ملخص
أعلنت الخارجية الأميركية أن أحداث الضفة الغربية تسلط الضوء على ضرورة عمل قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية معاً، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل
قالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الاثنين، إنه من الضروري اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمنع إزهاق أرواح المدنيين بعد أن ضربت القوات الإسرائيلية مدينة جنين بطائرات مسيرة في واحدة من أكبر العمليات بالضفة الغربية منذ 20 عاماً. وفق متحدث باسم الوزارة.
وأكدت التصريحات السابقة للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التي قال فيها "ندعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين وجماعات إرهابية أخرى".
ووفق رويترز، أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن أحداث الضفة الغربية تسلط الضوء على ضرورة عمل قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية معاً.
عباس يعلق التنسيق الأمني مع إسرائيل
في السياق، أعلن مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان أن الرئيس قرر اليوم الاثنين "وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار في وقف التنسيق الأمني".
وصدر القرار بعد عقد عباس اجتماعاً مع قيادات أخرى في السلطة الفلسطينية.
وسبق أن علق الرئيس الفلسطيني التنسيق الأمني مع إسرائيل مؤقتاً عدة مرات بالتزامن مع موجات عنف سابقة.
24 ساعة لحسم هجوم جنين
قال مصدر مطلع إن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى 24 ساعة أخرى على الأقل لاستكمال العملية التي بدأت في مدينة جنين بالضفة الغربية خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.
ويرفض الجيش حتى الآن تحديد الوقت الذي ستستغرقه العملية، واكتفى بالقول إنها قد تستغرق أكثر من يوم وإن القوات ستبقى ما كان ذلك ضرورياً.
مقتل 8 فلسطينيين
ووفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي قتل ثمانية فلسطينيين في الضفة الغربية، اليوم الإثنين، بينهم سبعة في مدينة جنين حيث ينفذ عملية توغل يتخللها قصف جوي بطائرات مسيّرة، هي الأوسع منذ نحو 20 سنة.
وتشن إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الإثنين بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين تخللها استخدام الطيران المروحي للمرة الأولى منذ عدة سنوات.
قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن القوات الإسرائيلية قصفت "بقوة كبيرة" منطقة جنين.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان عن سقوط 8 قتلى في أقل من 10 ساعات برصاص الجيش الإسرائيلي، بينهم شاب في البيرة، قرب رام الله بوسط الضفة الغربية. وتحدثت الوزارة في وقت سابق عن نحو ثلاثين إصابة "بينها 7 في حالة الخطر".
وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الهجوم الإسرائيلي يتم من الجو والبر. وأضاف "قُصفت منازل ومواقع عدة... الدخان يتصاعد من كل مكان".
ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، فيما تهرع سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات، وفق ما أفاد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح أن شباناً يقومون برمي قنابل على الآليات العسكرية الإسرائيلية، في حين يقوم آخرون بإلقاء الحجارة. وأشار إلى أن بعض العائلات تنزح من بيوتها في المخيم وتحمل حقائب جمعت فيها بعض ملابسها وأغراضها وهي تغادره.
كل الخيارات مفتوحة
وقالت حركة "الجهاد الإسلامي"، في بيان، إن "كل الخيارات مفتوحة لضرب العدو رداً على عدوانه في جنين"، وأضافت "جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات"، محملة "العدو الصهيوني كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على هذا العدوان".
"مكافحة الإرهاب"
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أنه يقصف أهدافاً بمدينة جنين بالضفة الغربية في إطار عملية عسكرية واسعة لـ"مكافحة الإرهاب" أدت، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إلى مقتل فلسطيني وإصابة آخر.
وتعد مدينة جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها مسرحاً منتظماً لمواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته قصفت "مركز عمليات مشتركة" زعم أنه يشكل مركز قيادة لمقاتلين من "كتيبة جنين"، وهي وحدة مسلحة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الجيش إن عملية فجر الإثنين استهدفت موقعاً "للمراقبة والاستطلاع"، فضلاً عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ لمن زعم أنهم مسلحون نفذوا هجمات على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه قصف "مركز عمليات مشتركة" كان بمثابة مركز قيادة لمقاتلين من كتيبة جنين، وهي وحدة مسلحة تتألف من مقاتلين من جماعات عدة، ونشر صورة التقطت من الجو تظهر ما قال إنه الهدف، وتشير إلى أن المبنى المستهدف كان يقع بالقرب من مدرستين ومركز طبي.
وقال سكان في المنطقة إن صاروخاً أطلق من الجو أصاب منزلاً، وكان الدخان يتصاعد من الحطام.
عملية جنين لن تمتد لبقية الضفة الغربية
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى أن إسرائيل لا تعتزم توسيع نطاق عملية في مدينة جنين الفلسطينية لتشمل الضفة الغربية بأكملها، وقال كوهين للصحافيين في القدس "هدفنا هو التركيز على جنين وهدفنا هو التركيز فقط على الإرهابيين وخلاياهم".
مصر تندد بهجوم جنين
وأفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية بأن القاهرة تدين "بأشد العبارات" الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين وتدعو لوضع حد لتلك الانتهاكات.
وجاء في البيان "تؤكد مصر رفضها الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين في استخدام مفرط وعشوائي للقوة، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية"، وحذر البيان من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلي المستمر "وما يؤدى إليه من تأجيج لحال الاحتقان ومفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني، وتقويض للمساعي المبذولة من جانب مصر والشركاء الإقليميين والدوليين لخفض التوتر في الأراضي المحتلة"، وطالبت مصر في البيان الأطراف الفاعلة والمؤثرة دولياً بالتدخل "لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذى تزداد معاناته يوما بعد يوم".
تصاعد العنف
وفي الشهر الماضي قتلت إسرائيل ثلاثة مسلحين قرب جنين في أول ضربة بطائرة مسيرة في الضفة الغربية منذ عام 2006 الذي شهد تصاعد العنف في أنحاء المنطقة. وأحجمت إسرائيل عن تحديد ما إذا كانت غارة اليوم نفذت أيضاً بطائرة مسيرة.
ودأبت القوات الإسرائيلية على شن هجمات في جنين بشمال الضفة الغربية، حيث تنشر الفصائل الفلسطينية المسلحة، ومنها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، مئات المقاتلين المسلحين.