ملخص
ظهر نائب وزير الدفاع الروسي السابق ميخائيل ميزينتسيف مرتدياً زياً قتالياً يحمل شارة "فاغنر" وهو يزور معسكراً للتدريب ويقوم بجولة في مواقع روسية في بلدة باخموت.
قتل ستة أوكرانيين بنيران روسية اليوم السبت، فيما كانوا يشاركون في عملية لنزع الألغام في منطقة خيرسون بجنوب البلاد، بحسب ما أفاد مسؤولون أوكرانيون.
وقالت خدمة الإسعاف الطارىء في البلاد "قتل ستة من خبرائنا"، مضيفةً أنهم كانوا "ضحية إطلاق نار فيما كانوا يقومون بعمليات لنزع الألغام في منطقة خيرسون".
وقال سلاح الجو الأوكراني، في وقت سابق اليوم السبت، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت للمرة الأولى صاروخاً روسياً فرط صوتي خلال هجوم على العاصمة كييف، الأسبوع الماضي، في انتكاسة كبيرة محتملة لحملة الضربات الجوية بعيدة المدى التي ينفذها الكرملين.
والصاروخ "كينزال"، ومعناه "خنجر" باللغة الروسية، أحد ستة أسلحة من "الجيل القادم" كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018 عندما تفاخر بعدم إمكانية إسقاطه من أي من أنظمة الدفاع الجوي في العالم.
الذي لا مثيل له
وقال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشوك، إن صاروخ "كينزال كيه أتش–47" أسقط، مساء الخميس، خارج كييف. مؤكداً أن منظومة الدفاع الجوي الأميركية "باتريوت" أسقطته.
وأضاف أوليشوك عبر تطبيق "تيليغرام"، "أهنئ الشعب الأوكراني على هذا الحدث التاريخي. نعم، لقد أسقطنا صاروخ (كينزال) الذي لا مثيل له".
ومنظومة "باتريوت" الأميركية هي واحدة من مجموعة وحدات دفاع جوي متطورة قدمها الغرب لمساعدة أوكرانيا في صد حملة الضربات الجوية الروسية المستمرة منذ أشهر، التي تستهدف البنية التحتية الحيوية ومنشآت الطاقة ومواقع أخرى.
وقتل مئات المدنيين في الهجمات التي كثفتها روسيا في أكتوبر (تشرين الأول) قبل الشتاء. ولم تنجح الضربات في إصابة شبكة الكهرباء بالشلل، لكنها تسببت في انقطاعات كبيرة للتيار. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.
وتفاخرت موسكو، التي لم تعلق حتى الآن على بيان أوكرانيا في شأن الصاروخ "كينزال"، في الماضي بأن الصاروخ لا مثيل له في الغرب.
وهذا الصاروخ الباليستي، الذي يطلق من الجو ويمكن أن تصل سرعته إلى 12350 كيلومتراً في الساعة، قادر على حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية، وتشير تقارير إلى أن مداه يتراوح بين 1500 و2000 كيلومتر.
وأوضحت أوكرانيا أن الصاروخ أطلق خلال هجوم بطائرة مسيرة على كييف ومدن أخرى في الساعات الأولى من الخميس.
وجاءت تلك الضربة الجوية بعد أقل من يوم واحد من اتهام روسيا لأوكرانيا بتنفيذ محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين في هجوم بطائرة مسيرة على مبنى الكرملين بموسكو، وهددت بالرد.
وقال مسؤولون، إن أوكرانيا تسلمت صواريخ "باتريوت" الأميركية، الشهر الماضي.
إصابة كاتب الكرملين
وحملت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم السبت، الغرب وأوكرانيا مسؤولية انفجار سيارة أسفر عن إصابة الكاتب الموالي للكرملين زخار بريليبين، بجروح ومقتل شخص آخر، من دون تقديم دليل.
وقالت زاخاروفا عبر "تيليغرام" بعد وقت قصير من الانفجار "قامت واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بتغذية خلية إرهابية دولية أخرى هي نظام كييف"، مضيفة أن الانفجار "تتحمل مسؤوليته بشكل مباشر الولايات المتحدة وبريطانيا. نحن نصلي من أجل زخار".
