن أي هجوم داخل روسيا أو على الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا. غير أن الجيش الأوكراني يعلن يومياً عن أنشطة وتحركات للقوات في مناطق القتال.
هجوم بافلوهراد
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقريرها المسائي إن عدداً من الأشخاص قتلوا في الهجمات مساء أمس الإثنين، بينهم أطفال، لكنها لم تستفض في التفاصيل. وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن 34 أصيبوا.
ويأتي الهجوم على بافلوهراد، وهي مدينة ومركز لخطوط السكك الحديدية، خلال ثاني موجة من الهجمات الصاروخية في أنحاء أوكرانيا خلال ثلاثة أيام، في ما يبدو عودة من روسيا إلى أسلوبها الشتوي المتمثل في شن ضربات بعيدة المدى قبل أن تشن كييف هجوماً مضاداً متوقعاً.
وتسببت الهجمات في إحداث فجوة عميقة تناثر فيها الحطام في الباحة الخلفية لأحد المنازل على مشارف بافلوهراد التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن خط المواجهة. ولحقت أضرار جسيمة بمنازل قريبة. وفي وسط المدينة، تحطمت نوافذ سكن يقيم به عمال أحد مصانع الكيماويات.
وقال رئيس مجلس منطقة دنيبروبيتروفسك ميكولا لوكاشوك إن الهجوم ألحق أضراراً بنحو 19 مبنى سكنياً و25 منزلاً وثلاث مدارس وثلاثاً من رياض الأطفال وعدة متاجر. وأضاف أن الجرحى البالغ عددهم 34 بينهم خمسة أطفال.
وأشار تقرير هيئة الأركان العامة الأوكرانية إلى وقوع قتلى ومصابين مدنيين بينهم أطفال. وذكر أن المباني السكنية تضررت بالإضافة إلى مدارس ومستشفيات ورياض أطفال.
زيلينسكي: مقتل اثنين في هجمات على بافلوهراد
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الصاروخية الروسية على مدينة بافلوهراد شرق البلاد أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 40.
وأضاف زيلينسكي في خطابه اليومي المصور مساء الإثنين "قذائف الإرهابيين أخذت روحي شخصين، صغيرين للغاية... خضع 40 آخرون، منهم نساء وأطفال ورجال، للعلاج من جروح وإصابات".
وأشار إلى أن طفلاً عمره 14 سنة قتل قرب مدرسته عندما أصابتها قنبلة في منطقة تشيرنيهيف القريبة من الحدود الروسية.
روسيا تقول إنها تستهدف الجيش
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قصفت "المنشآت الصناعية العسكرية الأوكرانية" باستخدام صواريخ جوية وبحرية عالية الدقة وبعيدة المدى. وأضافت في بيان أن "أهداف الضربة تحققت. تعطل عمل المنشآت التي تصنع الذخيرة والأسلحة والمعدات العسكرية للقوات الأوكرانية".
وبدت الأضرار محدودة في باقي أنحاء أوكرانيا بعد دوي صفارات إنذار الغارات الجوية لساعات خلال الليل. وقالت أوكرانيا إنها نجحت في إسقاط 15 من بين 18 صاروخ كروز. وقال مسؤولون بالعاصمة كييف إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو قتلى في صفوف المدنيين جراء الضربات الجوية التي وقعت خلال الليل.
وجاءت الهجمات بعد ثلاثة أيام فقط من مقتل 23 مدنياً بقذيفة أطلقتها روسيا على مبنى سكني شاهق في مدينة أومان، وكان ذلك ضمن أول هجوم جوي كبير تطلقه روسيا على شتى أنحاء أوكرانيا خلال شهرين.
وشنت روسيا موجات من الهجمات الصاروخية على أوكرانيا من أكتوبر (تشرين الأول) حتى مطلع مارس (آذار) استهدفت في كثير من الأحيان البنية التحتية للطاقة وهو ما تصفه كييف باستراتيجية متعمدة للإضرار بالمدنيين وترويعهم، وهي جريمة حرب. وتقول موسكو إنها لا تستهدف المدنيين وإن هجماتها تهدف إلى الحد من قدرة كييف على القتال.
وعلى الأرض، الحرب مقبلة على نقطة تحول محتملة بعد خمسة أشهر من الهجمات الروسية التي لم تحقق مكاسب جديدة تذكر على الرغم من خوض أكثر المعارك البرية دموية في الحرب.
وتستعد كييف لشن هجوم مضاد بالاستعانة بمئات المركبات المدرعة والدبابات الممنوحة من الحلفاء، وآلاف الجنود الذين عادوا أخيراً من التدريب في الغرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القتال مستمر للسيطرة على مدينة باخموت، وهي بؤرة تركيز للهجمات الروسية في الشرق. وأعلن جنرال أوكراني كبير أن الهجمات المضادة للقوات الأوكرانية أزاحت القوات الروسية من بعض المواقع في المدينة، لكن الموقف ما زال صعباً.
