Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يتفاخر بـ"السهم الواقي" ويعلن عن مفاوضات لتبادل الأسرى 

قال إن التنظيمات الفلسطينية لن تجرؤ على تكرار قصف إسرائيل والأجهزة الأمنية تحذر من وضع أكثر خطورة خلال وقت قريب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

ملخص

رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين يهاجم بنيامين نتنياهو مؤكداً أن على إسرائيل الاستعداد لجولة الصواريخ التالية.

خلافاً لمختلف التلخيصات والتحذيرات لمسؤولين أمنيين وعسكريين وحتى سياسيين، أصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على لهجة الانتصار لعملية "السهم الواقي" العسكرية في غزة و"القضاء على قادة الجهاد الإسلامي والبنى التحتية الصاروخية للحركة". واعتبر نتنياهو أن عدم إطلاق حركة "حماس" التهديدات أو الصواريخ يدل على أن العمليات التي سبق ونفذت ضد الحركة حققت ردعاً إسرائيلياً قوياً منعها من خوض المعركة الأخيرة، مضيفاً "هذا ما سيحصل للجهاد الإسلامي أيضاً في الفترة المقبلة".

وفي مقابلات متلفزة اختار نتنياهو أن تكون صورة "نجاح" العملية "ردع التنظيمات وقاداتها في منطقة الشرق الأوسط بحيث لن يتمكن أمين عام ’حزب الله’ حسن نصر الله أو النظام السوري أو رئيس المكتب السياسي لحركة ’حماس’ في غزة يحيى السنوار من النوم خلال الليل بعد أن أدركوا تماماً أننا نملك قوة ردع كبيرة ونستطيع الوصول لكل من يهددنا ويلحق الضرر والقتل بسكان إسرائيل".

تبادل الأسرى

تصريحات نتنياهو جاءت بالتزامن مع استطلاعات رأي منحته شعبية عالية فاقت بيني غانتس ويائير لبيد وكل معارض يمكن أن يخوض أمامه الانتخابات. 

وأمام الحملة الإعلامية التي تخوضها عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" أعلن نتنياهو أن إسرائيل تجري مفاوضات لصفقة أسرى تضمن إعادة الإسرائيليين الأربعة الأسرى لدى الحركة، لكنه استدرك قائلاً: "نجري المحادثات والإمكانية موجودة لكن لا أستطيع ضمان النتيجة".

"شعلة" توتر مقبلة

قبل أن يطلق تصريحاته وأمام تقارير أمنية واستخباراتية إسرائيلية توقعت أن تكون "مسيرة الأعلام" في القدس اللهيب الذي سيشعل الوضع الأمني، عقد نتنياهو جلسة لكتلة حزبه "الليكود" وأعلن أن "مسيرة الأعلام" ستقام كما هو مخطط لها، وبذلك رفض مطالب مسؤولين عدة لإلغائها منعاً لتصعيد الوضع الأمني بسبب تصرفات المستوطنين واليمين المتطرف، التي قد تحدث خلال المسيرة والهتافات العنصرية التي يطلقونها كما يحدث كل عام وأمام رفض فلسطيني لها ولمسارها. 

وتجري هذه المسيرة كل عام في اليوم الذي حددته إسرائيل وتطلق عليه "يوم القدس" والاحتفال بتوحيد المدينة. وفي أعقاب تأكيد نتنياهو على سير المسيرة قررت الأجهزة الأمنية رفع مستوى التأهب في الشرطة إلى أعلى مستوى وتشكيل وحدة مشتركة تعمل إلى جانب الجيش و"الشاباك" وتقوم بتحليل المعلومات الاستخباراتية.

ونُقل عن مسؤول أمني أن "الأجهزة المختلفة تستعد للسيناريو الأكثر تطرفاً كي لا يتكرر ما حدث خلال مسيرة العام الماضي"، وأضاف "مرت أيام قليلة بعد عملية عسكرية في غزة وأي استفزاز ممكن أن يثير رد فعل لا نعرف ما قد يحدث بعده".

ديسكين يخرج عن صمته

في أعقاب تصريحات التفاخر التي خرج بها نتنياهو، خرج رئيس الشاباك السابق، يوفال ديسكين، بحملة هجومية ضد رئيس الوزراء معتبراً حديثه وتلخيصه للعملية العسكرية مبالغاً به. وقال "على نتنياهو الاستعداد لجولة الصواريخ التالية. إنه يعطي إحساساً خاطئاً بكل ما يتعلق بالأمن والأمان. والاغتيالات التي نُفذت تعتبر إجراءات جيدة، لكن لا يمكن استخدام الاغتيالات كحل حقيقي لمشكلة الإرهاب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف ديسكين نشوة نتنياهو والسياسيين الذين اعتبروا العملية العسكرية "نصراً كبيراً" بـ"حلم السياسيين" وقال: "لقد اعتبر نتنياهو أن عمليات الاغتيال نُفذت بشكل كامل في غزة، لكن هذا ومن دون أدنى شك حديث يثير خيال الجمهور ويمكن بيعه على أنه إنجاز شخصي، ويمكن التباهي به في المؤتمرات الصحافية، بل إنه يساعد موقتاً في رفع مستوى التفويضات في استطلاعات الرأي. لكن هذا كله موقت فقط".