نائب سابق لوزير الدفاع ينضم إلى "فاغنر"
قالت قنوات روسية مؤيدة للحرب على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس إن الكولونيل ميخائيل ميزينتسيف نائب وزير الدفاع الروسي السابق انضم إلى مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة كنائب للرئيس.
وفي مقطعي فيديو نشرهما مراسل الحرب ألكسندر سيمونوف على "تيليغرام"، ظهر ميزينتسيف مرتدياً زياً قتالياً يحمل شارة "فاغنر" وهو يزور معسكراً للتدريب ويقوم بجولة في مواقع روسية في بلدة باخموت شرق أوكرانيا.
وتزامن ظهور اللقطات مع إصدار بيانين مصورين لمؤسس جماعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين الذي كرر غاضباً الاتهامات التي يوجهها منذ فترة طويلة بأن وزارة الدفاع تبخل على قواته بالذخيرة في غيرة على نجاحها.
ودأب بريغوجين على اتهام التيار العام في الجيش بما في ذلك وزير الدفاع سيرغي شويغو بعدم الكفاءة، لكنه خص قادة أفراداً بالثناء.
وفي 29 أبريل (نيسان)، بعد يوم من إعلان إقالة ميزينتسيف من وزارة الدفاع، قالت الخدمة الصحفية لبريغوجين إنه قدم عرضاً لتعيين الكولونيل.
وكان ميزينتسيف هو الذي دبر حصار مدينة ماريوبول الأوكرانية في الأشهر الأولى من الحرب العام الماضي، وعُين نائباً لوزير الدفاع مسؤولاً عن الإمداد اللوجيستي في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وجاء على قناة "غراي زون" في "تيليغرام" التي يجري مراقبتها من كثب وهي منتسبة إلى "فاغنر" أن ميزينتسيف "ليس الأول، ومن الواضح أنه لن يكون آخر جنرال لم يكن في مكانه الملائم وسط البيروقراطية والتملق".
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ميزينتسيف في يونيو (حزيران)، واصفاً إياه بأنه "جزار ماريوبول" لدوره في الحصار الذي دمر المدينة.
وأشاد بريغوجين في بيان مصور بميزينتسيف لكنه لم يؤكد تعيينه. ورداً على سؤال لـ"رويترز" قال بريغوجين إن مثل هذه الأمور في زمن الحرب سرية.
كيف وصلت الطائرتان إلى الكرملين؟
قال خبراء الطائرات المسيرة في الولايات المتحدة إن الطائرتين المسيرتين اللتين تحطمتا فوق الكرملين في وقت سابق من الأسبوع الجاري أفلتتا من عدد كبير من أنظمة الدفاع داخل موسكو وحولها، مما يشير إلى احتمال إطلاقهما من داخل روسيا.
ودفعت اللقطات المصورة للطائرتين المسيرتين حكومات ومحللي استخبارات أمنية إلى القيام بعملية بحث دقيق لاكتشاف مصدر الطائرتين اللتين صممتا للطيران إلى وجهتهما ثم الانفجار.
وقال رئيس مؤسسة الملاحة والتوقيت غير الهادفة للربح دانا جوارد إن موسكو تولي اهتماماً شديداً لحماية الكرملين من الطائرات المسيرة، في الأقل منذ عام 2015 عندما بدأت استخدام إجراءات إلكترونية مضادة لإبعاد الطائرات بشكل تلقائي عن طريق التشويش والتضليل و"خداع" نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال جوارد إن الأجهزة الدفاعية المتطورة قد تعني أن المسيرتين المستخدمتين، اللتين يعتقد أنهما متوسطتان في الحجم، "لم تكونا على الأرجح تستخدمان نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) بل تم التحكم فيهما يدوياً، مما يشير إلى أن الطائرتين أطلقتا من مكان قريب، أو تم توجيههما فقط ليسلكا طريقهما على غرار (مسيرات) كاميكازي".
ويظهر اثنان من مقاطع فيديو عدة نشرت على قنوات وسائل التواصل الاجتماعي الروسية جسمين يحلقان على المسار نفسه نحو قبة مجلس شيوخ الكرملين، وهي واحدة من أعلى النقاط في مجمع الكرملين. وبدا الجسم الأول وكأنه دمر وتصاعد منه قليل من الدخان، وترك الثاني ما يبدو أنه حطام على القبة.
