ملخص
يزور الموفد الصيني لي هوي الممثل الخاص للشؤون الأوراسية المكلف مناقشة تسوية للنزاع في أوكرانيا كييف بعد جولة أوروبية لزيلينسكي اختتمها في بريطانيا.
أكدت أوكرانيا اليوم الثلاثاء أنها أسقطت ستة صواريخ روسية فرط صوتية من طراز "كينجال" في الهجوم الليلي الجديد الذي استهدف كييف، وهو نوع من الأسلحة التي يصعب اعتراضها، وفق ما أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، فيما أكد الجيش الروسي أنه "أصاب كل الأهداف".
وبحسب وزارة الدفاع الروسية استهدفت الضربات "نقاط انتشار للقوات الأوكرانية" وذخيرة غربية ومخازن أسلحة. كما أكدت تدمير منظومة "باتريوت" أميركية مضادة للطائرات في كييف واعتراض سبعة صواريخ من طراز "ستورم شادو" البريطانية.
في المقابل كتب وزير الدفاع الأوكراني على "تويتر"، "إنجاز رائع آخر لسلاح الجو الأوكراني! الليلة الماضية، أسقط المدافعون عن سمائنا ستة صواريخ روسية فرط صوتية من طراز كينجال و12 صاروخاً آخر".
القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني قال بدوره عبر تطبيق "تيليغرام"، إن روسيا أطلقت ستة صواريخ "كينجال" باليستية من طائرات وتسعة صواريخ "كروز" من طراز "كاليبر" من سفن في البحر الأسود وثلاثة صواريخ "إسكندر" من قواعد برية.
وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط ست طائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" وثلاث طائرات مسيرة للاستطلاع.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من صحة ما ورد في البيانين.
وذكر مسؤولون أوكرانيون أن انفجارات وقعت في أحياء عدة بالعاصمة كييف في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، من دون أن يقدموا معلومات عن حجم الأضرار والخسائر المحتملة.
وقال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو على قناته على تطبيق "تيليغرام"، "انفجارات في كييف. (انفجارات) قليلة (وقعت) في منطقة سولوميانسكي". وأضاف أن الحطام الناجم عن الانفجارات سقط على حديقة الحيوان في منطقة شيفتشينكيفسكي بالمدينة.
وأضاف في منشور منفصل أن الحطام المتساقط أشعل النيران في سيارات عدة بمنطقة سولوميانسكي.
بعثة أفريقية لبحث خطة سلام
في الأثناء قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا اليوم الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وافقا على استقبال مجموعة من الزعماء الأفارقة لبحث خطة سلام محتملة لحل الصراع.
ولم يكشف عن تفاصيل الخطة علناً، لكن موقف أوكرانيا المعلن هو أن أي اتفاق سلام لا بد أن يرتكز على انسحاب جميع القوات الروسية من أراضيها.
وقال رامابوسا خلال إفادة صحافية مقتضبة مع رئيس وزراء سنغافورة في كيب تاون، "أظهرت مناقشاتي مع الزعيمين استعدادهما لاستقبال الزعماء الأفارقة وإجراء مناقشة حول سبل إنهاء هذا الصراع". وأردف قائلاً "ستتوقف فرص نجاح هذا على المناقشات التي ستجرى".
وذكر بيان لرئاسة جنوب أفريقيا أن بوتين وزيلينسكي وافقا على استقبال البعثة في عاصمتيهما موسكو وكييف. وتحظى خطة السلام بتأييد زعماء السنغال وأوغندا ومصر وجمهورية الكونغو وزامبيا.
وقال رامابوسا إن الولايات المتحدة وبريطانيا عبرتا عن دعمهما "الحذر" للخطة، وإن الأمين العام للأمم المتحدة على علم أيضاً بالمبادرة.
