ملخص
تخصيص روبوت لاستقبال زوار مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة إذ يرشدهم ويرحب بهم بـ11 لغة.
حيث توجد التكنولوجيا تكمن السهولة، وما يحدث خلال مناسك الحج في السعودية هذا العام يجسد صورة مثلى لاستخدام التطبيقات الحديثة، ويعكس ما يدعو إليه الإسلام من اليسر والسعة والسماحة، إذ ومع إعلان رفع عدد المنضمين إلى قافلة الحجاج هذا العام والعودة لاستقبال آخرين من خارج المملكة، تبنت وزارة الحج السعودية النهج التقني السائد اليوم بغرض تسخير التكنولوجيا والاستثمار في تطبيقاتها لتيسير أداء مناسك الحج.
العام الماضي
عملية التكيف مع التكنولوجيا وتطبيقها في أداء مناسك الحج ليست وليدة اليوم، بل كانت تنمو وتتواءم مع كل تطور وحدث تكنولوجي جديد، ففي حج العام الماضي أطلقت وزارة الحج والعمرة بطاقة الشعائر الذكية التي تهدف إلى تسريع العمل وضمان أعلى النتائج من خلال مساعدة الحجيج في الوصول إلى غايتهم وكذلك المنظمين في متابعتهم وإرشادهم وضبط وتنظيم العملية بكاملها.
بطاقة الشعائر الذكية صدرت بأربعة ترميزات لونية تختص كل منها بخدمة معينة وتتضمن المعلومات الشخصية لحاملها، وبشكل خاص الصحية منها، وتربطه بالنطاق المكاني المقيم فيه مما يضمن سهولة التحكم في دخول سكنه والحافلات والمرافق والبوابة الذكية ومعرفة الملف الصحي عند الطوارئ، وتعمل البطاقة بتقنية الاتصال قريب المدى NFC، كما تحمل "باركود" يمكن قراءته باستخدام تطبيق خاص وكذلك من طريق أجهزة الخدمة الذاتية.
وأطلقت وزارة الحج أيضاً "روبوتاً ذكياً" خاصاً بتعقيم مساحات المسجد الحرام وتوفير بيئة صحية للوقاية من انتشار العدوى، ويديره نظام تحكم مزود بخاصية الإنذار والبث الصوتي ومزود بكاميرا مع رادار فائق الدقة لرسم الخرائط، ومن مهماته أيضاً ضمان وصول عبوات المياه إلى الحجيج من دون تلامس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكذلك زود الحاج العام الماضي بسوار ذكي يحمل كامل معلوماته الصحية ويقوم برصد حاله الصحية ومتابعتها ومراقبة النبض والأوكسجين، ويتضمن خدمات الطوارئ إضافة إلى الرسائل التوعوية.
أما التطبيقات فكانت متنوعة بدءاً من تلك المتخصصة بالبحث عن مواقع محددة داخل المسجد الحرام وإرشاد المستخدم إليها عبر نظام الـ GPS مثل تطبيق "المقصد"، وأخرى لسهولة التنقل والحجز المسبق للعربات وتقليل الازدحام من خلال شراء التذكر إلكترونياً مثل تطبيق "تنقل"، أما تطبيق "مناسكنا" فيقدم مجموعة خدمات تعمل النسبة الأكبر منها من دون الحاجة إلى وجود إنترنت، ويتضمن خرائط مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمواقع المهمة مصنفة بطريقة سهلة وواضحة، كما يتضمن الأرقام المهمة وأرقام الطوارئ.
تنظيم مسبق
أما هذا العام وفي طريق السعي إلى تعزيز التوعية بمجالي البيانات والذكاء الاصطناعي، فقد نظمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بالتعاون مع جامعة أم القرى منتصف الشهر الجاري ملتقى الذكاء الاصطناعي التوليدي في الحج والعمرة، ونوقشت فيه الجهود البحثية والعلمية لتعريف التقنية الحديثة ومنتجاتها المختلفة وبخاصة في قطاع الحج والعمرة، وتوظيفها لإدارة الحشود والسلامة والتوجيه والتعرف على الاتجاهات في الوقت الحقيقي، والترجمة والاتصال اللغوي، فضلاً عن كشف السلوكات غير المعتادة والمساعدة الشخصية للحجاج وتوفير الإرشادات الدينية ورصد البيئة مثل درجة الحرارة والرطوبة.
ونشرت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات وصوراً توثق فيها تقنيات عدة أصبح وجودها جزءاً من العملية التنظيمية في الحرمين.
وبحسب الموقع تتم عمليات تنظيف سطح الكعبة المشرفة هذا العام عبر منظومة عمل تتضمن الوسائل التقليدية إضافة إلى الذكاء الاصطناعي، إذ استحدثت وكالة الخدمات والشؤون الميدانية ضمن خططها التطويرية "مكانس التطهير الذكية" التي تعمل بشكل يدوي وإلكتروني من طريق التطبيق الذكي الخاص بها والمزود بتقنية خرائط الذكاء الاصطناعي، وبميزات تتضمن المحافظة على جودة وسلامة الرخام وإزالة العوالق الترابية في توقيت شحن يستغرق مدة أربع ساعات، ومدة عمل تقدر بثلاث ساعات ومساحة تغطية تشمل 180 متراً مربعاً في غضون ثلاث ساعات، وقوة شفط بـ 2000 باسكا لخزان بسعة 400 مليمتر للأتربة.
والجديد هذا العام أيضاً هو ظهور روبوت مخصص لاستقبال زوار مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة وإرشادهم والترحيب بهم والتعريف بخدمات المجمع، ويملك الروبوت 11 لغة ويمكنه التحدث بأكثر من لغة على مدار اليوم من دون توقف، ويمتلك مواصفات خاصة مثل القدرة على التعرف على المشاعر والوجوه والتفاعل الصوتي مع الزوار من خلال اللمس وحركة اليد، وتبلغ سرعته ثلاثة كيلومترات في الساعة وعمر بطاريته ثماني ساعات، ويمكن تشغيله من دون توقف عند توصيله بالكهرباء.
وإضافة إلى تطبيقات وبرامج عدة توجيهية وتوعوية وتعليمية وإرشادية مثل تطبيق "لوامع الأذكار" الذي يضم عدداً كبيراً من الأذكار والأدعية باللغتين العربية والإنجليزية، وتطبيق "ترجمان" الذي يترجم اللافتات لغير العرب من دون الحاجة إلى وجود إنترنت، وكذلك مبادرات عدة مثل مبادرة "حفاوة" أو "حزمة الحاج الرقمية" التي تتضمن خدمات رقمية عدة تهدف إلى تسهيل أداء المناسك، ومنها مشروع "ترجمة خطبة عرفة" و"منارة الحرمين" وغيرها.