الاغتيالات وسيلة وليست هدفاً

وتابع ديسكين أن الإجراءات التي اتخذت لم تكن الحل بل هي وسيلة للتعامل مع التهديدات المباشرة، في ظل غياب الوسائل الأخرى.

ووجه حديثه إلى نتنياهو ووزير الأمن القومي في حكومته إيتمار بن غفير، قائلاً: "دعوني أكشف لكما، سيد الهوس الأمني نتنياهو وسيد الغش المطلق بن غفير، أن الاغتيالات لن تكسبنا الحرب على الإرهاب، ولن تحل المعاناة الرهيبة والمتكررة لسكان الجنوب ومحاصرة غزة، ولا المعاناة الرهيبة لسكان قطاع غزة الأبرياء، فالاغتيالات المستهدفة هي وسيلة لكم أنتم السياسيون لتضخيمها إلى ما هو أبعد من أبعادها، لكنها ليست الهدف على الإطلاق. الهدف هو تغيير الواقع: العيش في تعايش محترم، وقف موجات الإرهاب، وقف جولات إطلاق الصواريخ وإعادة الحياة إلى طبيعتها لكلا الجانبين لسنوات عديدة".

وطرح ديسكين خيارين أمام إسرائيل للتعامل مع غزة. الأول هو "التوصل إلى تسوية بمثابة نوع من الهدنة طويلة المدى مع حماس، ودعم قطاع غزة لبنائه اقتصادياً بدعم عربي ودولي طويل الأمد بحيث يكون لديهم ما يخسرونه"، أما الخيار الثاني الذي يطرحه ديسكين فهو "إخضاع حماس في قطاع غزة، وذلك عبر عملية عسكرية معقدة ولكن من دون احتلال كامل للقطاع". وأضاف "ثم يتم نقل قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، علماً أن لهذا الخيار والخيار الأول مشاكل خطيرة في الوقت الحالي".

وحذر ديسكين: "لا يمكن تغيير المعادلة إلا بوجود قائد يبتكر خوارزمية جديدة من شأنها أن تخلق الأمل الذي سيؤدي إلى واقع جديد، وأمام هذا الوضع أقترح أن نستعد جميعاً لموجة الإرهاب أو جولة الصواريخ المقبلة، لأن انطلاق أي منهما مسألة وقت".

الجولة التالية قريبة

ووافق رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الإسرائيلي، جنرال الاحتياط تامير هايمان، ديسكين والعديد من العسكريين والأمنيين الذين رفضوا حديث نتنياهو بكل ما يتعلق بتعزيز الردع الإسرائيلي، واعتبر أن الجولة التالية ستكون قريبة جداً، لكن هايمان لم يسقط من حساباته تنفيذ عملية واسعة وشديدة للقضاء الجذري على البنى العسكرية والقتالية لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة.

ووصف عملية "السهم الواقي" بالناجحة والمبهرة من الناحية الاستخباراتية والعملياتية قائلاً: "النار توقفت والهدوء عاد بشكل موقت. صورة الجهاد الإسلامي بين عموم التنظيمات وإن كانت ارتفعت مثلما يرتفع سهم كل من يعمل ضد إسرائيل، ونجحت أيضاً في تشويش حياة الإسرائيليين، لكن هذه الإنجازات متوازنة مقابل الضربات التي تلقتها".

ومع ذلك، يقول هايمان "لا ينبغي الوقوع في الأوهام. دولة إسرائيل تتصرف منذ سنوات طويلة من دون استراتيجية ورؤية واضحتين في كل ما يتعلق بالساحة الفلسطينية، في ظل التحديات المعروفة وبعضها معروف لنا وينتظر في الأفق".

وقد أجمع إسرائيليون وتقارير جهات أمنية بأن العملية لم تحل مشكلة غزة وأن "حماس" تواصل تعاظم قدراتها في المقابل تعمل إسرائيل من دون خطة عليا تجاه الفلسطينيين. وحذر أمنيون من أن تكون الحكومة تعمل وفق سياسة انتظار تفكيك السلطة الفلسطينية وبالتالي لن يكون أمامها إلا "الاعتراف بالأمر الواقع بحماس كصاحبة السيادة في غزة".

المزيد من تقارير