وتقول جنوب أفريقيا، التي تعد من أقرب حلفاء موسكو في القارة، إنها محايدة وامتنعت عن التصويت على قرارات للأمم المتحدة تتعلق بالحرب. ورفضت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي اتهامات من السفير الأميركي لديها بتحميل أسلحة على متن سفينة روسية من قاعدة بحرية في كيب تاون في ديسمبر (كانون الأول).
اتفاق الحبوب
وفي ما يتعلق باتفاق الحبوب قال الكرملين اليوم الثلاثاء إن "أسئلة كثيرة" لا تزال تحتاج إلى معالجة قبل تمديد الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، الذي هددت موسكو بوقف العمل بموجبه اعتباراً من الأربعاء.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين، "لا يزال هناك كثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول الجزء الذي يهمنا من الاتفاق. الآن علينا اتخاذ قرار".
وتؤكد موسكو أنه ما زالت هناك عقبات أمام صادراتها من الأسمدة والحبوب بالتالي فهي تهدد بالانسحاب من الاتفاق الذي أبرم في يوليو (تموز) 2022 وتم تمديده في الـ19 من مارس (آذار).
والأسبوع الماضي قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار "نتجه نحو إتمام تمديد اتفاق الحبوب"، مشيراً بذلك إلى محادثات في إسطنبول بين مسؤولين من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وهددت موسكو بتعليق مبادرة الحبوب إذا لم تلب مطالبها الخمسة بما في ذلك إعادة ربط مصرفها المتخصص بالزراعة "روسيلخوزبنك" بنظام "سويفت" المصرفي الدولي. وطالبت باستئناف عمليات تسليمها آلات زراعية وقطع غيار وإزالة معوقات تأمين السفن والوصول إلى الموانئ الأجنبية.
كذلك دعت موسكو إلى إلغاء تجميد أصول شركات روسية مرتبطة بالقطاع الزراعي وموجودة في الخارج واستئناف تشغيل خط أنابيب "تولياتي-أوديسا" الذي يربط روسيا بأوكرانيا ويسمح بتسليم الأمونيا، وهو مكون كيماوي يستخدم على نطاق واسع في الزراعة.
اجتماع لقادة دول مجلس أوروبا
وبعد عام من طرد روسيا من مجلس أوروبا يجتمع قادة الدول الـ46 الأعضاء في المنظمة بعد ظهر اليوم الثلاثاء في آيسلندا للتعبير عن تضامنهم مع كييف ووحدة موقفهم ضد موسكو.
وتهدف القمة، وهي الرابعة فقط في تاريخ مجلس أوروبا الذي تأسس قبل 75 عاماً تقريباً، إلى زيادة وسائل تحميل روسيا المسؤولية الجنائية عن الدمار والجرائم التي تسبب بها هجومها على أوكرانيا.
وسيلقي الرئيس الأوكراني كلمة افتتاحية عبر الفيديو، بحسب مسؤولين في لندن. وسيترأس القمة في ريكيافيك كل من المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني.
ويأمل المنظمون الأيسلنديون أن تخلص القمة، التي ستستمر 24 ساعة تقريباً ودفعت ريكيافيك إلى استقدام تعزيزات أمنية من الخارج، إلى "نتائج ملموسة". ومن المقرر إطلاق "سجل للأضرار" التي تسبب بها الهجوم الروسي، بعد شهرين من إعلان المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحق بوتين.
وأشار قصر الإليزيه إلى أن المسؤولين الأوروبيين سيجتمعون حول طاولة مستديرة ثم على مأدبة عشاء للبحث في سبل "تقديم مجلس أوروبا مساعدة فعالة للأوكرانيين بصفتهم أعضاء في هذه الأسرة الأوروبية الديمقراطية الكبيرة".
