ملخص
الكرملين ربط عودتهم بـ"فشل الهجوم المضاد" الذي بدأته كييف مطلع يونيو الماضي لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.
عاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت إلى بلده بعد زيارة إلى تركيا واصطحب معه خمسة قادة سابقين للكتيبة الأوكرانية التي دافعت عن مدينة ماريوبول على رغم اتفاق لتبادل الأسرى العام الماضي يشترط بقاءهم في تركيا حتى نهاية الحرب.
وسرعان ما نددت روسيا بعودة الرجال الخمسة وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن أنقرة انتهكت شروط تبادل الأسرى ولم تبلغ موسكو بالأمر.
وتولى القادة الذين يوصفون بالأبطال في أوكرانيا العام الماضي إدارة جهود الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية، وهي أكبر مدينة استولت عليها روسيا خلال الحرب، وقتل آلاف المدنيين داخلها حينما حولت القوات الروسية المدينة إلى أنقاض خلال حصار استمر ثلاثة أشهر.
وظل المدافعون الأوكرانيون صامدين في أنفاق وملاجئ أسفل مصنع آزوفستال للصلب، حتى أمرتهم كييف في نهاية المطاف بالاستسلام في مايو (أيار) العام الماضي.
وأطلقت موسكو سراح بعضهم في سبتمبر (أيلول) الماضي في تبادل للأسرى توسطت فيه أنقرة وتلزم شروطه هؤلاء القادة البقاء في تركيا حتى نهاية الحرب.
وقال زيلينسكي الذي اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة في إسطنبول لإجراء محادثات "إننا عائدون للوطن من تركيا وسنعيد أبطالنا إلى الديار".
وأضاف على تطبيق "تيليغرام" للتراسل "الجنود الأوكرانيون دينيس بروكوبينكو وسفياتوسلاف بالامار وسيرهي فولينسكي وأوليه خومينكو ودينيس شليها سيكونون أخيراً مع ذويهم".
وصرح بيسكوف إلى وكالة الإعلام الروسية "لم يبلغنا أحد بهذا. بحسب الاتفاقات، كان على هؤلاء البقاء على أراضي تركيا حتى نهاية الصراع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وربط بيسكوف عودة هؤلاء بـ"فشل الهجوم المضاد" الذي بدأته كييف مطلع يونيو (حزيران) الماضي لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها، ورغبة أنقرة في إظهار "تضامنها" مع كييف قبيل قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليتوانيا الأسبوع المقبل، والتي تأمل أوكرانيا في أن تتلقى خلالها إشارة إيجابية حول نيلها العضوية في المستقبل.
وأورد "تجري التحضيرات لقمة ناتو وبالطبع مورست ضغوط كبيرة على تركيا".
ولم يقدم زيلينسكي في تصريحاته أي تفسير للسماح للقادة بالعودة لبلدهم الآن، فيما لم ترد دائرة الاتصال التركية بعد على طلب للتعليق.
ونشر زيلينسكي مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة يظهر فيه ومسؤولون آخرون وهم يصافحون ويعانقون القادة قبل أن يستقلوا معاً طائرة تشيكية.
بولندا تحشد على الحدود
في سياق آخر قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك إن بلاده بدأت بنقل أكثر من ألف جندي إلى حدودها الشرقية اليوم، وسط تزايد القلق في الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي من أن يؤدي وجود عناصر مجموعة "فاغنر" في بيلاروس إلى زيادة التوتر على حدودها.
ومنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاتلي مجموعة "فاغنر" التي يترأسها يفغيني بريغوجين حرية الانتقال إلى بيلاروس، وهو القرار الذي تسبب في تخوف أعضاء الحلف الشرقيين من أن يؤدي وجودهم إلى تفاقم حال عدم الاستقرار في المنطقة.
وكتب بلاشتشاك على "تويتر"، "أكثر من ألف جندي ونحو 200 وحدة من العتاد من اللواءين الميكانيكيين الـ12 والـ17 بدأوا بالتحرك إلى شرق البلاد"، مضيفاً "هذا يدل على استعدادنا للرد على محاولات زعزعة الاستقرار قرب حدود بلادنا".
وقالت بولندا الأحد الماضي إنها سترسل 500 شرطي لتعزيز الأمن على حدودها مع بيلاروس.
وشهدت بولندا زيادة في عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور حدودها مع بيلاروس خلال الأسابيع الأخيرة، وقال حرس الحدود البولندي إن أكثر من 200 شخص حاولوا العبور بشكل غير قانوني أمس، بينهم مواطنون من المغرب والهند وإثيوبيا.
وتتهم وارسو، مينسك بإحداث أزمة مهاجرين مصطنعة عبر الحدود بينهما منذ عام 2021 من خلال نقل أشخاص من الشرق الأوسط وأفريقيا ومحاولة دفعهم عبر الحدود.
وقال قائد كبير في مجموعة "فاغنر" اليوم إن مجموعة من المرتزقة يستعدون للانتقال إلى بيلاروس.