ملخص
قبل أسبوعين لوح البرهان باستخدام القوة المميتة ضد قوات الدعم السريع حال عدم استجابتها ووقف القتال مما أثار تساؤل السودانيين حول هذا السلاح.
وضع تفاوضي مجمد واشتباكات متقطعة في الخرطوم وما حولها يبقيان الحال كما هي عليه في السودان، لكن تلويح قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان باستخدام ما سماه "القوة المميتة" وضع الملايين في حسبة صعبة وتأهب مكثف على مدى أسبوعين تحسباً لمرحلة جديدة من القتال.
تهديد ربط البرهان عدم تنفيذه بانصياع قوات الدعم السريع واستجابتها لصوت العقل، مما يعني توقفها عن القتال الذي تفجر بين الطرفين في 15 أبريل (نيسان) الماضي، وإن ظل السؤال الذي يردده السودانيون ما "القوة المميتة" التي ينوي استخدامها في هذه الحرب؟ وهل هي أسلحة موجودة بالفعل أم مجرد حرب نفسية لتخويف الطرف الثاني في القتال؟
المتخصص في الشؤون السياسية والعسكرية بالسودان اللواء أمين إسماعيل مجذوب قال "إن القوة المميتة تعبير عسكري أطلقه القائد العام للجيش يتعلق بقيام القوات المسلحة بالحسم في أقرب وقت ممكن وإنهاء هذه الحرب نهائياً، باعتبار أن هذه العملية طالت أكثر مما يجب، بالتالي فإن استخدام هذا المصطلح قصد به سرعة حسم المعركة ولا يعني شيئاً آخر غير ذلك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف مجذوب "كما أن هذا التعبير ليس القصد منه أن هناك سلاحاً داخل الجيش السوداني يحمل المسمى نفسه، فتسميات الجيش ووحداته معروفة، لكن ما ذهب إليه رئيس مجلس السيادة هو تأكيد قدرة الجيش على إنهاء هذا التمرد في وقت وجيز، باعتباره يمتلك إمكانات ومقدرات سواء من ناحية العتاد والمعدات والقوة البشرية تمكنه من التفوق بالسرعة المطلوبة".
ثلاث وسائل
لكن عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين اللواء معتصم العجب ذهب إلى تفسير آخر حول القوة المميتة فيقول "إنها دائرة بالفعل في حرب المدن مثل الخرطوم حالياً وترتبط بثلاث وسائل، الأولى من خلال قصف المدن بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والراجمات والمسيرات المحملة بالصواريخ والقذائف بكثافة، وقد تم استخدام هذه الأسلحة على رغم أنف قوانين حماية المدنيين في الحروب، مما يعني انتهاكاً واضحاً وصريحاً لحقوق الإنسان، والثانية استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً والتي لم تستخدم في هذه الحرب، وسبق أن استخدمها الجيش السوداني في منطقة جنوب كردفان وتحديداً في جبال النوبة خلال فترة نظام الرئيس السابق عمر البشير ضد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو (وفق تقارير منظمات دولية)، أما الوسيلة الثالثة فهي الأسلحة الذرية والبيولوجية لكنها لا تتوافر لدى الجيش السوداني".
وتابع العجب "بناء على ما سبق فإن المتاح والمتوافر من أسلحة الدمار الشامل هو فقط السلاح الكيماوي، ومهما كانت محدودية استخدامه فآثاره ستكون كارثية على الطرفين، والأهم الأبرياء المدنيون الذين هم خارج اهتمام طرفي القتال كما تشير الأحداث، فهل يواجه السودان حادثة (الغوطة السورية) على أراضيه؟".
حرب أهلية
منذ انتهاء سريان وقف إطلاق النار بين القوتين المتحاربتين الذي استمر 24 ساعة السبت الماضي تدور اشتباكات عنيفة وقصف بالمدفعية في أنحاء العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني النهب والاشتباكات.
وأعربت السعودية والولايات المتحدة اللتان توسطتا في محادثات وقف إطلاق النار في جدة عن شعورهما بخيبة أمل شديدة بسبب الاستئناف الفوري للعنف المكثف.
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولاً وارتكاب خروق خلال سلسلة هدن لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة التي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، علاوة على موجة غير مسبوقة من النزوح واللجوء، مما سبب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة.
في غضون ذلك قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، خلال قمة "إيغاد" التي انطلقت أمس الإثنين في جيبوتي، إن "الحرب في السودان إن لم تتوقف على الفور فسوف تندلع حرب أهلية وتنهار الدولة".
وزاد "الأوضاع التي تتفاقم في السودان تصل إلى حد تهديد المنطقة بأكملها، بل تمثل تهديداً كبيراً لوجوده وللمنطقة بأسرها"، لافتاً إلى أن هناك عملية دمار ذاتي تحدث في السودان حالياً ويجب أن تتوقف. "نبذل جهوداً من أجل وقف العنف وتشجيع السودانيين على الحوار".