جولة زيلينسكي
وعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الساعي إلى حشد دعم لهجوم مضاد مرتقب ضد القوات الروسية إلى كييف الإثنين بعد جولة أوروبية تلقى خلالها تعهدات بتزويد بلاده مسيرات هجومية وصواريخ أرض - جو، مبدياً تفاؤله بإمكان إمداد كييف في المستقبل بمزيد من الطائرات المقاتلة.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو "عائد إلى بلادي وبجعبتي (...) أسلحة قوية جديدة للجبهة"، وذلك في ختام جولة استمرت ثلاثة أيام انتهت في المملكة المتحدة، حيث تلقى تعهدات بتزويد بلاده بصواريخ للدفاع الجوي، وقد أبدى تفاؤله بإمكان إمداد كييف في المستقبل بمزيد من الطائرات المقاتلة.
وجاءت زيارة زيلينسكي للعاصمة البريطانية في أعقاب زيارات أجراها إلى روما وبرلين وباريس، وفي وقت أعلنت فيه أوكرانيا أنها حققت "أول نجاح" في هجومها في محيط باخموت (شرق)، المدينة التي تتركز فيها المعارك منذ أشهر والتي أصبحت بغالبيتها في يد الروس.
في المقابل، تقول روسيا إنها تحقق تقدماً داخل هذه المدينة التي تحاول بلا كلل السيطرة عليها منذ الصيف الماضي على رغم الخسائر الكبيرة من دون أن تنجح في ذلك حتى الآن.
لكن موعد الهجوم المضاد الذي أعلن أنه وشيك، لم يحن بعد، بحسب زيلينسكي الذي أكد "التحضير" للعمليات، مشدداً في المقابل على أن كييف "بحاجة إلى مزيد من الوقت".
وفي أعقاب لقائه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في المقر الصيفي لرؤساء الوزراء البريطانيين في تشيكرز في شمال غربي لندن، أقر زيلينسكي بأنها "فترة صعبة".
ميدانياً، قتل أربعة أشخاص في شرق أوكرانيا الإثنين في ضربة روسية على أفدييفكا الواقعة على خط المواجهة قرب دونيتسك، كما قتل آخران في قرية بمنطقة خاركيف المحاذية لروسيا، وفق السلطات المحلية.
وأفادت أجهزة الطوارئ الأوكرانية بأن ضربات روسية "عنيفة" استهدفت خيرسون (جنوب) حيث تضررت مبان سكنية عدة.
وفي منطقة نيكوبول (وسط) أوقعت عمليات قصف ثلاثة جرحى بينهم فتاة تبلغ 14 سنة.
تعهدات بريطانية
في المملكة المتحدة تعهدت الحكومة إمداد كييف بـ"مئات" الصواريخ الدفاعية أرض - جو "في الأشهر المقبلة"، والمسيرات الهجومية البعيدة المدى (200 كيلومتر).
وتضاف هذه المعدات إلى صواريخ كروز من طراز "ستورم شادو" تعهدت بريطانيا الأسبوع الماضي بتسليمها لكييف، لتكون الأولى التي تطلبها أوكرانيا منذ أشهر لضرب أهداف بعيدة عن خط المواجهة.
وأكد الجيش الروسي الإثنين أنه أسقط صاروخاً من هذا النوع.
وحذر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف من أن زيادة المساعدات البريطانية ستتسبب في "مزيد من الدمار" ولكن "لن يكون لها تأثير كبير في مسار" الصراع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن سوناك أكد أن المساعدة البريطانية طويلة المدى، بما في ذلك "الترتيبات الأمنية" اللازمة بمجرد استعادة أوكرانيا أراضيها. كما أكد أن لندن ستؤدي "دوراً رئيساً" في "التحالف" الذي تسعى كييف إليه لتسليمها طائرات مقاتلة.
وقال زيلينسكي "أعتقد أن ذلك سيحصل في القريب العاجل، وستعلمون بقرارات أعتقد أنها مهمة للغاية"، مضيفاً أنه "متفائل للغاية".
ولم يتلقَّ زيلينسكي رداً من قادة إيطاليا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا على طلبه الملح الحصول على طائرات مقاتلة، لكن لندن ستدرب الطيارين الأوكرانيين هذا الصيف.
