Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هؤلاء الملوك حكموا بريطانيا العظمى قبل تشارلز الثالث

كان جورج الثالث أول ملك للأمة الجديدة بعد توحد بريطانيا العظمى وإيرلندا في دولة واحدة هي المملكة المتحدة

هؤلاء هم الملوك والملكات الذين تربعوا على رأس الهرم في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية في عهدها الحديث (اندبندنت عربية)

ملخص

كان جورج الثالث أول ملك للأمة الجديدة بعد توحد بريطانيا العظمى وإيرلندا في دولة واحدة هي المملكة المتحدة وتلاه 12 ملكا وملكة سبقوا ريتشار الثالث

يوم 6 مايو (أيار) الجاري بعد حفل التتويج سيصبح اللقب الرسمي للعاهل البريطاني هو تشارلز الثالث، حينها سيكون الملك الثالث عشر الذي يصل إلى عرش المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية منذ راحت البلاد تحمل هذا الاسم بعد قانون الاتحاد لعام 1707، الذي وحد المملكتين الإنجليزية والاسكتلندية ضمن ما يسمى بريطانيا العظمى.

لكن بدايات الملكية في بريطانيا وملوك بريطانيا تعود إلى الممالك الصغيرة في إنجلترا الأنغلو ساكسونية واسكتلندا في العصور الوسطى المبكرة، والتي تم دمجها في مملكتي إنجلترا واسكتلندا بحلول القرن العاشر، ويعد الملك الساكسوني إيغبرت الذي حكم لغاية عام 830 أول شخص في قائمة ملوك بريطانيا الـ62 الذين جلسوا على عرش إنجلترا على مدى 1200 عام تقريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جدير بالذكر أن الملكين تشارلز الأول والثاني لم يحكما خلال الحقبة الحديثة للبلاد وإنما قبل قانون الاتحاد، إذ حكم تشارلز الأول ما بين عامي 1649 و1625 بينما امتدت فترة حكم تشارلز الثاني بين عامي 1660 و1685.

نستعرض في ما يلي قائمة بملوك بريطانيا الذين تربعوا على رأس الهرم في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية في عهدها الحديث، ليكونوا رأس الدولة وكنيسة إنجلترا والقوات المسلحة في آن معاً:

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ملوك بريطانيا بالترتيب: 

1- الملكة آن (1702 - 17014)

آن المولودة في لندن عام 1665، الابنة الثانية لجيمس دوق يورك وآن هايد، كانت ملكة بريطانيا العظمى وإيرلندا وآخر ملوك عائلة ستيوارت. كانت ترغب في أن تحكم بشكل مستقل، لكن محدودية ثقافتها واعتلال صحتها المزمن جعلاها تعتمد بشدة على وزرائها، الذين وجهوا جهود إنجلترا ضد فرنسا وإسبانيا في حرب الخلافة الإسبانية. على رغم أن والدها كان من الروم الكاثوليك فقد كانت نشأتها بروتستانتية بإصرار من عمها الملك تشارلز الثاني.

تميزت فترة حكمها بالتنافسات المريرة بين اليمينيين والمحافظين وزادت حدة الخلافات بسبب عدم اليقين في شأن من سيخلفها.

في عام 1683 تزوجت آن من الأمير جورج أمير الدنمارك، ومع أنها حملت 18 مرة منذ زواجها وحتى عام 1700، إلا أن خمسة أطفال فقط ولدوا أحياء، ومن هؤلاء نجا صبي واحد وعاش إلى ما بعد مرحلة الطفولة. أنهت وفاته عام 1700 آمال آن في تأمين خليفة لها يحكم الممالك الثلاث آنذاك (إنجلترا واسكتلندا وإيرلندا). وهكذا وافقت على قانون التسوية لعام 1701، الذي سمى أحفاد الملك جيمس الأول من ابنته إليزابيث الألمانيين خلفاء لها.