وقال رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين في مقطع مصور نشر على الإنترنت إن مقاتليه يتسلمون أعداداً ضئيلة من القذائف التي يحتاجون إليها في الهجوم على باخموت.
خروج قطار عن مساره في روسيا بسبب "عبوة ناسفة"
تسبب انفجار "عبوة ناسفة" في خروج قطار شحن عن مساره في منطقة بريانسك الروسية الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا الإثنين، من دون وقوع إصابات، بحسب ما أفادت السلطات. كذلك، تضرر خط توتر عالٍ لنقل الطاقة، الإثنين، بسبب عبوة ناسفة في منطقة لينينغراد (شمال غرب).
ويأتي هذان الهجومان غداة قصف أوكراني أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في قرية بمنطقة بريانسك، وبعد يومين من هجوم بطائرة مسيرة تسبب في حريق هائل في مستودع نفط في شبه جزيرة القرم.
وقال حاكم منطقة بريانسك المتاخمة لأوكرانيا ألكسندر بوغوماز عبر "تيليغرام"، إن "عبوة ناسفة انفجرت، مما أدى إلى خروج قطار شحن عن مساره".
من جهتها، أوضحت الشركة العامة للسكك الحديدية الروسية في بيانات منفصلة أن الواقعة سجلت عند الساعة 10:17 بالتوقيت المحلي (7:17 بتوقيت غرينتش) بين منطقتي أونيتشا وراسوخا الواقعتين على بعد نحو 60 كيلومتراً إلى الشمال من الحدود الأوكرانية، وأن حركة النقل توقفت على هذا الخط.
وأكدت الشركة أن النيران اشتعلت في القاطرة وفي صهريجين، بعد خروجها عن المسار، وسيطر رجال الإطفاء على الحريق في بداية المساء. وأشارت إلى أنه إضافة إلى القاطرة، خرجت سبع عربات عن مسارها: أربع منها كانت تحتوي على محروقات، والبقية على مواد بناء.
من جهتها، أشارت الشركة البيلاروسية للسكك الحديدية في بيان إلى أن القطار تابع لها، وكان قد انطلق من مدينة غوميل البيلاروسية متجهاً إلى بريانسك. وبحسب الشركة البيلاروسية فقد انفجرت العبوة الناسفة على بعد "50 متراً" من القطار.
وأظهرت صور بثتها عدة وسائل إعلام روسية اشتعال النيران في مقدمة القطار وعدة عربات شحن سقطت بالقرب من السكك الحديدية.
وبيلاروس حليفة لموسكو وتشكل قاعدة خلفية للقوات الروسية، وسبق أن أعلنت في الأشهر الأخيرة عن تعرض السكك الحديدية التابعة لها لأعمال تخريب وتوقيف أشخاص متهمين بتدبير هذه الأعمال.
وكانت روسيا قد شهدت أعمال تخريب طالت قواعد عسكرية ومراكز تجنيد تابعة للجيش وحتى سكك حديد، منذ بداية الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022.
وأكثر من 65 شخصاً يشتبه في ضلوعهم بتخريب السكك الحديدية تم توقيفهم في روسيا منذ الخريف في نحو 20 منطقة، وفق تقرير نشره موقع "ميديازونا" الإخباري المعارض في منتصف أبريل (نيسان).
ونددت السلطات الروسية مراراً بتسلل مجموعات أوكرانية مسلحة إلى أراضيها، خصوصاً في منطقة بريانسك، لكن هذه المرة الأولى التي يتم الإبلاغ فيها عن خروج قطار عن مساره منذ ذلك التاريخ.
من جهته، قال حاكم منطقة لينينغراد ألكسندر دروزدينكو، الإثنين، إن خطاً للتوتر العالي تضرر جراء انفجار عبوة ناسفة قرب قرية سوسانينو الواقعة على بعد 50 كيلومتراً جنوب سانت بطرسبورغ. ونشر على "تيليغرام" صوراً تظهر عمود كهرباء وقد سقط على الأرض قرب منطقة حرجية. وقال إن أجهزة الأمن الروسية فتحت تحقيقاً في "عمل تخريبي". وفي سياق مرتبط، أعلنت السلطات في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم، الإثنين، أنها "تصد هجوماً بطائرات مسيرة معادية".
وقال حاكم سيباستوبول ميخائيل رازفوجاييف عبر "تيليغرام"، "تم بالفعل إسقاط طائرة مسيرة واحدة. جميع الأجهزة في المدينة في حالة تأهب".
وفي الأسابيع الأخيرة، أشارت السلطات الروسية إلى أن خطر الإرهاب قد ازداد، بالتالي تم إلغاء عديد من المناسبات العامة المقررة في أوائل شهر مايو (أيار) للاحتفال بالأعياد الوطنية الكبرى، بسبب التهديدات التي تعد مرتفعة للغاية.