ملخص
باتت محطة زابوريجيا أقرب إلى خط المواجهة بعد التدمير الجزئي الذي طال سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا وتُستخدم مياهه لتبريد المحطة ومنع وقوع حادثة نووية.\
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال "مساعدة لتلبية الحاجات العاجلة" لأوكرانيا "خلال الساعات القليلة المقبلة" بعد تدمير سد كاخوفكا لتوليد الطاقة في جنوب البلاد، وكتب ماكرون على "تويتر" بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "فرنسا تدين هذا العمل الشنيع الذي يعرض السكان للخطر" مضيفاً "أعربت للرئيس زيلينسكي عن تضامني مع شعبه بعد الهجوم على سد كاخوفكا".
منسوب المياه
وأعلنت إدارة مدينة نوفا كاخوفكا الأوكرانية، التي عينتها روسيا عبر تطبيق "تيليغرام"، أن منسوب المياه في المدينة بدأ يتراجع، صباح اليوم الأربعاء، في أعقاب دمار سد قريب، بينما أعلن حاكم منطقة خيرسون أولكسندر بروكودين، إن القوات الروسية قصفت المنطقة مرات عدة خلال اليوم المنصرم مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة آخر.
وقالت إدارة المدينة الواقعة تحت سيطرة روسيا حالياً "منسوب المياه في الشوارع التي غمرتها المياه من قبل في نوفا كاخوفكا بدأ في الانحسار"، إلا أن وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلت عن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو قوله، اليوم الأربعاء، إن سبعة أشخاص على الأقل فُقدوا بعدما غمرت مياه من السد الذي تعرض للتدمير مناطق مجاورة.
من جهة أخرى، قال رومان ستاروفويت وهو حاكم محلي لمنطقة في روسيا، إن الكهرباء انقطعت عن مدينتين في منطقة كورسك غرب البلاد، وأصيب رجل اليوم الأربعاء، إثر إسقاط أوكرانيا متفجرات على محطة كهرباء فرعية قرب الحدود خلال الليل.
وأضاف ستاروفويت "أصيب أحد العمال بشظية لدى محاولته إعادة التيار الكهربائي. هو حالياً في مستشفى المنطقة المركزي ويوفر له الأطباء كل العلاج اللازم".
احتجاج روسي
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها استدعت، أمس الثلاثاء، سفير بلجيكا لدى موسكو للاحتجاج على استخدام أسلحة بلجيكية في هجمات شنها على الأراضي الروسية في الآونة الأخيرة مقاتلون روس موالون للقوات الأوكرانية.
وقالت الوزارة في بيان، إن السفير البلجيكي تلقى "احتجاجاً شديداً بعد ما تم الكشف عنه في شأن استخدام أسلحة مصنعة في بلجيكا من قبل مجموعات تخريبية نفذت هجمات إرهابية في منطقة بيلغورود".
وأضافت أن "روسيا حذرت مراراً من مخاطر إمداد القوات المسلحة الأوكرانية بأسلحة ومعدات غربية ومن مخاطر أن تصبح هذه الأسلحة خارج نطاق السيطرة".
وأوضح البيان أن روسيا طالبت بلجيكا بـ"عدم غض الطرف عن الأدلة المتزايدة على الدعم الذي تقدمه" كييف لهذه الجماعات المسلحة التي "تهاجم المدنيين والبنى التحتية المدنية في روسيا".
وكان رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قال الإثنين الماضي، إن بلاده ستطلب من كييف توضيحات في شأن التقارير الواردة عن استخدام مقاتلين روس موالين لأوكرانيا أسلحة بلجيكية الصنع في هجمات شنوها داخل روسيا.
وقال دي كرو للإذاعة العامة البلجيكية "سنطلب من الأوكرانيين أن يوضحوا الموقف لنا"، مشيراً إلى أنه كلف وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات متابعة الأمر.
شروط كييف
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، لمبعوث الفاتيكان من أجل السلام أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلى السلام وأن أي اتفاق يجب أن يتم بناء على شروط كييف.
والتقى مبعوث البابا فرنسيس للسلام الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي الرئيس زيلينسكي خلال زيارة إلى كييف تستمر ليومين لعقد محادثات مع مسؤولين. وتزامنت الزيارة مع تبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات بتفجير سد رئيس في جنوب أوكرانيا.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية في بيان "شدد رئيس الدولة على أن وقف إطلاق النار وتجميد النزاع لن يفضي إلى السلام". وأشارت كييف إلى أن الطرفين ناقشا "التفاعل الإنساني بين أوكرانيا والكرسي الرسولي".
وقال زيلينسكي للكاردينال، إن الطريقة الوحيدة "لجلب السلام إلى أوكرانيا" هي عبر فرض "عزلة وضغوط" على روسيا. لكنه "لفت إلى أنه بإمكان الكرسي الرسولي القيام بمساهمة فاعلة" للإفراج عن أسرى الحرب الأوكرانيين وإعادة الأطفال الذين تم "ترحيلهم" إلى روسيا.
وفي بيان منفصل مساء أمس، تحدث الفاتيكان عن "زيارة مقتضبة لكن مكثفة" مشيراً إلى أنه "سيتم اطلاع الحبر الأعظم" على فحوى المقابلات المختلفة وكذلك "المعاناة الفظيعة للشعب الأوكراني".
وكان الفاتيكان ذكر، الإثنين، أن الكاردينال "سيصغي بتمعن إلى السلطات الأوكرانية في شأن الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق سلام عادل". ودعا البابا فرنسيس مراراً إلى السلام في أوكرانيا.
وفي الأشهر الأولى التي أعقبت الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، واجه انتقادات لعدم تحميله موسكو المسؤولية بشكل واضح. وكشف البابا في مارس (آذار) بأنه عرض التوجه إلى موسكو للتفاوض من أجل السلام لكن طلبه قوبل بالرفض، علماً أن موسكو لم يسبق أن استقبلت بابا الفاتيكان.
أي خطر على محطة زابوريجيا؟
باتت محطة زابوريجيا التي يسيطر عليها الجيش الروسي أقرب إلى خط المواجهة بعد التدمير الجزئي الذي طال، أمس الثلاثاء، سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا التي تُستخدم مياهه لتبريد المحطة ومنع وقوع حادثة نووية.
وقد أدى الهجوم الذي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات في شأنه، إلى فيضانات غمرت حوالى 20 بلدة وإلى إجلاء آلاف الأشخاص، الأمر الذي أثار غضباً دولياً.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر "تويتر"، أن ليس هناك "خطر نووي آني"، موضحة أن خبراءها الموجودين في الموقع "يراقبون الوضع من كثب".
والأمر ذاته أكده المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاع والسلامة النووية (IRSN)، مستبعداً في الوقت ذاته "أي خطر لحدوث فيضانات (قرب المحطة) لأن السد في اتجاه مصب النهر وليس عند المنبع"، على بُعد 150 كيلومتراً، بحسب ما أفادت نائبة المدير العام كارين هيرفيو وكالة الصحافة الفرنسية.
الوضع تحت السيطرة
من جهتها، أكدت الإدارة المعينة من موسكو في المنطقة أن الوضع تحت السيطرة. وشدد مدير المحطة يوري تشيرنيتشوك على أنه "في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير".
وكانت هذه المحطة تنتج في السابق 20 في المئة من كهرباء أوكرانيا. واستمرت في العمل خلال الأشهر الأولى من الهجوم الروسي قبل أن يتم إيقافها في سبتمبر (أيلول). ومنذ ذلك الحين، لم يعمل أي من مفاعلاتها الستة على إنتاج الطاقة.
وقالت هيرفيو، إن "الخبر الجيد هو أن المفاعلات توقفت منذ عدة أشهر. وبالتالي فإن القوة أقل"، كما أن الحرارة التي يتم تفريغها أقل مقارنة بتلك التي تصدر عن موقع قيد التشغيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن أوكرانيا بدت قلقة. وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في رسالة للصحافيين "يجد العالم نفسه مرة جديدة على شفير كارثة نووية لأن محطة زابوريجيا فقدت مصدر تبريدها... وهذا الخطر يتفاقم بسرعة حالياً".
من جهتها، اعتبرت الشركة المشغلة "أوكرهيدروإنرجو" (الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية)، أن "خزان السد يجب أن يكون جاهزاً للعمل خلال الأيام الأربعة المقبلة"، لكن مستواه يتناقص بشكل مقلق.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي في كلمة أمام مجلس المحافظين المجتمع، هذا الأسبوع في فيينا، أن الأضرار التي لحقت بالسد "تتسبب حالياً في انخفاض قدره خمسة سنتيمترات في الساعة".
وبلغ مستوى مياه الخزان في الصباح حوالى 16.4 متر. وحذر غروسي من أنه إذا انخفض مستوى المياه إلى ما دون 12.7 متر، فلن يكون ممكناً ضخها لتزويد دائرة التبريد في المحطة، ولم تتبق سوى "أيام قليلة" لإيجاد حل.
البحث عن مصادر بديلة
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن المسؤولين عن المحطة يبحثون عن "مصادر بديلة"، مشيرة إلى وجود "حوض كبير" يحفظ المياه في الجوار. وأشار غروسي إلى أنه بما أن المفاعلات متوقفة "فقد يكون ذلك (الحوض) كافياً لتوفير المياه لبضعة أشهر".