2- الملك جورج الأول (1714 - 1727)

جورج لودفيغ المولود في هانوفر بألمانيا عام 1660، ابن حفيدة الملك جيمس الأول ملك إنجلترا، هو أول ملك ألماني من هانوفر يحكم بريطانيا العظمى، ووصل إلى العرش بفضل قانون التسوية الموقع عام 1701 الذي يضمن خلافة البروتستانت على العرش.

خلال حرب الخلافة الإسبانية حارب جورج بامتياز ضد الفرنسيين، وبدأ السياسيون الإنجليز اليمينيون في التودد له، لكن عديداً من المحافظين ظلوا موالين لجيمس ستيوارت المعروف بـ"المدعي القديم" الذي استبعد عن العرش لكونه كاثوليكياً.

بطبيعة الحال، شكل جورج وزارة يغلب عليها الطابع اليميني، لكن شعبيته كانت ضئيلة في إنجلترا. انتشرت إشاعات قبيحة في شأن معاملته لزوجته على نطاق واسع، وانعكس جشع عشيقتيه الألمانيتين بشكل سيئ على بلاطه. ومع ذلك، فقد حاول بجد أن يفي بالتزاماته تجاه مملكته الجديدة. ونظراً إلى أنه لم يكن يتحدث باللغة الإنجليزية كان يتواصل مع وزرائه باللغة الفرنسية، ومكنه حكمه الدبلوماسي الذكي من المساعدة في تشكيل تحالف مع فرنسا، لكنه غالباً ما كان يجد صعوبة في شق طريقه في السياسة الداخلية، حيث كان عليه أن يتعامل مع وزراء أقوياء الشكيمة الذين غادر بعضهم الحكومة احتجاجاً على الجهود المزعومة لتشكيل السياسة الخارجية الإنجليزية وفقاً لحاجات ممتلكات جورج في هانوفر. ومن خلال الانضمام إلى ابن الملك، الذي سيصبح لاحقاً الملك جورج الثاني، الذي لم تكن تربطه علاقة جيدة بوالده، شكل هؤلاء المنشقون حركة معارضة فعالة داخل الحزب اليميني. توفي جورج الأول بسكتة دماغية خلال رحلة إلى هانوفر تاركاً خلفه ابنه وخليفته، جورج الثاني، وابنته صوفيا دوروثيا التي ستصبح زوجة الملك فريدريك وليام الأول ملك بروسيا وأم فريدريك الكبير.

3- جورج الثاني (1727 - 1760)

تمتعت فترة حكم جورج أوغسطس المولود في هانوفر سنة 1683 والمعروف أيضاً باسم ماركيز ودوق كامبريدج، بحكم سياسي سليم، إلا أن افتقاره إلى الثقة بالنفس جعله يعتمد بشدة على وزرائه، وأبرزهم السير روبرت ولبول.

كان جورج الابن الذكر الوحيد للملك جورج الأول نشأ في هانوفر، وعند اعتلاء والده العرش الإنجليزي عينه أميراً لويلز. بحلول عام 1717 كان جورج الأول وابنه، اللذان كره كل منهما الآخر لسنوات، يتشاجران علانية. أصبح مقر إقامة الأمير في لندن مكاناً لتجمع مجموعة منشقة من اليمين برئاسة ولبول وفيكونت تشارلز تاونزإند. أدت المصالحة الفاترة التي حدثت بين الأمير ووالده الملك في عام 1720 إلى إدراج ولبول في إدارة جورج الأول كأحد وزرائه البارزين، مما أدى إلى تخلي الأمير عنه، ولما تولى منصبه كجورج الثاني كان على وشك إقالة ولبول من منصبه لو لم تتدخل زوجة الملك دفاعاً عن الوزير.

