ملخص
يشهد الأردن وفاة كل 20 ساعة نتيجة حوادث السير والمرور يتعامل مع 6 ملايين حركة يومياً
ينظر الأردنيون بقلق بالغ إلى توالي حوادث المرور المروعة التي وقعت خلال اليومين الماضيين، وراح ضحيتها نحو 100 شخص ما بين قتيل وجريح، ويلقي كثيرون باللائمة على عدة عوامل، حيث تظهر إحصائيات رسمية أن السرعة الزائدة واستخدام الموبايل العامل الأبرز في معظم الحوادث، بينما تتداخل عديد من الأسباب الأخرى الأقل أهمية.
العاصمة الأردنية عمان يدخلها يومياً 160 ألف سيارة، في ساعات الذروة الصباحية والمسائية من تسع مناطق، إضافة إلى وجود مليون سيارة فيها، ووفق إدارة السير المركزية في مديرية الأمن العام يتم التعامل مع ستة ملايين حركة مرورية يومياً، في وقت يزيد فيه عدد السيارات في الأردن سنوياً بمعدل 80 ألف سيارة، حيث بلغ عدد المركبات في 1.850 مليون، وثلاثة ملايين سائق.
حوادث مروعة
وشكلت حوادث المرور مشكلة كبيرة للسلطات الأردنية في السنوات الأخيرة، حيث تسببت في عديد من الوفيات والإصابات، ففي الأيام الأخيرة، وقعت عدة حوادث سير مروعة، إحداها كان مسرحه قرب البحر الميت، إثر تدهور شاحنة محملة بالحديد، على 14 مركبة، وأسفر عن وفاة 12 شخصاً وإصابة العشرات، الأمر الذي تعالت بعده الأصوات بضرورة إقرار تعديلات على قانون السير للحد من هذه الحوادث، بخاصة أن القانون الحالي لم يتم تعديله منذ 2016، إذ لا يزال الأردن، على سبيل المثال، الأقل في العالم من حيث قيمة الغرامة المفروضة على استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.
وثمة مطالبات أخرى بتطوير البنية التحتية للطرق، وتحسين جودة المركبات والإشراف على سلامتها، وكذلك تشديد الرقابة والعقوبات على المخالفين والمتسببين في الحوادث.
استخدام الموبايل قاتل
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق، إن السائقين الذين يرسلون رسائل نصية أو يتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي خلال قيادتهم، لديهم رد فعل أبطأ من السائقين الذين يكونون تحت تأثير الكحول، كما تزداد احتمالية المشاركة بحوادث الطرق أربعة أضعاف عند استخدام الهاتف النقال باليد أثناء القيادة، وتزداد 32 ضعفاً عند إرسال الرسائل النصية، فيما تؤكد إدارة الدوريات الخارجية أن 60 في المئة من حوادث السير تنجم عن استخدام الهاتف أثناء القيادة.
بدوره يصنف وزير الأشغال الأسبق محمد عبيدات، الأردن باعتباره من أكثر دول العالم في ارتفاع نسب الوفيات جراء حوادث السير. ويضيف "كل 20 ساعة نفقد في الأردن حياة أحد الأشخاص جراء الحوادث المرورية".
كلفة مالية وبشرية
ويقدر معدل عدد الحوادث المرورية اليومية في الأردن بنحو 28 حادثة، فيما بلغ عدد الوفيات خلال السنوات الخمسة الأخيرة 3110 وفيات، فيما قدرت الكلفة المالية للحوادث في الفترة ذاتها بأكثر من ملياري دولار، ووفقاً لبيانات إدارة السير الأردنية، بلغت الكلفة العام الماضي 450 مليون دولار.
ولم يتم نشر إحصائيات حوادث الطرق في الأردن لعام 2022 بعد، إلا أن إحصائيات عام 2021 تشير إلى وقوع 160 ألف حادثة سير نتج عنها 1800 إصابة بليغة.
الثقافة المرورية للأردنيين
وسط هذا الجدل، تبدو الثقافة المرورية لدى الأردنيين أكبر الغائبين، إذ يعتقد مراقبون أن الأزمات المرورية في البلاد أزمة أخلاق وانضباط مروري، تجلت بشكل واضح عبر سلوكيات متهورة وخطرة على الطرقات، ورصدتها منصات التواصل الاجتماعي.
تشير "جمعية السلامة المرورية" إلى وجود خلل كبير في المنظومة المرورية، وتتحدث عن ظاهرة استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة بإدمان، كأحد أبرز أسباب الحوادث المرورية، فضلاً عن تجاوزات أخرى كاتخاذ المسارات الخاطئة، والسرعة الجنونية، وكذلك غياب ظاهرة التحقق من حالة المركبة قبل استخدامها.
وتصنف حوادث المرور في الأردن بأنها سبب رئيس للوفيات بعد أمراض الدورة الدموية والسرطان، ويصف المجلس الأعلى للسكان معدل حوادث المرور ومعدل خطورتها بأنهما مستقران في الأردن، رغم توقع ازديادهما بسبب الزيادة السريعة في عدد السكان، حيث ازداد عددهم ستة ملايين شخص خلال العقدين الماضيين وصولاً إلى 11.4 مليون نسمة حالياً.
وسط هذا النمو السكاني يدفع الأردن فاتورة باهظة على حوادث الطرق بمعدل وفيات سنوية تقارب 700 شخص، ويصنف الأردنيون ضمن أكثر الشعوب امتلاكاً للمركبات الخاصة لشيوع ثقافة التملك والاستهلاك من جهة، إضافة إلى عدم وجود نظام نقل أو مواصلات عام موثوق فيه.