ملخص
يلاحظ المتجول في المتحف وجود قناديل تعود إلى عام 1330 ميلادي وأسلحة تخص الفترة العثمانية وبقايا منبر صلاح الدين الأيوبي الذي أحرقه إسرائيلي عام 1969.
بهدف الحفاط على الموروث الثقافي والأثري للمسجد الأقصى جاء تأسيس المتحف الإسلامي قبل أكثر من 100 عام في أحد المباني التاريخية قرب باب المغاربة، بقرار من المجلس الأعلى الإسلامي عام 1922 ليجمع المخطوطات التاريخية والقطع الأثرية، بعد أن كانت موزعة في مبان متفرقة خارج الأقصى.
وأقيم المتحف خلال الأعوام الخمسة الأولى قرب باب المجلس، أحد أبواب المسجد الأقصى، قبل أن ينقل إلى "جامع المغاربة" الذي أنشأه الحكم الأيوبي في الجهة الجنوبية الغربية للأقصى، وتبلغ مساحته نحو 2000 متر مربع، ويقع وسط مبان تاريخية تعود للحقب الأيوبية والمملوكية.
ويعرض في قاعتي المتحف أكثر من 350 قطعة ومخطوطاً تاريخياً، تشكل إرثاً حضارياً وإنسانياً، ودليلاً على تعاقب الحقب التاريخية على المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وأول ما يقع أمام أعين مرتادي المتحف بقايا منبر صلاح الدين الأيوبي الذي أحرقه إسرائيلي عام 1969، إضافة إلى بعض الأعمدة التاريخية ونوافذ قديمة للمسجد الأقصى وقبة الصخرة.
ويحوي المتحف المصحف الكوفي المكتوب على الجلود ويعود لمنتصف القرن الثاني الهجري، والمصحف المملوكي الذي يعد واحداً من أكبر المصاحف بطول متر وعرض 90 سنتيمتراً.
ويضم المتحف نحو 1700 قطعة نقدية فضية وذهبية وبرونزية تعود لفترات الحكم الساساني لفلسطين، وكذلك عملات عربية وإسلامية.
وحتى السياج الذي وضعه الصليبيون في محيط قبة الصخرة خلال فترة احتلالهم لمدينة القدس موجود في المتحف إلى جانب بعض مآذن الأقصى.
وإضافة إلى ذلك يلاحظ المتجول في المتحف وجود قناديل وأسرجة تعود لعام 1330 ميلادي كان يضاء بها المسجد الأقصى، كما يضم المتحف أسلحة يعود معظمها للفترة العثمانية وتشمل بنادق وطبجات وسيوفاً ودروعاً وخناجر.
المسؤولة عن المتحف سهير نصر تقول إنه يحتفظ بأكثر من 980 وثيقة من عهد المماليك تعرض منها وثيقتان فقط، وأوضحت أنه بسبب تعاقب الحقب التاريخية على الأقصى وتكرار عمليات الترميم فإن القطع الأثرية القديمة يتم الاحتفاظ بها بسبب قيمتها التاريخية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن وجود المتحف وحده لا يكفي للحفاظ على المخطوطات التاريخية للكتب القديمة، لذلك أنشئ مركز لحفظها وترميمها قبل 15 عاماً، ويقع في مبنى المدرسة الأشرفية الذي يعود للحقبة المملوكية، ويوجد في ساحات الأقصى.
وبسبب وجود أكثر من 3 آلاف مخطوط جاء تأسيس المركز التابع لمديرية الأوقاف الإسلامية في القدس بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي في القدس، ولأن عملية ترميم المخطوطات وحفظها تحتاج إلى خبرات علمية أوفدت المديرية عدداً من موظيفها إلى إيطاليا لاكتساب الخبرة.
وبدأ المركز عمله بخمسة فنيين قبل أن يتوسع ويضم 15 حالياً، وقالت مديرة المركز سمر نمر إن عملية الترميم تحتاج إلى وقت طويل، إذ استغرق ترميم نسخة من كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي عمرها أكثر من 700 سنة أكثر من عام ونصف العام.
وتمكن المركز منذ إنشائه من ترميم وحفظ نحو 200 مخطوط في ظل وجود آلاف المخطوطات التي تحتاج إلى الترميم.
وتمر عملية الترميم بمراحل عدة تبدأ بفهرسة المخطوط ووضع بطاقة تعريفية له ثم تعقيمه ميكانيكياً بإزالة الغبار والشوائب منه، وكيماوياً بغسله بالماء أو الكحول.
يلي ذلك مرحلة التصوير الضوئي، فالترميم اليدوي وتدعيم الأوراق بالورق الياباني وتنتهي بصناعة غلاف للمخطوط ثم صندوق له.
ويعمل المركز على التحضير لوضع خزانات خاصة لحفظ المخطوطات فيها بالتعاون مع "يونيسكو".
وأوضحت نمر أن المصاحف في المتحف معظمها "معقمة لكنها غير مرممة"، مشيرة إلى أن المكتوب منها على الجلود لا يحتاج إلى الترميم بل إلى الحفظ بطريقة ممتازة.
من جهته أشار رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات إلى أن المتحف يتيح الحفاظ على وثائق في غاية الأهمية تتعلق بالمسجد الأقصى، وقطعاً أثرية تشهد على التطور العمراني، ويؤدي دوراً كبيراً في تقديم الرواية العربية الإسلامية الصحيحة عن المسجد في مقابل الروايات الأخرى".