خلال العقدين الأولين من حكمه تابع جورج الثاني التطورات الخارجية والمحلية من كثب، ودعم سياسة ولبول للسلام وتقليص النفقات وسمح للوزير باستخدام رعاية التاج لبناء أغلبيته في البرلمان. وحصل ولبول على اعتراف بشرعية جورج من عديد من المحافظين المؤثرين، ومع ذلك نمت معارضة ضد جورج الثاني مثلما حصل في عهد والده، إذ تشاجر جورج الثاني وابنه فريدريك لويس، وأصبح الأمير زعيماً لفصيل مناهض لإدارة والده. بحلول عام 1742 كان هؤلاء المنشقون أقوياء بما يكفي لإجبار ولبول على الاستقالة، لكن الخليفة الذي اختاره الملك لرئاسة حكومته سرعان ما أدخل إنجلترا في حرب الخلافة النمسوية، وبذلك منح خصومه فرصة لتوجيه الاتهام بإخضاع مصالح إنجلترا لحاجات ممتلكات جورج الألمانية.

خلال العقد الأخير من حياته تراجع اهتمام جورج الثاني بالسياسة، ولم يكن أكثر من مجرد مراقب لأحداث حرب السنوات السبع ضد فرنسا، لأن رئيس حكومته وليام بيت هو من ابتكر الاستراتيجية الرائعة التي أدت في النهاية إلى انتصار بريطانيا. توفي جورج فجأة في لندن وخلفه حفيده، ابن فريدريك لويس، الملك جورج الثالث.

4- جورج الثالث (1760 - 1820)

جورج وليام فريدريك المولود في لندن عام 1738 كان الملك الألماني الثالث لبريطانيا العظمى وإيرلندا. خلال فترة حكمه فقدت بريطانيا مستعمراتها الأميركية لكنها برزت كقوة رائدة في أوروبا.

أصبح وريث العرش عندما توفي والده عام 1751 خلفاً لجده جورج الثاني، وكان أول ملك ألماني يستخدم اللغة الإنجليزية كلغة أولى. في عام 1761 تزوج جورج من شارلوت مكلنبورغ ستريليتس وأنجب منها 15 طفلاً.

اختار جورج معلمه إيرل بوت ليكون أول رئيس وزراء له، وكان اختياراً سيئاً، إذ عزل هذا الأخير الملك عن كبار السياسيين، وتم تشويه سمعة جورج على نطاق واسع. واجهت البلاد حالة عدم استقرار عقب استقالة بوت ولم يتمكن جورج الثالث من حل الصعوبات المالية التي يواجهها التاج، والتي تفاقمت بسبب حرب السنوات السبع. في عام 1770 عين جورج لورد نورث رئيساً للوزراء، وعلى رغم أن إدارته كانت فعالة، فإنها كانت ترزح تحت وطأة الخلافات مع المستعمرين الأميركيين حول المحاولات البريطانية لفرض ضرائب عليهم. بدأت الحرب في عام 1775 واستمرت بناءً على إصرار الملك بدافع منع الاحتجاجات المقلدة في أماكن أخرى. أجبرت الهزيمة البريطانية عام 1781 رئيس الوزراء نورث على الاستقالة.

وضعت الحرب الأميركية وعواقبها السياسية والنزاعات العائلية ضغطاً كبيراً على جورج. بعد نوبات خطرة من المرض يعتقد الآن أن سببها كان مرض الصبغة الأرجوانية، أصيب الملك باضطراب دائم في عام 1810، وأصبح أمير ويلز (لاحقاً جورج الرابع) وصياً على العرش.

ظل جورج الثالث مريضاً حتى وفاته، لكن من الناحية النظرية كان أول ملك للأمة الجديدة بعد توحد بريطانيا العظمى وإيرلندا في دولة واحدة هي المملكة المتحدة.

5- جورج الرابع (1820 - 1830)

اشتهر ملوك بريطانيا المنحدرون من هانوفر بعلاقاتهم السيئة مع ورثتهم، ولم يكن الملك جورج الثالث وابنه الأكبر استثناء. تسبب أسلوب حياة الأمير جورج المولود في وستمنستر عام 1865 الباهظ في أن ينظر إليه والده بازدراء. في عام 1785 تزوج الأمير سراً وبشكل غير قانوني من ماريا فيتزهيربرت من الروم الكاثوليك، لكنه بعد عشر سنوات تزوج رسمياً من الأميرة كارولين، مقابل دفع البرلمان ديونه. كان الزواج كارثة وحاول جورج طلاقها بعد وصوله إلى العرش لكن من دون جدوى. في عام 1811 أصبح جورج وصياً على العرش بعد إعلان جنون والده. أشبع حبه للاستعراضات والبهرجة إلى أقصى درجة بعد هزيمة نابليون النهائية على يد بريطانيا وحلفائها في عام 1815.

