Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدارس دينية لـ"طلبنة" أفغانستان

الحركة تمنح الطلاب فرص التعليم المجاني بديلاً للفصول والجامعات الحكومية

المدارس الدينية في أفغانستان تضم غالبية من الطاجيك والهزارة والأوزبك والتركمان (أ ف ب)

ملخص

تتوسع حركة "طالبان" في إنشاء المدارس الدينية في مختلف الولايات الأفغانية بدعم مباشر من قادة الحركة والتي تجد رواجاً ملحوظاً أمام تراجع المدارس والجامعات الحكومية في ظل انتشار الفقر والبطالة.

منذ هيمنتها على السلطة في أفغانستان قبل 21 شهراً لم تتردد حركة "طالبان" في إنشاء مدارس دينية متعددة بالبلاد، والترويج لها عبر حضور عدد من كبار مسؤوليها حفل تدشين هذه المباني بولايات مختلفة منها العاصمة كابول وبنجشير ونورستان وتخار وبلخ وهرات وبدخشان ومدن أخرى، فيما يتواصل تشييد أخرى.

وتنشط المدارس الدينية بشكل واضح في خمس ولايات، ولا تزال خطة "طالبان" متضمنة فصولاً أخرى في باقي المناطق الأفغانية المختلفة، تنفيذاً لتعليمات قادة الحركة، بحسب رئيس المدارس الدينية الشيخ عبدالواحد طارق.

قبل أسابيع فتحت مدرسة بنجشير الدينية أبوابها أمام الطلاب الأفغان في منطقة دشتك، لكن زيارة المشرف على مكتب رئيس الوزراء مولوي عبدالكبير المدارس الدينية منحها زخماً كبيراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

طبقاً للمعلومات التي نشرتها وزارة المعارف في حركة "طالبان" تستوعب المدرسة أكثر من ألفي طالب ويعمل رجال الدين على تأليف المحتوى التعليمي بها، إذ قال الوزير حبيب الله أغا إن المدارس أسست بتوصية مباشرة من قائد الحركة ملا هبة الله آخوند زادة.

علاوة على المدارس الدينية التي تضم غالبية من الطاجيك والهزارة والأوزبك والتركمان، أقدمت حركة "طالبان" على تأسيس العشرات من المدارس الدينية التي كانت قد تضررت في المناطق التي شهدت حرباً واشتباكات خلال السنوات الماضية.

طبقاً لمسؤولي "طالبان" بإمكان الشباب الذين لا يرغبون بالتعلم في المدارس الحكومية والجامعات تلقي دراستهم من دون دفع رسوم بمدارسهم، في خطوة تظهر نية الحركة "طلبنة أفغانستان" عبر المدارس الدينية وتأسيس فصول دينية.

 

 

استطاعت الحركة خلال 20 عاماً من الحرب ضد الحكومات السابقة في أفغانستان استقطاب عدد كبير من المقاتلين في مناطق تفتقر إلى خدمات مدنية ومدارس وجامعات متطورة. ويفضل غالبية سكان هذه المناطق إرسال أولادهم إلى مثل هذه المدارس بسبب الفقر والعجز في تسديد نفقات التعليم بالمدارس الحكومية والجامعات. مثل هذه الظروف ساعدت "طالبان" في استقطاب جنود من بين العائلات الفقيرة والطلبة المنخرطين في التعليم بالمدارس الدينية.

قبل عودة "طالبان" إلى الحكم كان الطلاب الشباب واليافعون يسافرون إلى باكستان بهدف تلقي التعليم الديني، لكن مع هيمنة الحركة على الحكم عادت هذه المدارس إلى أفغانستان وكانت تشكل مراكز أساسية في التجنيد لصالحها.

وكان المعلمون والمنظرون لحركة "طالبان" ومنهم الشيخ رحيم الله حقاني الذي قتل في أغسطس (آب) 2022 بكابول هم المسؤولين عن إدارة عديد من المدارس الدينية في بيشاور بباكستان. وعاد حقاني بعد انهيار الحكم الجمهوري ونقل مدارسه إلى كابول.

تضم أفغانستان 34 ولاية تشمل 408 مدن، وإذا ما نجحت حركة "طالبان" في تحقيق وعودها ببناء 10 بكل مدينة فإن البلاد ستشهد تأسيس 4008 مدارس بالمناطق المختلفة.

 

 

وكانت أفغانستان تضم قبل ذلك 13 ألف مدرسة دينية غير رسمية وكذلك ألفاً و300 مدرسة دينية عائدة إلى الدولة، لكن مع ازدياد عدد المدارس الدينية لـ"طالبان" وتفشي الفقر في البلاد يواجه التعليم الحكومي، شاملاً الجامعات، ضعفاً شديداً في تقديم خدمات إلى الأطفال.

على رغم تأسيس عديد من المدارس والجامعات الخاصة في أفغانستان وانضمام الآلاف من الطلاب من بين الفتيات والشباب إلى هذه المراكز التعليمية فإنه مع انهيار الحكم الجمهوري وتفشي البطالة وانتشار الفقر لم يتمكن عديد من المواطنين من الالتحاق بالمدارس الخاصة والجامعات، سواء الخاصة أو الحكومية.

وتعتمد المدارس الدينية العائدة إلى "طالبان" مناهج دراسية تقدم المحتوى نفسه بنظيرتها الباكستانية، خصوصاً "دار العلوم الحقانية" ومدرسة "ديوبندية" التي تساعد الحركة الأفغانية - من خلال انضمام آلاف الطلاب إليها بالمناطق المختلفة - على استقطاب مناصرين وأعضاء لها في أنحاء البلاد بخاصة المناطق الشمالية التي تحملت فيها خسائر كبيرة لفرض هيمنتها عليها.

المزيد من تقارير