ملخص
تسبب إطلاق مئات الصواريخ في انطلاق صفارات الإنذار في إسرائيل بعيداً إلى الشمال وصولاً إلى تل أبيب
قتلت إسرائيل مسؤول الوحدة الصاروخية في حركة "الجهاد الإسلامي" ونائبه، ومضت قدماً في عملية أودت حتى الآن بـ30 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال في قطاع غزة، فيما أسقطت رشقات الصواريخ التي أُطلقت من القطاع أول قتيل في إسرائيل، الخميس.
ووسط جهود الوساطة التي تبذلها مصر، لم يبد أي من الجانبين استعداداً لخفض أسوأ تصعيد منذ أغسطس (آب).
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تسجيل مصور خلال زيارة لقاعدة جوية "إننا في ذروة حملة هجومية ودفاعية". وأضاف "كل من يأتي ليؤذينا.. فدمه مهدر".
وبمقتل علي غالي مسؤول الوحدة الصاروخية ونائبه أحمد أبودقة، يرتفع عدد القتلى من كبار القادة العسكريين في الحركة إلى خمسة منذ أن بدأت إسرائيل قصف غزة في ساعة مبكرة من الثلاثاء الماضي.
وقُتل مسلحان من "جماعة منشقة" في هجوم منفصل، أمس الخميس، بحسب وكالة "رويترز". ولم تتضح بعد هويتي هذين المسلحين. ومن بين قتلى الغارات الجوية الإسرائيلية أربع نساء وستة أطفال.
مع ذلك واصلت حركة "الجهاد الإسلامي"، وهي ثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة بعد حركة "حماس"، إطلاق زخات الصواريخ. وقالت في بيان "لن نتراجع ولن تزيدنا الاغتيالات إلا قوة، وإن ثأرنا مستمر".
صفارات الإنذار
وتسبب إطلاق مئات الصواريخ في انطلاق صفارات الإنذار في إسرائيل بعيداً إلى الشمال وصولاً إلى تل أبيب. وقال المتحدث العسكري الأميرال دانيال حجاري، إن نحو 1.5 مليون إسرائيلي، أي 16 في المئة من السكان، صدرت لهم أوامر للاحتماء بالملاجئ.
وبينما أسقطت القبة الحديدية و"مقلاع داود" 96 في المئة من الصواريخ، بحسب ما قال الجيش الإسرائيلي، فقد أصاب أحدها مبنى سكنياً في رحوفوت، الخميس. وقال مسعفون، إن رجلاً مسناً لقي حتفه وأصبح أول قتيل في إسرائيل في أحدث جولة من القتال، وأصيب خمسة آخرون.
وبعد أعمال عنف مستمرة منذ أكثر من عام تسببت في مقتل أكثر من 140 فلسطينياً و19 إسرائيلياً وأجنبياً على الأقل منذ يناير (كانون الثاني)، أثار أحدث تصعيد قلقاً دولياً ومطالبات بوقف إطلاق النار.
لكن القاهرة، التي استضافت محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية بحركة "الجهاد الإسلامي"، الخميس، بدت متحفظة في شأن التوقعات.
وساطة غير مثمرة
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري للصحافيين، إن جهود مصر لتهدئة الأمور واستئناف العملية السياسية لم تؤت ثمارها بعد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي اجتماع مع نظرائه من الأردن وفرنسا وألمانيا في برلين، الخميس، حث شكري "الدول الراعية للسلام على التدخل ووقف الهجمات"، وقال، إن على إسرائيل "وقف الإجراءات أحادية الجانب التي تهدف إلى تدمير مستقبل الدولة الفلسطينية".
وتريد حركة "الجهاد الإسلامي" إنهاء الضربات الإسرائيلية التي تستهدف قادتها ضمن مطالب الهدنة. وترفض إسرائيل ذلك.
"سياسة الاستئصال"
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لـ"القناة 12" التلفزيونية "استأنفنا سياسة الاستئصال"، مضيفاً "إذا دخلنا في وقف لإطلاق النار فلن يكون، في حالة حدوثه، بشروط مسبقة".
وتأمل إسرائيل على ما يبدو أن توقف "الجهاد الإسلامي" الأعمال الحربية من جانب واحد، في حالة نفاد الصواريخ وخلو الساحة من القادة. ورفض حجاري الخوض في تفاصيل بشأن ما تبقى في الترسانة الحربية للحركة.
وما زالت المدارس والشركات والمتاجر مغلقة في قطاع غزة المحاصر، الذي يعاني سكانه من أزمة إنسانية متفاقمة منذ عقود، وفي البلدات الإسرائيلية المحيطة.
وذكر سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي لحركة "حماس" أن 80 شخصاً على الأقل أصيبوا في الغارات الجوية التي دمرت خمسة مبان وألحقت أضراراً بأكثر من 300 شقة.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن أكثر من 100 صاروخ حادت عن مسارها وسقطت مما أودى بحياة أربعة فلسطينيين، من بينهم فتاة في الـ10 من عمرها، وهو ما نفته "الجهاد الإسلامي" ووصفته بأنه لا أساس له من الصحة.
وقال داوود شهاب المتحدث باسم الحركة "إسرائيل تحاول مجدداً أن تتهرب من المسؤولية عن قتل المدنيين عبر فبركات وأكاذيب".
المعابر الحدودية مغلقة
وأبقت إسرائيل على المعابر الحدودية مغلقة أمام حركة الأشخاص والبضائع منذ الثلاثاء الماضي. وقالت السلطات الإسرائيلية، إنها أجلت ما يتراوح بين 30 و60 في المئة ممن يقطنون في تجمعات سكنية تقع في مناطق قريبة من قطاع غزة كإجراء احترازي.
ودوت صفارات الإنذار، أول من أمس الأربعاء، في مناطق بعيدة وصلت حتى العاصمة التجارية تل أبيب التي تقع على بعد 60 كيلومتراً إلى الشمال من قطاع غزة.
ومع استمرار إطلاق النار في غزة، قال الجيش إنه اعتقل 25 شخصاً في الضفة الغربية على صلة بحركة "الجهاد الإسلامي". وفي بلدة طولكرم بالضفة الغربية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص رجلاً يبلغ من العمر 66 عاماً. وقال الجيش، إن قواته ردت بعد أن أطلق مسلحون النار على أحدهم وأصابوه.
واستولت إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية في حرب 1967، ويريد الفلسطينيون المنطقتين لإقامة دولة مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية. وانسحبت القوات الإسرائيلية والمستوطنون من القطاع في 2005. وتوقفت محادثات إقامة الدولة منذ عام 2014.