أصبح جورج ملكاً في عام 1820، وكانت زيارته إلى اسكتلندا بعد ذلك بعامين أول زيارة يقوم بها ملك بريطاني منذ عام 1650. لم يكن اهتمامه بالحكومة مكثفاً دائماً وكان يتمتع بعلاقات متنوعة مع وزرائه. وعلى رغم أنه كان يتودد إلى السياسيين اليمينيين في شبابه، فإنه كان يقوم بذلك بشكل أساسي لإزعاج والده، وأصبح بشكل متزايد مؤيداً لحزب المحافظين.

طوال سني رشده كان جورج راعياً مهماً للفن، وأحاط نفسه بالمهندسين المعماريين والمصممين والأعمال الفنية الرائعة، بشكل خاص في منطقة برايتون التي كان يزورها بشكل متكرر.

في السنوات الأخيرة من حياته لم يشارك جورج كثيراً في الحكومة وقضى وقته في عزلة في قلعة وندسور التي توفي فيها. ماتت ابنته الوحيدة الأميرة شارلوت أثناء ولادتها عام 1817، لذلك انتقل التاج إلى شقيق جورج الذي أصبح يعرف بوليام الرابع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

6- وليام الرابع (1830 - 1837)

كان وليام الرابع المولود في قصر باكنغهام سنة 1765 يعرف باسم "الملك البحار" و"بيلي السخيف"، ولم يكن وصوله إلى العرش متوقعاً لكونه الابن الثالث. بدأ حياته المهنية في البحرية الملكية لما كان في سن الثالثة عشرة، وكان سعيداً جداً بتجربته في البحار، إذ خدم في أميركا وجزر الهند الغربية وأصبح أميرال الأسطول في عام 1811.

خلال العشرية الأخيرة من القرن التاسع عشر وحتى عام 1811 كان وليام يعيش مع عشيقته الممثلة دوروثي جوردان، وأنجبا 10 أطفال.

في عام 1811 أصبح شقيق وليام الأكبر (جورج الرابع لاحقاً) وصياً على العرش بعد إعلان جنون والدهما. وأدت وفاة الابنة الوحيدة للأمير الوصي إلى تسابق إخوة جورج للزواج وإنجاب ورثة، مما دفع وليام إلى الزواج من الأميرة أديلايد. عند وفاة شقيقه الثاني أصبح وليام وريثاً.

جاء إصراره على حفل تتويج بسيط متناقضاً مع الإسراف في عهد أخيه، وكان وليام يتمتع في بداية حكمه بشعبية كبيرة، وهيمنت على عهده أزمة الإصلاح التي بدأت تقريباً مباشرة عندما خسرت حكومة المحافظين التابعة لدوق ويلينغتون التي دعمها وليام الانتخابات العامة في عام 1830.

وصل اليمينيون بقيادة لورد غراي إلى السلطة، عازمين على الدفع من خلال الإصلاح الانتخابي ضد المعارضة القوية في مجلسي العموم واللوردات. أعطت انتخابات عامة أخرى بعد عام الأغلبية لحزب العمال اليميني في مجلس العموم، لكن اللوردات استمروا في رفض مشروع قانون الإصلاح، وشهدت البلاد أزمة سياسية رافقتها أعمال شغب في بعض المناطق.

وافق الملك في النهاية على إنشاء عدد كاف جديد من المقاعد للوردات اليمينيين من أجل تمرير مشروع القانون في المجلس، لكن اللوردات الذين عارضوه تراجعوا وتم تمرير القانون في عام 1832، الذي ألغى بعضاً من أسوأ انتهاكات النظام الانتخابي ووسع الامتياز ليشمل الطبقات الوسطى.

توفي وليام من دون أن يترك أي أبناء على قيد الحياة، فسلمت العهدة لابنة أخته فيكتوريا.

7- فيكتوريا (1837 - 1901)

كان عهد فيكتوريا المولودة في لندن سنة 1819 ثاني أطول حكم للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا بعد الملكة إليزابيث الثانية إذ استمر لمدة 63 عاماً، وكان تأثيرها واضحاً في جميع مناحي الحياة لدرجة باتت حقبتها تعرف باسم العصر الفيكتوري. كانت فيكتوريا تبلغ من العمر 18 سنة فقط عندما وصلت إلى العرش. تزوجت من الأمير ألبرت المولود في ألمانيا وكانا يتحدثان معاً باللغتين الإنجليزية والألمانية، وأنجبا تسعة أطفال. توفي ألبرت في سن الثانية والأربعين، وأحزنت وفاته فيكتوريا كثيراً لدرجة أنها قررت ارتداء ملابس سوداء فقط لبقية حياتها.

خلال حكم فيكتوريا كانت الإمبراطورية البريطانية في قمة قوتها وأقصى امتدادها، إذ شملت الهند وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا، وغطت خمس الكرة الأرضية، وشكل المواطنون الخاضعون لحكمها نحو ربع سكان الأرض. تمت تسمية مواقع حول العالم باسمها، من فيكتوريا في كندا إلى شلالات فيكتوريا في زامبيا إلى كوينزلاند في أستراليا. عرف العصر الفيكتوري بالإصلاح والتغيير السياسي والتقدم في الفنون والصناعة والاختراعات بما في ذلك الهاتف والتلغراف، مثلاً في بداية عهدها، كان على عديد من الأطفال العمل، بينما باتت نسبة كبيرة منهم قادرة على الذهاب إلى المدرسة بحلول وقت وفاتها، كذلك لما وصلت إلى العرش كان معظم الناس يسافرون على ظهور الجياد أو سيراً على الأقدام، بينما بدأ عصر السكك الحديدية في عهدها.

ساعدت فيكتوريا أيضاً في تشكيل الثقافة الشعبية، إذ جعلت تقليد أشجار عيد الميلاد المزينة رائجاً في بريطانيا، وكانت هي من بدأت موضة ارتداء العرائس اللون الأبيض في يوم الزفاف والأرامل اللون الأسود بالكامل في الحداد. توفيت فيكتوريا عن عمر يناهز 81 سنة، ودفنت قرب قلعة وندسور بجانب ألبرت، وخلفها ابنها الأكبر إدوارد السابع.

8- إدوارد السابع (1901 - 1910)

تعرض إدوارد المولود في لندن سنة 1841 لتربية صارمة منذ سن مبكرة، إذ حرص والداه على ضمان استعداد ابنهما البكر للحكم. التحق بجامعتي أكسفورد وكامبريدج وانضم لفترة وجيزة إلى الجيش. تسببت علاقته بإحدى الممثلات بفضيحة كبيرة دفعت الأمير ألبرت إلى توبيخ ابنه في زيارة عاجلة، توفي ألبرت بعد أسبوعين، وحملت فيكتوريا ابنها جزئياً مسؤولية وفاة والده.

انسحبت فيكتوريا بالكامل تقريباً من الحياة العامة بعد رحيل زوجها، وسمح لإدوارد بتمثيلها في المناسبات الرسمية، لكنه بالكاد منح أي فرصة للمشاركة في شؤون الدولة. كان يمضي وقته في الأكل والشرب والمقامرة والرماية ومشاهدة السباقات والإبحار. في عام 1863 تزوج الأميرة ألكسندرا من الدنمارك وأنجبا ستة أطفال، خمسة منهم بقوا على قيد الحياة حتى سن الرشد. كانت تربط إدوارد أيضاً علاقات طويلة بسلسلة من العشيقات، بمن فيهن الممثلة ليلي لانغتراي.

عندما وصل إلى العرش في عام 1902 تولى دوره الجديد باندفاع واسترد عهده البريق إلى نظام ملكي كان قاتماً إلى حد ما منذ وفاة والده قبل 40 عاماً. نظراً إلى ارتباطه بعلاقات قربى مع معظم الملوك الأوروبيين (حتى أنه كان يعرف باسم "عم أوروبا")، كان قادراً على المساعدة في مفاوضات السياسة الخارجية. كان إدوارد أيضاً أول ملك بريطاني يزور روسيا. وفي عام 1902 أسس وسام الاستحقاق لمكافأة أولئك الذين تميزوا في العلوم أو الفن أو الأدب.

في العام الأخير من حياته تورط إدوارد في أزمة دستورية نتجت عن رفض الأغلبية المحافظة في مجلس اللوردات تمرير الميزانية الليبرالية لعام 1909، وتوفي قبل حل الأزمة ليخلفه ابنه جورج الخامس.

9- جورج الخامس (1910 - 1936)

ولد جورج عام 1865 في لندن، وهو الابن الثاني لأمير ويلز. التحق بالبحرية الملكية في سن الـ18 لكن وفاة شقيقه الأكبر في عام 1892 عنت أنه اضطر إلى ترك مهنة كان يستمتع بها، ليتولى مهام وريث العرش. تزوج من خطيبة أخيه الأكبر الأميرة ماري، وأنجبا ستة أطفال. بدأ عهده وسط أزمة دستورية ورثها عن عهد والده بسبب محاولة الحكومة كبح سلطة مجلس اللوردات، بعد أن حصلت الحكومة الليبرالية على وعد من الملك السابق بإنشاء عدد كاف من المقاعد في مجلس اللوردات للتغلب على معارضة المحافظين فيه. كان جورج الخامس الملك - الإمبراطور الوحيد الذي يزور الهند في عام 1911.

ازداد احترام العامة للملك خلال الحرب العالمية الأولى، عندما زار مرات عدة الخطوط الأمامية والمستشفيات والمصانع وأحواض بناء السفن. في عام 1917 قاده الشعور المناهض للألمانية إلى تبني اسم عائلة وندسور، ليحل محل اسم ساكس كوبرغ غوتا الجرماني.

بعد إطاحة القيصر الروسي في عام 1917، شهد عالم ما بعد الحرب إسقاط الممالك في جميع أنحاء أوروبا، وكان عديد منها مرتبطاً بالعائلة المالكة البريطانية. كذلك تغيرت علاقة الملك بأجزاء من الإمبراطورية البريطانية. أدت انتفاضة عيد الفصح عام 1916 في دبلن والحرب الأهلية اللاحقة إلى إنشاء دولة إيرلندا الحرة في عام 1922، والتي أصبحت دولة مهيمنة، بينما ظلت المقاطعات الشمالية الست جزءاً من المملكة المتحدة. كان قانون وستمنستر لعام 1931 يعني أن البرلمانات المهيمنة يمكنها الآن تمرير قوانين من دون الرجوع إلى قوانين المملكة المتحدة. أدى هذا بشكل غير متوقع إلى زيادة أهمية النظام الملكي، إذ إن السيادة التي لم تعد خاضعة لبرلمان واحد أعلى في وستمنستر أصبحت مرتبطة الآن من خلال الولاء المشترك للتاج. اكتسبت الهند حقها بالحكم الذاتي في عام 1935.

في عام 1924 وافق جورج بسهولة على أول حكومة عمالية، وبعد بضع سنوات تسبب الركود الاقتصادي العالمي في أزمة سياسية في بريطانيا، ما حدا بالملك إلى الترويج لفكرة تشكيل حكومة "ائتلاف وطني" من حزب العمال والمحافظين والليبراليين، وهذا ما حصل في النهاية.

بعد عام من احتفاله بيوبيله الفضي توفي جورج الخامس في عام 1936 وخلفه ابنه إدوارد.

