Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

1.8 مليون حاج ينفرون إلى مزدلفة بعد أداء "ركن الحج الأعظم"

أقامت السلطات كثيراً من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهزت سيارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف

ملخص

أقامت السلطات كثيراً من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهزت سيارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية حاجات الحجاج

أمضى الحجاج يومهم بالصلاة والدعاء عند جبل عرفات قبل أن يغادروا للمبيت في مزدلفة قرب مكة المكرمة، في ذروة مناسك الحج التي شارك بها أكثر من 1.8 مليون شخص.

وبقي الحجاج طوال اليوم في صعيد عرفات، لأداء الركن الأعظم من الحج، يصلون ويبتهلون ويتلون القرآن الكريم، وكثير منهم اعتلى جبل الرحمة وجلسوا بين صخوره.

وبعد غروب الشمس توجه الحجاج في حافلات أو سيراً على الأقدام إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ليجمعوا الجمرات ويناموا في الهواء الطلق، قبل بدء رمي الجمرات اليوم الأربعاء، أول أيام عيد الأضحى.

وصباحاً على الجبل قال العامل اليمني ياسين عبدالحق (23 سنة) "أشعر براحة نفسية كبيرة"، وتابع الشاب بفرح "لا أصدق أنني أمضي اليوم على عرفات"، قبل أن يواصل التلبية "لبيك اللهم لبيك"، التي كانت تصدح في أرجاء المكان.

وعلى امتداد جبل عرفات، بكى حجاج تأثراً وهم يصلون وقد حملوا مظلات للوقاية من أشعة الشمس.

 


 

في غضون ذلك دعا خطيب عرفات المسلمين في كل الأقطار إلى تجنب ما سماه "معاول الهدم"، مذكراً بأن "الشرع أقام الضمانات الواقية والحصانات الكافية التي تحول دون تأثير معاول الهدم والتخريب لتمزيق المجتمع بوضع سياج منيع يمنع من تصدع بنيانه، وتزعزع أركانه على مستوى الأسرة والمجتمع والوطن، بل والعالم أجمع".

ويقضي الحجاج أيامهم في المشاعر المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة في سكينة وهدوء، إلا أن أنباء التوترات من حولهم لا تنقطع، خصوصاً في السودان الذي تأجج فيه الصراع بعد أن سادت التهدئة في مناطق عربية عدة.

بعد محاولات باءت بالفشل

بدورها لا تزال المعلمة المصرية تسنيم جمال (35 سنة) لا تصدق أنها ضمن الحجيج هذا العام بعد محاولات سابقة باءت بالفشل.

وقالت الشابة التي تعيش في المملكة "لا يمكنني وصف مشاعري أعيش فرحة كبيرة"، واستفادت جمال التي جاءت رفقة صديقاتها من قرار السلطات السعودية إلغاء شرط وجود مرافق رجل مع النساء.

وحددت قوات الأمن السعودية نقاط دخول وخروج من المنطقة الجبلية الواسعة، وحلقت طائرات مروحية عسكرية فوق الجبل، وانتشر رجال أمن يحملون مظلات بيضاء في أرجاء المكان.

يقام موسم الحج هذا العام من دون أي قيود لناحية أعداد الحجاج أو أعمارهم، بعد ثلاثة مواسم كان فيها الحج محدوداً على خلفية تفشي جائحة كوفيد.

والحج أحد أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، في 2019 شارك نحو 1.8 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في المناسك، لكن تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعودية على تقليص الأعداد إلى حد كبير، فشارك فقط 60 ألف مواطن ومقيم عام 2021 مقارنة ببضعة آلاف عام 2020، و926 ألف حاج في 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ووصل أكثر من 1.62 مليون حاج من خارج المملكة، وفق ما أعلنت السلطات السعودية الأحد، لكن وزير الحج توفيق الربيعة أكد من عرفات أمس الثلاثاء أن الأعداد الكلية بلغت أكثر من 1.8 مليون حاج من 160 بلداً هذا العام.
قد يكون الحج مرهقاً جسدياً، حتى في الظروف المثالية.


ويؤدي الحجاج المناسك، وكثير منها في الهواء الطلق، تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس وحالات إعياء، إضافة إلى توقف عضلة القلب، حتى إن الهواتف الذكية تتوقف عن تأدية بعض المهمات ما لم "تبرد".

الحرارة عالية لكن لا تعوق

وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تراوح درجات الحرارة في مكة بين 43 و45 درجة نهاراً خلال موسم الحج.

وأقامت السلطات كثيراً من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهزت سيارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية حاجات الحجاج، وحذرت الحجاج من التعرض "لضربات الشمس"، وأقامت مركزاً صحياً مخصصاً لاستقبال حالات الإجهاد الحراري.

وفي أرجاء المكان تمركزت شاحنات كبيرة توزع المياه الباردة وأخرى توزع أكياساً بلاستيكية بها مأكولات خفيفة.

وانتشر عمال يحملون أكياساً خضراء لجمع مخلفات الحجاج، فيما كتب على حاويات القمامة الخضراء "معاً للحفاظ على أطهر بقاع الأرض".

وتحمل بعض مناسك الحج مشقة، إذ لا يمكن للرجال وضع قبعات منذ لحظة الإحرام ونية الحج.

وخلال هذا الأسبوع شوهد كثير من الحجيج في المسجد الحرام يحمون أنفسهم بالمظلات وسجادات الصلاة والأوراق المقواة، فيما تغطي النساء رؤوسهن بالحجاب.

وقبل توجهه إلى عرفات، أعرب المهندس الأميركي أحمد أحمدين (37 سنة) عن سعادته لأن "الله اختاره من بين ملايين" المسلمين لأداء الحج.

وتابع بحماسة "أحاول التركيز في الدعاء لأهلي وأصدقائي والصلاة لأنها فرصة لا تتكرر".

الجمرات المحطة المعقدة

ويشارك الحجاج اليوم الأربعاء في رمي الجمرات، آخر أهم المناسك التي أدت في السنوات الماضية إلى عمليات تدافع مميتة، قبل أن يتوجهوا إلى المسجد الحرام في مكة لأداء "طواف الإفاضة" حول الكعبة، في أول أيام عيد الأضحى.

على مر العقود وقع كثير من الحوادث راح ضحيتها مئات بسبب عمليات تدافع في الأماكن الضيقة، لكن لم تسجل أية حوادث كبيرة منذ عام 2015 حين تسبب تدافع أثناء شعائر رمي الجمرات في منى قرب مكة بوفاة نحو 2300 من الحجيج في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم حج.

وشيدت السلطات السعودية بعدها مبنى ضخماً متعدد الطوابق مخصصاً لرمي الجمرات لتفادي أي ازدحام أو حوادث.

وقال أحمد محمد حسين من مصر "إحساس بصراحة من الفرحة مش مصدق إللي أنا فيه، إحساس باقولك مايتوصفش من فرحة وسعادة وناس حوالينا ولبيك اللهم لبيك والحجاج والسعي والعدد الكبير، يعني حاجة جميلة جداً، ربنا يرزق كل مشتاق".

وقال سنوسي حمد السنوسي من ليبيا "أول مرة نيجي هنا، وشعوري يعني (هو) شعور بالمغفرة، بالرحمة، بالمحبة، مانقدرش نوصفلك الشعور، يعني قلتلك يعجز اللسان عن الكلمات يعني".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات