Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد الطاقة... تعاون عسكري بين الجزائر وإيطاليا

طلبت من روما وحدة نقل بحرية برمائية جديدة في إطار اتفاق تعاون قيد التطوير بينهما

تعمل الجزائر على تنويع مصادر أسلحتها والمحافظة على جهوزية قواتها المسلحة تحسباً لأي طارئ (مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

يشمل التعاون العسكري بين إيطاليا والجزائر تبادل الخبرات في مجال التدريب والتكتيكات العسكرية المتقدمة

تعمل الجزائر على تنويع شركائها في مجال الدفاع والتسلح في ضوء تزايد إنفاقها العسكري وارتفاع حجم مشترياتها من الأسلحة، وتتوجه نحو إيطاليا في خطوة تعزز التقارب بين الجانبين اللذين وقعا سابقاً اتفاقات في مجال الطاقة.

ويتركز التعاون العسكري بين الجزائر وإيطاليا في مجالات رئيسة عدة، أحدها تبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، فعلى مدى الأعوام الأخيرة شهد العالم تصاعداً في التهديدات الإرهابية، وبالتالي فإن تعاون الجزائر وإيطاليا في تبادل المعلومات الأمنية يعتبر أمراً حاسماً لمواجهة هذه التحديات المشتركة، بحسب خبراء عسكريين.

ويتم تبادل المعلومات الاستخباراتية والتجارب في مجال القدرات الأمنية، مما يعزز قدرة البلدين على مكافحة الإرهاب ومنع الأعمال العدائية.

تعاون أمني

كما أن هناك حاجة إلى التعاون الأمني بين البلدين في مجال محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأمن والسلام في منطقة البحر المتوسط، إذ إن إيطاليا قريبة من الجزائر ويمكن للجزائر أن تلجأ إليها للحصول على قطع الغيار لصيانة عتادها العسكري.

وضمن هذا التوجه زار الجزائر مدير التسليح في وزارة الدفاع الإيطالية الجنرال لوتشيانو بورتولانو في الـ 26 من مايو (أيار) الماضي، وأجرى اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين عسكريين محليين شملت أيضاً النقاش حول أوضاع المنطقة.

وأفادت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان بأن أمينها العام اللواء محمد الصالح بن بيشة أجرى محادثات مع المسؤول العسكري الإيطالي بحضور مدير الصناعات العسكرية ومدير العلاقات الخارجية والتعاون بها، تناولت "مجالات الاهتمام المشترك"، من دون تقديم تفاصيل.

وأشار البيان إلى أن بورتولانو يزور البلاد على رأس وفد عسكري ومدني رفيع، مما يدل على حجم الملفات الأمنية التي تم النقاش حولها.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها المسؤولان العسكريان، إذ عقدا في الثاني من مارس (آذار) 2022 بالعاصمة الجزائرية "الدورة الـ 12 للجنة المشتركة الجزائرية - الإيطالية للتعاون في مجال الصناعة الحربية والدفاع".

وذكرت وزارة الدفاع الجزائرية يومها أن الاجتماع "شكل فرصة لتبادل الآراء وتعزيز التنسيق والعمل المشترك بين جيشي البلدين، وبعدها بشهر واحد استقبل وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو سفير الجزائر في روما عبدالكريم طواهرية، وبحث معه "الاستقرار في البحر الأبيض المتوسط والتعاون بين القوات المسلحة الإيطالية ونظيرتها الجزائرية".

طلبيات جديدة

وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء نقلت عن الموقع الإلكتروني المتخصص في قطاع الصناعات الدفاعية "شيبرد ميديا" أن الجزائر طلبت من روما وحدة نقل بحرية برمائية جديدة في إطار اتفاق تعاون قيد التطوير بينهما.

وقالت إن "منصة إنزال" ثانية، أي وحدات الإنزال والدعم اللوجستي، التي تطلبها الجزائر تعتبر "جانباً واحداً فقط من التعاون الذي يمكن أن يشمل سفناً أخرى عدة".

وبحسب الموقع ذاته فإن البحرية الجزائرية "طلبت فئة ذات منصة هبوط معززة من طراز (San Giusto) من (فينكانتييري)".