10- إدوارد الثامن (1936)

ولد إدوارد في منطقة ساري جنوب لندن عام 1894، وكان الابن الأكبر لدوق يورك ومعروفاً بين أفراد عائلته باسم ديفيد. في عام 1910 صار إدوارد أمير ويلز لما اعتلى والده العرش. انضم إلى حرس رماة القنابل في الحرب العالمية الأولى، لكن لم يسمح له بالمشاركة بالخدمة الفعلية. خلال عشرينيات القرن الماضي قام بجولات خارجية مكثفة بخاصة في الإمبراطورية ممثلاً والده. أكسبت هذه الجولات إدوارد شعبية كبيرة، إلى جانب زياراته إلى المناطق التي ترتفع فيها معدلات البطالة ونسب الحرمان في بريطانيا خلال الكساد الاقتصادي في أوائل الثلاثينيات.

كانت لإدوارد علاقات مع عدد من النساء المتزوجات في عشرينيات القرن الماضي، لكنه التقى واليس سيمبسون، زوجة رجل أعمال أميركي، وأغرم بها. في يناير (كانون الثاني) عام 1936 توفي جورج الخامس وأصبح إدوارد ملكاً. في أكتوبر (تشرين الأول) حصلت واليس سيمبسون على الطلاق من زوجها، واتضح أن الملك الجديد يرغب في الزواج منها، على عكس نصيحة عديد من مستشاريه الذين لم يصدقوا أن إدوارد، بصفته رئيساً لكنيسة إنجلترا يمكن أن يتزوج من امرأة مطلقة. فشلت جميع المحاولات لإيجاد حل، وعلى هذا النحو، وقع إدوارد صك تنازله عن العرش في ديسمبر (كانون الأول)، وفي اليوم التالي غادر إلى أوروبا وأصبح شقيقه الأمير ألبرت الملك جورج السادس.

في صيف العام التالي، تزوج إدوارد وواليس سيمبسون وحصل الزوجان على لقبي دوق ودوقة وندسور، وكانت فرنسا مكان إقامتهما الرئيس لمدة سنتين. بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم تعيين إدوارد حاكماً لجزر الباهاما. ظل في هذا المنصب حتى نهاية الحرب، عندما عاد هو والدوقة إلى فرنسا.

في السنوات المتبقية من حياته، قام الدوق بزيارات قصيرة فقط إلى إنجلترا لحضور جنازات أفراد العائلة المالكة، وتوفي إدوارد بسرطان الحنجرة في باريس عام 1972 ودفن بالقرب من قلعة وندسور.

11- جورج السادس (1936 - 1952)

كان جورج السادس، المسمى أيضاً بالأمير ألبرت، المولود في نورفولك بإنجلترا سنة 1920، الابن الثاني للملك جورج الخامس. خدم الأمير في البحرية الملكية والخدمة الجوية البحرية الملكية والقوات الجوية الملكية ثم التحق بكلية ترينيتي بجامعة كامبريدج. تم تعيينه في عام 1920 دوقاً ليورك. رعى معسكر دوق يورك السنوي، حيث يقضي عدد متساو من تلامذة المدارس الخاصة وأبناء المناطق الصناعية أسبوعاً معاً في ضيافته. تزوج السيدة إليزابيث أنجيلا مارغريت باوز ليون، وأنجبا طفلتين: الأميرة إليزابيث والأميرة مارغريت.

تسلم دوق يورك العرش في ديسمبر عام 1936 بعد تنازل شقيقه إدوارد الثامن عنه، وأعلن ملكاً رسمياً بعد يوم. اتخذ لنفسه اسم جورج السادس وتوج بعد نحو ستة أشهر. قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، أكد الملك التضامن الأنغلو - فرنسي وأقام صداقة وثيقة مع الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت، لكنه أيد سياسة "الاسترضاء" التي اقترحها رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين تجاه ألمانيا وإيطاليا. في مايو عام 1940 عندما أجبر مجلس العموم تشامبرلين على الاستقالة، رغب الملك في تعيين إدوارد فريدريك ليندلي وود في منصب رئاسة الوزراء، ولكن تم حثه على اختيار ونستون تشرشل، الذي كان يدعم قيادته في زمن الحرب بصراحة.

