Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسيرات الحوثي تقصف "السلام الوليد" في اليمن  

قتلى وجرحى في هجوم جديد على تعز ومبادرات إنسانية في جنيف لتسليط الضوء على أثر الحرب في الأطفال

يفرض الحوثيون حصاراً خانقاً على مدينة تعز ويمنعون قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول، وهو ما تنفيه الجماعة (أ ف ب)

ملخص

الهجمات الحوثية الجديدة المتكررة تؤكد أن فرص السلام التي تعززت آمالها خلال الأشهر الماضية لا تزال بعيدة المنال.

في تصعيد يهدد بالعودة إلى الحرب عقب فترة هدوء استمرت نحو عشرة أشهر، قتل جنديان في الجيش اليمني، أحدهما ضابط برتبة نقيب، وأصيب تسعة آخرون في هجمات بواسطة طيران مسير استهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية تابعة للقوات الموالية للحكومة الشرعية بمحافظة تعز (جنوب غربي البلاد).

هجمات مزدوجة

قال مصدر عسكري في محور تعز إن ميليشيات الحوثي شنت هجمات بالطيران المسير على مناطق مدنية وموقع عسكري تابع لقوات المحور في منطقة "الضباب" بمديرية "صبر الموادم" غرب المدينة، نتج منه مقتل الضابط عمر السمعي ورفيقه الجندي رائد الحسني، وإصابة تسعة آخرين بينهم مدنيون وجنود.

وأوضح المصدر لـ"اندبندنت عربية" أن الهجوم تم بأكثر من طائرة مسيرة استهدفت إحداها مناطق مدنية بـ"وادي الضباب" الذي يعد متنزهاً لأهالي المدينة، ويستقبل عشرات العائلات القادمة لقضاء إجازة العيد من مناطق غرب تعز.

وأشار إلى أن جميع المصابين نقلوا إلى مستشفى "الثورة" بالمدينة لتلقي الإسعافات وبينهم جندي حاله حرجة.

وجاءت الهجمات الحوثية، بحسب المصدر، عقب ساعات من هجمات أخرى شنتها بقذائف الهاون على مناطق سكنية مأهولة استهدفت منازل السكان في قرية "الأثاور" بمديرية "حيفان"، وأسفرت عن إصابة مدنيين اثنين.

ويفرض الحوثيون حصاراً خانقاً على مدينة تعز (مركز محافظة تحمل الاسم ذاته)، ويمنعون قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان والمتضررين من الحرب، وهو ما تنفيه الجماعة.

نذر العودة

الهجمات الحوثية الجديدة المتكررة تؤكد أن فرص السلام التي تعززت آمالها خلال الأشهر الماضية لا تزال بعيدة المنال، على رغم الجهود الإقليمية والدولية المضنية للتوصل إلى كلمة سواء مع الجماعة المدعومة من إيران. تنذر، بحسب مراقبين، بعودة العنف بعد هدوء شهدته آلة القتال الممتدة على نحو 50 جبهة، بفعل الجهود الدبلوماسية الإقليمية والأممية الرامية إلى التهدئة وبحث إمكانية تحولها إلى وقف دائم لإطلاق النار، والشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة عام 2018، والدخول في تسوية سياسية شاملة تضع حداً للحرب ومأساتها الإنسانية المريعة.

وسبق أن طالبت الحكومة الشرعية بإلزام ميليشيات الحوثي ببنود الهدنة وفتح الحصار عن تعز التي تضم أكبر تجمع سكاني في اليمن، وتسليم رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من عائدات النفط، كما دعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات وداعميها لوقف إطالة أمد الحرب، وما نتج بسببها من زيادة معاناة المواطن اليمني وتهديد استقرار دول الجوار والمنطقة وممرات الملاحة البحرية.

وفي ترجمة لواقع الحال المرتبط بالحرب الدامية ونتائجها، نظمت مؤسسة "ميون لحقوق الإنسان" معرضاً للصور الفوتوغرافية في مدينة جنيف السويسرية، أمس السبت، تحت عنوان "دور المراكز الصيفية (الحوثية) في تجنيد الأطفال".

وقال رئيس المنظمة عبده الحذيفي إن ساحة الكرسي المكسور بمدينة جنيف احتضنت المعرض الذي حظي بحضور جماهيري واسع، واحتوى عشرات الصور التي رافقها تعريف بمحتواها، "كاشفة انتهاكات ميليشيات الحوثي في حق الأطفال المشاركين في المراكز الصيفية التي تقيمها بمناطق سيطرتها، وما تسميها الميليشيات مراكز صيفية بينما لم تكن سوى مراكز لتلغيم وتفخيخ الأطفال والزج بهم في جبهات القتال".

 

 

في جردة حساب صادمة لعدد الضحايا من الأطفال على مدى ثمانية أعوام من الحرب، كشف تقرير حديث لمنظمة "سام" للحقوق والحريات (مستقلة) عن تعرض أطفال اليمن لـ35 ألف حالة انتهاك طالت براءتهم، كما جرى توثيق قتل أكثر من 5700 طفل في اليمن غالبيتهم في مدينة تعز، وهو ما دفع المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي إلى وصف واقع حال الطفولة في اليمن بأنه "جحيم على الأرض".

مصير الصغار

ووثقت الصور المنتشرة في باحة الساحة الحقوقية التي تكتسب رمزية دولية صوراً للأطفال "المغرر بهم في مراكز الحوثي الصيفية، الذين تم الزج بهم في معسكرات التجنيد الحوثية قبل أن يلقوا حتفهم في المعارك" بحسب الحذيفي، وحظي المعرض بزيارة عدد كبير من قادة منظمات وناشطين وصحافيين وباحثين ومهتمين من مختلف الجنسيات ووسائل إعلام متعددة.

وكان فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الأممي المعني باليمن قال في تقرير صدر عنه في يناير (كانون الثاني) الماضي، إنه سجل "حالة اغتصاب واحدة في الأقل في حق أحد الأطفال خلال التدريبات العسكرية التي نظمها الحوثيون".

تبعه مسح نفذته اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان حول طريقة معاملة الأطفال المجندين من قبل الحوثيين. وقال إنهم وثقوا شهادات أطفال مجندين في صفوف الحوثيين تعرضوا لاعتداءات جنسية.

وفي الجانب المقابل يظهر عدم الاهتمام الرسمي للحكومة الشرعية المنشغلة بالصراع في ما بينها، في حق هؤلاء المشردين ورعايتهم.

يقول الحذيفي إن أهم المشكلات التي تواجه واقع الطفولة في اليمن اليوم تتمثل في الفقر والتجنيد والنزوح والعمالة وهي مشكلات فاقمتها الحرب الدائرة.

المزيد من تقارير