ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء وسط قلق في الأسواق من شح المعروض في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، بعد أن أظهرت بيانات تراجعاً أكبر من المتوقع في مخزوناتها من النفط الخام والبنزين.
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 32 سنتاً بما يعادل 0.4 في المئة إلى 72.58 دولار للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط الأميركي" 23 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 67.94 دولار للبرميل.
وقف دورة التشديد النقدي
وانخفض كلا العقدين بنحو 2.5 في المئة خلال الجلسة السابقة وسط مؤشرات على أن البنوك المركزية ربما لا تكون قد أنهت دورة رفع أسعار الفائدة. وأفادت مصادر في السوق نقلاً عن بيانات من معهد البترول الأميركي بتراجع مخزونات الخام بنحو 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ 23 من يونيو (حزيران) الحالي، فيما كان المحللون يتوقعون تراجعاً 1.76 مليون برميل فقط.
وتراجعت مخزونات البنزين بنحو 2.9 مليون برميل مقارنة بتقديرات لتراجع 126 ألف برميل. ويأتي ذلك بعد أن أدت مواجهة بين موسكو ومجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة إلى مخاوف من اضطراب محتمل لإمدادات النفط، ومع ترقب الأسواق ما تعهدت به السعودية من خفض لإنتاج النفط اعتباراً من يوليو (تموز) المقبل.
سابقة منذ نوفمبر 2020
وقالت مصادر تجارية إن العقود الآجلة لخام "برنت" تراجعت ليجري تداولها بخصم عن الأسعار المعروضة لخام "دبي" اليوم الأربعاء، وذلك للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وسط مخاوف من أن يؤدي ارتفاع يلوح في الأفق لأسعار الفائدة إلى ضعف النمو والطلب على الوقود داخل الولايات المتحدة وأوروبا.
وقالت المصادر إن مبادلات العقود الآجلة لـ "برنت" إلى خام "دبي" لشهر أغسطس (آب) المقبل تراجعت إلى خصم يتراوح ما بين أربعة وثمانية سنتات للبرميل في التعاملات الآسيوية الباكرة، وكان فارق السعر عند علاوة قدرها 47 سنتاً عند إغلاق السوق أمس الثلاثاء.
وقالت المصادر إن الفارق تقلص بشكل حاد وسط عمليات بيع قوية لخام "برنت" بسبب مخاوف من زيادة رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يؤثر في النمو العالمي والطلب على الوقود، في حين ظل خام "دبي" قوياً نسبياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع خام "دبي" في مقابل "برنت" وسط توقعات بتقلص المعروض من الشرق الأوسط، بعد أن قالت السعودية إنها ستخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً خلال يوليو المقبل إلى 9 ملايين برميل يومياً في أكبر خفض خلال سنوات.
وقال المحلل كريج إيرلام من "أواندا" إن الأسعار تأثرت بصورة رئيسة "بالتوقعات المتغيرة باستمرار في شأن أسعار الفائدة". وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أمس الثلاثاء إن الارتفاع الحاد في معدل التضخم سيتطلب من البنك مواصلة رفع أسعار الفائدة خلال يوليو المقبل، لأن من السابق لأوانه إعلان النصر في مكافحة التضخم داخل منطقة اليورو.
مخاوف من تراجع الطلب
وقالت خلال منتدى للبنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال "لم ينته عملنا، وما لم يحصل تغيير كبير في توقعاتنا فسنواصل رفع أسعار الفائدة، وفي المستقبل القريب من غير المرجح أن يتمكن البنك المركزي من الجزم في شأن بلوغ أسعار الفائدة ذروتها".
وقرر البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماعه الأخير حول السياسة النقدية في الشهر الجاري زيادة ثامنة في أسعار الفائدة الرئيسة في أقل من عام بمقدار ربع نقطة مئوية، لرفع سعر الفائدة المرجعي على الودائع إلى 3.5 في المئة. ويمكن أن تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة في النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.
