ملخص
شارك أكثر من 24 ألفاً في انتخابات نقابة المهندسين المصريين، إلا أن مجهولين هاجموا اللجان الانتخابية قبيل لحظات من إعلان النتيجة النهائية.
أثار مشهد اقتحام مجهولين لمقر انتخابات نقابة "مهندسي مصر" التي عقدت، الثلاثاء، للتصويت على سحب الثقة من النقيب طارق النبراوي المخاوف من تحول العمل النقابي إلى صراع قوى بين أجنحة المرشحين، مدفوعاً بتأييدات ومعارضات من خارج أعضاء النقابة المصرية.
البداية
خلال عام 2022 كانت نقابة "مهندسي مصر" شهدت مناوشات بين النقيب العام طارق النبراوي (تيار الاستقلال) وأعضاء الأمانة العامة للنقابة المحسوبين على حزب "مستقبل وطن".
حدة الانقسامات زادت منذ يناير (كانون الثاني) 2023 خلال انعقاد الجمعية العمومية بعدما أكد النقيب اعتزامه الحصول على عدة قرارات أبرزها إقرار حد أقصي لقبول طلاب كليات الهندسة في عضوية النقابة بعدم قيد خريجي المعاهد الهندسية التي لم تحصل على شهادة جودة التعليم والاعتماد من الهيئة القومية لجودة التعليم والاعتماد، المنشأة بالقانون رقم 82 لسنة 2006 اعتباراً من نهاية العام الحالي بعدما تسببت في زيادة أعداد البطالة بين الأعضاء المستحقين.
كما وافقت الجمعية العمومية المنعقدة في مارس (آذار) على رفض تولي الأعضاء المنتخبين من مجلس النقابة لمناصب في عضوية مجالس إدارة الشركات التي تسهم النقابة في رأسمالها، لما في ذلك من إخلال لمبدأ فصل الملكية عن الإدارة، ومنعاً لتضارب المصالح، على أن يتولى هذه المناصب أعضاء من الجمعية العمومية من ذوي الخبرة والكفاءة.
كما كلفت النقيب بإعادة تشكيل كافة اللجان داخل النقابة لتفعيلها وضمان مشاركة المهندسين فيها، بعدما استبعد أعضاء الأمانة العامة (مستقبل وطن) كل من يخالفهم الرأي من عضويتها، وهو ما رفضه أعضاء الأمانة العامة، التي يترأسها الأمين العام للنقابة يسري الديب، والذي دعا النقيب في أبريل (نيسان) الماضي لتبكير موعد انعقاد مجلس النقابة لمناقشة طلبات سحب الثقة منه والمقدمة من عدد من أعضاء الجمعية العمومية، ليتحدد، الثلاثاء، موعداً للتصويت على سحب الثقة.
وجه الأزمة
بعدما تلقى نقيب "مهندسي مصر" طلباً من 1960 عضواً بالجمعية العمومية يطالبون فيه بالاستفتاء عليه في المنصب، تطلب الأمر انعقاد الجمعية العمومية بشكل طارئ للتصويت على سحب الثقة منه الثلاثاء.
وأعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة المهندسين حضور 24 ألفاً للمشاركة في الاقتراع من بين 750 ألف مهندس لهم حق التصويت، وهي نسبة حضور كبيرة، إذ لم يتجاوز عدد المشاركين في الانتخابات السابقة 4 آلاف عضو.
ووفق وسائل إعلام محلية، أكدت مؤشرات الفرز تجديد الثقة بالنقيب طارق النبراوي بغالبية الأصوات، إلا أنه قبل إعلان النتائج هاجم مجهولون سرادق الانتخابات، واعتدوا على اللجان قبيل لحظات من إعلان النتيجة النهائية من اللجنة المشرفة على الانتخابات.
تبادل الاتهامات
من جانبه، دان نقيب المهندسين المصريين طارق النبراوي في حديثه لـ"اندبندنت عربية" ما حدث من تعديات في الجمعية العمومية"، وأكد "أن اليوم كان مشرفاً ويؤكد إيمان المهندسين بالاحتكام للصندوق وحرصهم على الديمقراطية والشفافية لولا ما حدث في نهايته التي كانت مشهداً مأساوياً بتدخل مجهولين لمنع إعلان النتائج التي كانت في مصلحته وتضر بمجموعة من الأطراف التي سعت ورتبت لخطوات سحب الثقة منه".
وتابع، أن "قوات الأمن حضرت في وقت متأخر من الأحداث، وحررت محضراً بالواقعة اتهمت فيه ثلاث أعضاء من أمانة النقابة بالوقوف وراء هذا الهجوم".
وأضاف، "كان هناك تباطؤ وتكاسل في إعلان النتيجة، وأبلغني رئيس لجنة الانتخابات المشرفة على تصويت أعضاء الجمعية العمومية بانسحابه من رئاسة اللجنة، وفوجئنا بهجوم مجهولين علينا مطالبين بالطعن على النتيجة، وسعوا إلى البحث عني للاعتداء علي كما اعتدوا على العديد من الحاضرين وحطموا الصناديق وبعثروا أوراق التصويت".
وأرجع النبراوي، ما يحدث من قبل أعضاء في الأمانة العامة للنقابة، إلى قراراته التي أيدتها الجمعية العمومية في مارس (آذار) الماضي، ولم تكن ترضي البعض من خارج وداخل النقابة، بخاصة منع أعضاء المجلس من عضوية الشركات، ومنع قيد خريجي المعاهد الخاصة وغيرها من القرارات التي دفعت بالمعارضين له باللجوء لمقترح سحب الثقة في محاولة لتعطيل قرارات الجمعية العمومية التي تهدف لإصلاح النقابة وأحوال المهندسين.
في السياق، بثت عضو مجلس النواب المصري مها عبد الناصر، مقطع فيديو مباشر على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" يرصد قيام عناصر مجهولة بتحطيم صناديق الاقتراع وتمزيق أوراق التصويت وتكسير تجهيزات اللجان الانتخابية.
وذكرت البرلمانية في حديث خاص لـ"اندبندنت عربية"، "أن هناك مصالح لبعض الأعضاء تتعارض مع قرارات الجمعية العمومية، سواء بترك عضوية مجالس إدارات الشركات وفصل الملكية عن الإدارة، أو وقف قيد خريجي معاهد التعليم الهندسي الخاص، لافتة إلى محاولات تدخل الأحزاب السياسية في العمل النقابي". وأشارت إلى أنها فوجئت بمماطلة في إعلان نتائج التصويت النهائية لقرابة الساعتين، وأعقب ذلك اقتحام مجهولين للمقر الانتخابي وتحطيم الصناديق في غياب تام لقوات الأمن.
في المقابل اتهم مجلس نقابة المهندسين (مستقبل وطن)، في بيان على الصفحة الرسمية للنقابة بـ"فيسبوك" طارق النبراوي و"التصرفات غير المسؤولة الصادرة عنه ومحاولاته المستمرة لفرض رأيه بالقوة ".
من جانبها حاولت "اندبندنت عربية" التواصل أكثر من مرة مع الأمين العام لنقابة المهندسين لكن لم نتلق رداً.
وكانت نقابة المهندسين المصريين من أوائل النقابات التي فرضت عليها الحراسة في مصر عام 1994، للتخلص من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مجلس النقابة العامة، ومجالس النقابات الفرعية بدعوى قضائية أقامها أعضاء بالجمعية العمومية، وظلت نقابة المهندسين تحت الحراسة القضائية لأكثر من 16 عاماً، حتى صدر حكم قضائي بإنهاء الحراسة في عام 2011.