وشدد على أنه "من الضروري أن يظل الحوض سليماً"، مشيراً إلى أنه "لا ينبغي فعل أي شيء لتقويض سلامته". وأعلن أنه سيزور الموقع مرة أخرى، الأسبوع المقبل، بعد زيارتين سابقتين منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
كذلك، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى خيارات أخرى، مثل "الوصول إلى حفر عميقة في المنطقة أو إلى شبكة توزيع المياه في بلدة إنرغودار المجاورة أو حتى استخدام سيارات الإطفاء لجلب المياه". ومن الضروري تبريد الوقود في قلب المفاعلات باستمرار، وكذلك الوقود الموجود في أحواض التخزين.
وقال المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاع والسلامة النووية إن "الفشل في التبريد قد يؤدي إلى وقوع حادثة انصهار وانبعاثات إشعاعية في البيئة"، وهو سيناريو مشابه لما حصل في فوكوشيما في اليابان خلال الزلزال القوي الذي تسبب في حدوث تسونامي في مارس 2011.
وتقع محطة زابوريجيا في قلب الصراع، فقد استُهدفت عدة مرات بالقصف وانقطعت عن شبكة الكهرباء سبع مرات منذ أن استولى عليها الجيش الروسي في الرابع من مارس 2022.
دمار كبير
وأظهرت صور التقطتها بالأقمار الصناعية شركة "ماكسار تكنولوجيز" حدوث فيضان واسع النطاق في جنوب أوكرانيا ودمار كبير بسد كاخوفكا ومحطة الطاقة الكهرومائية بالمنطقة.
وقالت "ماكسار"، إن صوراً لمساحة تتجاوز 2500 كيلومتر مربع بين نوفا كاخوفكا وخليج دنيبروفسكا جنوب غربي مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود تظهر أن المياه غمرت عديداً من البلدات والقرى.
وتظهر الصور المنازل والمباني غارقة في المياه، ولا يظهر منها في كثير من الصور سوى الأسطح بينما تغطي المياه الحدائق والأراضي والبنية التحتية.
موسكو تدعو لإدانة كييف
ودعت روسيا، الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى "إدانة" كييف، بعد التدمير الجزئي لسد كاخوفكا، في حدث يتبادل الطرفان الاتهامات في شأنه.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ندعو المجتمع الدولي إلى إدانة الأعمال الإجرامية للسلطات الأوكرانية، التي تعتبر غير إنسانية بشكل متزايد وتشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والعالمي".
البيت الأبيض يرجح سقوط "عديد من القتلى"
وأكد البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الانفجار الذي أحدث دماراً في السد أسفر "على الأرجح عن سقوط عديد من القتلى"، لكنه لفت إلى عدم توافر أدلة ملموسة بعد تسمح بتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين، إن الولايات المتحدة "لا يمكنها في هذه المرحلة تحديد ما حصل بشكل قاطع".
وأغرقت الفيضانات الناجمة عن الانفجار مدينة صغيرة وقرابة 20 قرية، ما أدى إلى إجلاء 17 ألف شخص.
وأكد كيربي أن ما وقع كان "انفجاراً" وأحدث أضراراً "كبيرة". لكنه بدا حذراً فشدد على أن واشنطن ما زالت تنظر في الحادثة ولا يمكنها بعد توجيه أصابع الاتهام.
وقال، إن الولايات المتحدة لم "تصل إلى خلاصة نهائية... ما زلنا نحاول جمع المعلومات والتحدث مع الأوكرانيين".
ولدى سؤاله عما إذا كانت مهاجمة السد تشكل جريمة حرب، قال كيربي "من الواضح جداً أن التدمير المتعمد للبنى التحتية المدنية غير مسموح به في قواعد الحرب".
قصف روسي لخط أنابيب الأمونيا في خاركيف
قال حاكم محلي، أمس الثلاثاء، إن القوات الروسية قصفت بشكل متكرر خط أنابيب لنقل الأمونيا في منطقة خاركيف الأوكرانية، وهو أنبوب ربما تكون له أهمية حيوية لتمديد اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب والأسمدة من موانئ البحر الأسود.
وقد يعتمد تمديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب الشهر المقبل على إعادة فتح خط الأنابيب. وأُبرم الاتفاق في يوليو (تموز) 2022 للمساعدة في التصدي لأزمة غذاء عالمية.
ويمتد خط أنابيب الأمونيا، وهو الأطول في العالم، لمسافة نحو 2470 كيلومتراً من مدينة توجلياتي الروسية على نهر الفولجا إلى ثلاثة موانئ على البحر الأسود. وتوقف خط الأنابيب عن العمل منذ الهجوم الروسي.
وقال أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية، إنه لم يتم تسجيل أي تسريب جراء القصف الذي وقع، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، وأصاب خط الأنابيب بالقرب من قرية زابادني.
وأضاف عبر تطبيق "تيليغرام" "لا يوجد خطر على أرواح السكان أو صحتهم".