Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وليد توفيق: لم أكن أجرؤ على القول إنني أجيد التلحين

لولا التكنولوجيا لجلس معظم المغنين في بيوتهم

يقارن وليد توفيق الفن بين الماضي والحاضر (اندبندنت عربية)

ملخص

وليد توفيق يكشف عن أنه بدأ الغناء باسم مستعار لكي يخفي الأمر عن أهله إلى أن سنحت له الفرصة للمشاركة في برنامج "استوديو الفن"

مع أن مشوار وليد توفيق تجاوز النصف قرن، لكنه لا يزال يفرض وجوده بقوة على الساحة الغنائية على مستوى الوطن العربي. تخرج وليد توفيق عام 1972 في برنامج الهواة "استوديو الفن" وهو الفنان اللبناني الوحيد الذي خاض تجربة التمثيل السينمائي في مصر ونجح فيها، فضلاً عن جمعه بين موهبتي الغناء والتلحين.

يردد دائماً أن المخرج محمد سلمان هو والده الروحي، كما يشيد بدعم المخرج حسن الإمام له عندما فتح له أبواب السينما على مصراعيها، ومن خلال السينما حقق نجومية واسعة نشرت اسمه عربياً.

"أنا وملحم بركات"

ويتحدث توفيق عن مشواره الفني الذي تجاوز الـ 50 عاماً، ويقارن الأجواء الفنية بين الماضي والحاضر قائلاً "عندما دخلت المجال الفني كان الجو رائعاً جداً، وكان قدوتي الأساتذة الكبار في مجالات التلحين والغناء والكتابة، وكنت أسمع مختلف الألوان الغنائية وتعلمت من الجميع واكتسبت قوة الصوت والنفس الطويل من وديع الصافي وصباح فخري، ولكنني تأثرت موسيقياً وفنياً بعبدالحليم حافظ وهو كان في بالي دائماً، فقد كان كبيراً في إحساسه وغنائه ويمتلك شخصية غير عادية على المسرح. وتعلمت خلال مشواري الفني أن الفنان يجب أن يتفرد بشخصيته وأن يضيء المكان حيث يكون موجوداً وإلا يصبح كالآخرين، وهذا أهم ما كان يميز جيل الفنانين الكبار. ولكن هذا المشوار لم يكن سهلاً فقد عانيت كثيراً ونمت وملحم بركات في غرفة مطلية بالكلس فوق المكان الذي كنا نغني فيه بالشام. ومع أننا تعذبنا كثيراً لكننا كنا سعداء وكانت هناك قيمة ورهبة للفن، وللأسف هذا الأمر لم يعد اليوم موجوداً".

كما يرى توفيق أن الأسود والأبيض لطالما كانا موجودين في الفن، "عندما لحنت أغنية ’أدوب بدبديبو‘ رفضتها الإذاعة المصرية، ثم زاد الوضع سوءاً وانتشر كلام لا يمكن أن أغنيه أبداً، لكن في الوقت نفسه كانت هناك أغاني ’قارئة الفنجان‘ و’فاتت جنبنا‘ و’زي الهوى‘ وأخرى رائعة من بينها أغاني فيروز. مصر بلد كبير وفيه من كل شيء وحتى محمد عدوية الذي أحبه كثيراً منع من الغناء ولم يحصل على تصريح من الإذاعة ولكنه ما لبث أن فرض نفسه من خلال الأغنيات التي قدمها في السينما.

ولم يفكر توفيق أبداً بالانسحاب من الساحة الفنية، إذ يقول "الفن هو المكان الذي لطالما حلمت به ولكنني تخليت عن السينما في مرحلة من المراحل لأنني تلقيت عروضاً للمشاركة في أفلام غير مناسبة، وعندما طلب مني ذلك رفضت وقلت لهم، أنا لست ممثلاً بل أشارك في السينما لكي أخدم نفسي غناء واستعراضاً، وأقدم أغاني لا يمكن أن أغنيها إلا في السينما. أنا لا أرى سوى الناحية الإيجابية على الساحة الفنية وأؤمن بأن الأمر لا يخلو من وجود أصوات جميلة وأغان جيدة ولكنني تفاجأت كثيراً بأن متعهدي الحفلات ومن ينظمون جولات فنية في الخارج، يتعاقدون مع أصحاب الأغاني التي تحصد نسب مشاهدة عالية على ’يوتيوب‘، حتى لو كانت دون المستوى كلاماً ولحناً وأداء. في السابق، كان هناك صحافيون أكفاء يحكمون على الفنان واليوم في زمن الـ’سوشال ميديا‘، أصبح الناس هم الحكم ومحبو الفنان يهاجمون كل من ينتقده حتى لو كان على خطأ، وهذا الأمر يدهشني كثيراً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العزف على العود

في المقابل، يشير توفيق إلى أنه بدأ مشواره الفني كموسيقي يعزف على آلة العود ثم كملحن، "في البداية لم أكن أغني خوفاً من والدي لكنه سمح لي بدراسة العزف على العود في نادي أسعد حمصي للفنون الشعبية في طرابلس، وكان أول ألحاني ’ودوني للحبايب‘ وسوف أطرحه قريباً، ولحني الثاني ’لفيت المداين‘ وهذا العمل تحول إلى أغنية وطنية في سوريا، وعندما سئلت في الإذاعة من هو ملحنها لم أجب بل قلت إن رفيق حبيقة وضع الموسيقى وشفيق المغربي كتب الكلام لأنني كنت أخاف أن أقول إنها من ألحاني، وحتى ملحم بركات لم يعرف أنني أجيد التلحين إلا بعد أن غنيت من ألحانه ’أبوك مين يا صبية‘ و’مغرم بعيونك‘". ويتابع "مع أنني أملك موهبة التلحين ولكن الغناء كان هدفي، وبدأت الغناء باسم مستعار لكي أخفي الأمر عن أهلي إلى أن سنحت لي الفرصة للمشاركة في برنامج استوديو الفن، واضطر والدي إلى الموافقة، لكن الخوف كان يلازم والدتي باعتبار أن الغناء لا يطعم خبزاً.

في ذاك الوقت لم يكن الفن يطعم خبزاً واليوم هو يدر ذهباً".

توفيق الذي عاد لتجربة "الدويتو" الغنائي مع الفنانة يارا بعد انقطاع لأعوام طويلة، يشير إلى أن أولى تجاربه في تقديم هذا النوع من الأعمال كانت مع سوزان عطية "هي كانت أهم صوت في مصر، ولكنها اعتزلت الفن وتزوجت وأسست عائلة وغيابها كان خسارة فنية كبيرة، وأنا علّقت عليها آمالاً كبيرة ولحنت لها أغنيتين، كما شاركت صباح الجزائري في تجربتين الأولى في فيلم ’ساعي البريد‘ وكررناها في فيلم ’سمك بلا حسك‘، وتشرفت أيضاً بالغناء إلى جانب الكبيرة هدى سلطان في فيلم ’من يطفئ النار‘. الدويتو يرى النور عادة بتشجيع من المنتج لأنه لا يمكن الجمع بين الفنانين بسهولة، وعادة نحن نلتقي في الحفلات ونعانق بعضنا ومن بعدها يعود الفنان لبلاده وينسى كل شيء. نمط الحياة السريع أبعد الناس عن بعضها".

نانسي عجرم وإليسا

من ناحية أخرى، يعلق توفيق على كلام الملحن نور الملاح الذي أشار إلى استعانة نانسي عجرم بمهندس صوت في حفل ’ليلة التريو العربية‘ كان له الدور الأكبر في عدم تنشيزها في الغناء من دون سائر الفنانين، "أنا لم ألاحظ ذلك، وهي غنت مثلنا بالهندسة الصوتية نفسها والميكروفونات نفسها مع أنه ليس عيباً أن تصطحب معها مهندس صوت إذا كانت تملك الإمكانات المادية، حتى أنا أتمنى لو أنني أستطيع أن أصطحب كل المعدات اللازمة إلى حفلاتي، وهنا لا يسعني إلا أن أهنئ عمرو دياب الذي فاجأني في أحد حفلات الأعراس التي جمعتني به وبراغب علامة لأنه عندما اعتلى المسرح بعد راغب اختلف الصوت إلى حد كبير، واعتقدت بأن أحداً لعب بالصوت للإساءة لراغب، وعندما تحدثت إلى مهندس الصوت أخبرني أن عمرو لا يستغني عن معدات الصوت الخاصة به مع أن كلفتها تعادل أجر الفنان. وبالنسبة إلى نانسي عجرم، فهي من أفضل المطربات الذين يغنون لايف على الساحة الفنية، ولكن حدثت أشياء في الحفل وهي تعتبر طبيعية لأن الدويتو يلحن بطريقة معينة بسبب اختلاف طبقات الصوت بين المرأة والرجل، ونحن كنا ثلاثة على المسرح ولم نتمكن من الغناء بالطريقة نفسها التي لحنت فيها الأغنية وحصل بعض الإرباك وعدم التناغم. مثلاً، إليسا عظيمة في الاستوديو ولكن إمكاناتها معروفة عندما تغني على المسرح، ولولا التكنولوجيا لجلس معظم المغنين في بيوتهم".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون