Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤتمر أوسلو يخفض مستوى تمثيل "طالبان" بعد ضغوط

استقبلت الخارجية النرويجية وفداً رفيع المستوى العام الماضي لكن الاحتجاجات الواسعة وعدم وفاء الحركة بتعهداتها أجبرا القائمين على التراجع

مدخل انعقاد مؤتمر أوسلو (اندبندنت فارسية)

ملخص

تعقد الخارجية النرويجية الاجتماعات كل عام لبحث قضايا السلام والنزاعات الدولية وتشارك الحركة في هذه الفعاليات منذ عام 2010.

قرر القائمون على تنظيم الدورة الـ20 لاجتماع أوسلو في شأن أفغانستان خفض مستوى مشاركة وفد "طالبان"، إذ إن الحركة شاركت العام الماضي على مستوى وزير الخارجية بحضور مسؤولين كبار فيها، لكن هذه المرة مثل "طالبان" المتحدث باسمها ومستشارها، ولم تدع الخارجية النرويجية أياً من أصحاب القرار فيها، إذ كانت مهمات ممثلي الحركة في الاجتماع تقتصر على تبادل الرسائل.

وكانت الخارجية النرويجية أرسلت العام الماضي طائرة خاصة لمشاركة وفد رفيع المستوى من الحركة واستقبلتهم على أنهم هيئة دبلوماسية معترف بها، وشارك وزير خارجية النرويج أنيكن هويتلفت مع نظيره في "طالبان" أمير خان متقي في مؤتمر صحافي ورد على أسئلة الصحافيين، كما حرص القائمون على دعوة نشطاء حقوق الإنسان ونشطاء سياسيين مستقلين وممثلي عدد من المنظمات الدولية المعنية بشؤون أفغانستان، لكن القائمين على المؤتمر لم يوجهوا دعوات إلى أي من نشطاء حقوق الإنسان والسياسيين المستقلين هذا العام.

عقد المؤتمر في فندق خارج مدينة أوسلو وسط حراسة أمنية مشددة وكانت هناك تقييدات على عمل الصحافيين. وكان أحد المشاركين الآتين من كابول والمقربين من "طالبان" أوضح لـ"اندبندنت فارسية" أنه طلب منهم عدم الحديث إلى أي من الصحافيين، كما أكد أن أعضاء الحركة لم يسمح لهم بإجراء مقابلات ونشر صور من الاجتماع والمحادثات.

ويبدو أن تراجع القائمين على تنظيم المؤتمر في وزارة الخارجية النرويجية يعود لردود الفعل والاحتجاجات الواسعة التي رافقت اجتماع يناير (كانون الثاني) عام 2022 لاستقبالهم قادة "طالبان" في أوسلو بعد نقلهم إلى المؤتمر بطائرة خاصة ووضع سجاد أحمر خلال الاستقبال.

وشارك في اجتماعات يناير (كانون الثاني) 2022 أعضاء بارزون في حركة "طالبان" ومنهم المسؤول الكبير في شبكة حقاني أنس حقاني ووزير الخارجية أمير خان متقي ومولوي مطيع الرحمن خالص من مؤسسي الحركة ومساعد وزارة الاقتصاد لطيف نظري، وعدد آخر من المجموعات المتنفذة والمهمة في اتخاذ القرارات التي تصدر عن "طالبان"، ووردت ردود فعل واسعة بعد نشر صورة لوفد الحركة الذي نقل إلى أوسلو على متن طائرة خاصة.

وقالت الناشطة الحقوقية مينة رفيق، وهي من سكان العاصمة أوسلو، لـ"اندبندنت فارسية" إن الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها العاصمة أوسلو عام 2022 عبرت عن الغضب الواسع للمهاجرين الأفغان وحتى المواطنين النرويجيين وأجبرت وزارة الخارجية النرويجية على عدم الترحيب بـ"طالبان" بحفاوة. وتعرب السيدة رفيق عن اعتقادها بأنه يجب على الحكومة النرويجية الامتناع عن إنفاق أموال الضرائب التي تجنيها من المواطنين من أجل إضفاء المشروعية على مجموعات كحركة "طالبان".  

ونظمت الناشطة مينة رفيق تظاهرات على مدى أربعة أيام خلال الاجتماع وحملت معها برقعاً لتأكيد الأداء المناهض للنساء الذي تتبعه الحركة، كما حملت لافتة كتب عليها أن "الاعتراف بطالبان اعتراف بالإرهاب".

"طالبان" ومؤتمر أوسلو

مؤتمر أوسلو هو حدث دولي للحوار حول القضايا المرتبطة بالسلام والنزاعات والدبلوماسية ويعقد سنوياً منذ 20 عاماً بضيافة الخارجية النرويجية ويشارك فيه أفراد لهم تجارب في النشاط السياسي والعسكري وحقوق الإنسان والقضايا المتعلقة بالسلام والتعليم.

وتعود مشاركة "طالبان" لعام 2021 عندما قررت الخارجية النرويجية دعوة الحركة من أجل إحلال السلام في أفغانستان ومثّلها المسؤول عن مكتبها في قطر سيد طيب آغا للحديث في المؤتمر الذي حضره ممثلو الحكومة الأفغانية أيضاً.

اقرأ المزيد

خلال تلك الفترة لم تكن الحركة تسيطر على أي من المدن المهمة في أفغانستان وكانت تنتشر في المناطق الجبلية وشكلت مشاركتها في مؤتمر أوسلو مكسباً كبيراً لها. ودعت الخارجية النرويجية بعدها "طالبان" كل عام إلى المشاركة في المؤتمر، لكن خلال عام 2022 ضم وفد الحركة كبار المسؤولين واستقبلوا بمراسم خاصة، مما أثار ردود فعل واسعة.

واضطر رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره إلى التوضيح للصحافيين للرد على ردود الفعل هذه، بخاصة تلك التي احتجت على حضور أنس حقاني، وقال إنه لم يطلع على قائمة المشاركين من قبل "طالبان" وعلم بحضور أنس حقاني في أوسلو من خلال وسائل الإعلام.

وقدم وفد "طالبان" في مؤتمر أوسلو 2022 وعوداً كبيرة للحاضرين والخارجية النرويجية لكن لم يتحقق أي من الوعود، بخاصة تلك المرتبطة بحقوق الإنسان وحقوق المرأة والتعليم وعمل النساء والفتيات.

وأعربت الخارجية النرويجية بعد أشهر من انتهاء المؤتمر عن خيبة أملها بسبب عدم وفاء الحركة بوعودها. ويبدو أنه إلى جانب ردود الفعل الواسعة، كان لتخلي "طالبان" عن وعودها تأثير في عدم دعوة كبار مسؤوليها إلى مؤتمر هذا العام.

شارك في مؤتمر أوسلو المتحدث باسم "طالبان" عبدالقهار بلخي ومساعد وزير الداخلية مولوي شمس الدين منصور والموظف في وزارة الدفاع مفتي روح الله عمر، وهذا الوفد لا يتولى مهمات مرتبطة باتخاذ القرارات في الحركة كما لا يملك صلاحيات للحديث باسمها، إذ قرر القائمون على مؤتمر أوسلو أن يدعوا هذا الوفد لإيصال رسائل إلى قادة "طالبان" في كابول حول مضمون المؤتمر والقرارات المتخذة.

المزيد من دوليات