ملخص
كانت المعابر الحدودية بين مصر والسودان تشهد تكدساً كبيراً للنازحين، حيث وصل عددهم إلى 16 ألفاً خلال 3 أيام فقط
أوضاع إنسانية قاسية عاشها السودانيون منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل (نسيان) الماضي، مما جعل الآلاف من سكان العاصمة الخرطوم يهربون نحو مصر باحثين عن وضع أمني واقتصادي جيد.
وقالت مفوضية اللاجئين أول من أمس الخميس إن أكثر من 56 ألفاً عبروا الحدود من السودان إلى مصر، منهم واحد في المئة فقط من الجاليات الأجنبية.
استقرار ملحوظ
وكانت المعابر الحدودية بين مصر والسودان تشهد تكدساً كبيراً للنازحين، حيث وصل عددهم إلى 16 ألفاً خلال ثلاثة أيام فقط، فضلاً عن سوء الخدمات وانعدام مياه الشرب والغذاء، لكن الآن شهد الموقع تحسناً ملحوظاً في انسياب حركة المعابر بسبب تسهيل الإجراءات وتسريعها، فضلاً عن تراجع أعداد الوافدين إليها عما كانت عليه في الأيام الماضية.
كما تحسن أيضاً الوضع الإنساني للموجودين عند المعابر بسبب حضور الهلال الأحمر المصري الذي قدم خدمات إنسانية وإغاثية ورعاية طبية من خلال العيادات المتنقلة، فضلاً عن الوجبات وتذاكر القطارات.
استغلال الأزمة
وتقول الصحافية الباحثة في الشأن الأفريقي مروة كامل إن "وضع السودانيين على المعابر في الأيام الأولى كان عبارة عن تكدس كبير نسبة لمحدودية المساحة التي تتحمل أعداداً معينة في اليوم والتي تقدر بالمئات ليتضاعف العدد فجأة إلى آلاف".
وعن الحلول التي نفذتها الجهات المختصة لحل مشكلة التكدس، أوضحت، "منذ خمسة أيام تم تزويد المعبر بأعداد إضافية من الموظفين والعاملين، مع زيادة المرافق الصحية والخدمية، وقام الهلال الأحمر المصري بمعالجة المشكلات كافة، مع تزويد المعابر بالمياه، ونتيجة لهذه الجهود تناقص العدد بصورة ملحوظة وأصبحت الأعداد التي تدخل إلى مصر من السودان يومياً تنهي إجراءات دخولها بسرعة".
أما عن المعابر الأكثر استقراراً، فقالت كامل إن "معبر أشكيت أكثر مرونة وخفة حيث يمكث الداخلون عبره ثلاث ساعات في المعبر السوداني وثلاث ساعات في المعبر المصري. وأصبحت الحركة فيه سهلة مع توافر المواصلات من حلفا إلى المعبر ومن المعبر إلى أسوان".
وفي ما يتعلق باستغلال هذه الأزمة من قبل بعضهم، أفادت بأن "تجار الأزمات رفعوا الأسعار في بداية الأزمة بصورة جنونية، فوصل سعر التذكرة من الخرطوم لمدينة حلفا إلى ما يعادل 500 دولار، ومن حلفا لمدينة أسوان في حدود 300 دولار، لكن الآن انخفضت الأسعار إلى أقل من 100 دولار من حلفا لأسوان. وجاء هذا الانخفاض نتيجة للتنسيق بين مصر والسودان بعد منح التسهيلات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إضافة للاقتصاد
في سياق متصل أوضح الباحث في الشؤون الأفريقية خالد محمود أنه "لا توجد مشكلات عند المعابر بناً على معلومات وردتنا من هناك، خصوصاً أن تأشيرة الدخول تمنح للشباب من عمر 16 سنة وحتى 50 سنة مع إعفاء النساء والأطفال، كما أنه بعدما كان المعبر يستقبل مئات الأشخاص فقط، تم تعديل نظام العمل ليستقبل 4 آلاف وافد من السودان".
وبيّن محمود أن "الآتين من السودان حتى هذه اللحظة من الفئات الاقتصادية المقتدرة التي تملك شققاً وبيوتاً ومالاً كافياً للمعيشة، وأحد المؤشرات إلى قدرة الوافدين من الخرطوم مادياً ارتفاع أسعار الفنادق في القاهرة من 70 دولاراً إلى 170 دولاراً في الليلة". ولفت إلى أن "معظم السودانيين الذين جاؤوا إلى القاهرة أخيراً، أتوا بسبب انعدام الأمن في بلادهم باحثين عنه في مصر، لكنهم ليسوا بحاجة إلى إغاثة لأنهم مقتدرون مادياً".
وعبّر الباحث في الشؤون الأفريقية عن اعتقاده بأن "جزءاً كبيراً من هؤلاء السودانيين سيشكل إضافة إلى الاقتصاد المصري من خلال الاستثمار في قطاعات عدة، فضلاً عن شراء العقارات في المناطق الراقية".
سوق العمل
مصطفى السر، وافد من السودان، وصل إلى القاهرة منذ أسبوع وقال إن "سوق العمل في مصر محدود والمنافسة صعبة لذلك أبحث عن عمل كعامل بناء أو في مصنع لدفع كلف الإيجار". وأضاف أن "الأوضاع حتى الآن مستقرة ولكن الخوف من المستقبل، خصوصاً إذا استمرت الأزمة في السودان، مما يدفعني مع عدد كبير من السودانيين إلى البحث عن عمل جاد لتغطية كلف المعيشة، فما نملكه من مال لا يكفي لأكثر من ثلاثة أشهر".