Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المعدن المقدس... ماذا نعرف عن الذهب رمز الثراء؟

كان مجد الخالدين لدى قدماء اليونان وساوى الفضة مرتين ونصف في مصر الفرعونية

تأتي الصين في مقدمة الدول المنتجة للذهب بـ332 طناً سنوياً (أ ف ب)

ملخص

استخدم الذهب في التسعير وسك العملات وتقلص نفوذه لصالح الدولار خلال القرن الماضي

حافظ الذهب على مكانته في الأسواق منذ قديم الزمان، ولعب أدواراً كبيرة في حفظ القيمة وفي التسويات لإتمام التبادل التجاري بين الشعوب، وفي المعاملات المحلية، ولمكانته عند القدماء دخل في منظومة الاعتقاد والمقدسات لدى عديد من الشعوب.

وصفته شعوب "الإنكا" في أميركا الجنوبية بـ"دموع الشمس" وكانت بعض الشعوب تعتقد أن الذهب هو جزء من جلد الآلهة عند القدماء وأتى وصف الذهب في مخطوطة الإلياذة اليونانية (ملحمة شعرية توثق لحرب طروادة في القرن الـ12 قبل الميلاد)، باعتباره "مجد الخالدين" وعلامة الثراء بين البشر.

يعتقد أنه من أول المعادن التي عرفها الإنسان، إذ عرفه البشر في جداول المياه على شكل حبيبات، وفي مصر القديمة، وجد في كود الملك مينا مؤسس أول سلالة فرعونية مصرية في عام 3100 قبل الميلاد، وحددت عملية التسعير آنذاك بوحدتين ونصف من الفضة مساوية لوحدة واحدة من الذهب.

عملات الذهب

في عام 1284، أصدرت بريطانيا العظمى أول عملة معدنية من الذهب، وفي عام 1385 قامت البلاد بتأسيس نظام نقدي يقوم على الذهب والفضة، وفي القرن الـ17 تم اكتشاف الذهب في البرازيل فأصبحت المنتج الأول للذهب في العالم وتحديداً في عام 1720، وتزامن ذلك مع إعادة تسعير الذهب من قبل بريطانيا بواقع 84 شلناً لكل أوقية من المعدن، ومع بداية القرن الـ18 بدأت حمى الذهب في كاليفورنيا وفي الفترة نفسها أعلنت بريطانيا ربط عملتها به.

في عام 1900، أعلنت الولايات المتحدة عن قانون معيار الذهب، الذي يلزمها المحافظة على سعر صرف ثابت للعملة، وفي 1913 تم تأسيس المجلس الفيدرالي الأميركي وأصدر عملة مغطاة بالذهب بنسبة 40 في المئة، وفي 1934 صدر قانون جديد قلص من مساحة معيار الذهب وخفض قيمة الدولار، وأقر أن كل أوقية من الذهب تساوي 35 دولاراً.

في 15 أغسطس (آب) 1971، أعلن الرئيس الأميركي نيكسون رفع غطاء الذهب عن الدولار، وبعد ثلاثة أشهر قامت الولايات المتحدة بخفض قيمة الدولار إلى 38 وحدة مقابل كل أوقية ذهب، قبل أن تقوم البلاد بخفض آخر في 13 فبراير (شباط) 1973 لتجعل من كل أوقية ذهب تساوي 42.22 دولار، وبدأت رحلة جديدة من سعر الصرف الحر العائم، الذي تطور معه سوق المعدن النفيس في لندن، وهذه هي أبرز مراحل تطور تداول الذهب، وكان رمزاً للثراء والنفوذ والقوة والأمان على مر التاريخ.

