بعد صراع ساخن بين الفنانين هاني شاكر ومصطفى كامل على منصب نقيب الموسيقيين المصريين حسم شاكر المعركة لصالحه بأغلبية ساحقة اقتربت من ثلاثة أضعاف عدد الأصوات التي حصل عليها كامل، بعدما فاز بعدد أصوات بلغ 1531 صوتا مقابل 589 صوتا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات نقابة المهن الموسيقية النتيجة منذ ساعات لتضع حدا للصراع الدائر بين شاكر وكامل الذي قدم أكثر من طعن ضد هاني شاكر، قوبل بالرفض من الجهات المختصة.
وساندت النقابة وأعضاؤها بالقاهرة وبالأقاليم الفنان هاني شاكر، ومنحوه أصواتهم منذ بداية الانتخابات التي أقيمت أمس، وحتى اللحظات الأخيرة ليحصل على منصب النقيب للمرة الثانية على التوالي.
وشهدت انتخابات النقابة صراعات عديدة، إذ اشتبك مصطفى كامل مع بعض الأعضاء ووصلت الاشتباكات للضرب والعنف البدني، وقال أحمد رمضان، سكرتير النقابة لـ"اندبندنت عربية"، "أن هناك تعمدا واضحا من مصطفى كامل منذ بداية الانتخابات لإفسادها لدرجة وصلت إلى ضرب أحد الأشخاص، لكننا تجنبنا كل المشكلات حتى تكتمل الانتخابات، رغم رفع كامل وأعوانه لافتات تقول لا للفساد في الوقت الذي لا يملك فيه أي دليل على مزاعمه وكل طعونه على النقيب تم رفضها بالكامل".
وتابع رمضان "وصل عدد أصوات الناخبين إلى 2157 صوتاً، وكانت الأصوات الصحيحة 1848، أما الأصوات الباطلة 309".
وبالنسبة لمجلس النقابة فازت الفنانة نادية مصطفى، بعدما حصلت على عدد أصوات بلغ 1049صوتا، وعلاء سلامة 944 صوتا، وأحمد رمضان 1053 صوتا، ومحمد أبو اليزيد 1103 أصوات، وحلمي عبد الباقي 748 صوتا، ومنصور محمد كامل، وخالد محمد بيومي السيد، وعاطف إمام، ومحمد صبحي، وأحمد أبو المجد، ومصطفى حلمي.
من جانبه قال الفنان هاني شاكر "إنه سعيد بالحركة الانتخابية ونزاهتها وبالإقبال الكبير الذي شهدته النقابة لمنح الأصوات لمن يستحقها من وجهة نظر الموسيقيين"، وأكد شاكر بعد فوزه بالانتخابات ومقعد النقيب "أنه قدم بعض المشروعات المهمة في فترة توليه السابقة وحاليا يضع في اعتباره العديد من الخدمات للموسيقيين وسيعمل على تنفيذها في الفترة المقبلة، ومنها زيادة العناية الصحية بالموسيقيين وذويهم وتقديم جميع الخدمات الإنسانية والاجتماعية، وكذلك محاولة توفير وظائف لمن يواجهون أزمة في العمل من أعضاء النقابة، كما سيسعى لدعم الموسيقى في المدارس المصرية عن طريق اتفاقية مع وزارة التعليم المصري".
تاريخ الصراع
صراع نقابة الموسيقيين ليس وليدا، فقد نشأ منذ اللحظات الأولى لتدشينها عام 1942، وشهد تاريخها صراعات بين أكبر نجوم وأقطاب الغناء والتلحين في مصر وكانت البداية مع كوكب الشرق أم كلثوم التي أسست النقابة في بداية الأربعينيات لهدف إنساني وهو مساعدة أعضاء النقابة والوقوف إلى جوار الحالات الحرجة وأصحاب المظالم، ولكنها فوجئت بأن الموسيقار محمد عبد الوهاب يعترض على أن يكون نقيب الموسيقيين المصريين امرأة، ومثّل اعتراضه صدمة لكوكب الشرق خصوصا أن إليها يرجع الفضل في فكرة النقابة وتدشينها، ومع ذلك سمحت بأن يكون هناك انتخابات بينها وبينه وقامت بعمل حملة انتخابية في الدورة الأولى، وبعد انتخابات نزيهة وعادلة داخلية للموسيقيين فازت كوكب الشرق بالمنصب، ونجحت في هذا المكان وحققت مقاصده الإنسانية والاجتماعية والفنية مما دعم جبهتها ومحبيها، وعزز موقفها في الانتخابات السنوية للنقابة لدرجة أنها فازت بالمنصب 7 دورات كاملة منذ عام 1942 إلى عام 1952.
وتغيرت الأمور بعد ثورة 23 يوليو (تموز) وكأن هناك انقلابا حدث على كوكب الشرق، إذ أطاحت بها الإذاعة المصرية في البداية باعتبارها محسوبة على النظام الملكي وغنت للملك فاروق، وبعدها أقصيت أم كلثوم رغما عنها من النقابة التي أنشأتها، ولم يدم الأمر طويلا خصوصا بعد لجوئها إلى الكاتب الكبير مصطفى أمين الذي تحدث مع الرئيس جمال عبد الناصر ودعم الرئيس موقف أم كلثوم، وبعد إنصاف الرئيس جمال عبد الناصر لها عادت أم كلثوم للإذاعة ولمنصب النقيب، ثم تحولت النقابة إلى نقابة مستقلة، وتولى بعدها الموسيقار محمد عبد الوهاب منصب النقيب، في حين رفضت أم كلثوم الترشح مرة أخرى واكتفت بنشاطها النقابي وتاريخها السابق.
وفي عام 1958 تولى الملحن عبد الحميد عبد الرحمن، رئاسة النقابة وفي هذا العام حل الرئيس جمال عبدالناصر جميع النقابات، وقرر إعادة تشكيلها من جديد، بينما ظلت نقابة الموسيقيين في حكم التجميد حوالي 20 عاما.
وفي السبعينيات تمت إعادة العمل بها مرة أخرى، وشهدت صراعا جديدا بعيدا عن أم كلثوم وعبد الوهاب حيث تصارع على منصب النقيب الموسيقيان أحمد فؤاد حسن، وصلاح عزام، وتناوبا على منصب النقيب لعدة سنوات، وأعقبهما على كرسي النقيب الموسيقار حلمي أمين وشنت عليه الكثير من الحروب والاتهامات طوال توليه هذا المنصب.
المصير نفسه واجه النقيب الذي تلاه وهو الموسيقار الكبير الراحل حسن أبو السعود حيث واجه الكثير من الأزمات خلال توليه المنصب، لكنه صمد وواجه عقبات كثيرة واستقر لفترة طويلة في منصب النقيب حتى وافته المنية.
وواجه نقيب الموسيقيين الملحن منير الوسيمي حربا شرسة عندما تولى منصب النقيب في عام 2011 مع اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني) حيث احتسبه الكثيرون مواليا لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحل مجلس النقابة، وعين الفنان إيمان البحر درويش نقيبا للموسيقيين.
ولم يهنأ درويش كثيرا بالمنصب حيث سحبت النقابة الثقة منه بعد فترة، وتم انتخاب مصطفى كامل نقيبا للموسيقيين، واشتد الصراع بين درويش وكامل ووصل للاتهامات والعنف وساحات المحاكم حتى تم انتخاب الفنان هاني شاكر لمنصب النقيب وفاز به ليدخل هذه المرة بقدميه إلى الصراع الدائر والاتهامات مع منافسه مصطفى كامل حتى انتهى الصراع أمس بالانتخابات واكتساح شاكر للنتيجة وتصدره المشهد بتولي منصب النقيب لفترة جديدة.