واتهمت روسيا أوكرانيا بأنها دبرت الهجوم بمساعدة الولايات المتحدة. ونفت كييف وواشنطن تورطهما. ومن الصعب الإفلات من عمليات الكشف أثناء الطيران لمسافات بعيدة.
قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الطائرات المسيرة برينك بليك ريسنيك "من المدهش أن تتمكن هذه الطائرة المسيرة من التحليق حول موسكو بالكامل حتى تصل إلى الكرملين من دون أن يتم اكتشافها وإسقاطها".
وأضاف "الحجم الصغير نسبياً والارتفاع المنخفض قد يساعدان. وإذا كانت الطائرة المسيرة لا تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي ولا تتواصل مع محطة تحكم أرضية فسيؤدي ذلك أيضاً إلى تعزيز مقاومتها لتقنيات التشويش والتضليل".
وقال جوارد إن الكرملين لديه عدد كبير من أنظمة الدفاع القريبة التي تستخدم الرادار والتعقب البصري، إذ يمكن أن تستخدم تلك الأنظمة الرصاص والقذائف المتفجرة لحماية الكرملين من الطائرات المسيرة أو الصواريخ.
وقال خبير الطائرات المسيرة في جمعية الطيران العمودي دان جيتينجر إنه في حالة ما إذا كان الإطلاق تم من داخل روسيا فإن عدد الطائرات القادرة على تنفيذ هذا الهجوم يكون أكبر بالتأكيد.
اتفاق تصدير الحبوب
فشلت أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة الجمعة في السماح لسفن جديدة بنقل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بموجب اتفاق هددت موسكو بالانسحاب منه بحلول 18 مايو (أيار) بسبب ما تواجهه من عقبات في تصدير الحبوب والأسمدة.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين إن عمليات التفتيش اليومية مستمرة للسفن التي حصلت على تصريح في وقت سابق.
ويشكل مسؤولون من الأطراف الأربعة مركز التنسيق المشترك بإسطنبول المعني بتنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود المبرم في يوليو (تموز).
وأبلغت روسيا نظراءها في مركز التنسيق المشترك الشهر الماضي بأنها لن توافق على أي سفن جديدة ما لم يضمن مشغلوها عبورها بحلول 18 مايو، وهو "التاريخ المتوقع ... لإغلاق (الاتفاق)".
وتقدم أوكرانيا يومياً قائمة بالسفن المطلوب حصولها على تصريح. وبمجرد الموافقة على هذه السفن يفتشها مسؤولو مركز التنسيق المشترك بالقرب من تركيا قبل إبحارها إلى أحد موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، عبر ممر إنساني بحري، لتحميل الشحنة ثم العودة إلى المياه التركية للخضوع لتفتيش نهائي.
ووفقاً لبيانات المركز، توجد حالياً سفينة واحدة مصرح لها تنتظر التفتيش قبل الإبحار في اتجاه أوكرانيا و25 سفينة أخرى تنتظر التفتيش النهائي وجميعها في المياه التركية.
كما توجد 13 سفينة في الموانئ الأوكرانية وخمس سفن في طريقها إلى أوكرانيا وسفينتان عائدتان إلى تركيا.
وأشار الموقع الإلكتروني للموانئ البحرية الأوكرانية إلى وجود ثماني سفن تسعى إلى الحصول على تصريح من مركز التنسيق المشترك.
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا لإبرام الاتفاق لمواجهة أزمة غذاء عالمية تفاقمت بسبب حرب موسكو في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه قبلت روسيا اتفاقاً مدته ثلاث سنوات وافقت فيه الأمم المتحدة على المساعدة في إزالة أي عقبات أمام صادرات موسكو من الحبوب والأسمدة.
وفي حين لا تخضع تلك الصادرات الروسية للعقوبات الغربية المفروضة بسبب الهجوم على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، تقول موسكو إن القيود على المدفوعات والخدمات اللوجيستية والتأمين تعوق شحناتها.