من رفع القيمة السوقية إلى تقنية حكم الفيديو... طفرة في الكرة الموريتانية

تعيش لعبة كرة القدم في موريتانيا طفرة كبيرة على مستوى الإنشاءات والبطولات خلال الفترة الأخيرة، وبالأخص مع قدوم رئيس اتحاد الكرة أحمد ولد يحيى.

"الخمول الذي تعاني منه كرة القدم الموريتانية ليس قدراً محتوماً حتى نستسلم له، ولكنه مرض يحتاج إلى علاج"، هذه كانت الكلمات الأولى لأحمد ولد يحيى، بعد فوزه على نظيره مولاي ولد عباس، في الانتخابات التي أُجريت في النصف الثاني من عام 2011.

ويبدو أن ولد يحيى ـ الذي يبلغ حالياً من العمر 43 سنةـ كان يعي الأمراض التي تُعاني منها الكرة في موريتانيا؛ حيث شهدت البنية التحتية للملاعب في بلاده تطوراً كبيراً، كما تأهل منتخب بلاده في عهده للمرة الأولى لنهائيات بطولة كأس أمم أفريقيا 2019 بمصر التي تُوّج بها منتخب الجزائر.

بداية منتخب "المرابطون" لم تمضِ كما سعى إليها ولد يحيى في كان 2019، حيث هُزم في مباراته الأولى برباعية مقابل هدف أمام نظيره المالي، قبل التعادل سلبياً أمام أنغولا، لكنه وقف ندّاً قوياً أمام نظيره التونسي، وحظي بإشادة الكثير من النقاد.

يبدو أن الظهور الأول لمنتخب موريتانيا لبطولة كأس الأمم كان مُحفزاً لأحمد ولد يحيى، الذي أُعيد انتخابه لرئاسة اتحاد الكرة في بلاده بالانتخابات التي أُجريت خلال شهر مايو (أيار) الماضي 2019.

ترأس أحمد ولد يحيى اجتماعاً نظمه اتحاد الكرة في بلاده نهاية الأسبوع الماضي بحضور ممثلي أندية الدرجة الأولى، ومُمثل إحدى الشركات العربية المتخصصة في استخدام التقنيات الحديثة في مجال التسويق والإعلانات الرياضية، لـ"تحسين ظروف البطولة المحلية"، حسبما أورد بيان رسمي عن الاتحاد.

وناقش المجتمعون كيفية تحسين دوري الدرجة الأولى، بما في ذلك النقل التلفزيوني واستخدام أحدث تقنيات الاتصال في عالم "الديجتال"، بما يوفّر عائدات مادية تعود بالنفع على الأندية الوطنية؛ للرفع من قيمة مداخيلها السنوية، على أمل أن يعود ذلك بالجدوى على ظروف الأندية ولاعبيها وموظفيها بشكل عام. وخلال الاجتماع، نوقشت متطلبات تطبيق بعض التقنيات في الدوري مثل حكم الفيديو "VAR".

وفي هذا السياق، قال مصدر مُقرب من أحمد ولد يحيى، رئيس اتحاد الكرة في بلاده، إنه متحمس لفكرة حكم الفيديو ولكنه يُدرك أن الأمر صعب الآن لنقص الإمكانيات، مشيراً إلى أنهم يسعون إلى تطوير الكرة في بلادهم لكي تواكب الدوريات المحيطة.

وكذلك جرى الاتفاق خلال الاجتماع أيضاً على أن يقوم كل نادٍ في الدرجة الأولى بتعيين مسؤول إعلام رسمي له، إضافة إلى عمل خطوات احترافية مهمة لكسب أرباح مادية عن طريق أدوات بسيطة وسهلة مثل استغلال الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي لجلب الرعاية.

وتعهد اتحاد الكرة الموريتاني العمل على تنظيم دورات تكوينية لممثلي الأندية في مجال الإعلام والتسويق التجاري، إضافة إلى القيام بخطوات عاجلة لتحسين واقع البطولة وتنظيمها بشكل أفضل، اعتباراً من الموسم الكروي الجديد، الذي اتفق المجتمعون على تحديد موعد بدايته ونهايته بشكل ملائم للجميع، ومتماشٍ في الوقت نفسه مع مواعيد البطولات العالمية والأجندة الدولية.