ملخص
بولات أوغلو يشير إلى أن هناك عملاء يرغبون في الغوص في بعض مناطق إندونيسيا على رغم أنها خطرة
في 14 أبريل (نيسان) 1912، اصطدمت سفينة تيتانيك بجبل جليدي في شمال المحيط الأطلسي، وهي في طريقها من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، فكانت موضوع العديد من الأفلام والأعمال الأدبية كواحدة من أكبر الحوادث البحرية في التاريخ، وبعد هذا الحادث، الذي قتل فيه أكثر من 1500 راكب من أصل 2223، تم تحديد حطام السفينة بوضوح بعد سنوات عدة من البحث، لكن هذه الحادثة لا تزال موضوعاً مثيراً للفضول حتى اليوم.
الغواصة تيتان
وبسبب هذا الفضول، أراد خمسة أشخاص النزول إلى مكان حطام السفينة فقدوا حياتهم بعد انفجار في الغواصة تيتان، وحقيقة أن الركاب الذين لقوا حتفهم في الحادث هم من الأثرياء أدت إلى مناقشة "السياحة المتطرفة" التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة بين الأثرياء، إذ إن بعض الأشخاص الذين هم في وضع مالي جيد يفضلون الأنشطة المحفوفة بالمخاطر وينفقون أموالاً كثيرة عليها، وبالنظر إلى تركيا، فإن كثيرين من الناس العاديين يجدون صعوبة في الذهاب بإجازة بسبب ارتفاع التكاليف، فهل هناك من يبحث عن عطلة قاسية في تركيا؟
جولات سياحية
هذا السؤال وغيره طرحناه على المتحدث الرسمي باسم منظمي الرحلات السياحية جيم بولات أوغلو، الذي كان ينظم جولات سياحية لأكثر من 35 عاماً، وكان المثال الأول الذي ورد في ذهن بولات أوغلو، في هذا الصدد، هو أنه أرسل الصحافي مؤسس قناة "خبر ترك" أوفوك جولديمير وصديقاً آخر إلى شبه جزيرة كامتشاتكا على ساحل المحيط الهادئ في جولة خاصة لاصطياد الدببة، وفي عام 2004، أجرى جولديمير مقابلة مع صحيفة "حرييت"، وأوضح أنه ذهب إلى كامتشاتكا لإطلاق النار على الدببة، وفي ذلك الوقت، أثارت كلماته عن الصيد حفيظة محبي الحيوانات ما دفعهم لانتقاده.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المثال الثاني الذي يقدمه بولات أوغلو هو أنه أرسل الفنان الموسيقي أتيلا أتاسوي إلى منطقة غير سياحية في الكونغو حيث يوجد سكان محليون، ويقول بولات أوغلو عن هذه الرحلة "السيد أتيلا أكل الموز لمدة ثلاثة أيام".
رحلة إلى القمر
حدث آخر يذكره بولات أوغلو عن رحلة إلى القمر "قامت شركة إسبانية بتنظيم رحلة إلى القمر، وكان هناك اثنان من المسجلين هم من تركيا، أحدهما كان اسمه أهو أيسال، والآخر أورهان كورال، إلا أن هذه الرحلة لم تتم ّبسبب مشكلات وعدم التزام من الشركة الإسبانية المنظمة".
ويضيف بولات أوغلو "أيضاً، أحد المسافرين الرائعين هو النجم السينمائي الشهير إيديز هون الذي سافر حول العالم، وما زال حتى الآن يسافر، وليس من السهولة العثور عليه، هذه الأمثلة ليست الوحيدة، لقد طلب مني أحد العملاء تنظيم رحلة للقفز بالحبال في شلالات نياغرا بالولايات المتحدة الأميركية، وقد أخذنا هذا العميل إلى دول مختلفة، كما أن هناك أيضاً من كان يريد رؤية مناطق الحرب، حيث طلب أحد الأتراك الذين يعيشون في إيطاليا الذهاب إلى خاركوف، حيث كان هناك قتال عنيف في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، لأنه أراد أن يرى الحرب في مكانها، كانت لدي علاقات وأستطيع إرساله، لكنني قلت إنني لا أستطيع أن أكون وسيطاً، حيث أن الناس يعانون من الحرب، وليس لدي رغبة في كسب المال بسبب الحرب".
الغوص
بولات أوغلو يشير أيضاً إلى أن هناك عملاء يرغبون في الغوص في بعض المناطق بإندونيسيا على رغم أنها خطرة من حيث الغوص، كما تحدّث عن أن بعض عملائه عرض نفسه لخطر فقدان الوعي "قبل 25 عاماً أخذنا تجار شركة طلاء معروفة إلى بوتسوانا في أفريقيا في رحلة سفاري. في منطقة السفاري يُمنع الخروج من السيارة، في ذلك الوقت، قال الدليل الذي معنا إنه رأى أسداً في الأدغال، وعندما توقفت السيارة نزل اثنان من العملاء وألقيا الحجارة على الأدغال على رغم وجود الأسد، لو أن الأسد هاجمهما في تلك اللحظة لما تمكنا من الهرب، لكننا حذرناهما فركبا السيارة وانطلقنا بعيداً".
الأتراك لا يحبون المخاطر
من جهة أخرى، يقول بولات أوغلو إن الأتراك يتجنبون المخاطرة في السياحة ولا يبدون اهتماماً كبيراً بمثل هذه الأنشطة على عكس الغربيين، "وبالتأكيد، فإن العامل المادي يلعب دوره هنا، إذ إن الجولات السياحية المتطرفة تكون باهظة الثمن، فالجولة المتطرفة تكلّف ضعفين أو ثلاثة أضعاف تكلفة الجولة العادية، على سبيل المثال، إذا كانت هناك جولة سياحية إلى القمر، فستكون تكلفة الشخص الواحد 100 ألف دولار، وجولة كامتشاتكا كانت بـ 10 آلاف دولار للشخص لمدة خمسة أيام، لكنهم دفعوا خمسة آلاف دولار لتصوير القمر من هناك، فبذلك بلغت تكلفة الشخص الواحد 15 ألف دولار بالدولار".
الفرص الناشئة عن المخاطر
ويؤكد بولات أوغلو أن السياح الأتراك لا يفضلون تعريض أنفسهم للخطر، لكن في الوقت ذاته لا يفوتون الفرص الناشئة عن المخاطر "عندما انفجرت القنابل في بعض المناطق مثل بالي وتايلاند، انخفضت أسعار الفنادق هناك، وبينما انخفض عدد السياح الغربيين زاد عدد السياح الأتراك الذين يزورون هذه الأماكن، ولم يفوتوا فرصة انخفاض الأسعار".
عن "اندبندنت تركية"