تباين إشارات الفيدرالي تنعكس على الأسواق المالية والذهب ينتعش

تراجعت الأسهم الأوروبية، بعد أن تلقى المستثمرون إشارات متباينة من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن سياسة التشديد النقدي، وهبط المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.8 في المئة، بقيادة أسهم شركات السيارات التي انخفضت 2.3 في المئة، وكان مؤشر أسهم النفط والغاز الرابح الوحيد، إذ ارتفع 1.3 في ال.
ورفع الاحتياطي الاتحادي أمس سعر الفائدة الرئيس 25 نقطة أساس إلى نطاق بين خمسة في المئة و5.25 في المئة مثلما كان متوقعاً، لكنه تراجع عن بيانه بأنه "يتوقع" الحاجة إلى مزيد من الزيادات.

سهم "شل بي أل سي" يصعد 2.4 في المئة

وقفز سهم شركة "شل بي أل سي" 2.4 في المئة مع تسجيل أرباح تتجاوز التوقعات، على رغم تراجع أرباحها في الربع الأول بشكل طفيف عن الربع السابق مع تباطؤ أسعار الطاقة وتأثر مؤشر "ستوكس 600" بانخفاض سهم "نوفو نوردسك" الدنماركية 4.8 في المئة، بعد أن قالت إنها ستقلل المعروض من جرعات تدخل في عقار "ويجوفي" لعلاج السمنة في الولايات المتحدة بسبب زيادة الطلب.

المركزي الأوروبي يرفع أسعار الفائدة

في غضون ذلك رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 3.25 في المئة كما كان متوقعاً، كما أبقى البنك خياراته مفتوحة بشأن التحركات المستقبلية مع استمرار معركته لمكافحة التضخم المرتفع في منطقة اليورو.

في تلك الأثناء قال محافظ البنك المركزي التركي شهاب قافجي أوغلو اليوم إن "المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المئة في عام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، على رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه".

وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب أردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021 ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً عند 85.51 في المئة العام الماضي.

وانخفض التضخم بعد ذلك، إذ لامس 43.68 في المئة بحلول أبريل (نيسان) الماضي مع استقرار الليرة نسبياً.

وقال قافجي أوغلو إنه "في حين أن انخفاض التضخم يسير بوتيرة أبطأ مما حدث من قبل، تؤكد المؤشرات تباطؤاً ملحوظاً في زيادات الأسعار"، مضيفاً أن "ضغوط التكلفة على التضخم تلاشت إلى حد كبير".

الدولار يتراجع والذهب يرتفع

في أسواق العملات تراجع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسة،  بعد أن فتح مجلس الاحتياطي الاتحادي الباب أمام توقف مؤقت لدورة التشديد النقدي الحاد، على رغم أن الأسواق تعرضت لصدمة بسبب الإحجام عن المخاطرة وسط تراجع في أسهم البنوك الأميركية.

أدى ذلك إلى انخفاض الدولار على نطاق واسع وتراجع عوائد سندات الخزانة بعد القرار، إذ أخذ التجار التعليقات على أنها إشارة إلى الوصول إلى ذروة أسعار الفائدة الأميركية.
وفي ظل ضعف في التداولات الآسيوية اليوم، ارتفع الجنيه الاسترليني 0.2 في المئة إلى أعلى مستوى في 11 شهراً تقريباً عند 1.25905 دولار، بينما صعد اليورو 0.19 في المئة إلى 1.1082 دولار، ليحوم بالقرب من أحدث ذروة له في عام، ولا تزال الأسواق في اليابان مغلقة في عطلة.

وهبط مؤشر الدولار في أحدث قراءة 0.14 في المئة إلى 101.09، بعد انخفاضه بأكثر من 0.6 في المئة في الجلسة السابقة، وتراجعت أسهم بنك "باك ويست" وعديد من المقرضين الإقليميين الأميركيين الآخرين في تعاملات ما بعد الإغلاق أمس الأربعاء.
وأدى الإقبال الحذر على المخاطرة لدعم الين الياباني، الذي يمثل ملاذاً آمناً عند اضطراب السوق، إذ ارتفع نحو 0.1 في المئة مقابل الدولار إلى 134.56،وعكس الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي الحساسان للمخاطر خسائرهما السابقة خلال التعاملات الآسيوية، وارتفعا 0.3 في المئة لكل منهما إلى 0.6692 دولار و0.6249 دولار على الترتيب.

على صعيد أسواق المعادن النفيسة صعدت أسعار الذهب لتقترب من مستويات مرتفعة على نحو قياسي، بعدما رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وألمح إلى أنه قد يحجم عن مزيد من الرفع للفائدة، وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.8 في المئة إلى 2055.54 دولار للأوقية (الأونصة)، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.3 في المئة إلى 2063.20 دولار للأوقية، وفي وقت سابق من الجلسة ارتفعت أسعار الذهب إلى 2072.19 دولار للأوقية مقتربة من أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 2072.49 دولار للأوقية بلغتها في 2020.

بالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 25.72 دولار للأوقية وارتفع البلاتين 0.7 في المئة إلى 1056.29 دولار للأوقية، وصعد البلاديوم 0.8 في المئة إلى 1433.75 دولار للأوقية.