وتم التوقيع خلال زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر في يناير (كانون الثاني) 2023 على اتفاقات عدة بين البلدين، شملت المؤسسات المصغرة والصناعات الغذائية والنسيج والبنية التحتية والأشغال العامة وصناعة الدواء والبحرية ومجال الفضاء أيضاً، وكان حجم التبادلات التجارية في حدود 8 مليارات دولار عام 2021، زادت إلى 16 مليار دولار العام الماضي، بحسب ما ذكره الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عندما استقبل ميلوني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وارتفعت إمدادات غاز الجزائر إلى إيطاليا من 21 مليار متر مكعب عام 2021 إلى 25 مليار متر مكعب في 2022، ومن المرتقب أن تصل إلى 30 مليار متر مكعب بين عامي 2023 و2024.

وتطمح الجزائر إلى رفع صادراتها الغازية من 56 مليار متر مكعب عام 2022 إلى 100 مليار متر مكعب في 2023.

وعلى رغم توجهات الحكومة اليمينية في إيطاليا إلا أنها وجدت نقاط تلاق عدة مع الجزائر، مثل مبدأ السيادة الوطنية والأمن القومي والإرث الثقافي المحلي والحدود السياسية الثابتة وغيرها، مما أسهم في تعميق التقارب في المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وتبقى روسيا منذ فترة الزبون الأول والمفضل للجيش الجزائري لجهة التجهيزات والأسلحة الحربية والخبرة الفنية في هذا المجال، إذ إن الجزائر قررت توسيع تعاونها في الميدان الحربي إلى شركاء آخرين ومنهم الإيطاليون، ممثلين في شركات "فينكانتييري" و"ليوناردو" و"إم بي دي إيه إيطاليا" و"إلكترونيكا" و"رينميتال إيطاليا".

ووفق تقارير إعلامية تستعد الجزائر لاستقبال 19 طائرة عمودية من صنف "AW-139" المنتجة من طرف "ليوناردو"، والتي أفادت بأن العلاقات بين الجزائر وإيطاليا "لم تعد رهينة مجال الطاقة، فهي مرشحة لتأخذ منحى إستراتيجياً يحقق للجزائر إحداث توازن بين شركائها، ولإيطاليا إيجاد زبائن جدد".

وإضافة إلى ذلك يشمل التعاون العسكري بين البلدين تبادل الخبرات في مجال التدريب العسكري والتكتيكات العسكرية المتقدمة، إذ يتم تبادل الخبرات والتقنيات العسكرية الحديثة وتقديم الدورات التدريبية المشتركة التي تعزز مستوى التحضير والجهوزية للقوات المسلحة في البلدين.

وبحسب مراقبين فإن وزارة الدفاع الإيطالية تتوجه نحو إعادة ترتيب خياراتها في مجال السياسة والدفاع، وبرز ذلك عبر الإحاطة التي قدمها وزير الدفاع الإيطالي في مارس 2023، والتي كشف فيها عن إطلاق الوزارة مراجعة لمفهوم السياسة العسكرية والتعاون، وتبنيها نهجاً أكثر ديناميكية واستباقية، وهو ما يمكن تطبيقه على زيارة الوزير الإيطالي إلى الجزائر.

أمر مستبعد

وحول الموضوع يقول الخبير الأمني الجزائري عمر أوجانة إن التوجه الجديد للجزائر مبني على دراسات تضع المصالح الإستراتيجية في أعلى سلم الأولويات في التعامل مع الشركاء الأجانب.

وفي تصريح إلى "اندبندنت عربية"، أوضح أوجانة أن "تنويع شركاء في مجال التعاون العسكري يهدف إلى رفع إمكانات قواتنا المسلحة، وهو الغرض الأساس من هذا التوجه نحو الشريك الإيطالي بالنظر إلى عوامل عدة".

ويشير المتحدث إلى أن روما تملك منظومة أسلحة متطورة تسعى الجزائر إلى اقتناء بعضها، مثل العتاد العسكري الدفاعي بالدرجة الأولى نظراً إلى المحيط الإقليمي المضطرب أمنياً.

وأوضح أن الجزائر تعمل حالياً على تنويع مصادر أسلحتها والمحافظة على جهوزية قواتها المسلحة تحسباً لأي طارئ.

لكنه قال إن الأسلحة التي تقتنيها الجزائر من الشريط الإيطالي ليست كلها موجهة إلى الدفاع، وإنما كذلك إلى هيئات أخرى تستخدمها لأغراض مراقبة الحدود بالنسبة إلى الجمارك وحفظ النظام العام في ما يتعلق بجهاز الشرطة.

وقال عمر أوجانة إن "التوجه الجديد لا يعني استغناء الجزائر عن شركائها التقليديين في مجال التسلح على غرار روسيا والصين اللذين سيبقيان يحافظان على مكانتهما كممونين رئيسين بالأسلحة للجزائر".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير