ملخص
أشارت بيانات المنظمة الدولية للهجرة إلى نزوح 334053 شخصاً داخل السودان منذ بدء الاشتباكات
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القتال في السودان يجب أن يتوقف الآن "قبل أن يموت المزيد من الناس وينفجر هذا الصراع إلى حرب شاملة يمكن أن تؤثر على المنطقة لسنوات مقبلة"، ولفت في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الكينية نيروبي إلى أن الوضع في السودان "مقلق للغاية ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم"، وأضاف "الخرطوم في حالة اضطراب ودارفور تحترق مجدداً".
ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى وضع مصالح الشعب السوداني في المقام الأول من خلال الالتزام بالسلام والعودة إلى الحكم المدني بما يسمح بتنمية البلاد.
على الصعيد الإنساني، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة مستعدة، تحت قيادة ممثله الخاص في السودان فولكر بيرتس، لتقديم المساعدة إلى الشعب السوداني الذي يواجه "كارثة إنسانية" حيث يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي، فيما تم تدمير المستشفيات ونهب المستودعات الإنسانية.
أضاف غوتيريش "يجب السماح بدخول المساعدات إلى السودان، ونحن بحاجة إلى وصول آمن وفوري حتى نتمكن من توزيع الإغاثة على الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها. يجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. ويجب احترام العاملين في المجال الإنساني والممتلكات الإنسانية. أدعو المجتمع الدولي إلى دعم الشعب السوداني في سعيه لتحقيق السلام والعودة إلى التحول الديمقراطي"
تواصل المواجهات
في هذا الوقت، أعلن مفوض الأمم المتحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث أنه وصل إلى السودان، فيما تستمر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الـ18 على التوالي من دون أفق لحل وشيك، وسط تعالي التحذيرات من كارثة شاملة في هذا البلد قد تمتد إلى المنطقة بأسرها، اتفق الجنرالان القويان، عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو على هدنة لمدة 7 أيام، وفق ما أعلنت جوبا الثلاثاء.
وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان لها، إن قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية اتفقا من حيث المبدأ على هدنة لسبعة أيام تبدأ في الرابع من مايو (أيار).
وجاء في البيان أن رئيس جنوب السودان سلفا كير شدد على أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول وتعيين ممثلين في محادثات سلام. وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على تعيين ممثلين للمحادثات.
وورد أن جنوب السودان ضمن الدول التي ستستضيف المحادثات، وعرضت التوسط في الصراع الدائر في السودان.
وأعلنت الأمم المتحدة أن المعارك الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) بين الجيش وقوات الدعم السريع خلّفت أكثر من 334 ألف نازح و100 ألف لاجئ.
كما حذرت المنظمة الأممية من أن برامجها المخصصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى الثلاثاء سوى 14 في المئة من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع القتال.
ودعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، الذي أطاحه انقلاب عسكري، إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإقامة ممرات إنسانية دائمة وموثوقة وآمنة، والمباشرة بحوار بين الجيش وقوات الدعم السريع وإشراك المدنيين في مفاوضات شاملة تهدف إلى وقف الحرب، وصولاً إلى استئناف العملية السياسية والانتقال الديمقراطي في البلاد. وحذر حمدوك من أن استمرار الحرب في السودان قد يضر العالم بأسره.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لتغليب المصلحة الوطنية
وسط هذه الأجواء، عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي بحضور المندوبين الدائمين اجتماعاً استثنائياً، الأربعاء، بمقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة لتدارس الوضع في السودان، بناء على دعوة الرياض رئيسة القمة الإسلامية الحالية ورئيسة اللجنة التنفيذية، وأكد المجتمعون جملة نقاط في مقدّمها أهمية صون أمن السودان واستقراره واحترام وحدته وسيادته وسلامة أراضيه وبما يجنبه التدخلات الخارجية، ودعوا إلى الالتزام بالهدنة الإنسانية التي يتم الاتفاق عليها، وذلك لضمان إيصال المساعدات الإنسانية ودعم الجرحى والعالقين وإجلاء الرعايا والبعثات الدبلوماسية وخلق مسارات إنسانية آمنة لذلك.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي إلى الوقف الفوري للتصعيد العسكري وتغليب المصلحة الوطنية، بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات الشعب السوداني، وذلك في ضوء الخسائر البشرية الكبيرة وتدمير المنشآت والبنى التحتية، وطالبت الأشقاء في السودان بتغليب لغة الحوار والتحلي بضبط النفس والحكمة، والعودة بأسرع فرصة ممكنة إلى طاولة المفاوضات لمواصلة الجهود السلمية لحل الأزمة السودانية، بما يحافظ على وحدة السودان ومؤسسات الدولة ويحقق طموحات الشعب السوداني في الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وثمّن المجتمعون جهود السعودية لمساعيها الحميدة واتصالاتها مع الأشقاء في السودان والأطراف الإقليمية والدولية المعنية بهدف الوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار والعودة إلى المسار السلمي للمحافظة على وحدة السودان، وكذلك بمساعي أنقرة.
شأن داخلي
وشدد المجتمعون أيضاً على ضرورة مراعاة أن النزاع في السودان شأن داخلي خالص، والتحذير من أي تدخل خارجي أياً كانت طبيعته أو مصدره، مع وجوب الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة في السودان، وعبروا عن تأييدهم للمبادرة الأفريقية التي خرجت بها قمة دول شرق أفريقيا "إيقاد" بإرسال وفد رئاسي للوساطة، وتفعيل هذه المبادرة في إطار أفريقي - عربي مشترك.
إليكم تغطيتنا للتطورات السودانية عندما حدثت.