مساعدات ألمانية قياسية
وفي الجانب الألماني، أعلنت برلين الأحد حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 2.7 مليار يورو، وهو مبلغ قياسي منذ بداية النزاع، تشمل عديداً من الدبابات والعربات المدرعة ومنظومات الدفاع الجوي.
من جهتها، حذرت الولايات المتحدة من أن إيران وروسيا "توسعان تعاونهما العسكري غير المسبوق"، وفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.
ولفت كيربي إلى "استمرار الاتصالات بين إيران وروسيا حول بيع أسلحة أكثر تطوراً، وخصوصاً مسيرات متطورة في شكل أكبر"، مشيراً إلى أن طهران سلمت روسيا منذ أغسطس (آب) أكثر من 400 مسيرة، خصوصاً من طراز "شاهد".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستعلن فرض عقوبات جديدة "في الأيام المقبلة" على كيانات وأفراد ضالعين في التعاون بين البلدين.
المبادرة الصينية
دبلوماسياً أيضاً، يزور الموفد الصيني لي هوي الممثل الخاص للشؤون الأوراسية المكلف مناقشة تسوية للنزاع في أوكرانيا، كييف يومي الثلاثاء والأربعاء، على ما أفاد مسؤول أوكراني رفيع المستوى وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم تصدر الصين علناً أي إدانة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وذلك خلافاً لغالبية القوى الدولية العظمى.
من جهتها أوفدت جنوب أفريقيا التي اتهمتها الولايات المتحدة أخيراً بإمداد روسيا بالأسلحة، قائد قواتها البرية إلى موسكو في "زيارة ودية".
تدريب الطيارين
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الإثنين أنه "فتح الباب أمام تدريب طيارين" أوكرانيين "من الآن"، وذلك غداة لقائه نظيره الأوكراني في باريس.
وقال ماكرون خلال مقابلة عبر قناة "تي أف 1"، "وهذا (الأمر) مع دول أوروبية عدة باتت مستعدة. أعتقد أن هناك مباحثات قائمة مع الأميركيين"، معتبراً في المقابل أن التطرق إلى احتمال تسليم كييف مقاتلات مستقبلاً "سيكون نقاشاً نظرياً".
وأضاف "نحتاج اليوم إلى البدء بالتدريب. إنه اتفاق بين دول أوروبية عدة" من دون أن يذكر تفاصيل أخرى عن موضوع التدريب. وتابع "ليس هناك محرمات".
وسبق أن رفضت باريس إمكان تزويد كييف بطائرات مقاتلة، موضحة أن تدريب الطيارين يتطلب أشهراً طويلة. لكن البدء بهذا التدريب قد يمهد في نهاية المطاف لتسليم مقاتلات.
ولم يشأ ماكرون أن يخوض في تفاصيل الوعود الجديدة التي أطلقها أمام نظيره الأوكراني على صعيد الأسلحة، مكتفياً بالقول "قررنا تسليم ذخائر جديدة".
كذلك تناول تدريب القوات الأوكرانية "التي ستتولى شن الهجوم المضاد والصمود"، خصوصاً بهدف "إصلاح الآليات والمدافع". وتابع "هذا ما تحتاج إليه أوكرانيا أيضاً".
واعتبر ماكرون أن "استراتيجية فرنسا بسيطة: مساعدة أوكرانيا في الصمود وتنظيم هجوم مضاد، في الوقت الذي تختاره، للتمكن من إعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات وضمن شروط تختارها هي، وبناء سلام دائم بالنسبة إليها".
وفي بيان مشترك صدر مساء الأحد بعد عشاء بين ماكرون وزيلينسكي، أعلن البلدان أن فرنسا ستدرب وتجهز "عديداً من الكتائب" الأوكرانية "بعشرات الآليات المدرعة والدبابات الخفيفة".