خلال الحرب أصبح جورج رمزاً مؤثراً لشجاعة الشعب البريطاني وثباته. بدلاً من نقل عائلته إلى مكان آمن في كندا، بقي في المملكة المتحدة خلال معركة بريطانيا، كما زار جيوشه في جبهات قتالية عدة. علاوة على ذلك قدم جورج السادس نموذجاً للإصرار في كفاحه المعروف للتغلب على التأتأة الشديدة التي كان يعانيها منذ الطفولة، إذ كانت ذروة التحدي في الخطاب الإذاعي المباشر الملهم الذي ألقاه الملك في 3 سبتمبر (أيلول) عام 1939، عندما دخلت بريطانيا الحرب العالمية الثانية.

على رغم أن قيادة جورج للشعب البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية كانت رمزية، فإن فترة حكمه كانت الأكثر أهمية من ناحية التطور المتسارع للإمبراطورية البريطانية إلى كومنولث مكون من دول عدة وتحول بريطانيا العظمى بعد الحرب إلى دولة رفاهية.

ومع أن جورج لم يعد إمبراطوراً للهند عندما أصبحت الهند وباكستان دولتين مستقلتين منفصلتين، لكن تم الاعتراف به رسمياً في أبريل (نيسان) عام 1949 كرئيس للكومنولث من قبل حكومات الدول الأعضاء فيه. كانت صحة الملك تتدهور منذ عام 1948، وتوفي بعد بضعة أشهر من خضوعه لعملية جراحية لسرطان الرئة، تاركاً العرش لابنته الكبرى إليزابيث.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

12- إليزابيث الثانية (1952 - 2022)

تولت الأميرة إليزابيث المولودة في لندن عام 1926 مهام العرش لما كانت في الخامسة والعشرين من عمرها بعد وفاة والدها لكونها الابنة الكبرى. في عام 1947 تزوجت الأميرة إليزابيث من الأمير فيليب الذي كان أحد أفراد العائلة المالكة اليونانية وضابطاً في البحرية الملكية في الحرب العالمية الثانية، وأنجبا الأمير تشارلز عام 1948 قبل وصولها إلى الحكم، ضمن ملوك بريطانيا.

مع أن إليزابيث بدأت مهامها فعلياً بعد وفاة والدها مباشرة في عام 1952 إلا أن حفل تتويجها لم ينظم إلا بعد 18 شهراً، وكان أول حفل تتويج يتم بثه على الهواء عبر التلفزيون، إذ شاهده 27 مليون شخص في المملكة المتحدة واستمع 11 مليوناً إلى مجرياته عبر الراديو.

كان أكثر من 20 دولة جزءاً من الإمبراطورية البريطانية عندما وصلت الملكة إلى العرش، لكن عدداً منها حصل على الاستقلال خلال فترة حكمها، وكانت الملكة رئيسة الكومنولث ورأس الدولة لـ16 دولة عضواً من أصل 54 دولة.

كانت فترة حكم إليزابيث الثانية هي الأطول في التاريخ البريطاني إذ تجاوزت 70 عاماً، وشهدت تعاقب 15 رئيس وزراء على المنصب في عهدها. كذلك كانت الملكة البريطانية الرابعة فقط خلال 1200 عام بعد ماري الأولى وإليزابيث الأولى وآن وفيكتوريا.

في عام 2022 أصبحت إليزابيث الثانية أول ملكة بريطانية تحتفل باليوبيل البلاتيني، لمناسبة مرور 70 عاماً على جلوسها على العرش، وتوفيت لاحقاً في سبتمبر من العام نفسه في قلعة بالمورال ليخلفها ابنها الأكبر تشارلز.

المزيد من تحقيقات ومطولات