من ينتج الذهب الآن؟

حسب رصد مجلس الذهب العالمي، تأتي الصين في مقدمة الدول المنتجة للذهب إذ تنتج 332 طناً سنوياً، وتليها روسيا بإنتاج 330 طناً سنوياً، وتحل في المرتبة الثالثة أستراليا، التي تنتج 315 طناً، ثم تسع دول تنتج فوق الـ100 طن سنوياً (ثلاث منها دول أفريقية هي: غانا وجنوب أفريقيا وبوركينا فاسو) ويحل السودان في المركز الـ15 عالمياً في الإنتاج بـ85.1 طن سنوياً (بحسب رصد 2021).

في عام 2022، بلغ الإنتاج العالمي من الذهب 3100 طن مقارنة بـ3090 طناً في 2021، وهناك 45 دولة حول العالم تنتج سنوياً الذهب بكميات متفاوتة.

بالنسبة إلى الشركات العاملة في مجال التعدين الذهب تأتي شركة "نيو مونت" الأميركية، المدرجة في بورصة نيويورك منذ عام 1940 بقيمة سوقية 34 مليار دولار، تعمل الشركة في أميركا الجنوبية وفي أفريقيا، في المقدمة، بإنتاج 185 طن ذهب سنوياً، وأغلب الشركات العالمية العاملة في مجال التعدين تنتشر أعمالها في كثير من الدول في مناطق تركز احتياطات الذهب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عادة ما ينتج المعدن النفيس في المناجم على نحو دوري Gold Dore، سبائك تخرج من المناجم بعد المعالجات الأولية وفي الغالب تحتوي على ذهب بنسبة 75 في المئة من القطعة، وتحتاج إلى مزيد من التصفية والصقل في المصافي حتى تخرج السبائك المعتمدة ذات النقاء العالي، وهذا النوع من الخام المعالج جزئياً تشتريه الشركات المتخصصة في المجوهرات، بينما تشتري البورصات والوسطاء سبائك ذهبية معتمدة بحسب السوق التي يتم التداول فيها.

من أكثر السبائك الذهبية شهرة، سبائك "LBMA" التي يتم تداولها في لندن وسبائك "UAEGD" المعتمد في بورصة دبي للذهب والسلع، وبالنسبة إلى السبائك التي يتم فيها اعتماد معايير الـResponsible Jewellery Council  RJC فإنها تراعي ضبط السبائك على طول سلسلة الإمداد، من المنجم مروراً بالمصفاة وصولاً إلى لبورصة أو متاجر المجوهرات.

من يطلب المعدن؟

خريطة الطلب على المعدن الأصفر تنقسم إلى أربع مجموعات رئيسة، الطلب للزينة عبر شراء المجوهرات وهذا القطاع يستحوذ على 37 في المئة من الطلب العالمي، والمجموعة الثانية هي الطلب الاستثماري لتغطية الطلب على صناديق الاستثمار وعلى السبائك والنقود المعدنية، وهذا القطاع يستحوذ على 38 في المئة من الطلب السنوي على المعدن الأصفر، ثم المجموعة الثالثة وتمثل طلب البنوك المركزية وتستحوذ على 18 في المئة من الطلب السنوي، وأخيراً الطلب للأغراض التكنولوجية الذي يمثل سبعة في المئة من الإجمالي.

يقدر مجلس الذهب العالمي حجم الذهب فوق الأرض بنحو 209 آلاف طن تعادل 12 تريليون دولار، تتوزع من بينه 95550 طناً من المعدن يتم تداولها في قطاع المجوهرات عالمياً، بينما يحتفظ القطاع الاستثماري بنحو 46500 طن، وتحتفظ البنوك المركزية بـ35700 طن من الذهب، وفق آخر تقرير أصدره مجلس الذهب العالمي في مايو (أيار) الحالي، ويغطي حجم الذهب حتى نهاية 2022.

أما على صعيد جغرافيا الإنتاج، فتنتج المناجم الأفريقية 25 في المئة من إنتاج المعدن النفيس، و11 في المئة من الإنتاج العالمي تأتي من مناجم آسيوية، في حين تنتج مناجم أميركا الجنوبية 14 في المئة من الإنتاج العالمي للذهب سنوياً.

 

اقرأ المزيد