ملخص
الأسلوب الذي انطوت عليه بعض البرامج البريطانية قدم أفكاراً جزئية حول الهوية والثقافة السياسية التي قادت البلاد للتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي
زعم أحد الأكاديميين بأن المسلسلات البريطانية الكلاسيكية على غرار "فاولتي تاورز"Fawlty Towers و"دادز آرمي" Dad's Army و"آلو آلو!" Allo Allo! أسهمت في التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وقال البروفيسور غافين شافر إن الأسلوب الذي انطوت عليه تلك البرامج قدم أفكاراً جزئية حول الهوية والثقافة السياسية التي قادت البلاد للتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016.
واعتبر أن غالبية هذه الأعمال ركزت على المواقف البريطانية وأبرزت اختلافاتها مع جيرانها الأوروبيين مع قيام مجموعات كبيرة من المشككين بالنزعة الأوروبية (منتقدي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي) في أنحاء المملكة المتحدة "بعدم الابتعاد مطلقاً عن الشكوك التي تعود جذورها إلى الحرب العالمية الثانية".
وبالإشارة إلى مسلسل "آلو آلو!"، ادعى الأكاديمي في جامعة برمنغهام أنه "يدور حول قصة بلد غير مستعد لمزيد من الاندماج الأوروبي".
وزعم بأن المسلسل الذي يعود إلى الثمانينيات والذي يركز على الصعوبات والمحن التي واجهها رينيه أرتوا [لعب الدور غوردن كاي. وهو صاحب مقهى في نوفيون بفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. رينيه كان زير نساء وجباناً، لكنه أيضاً كان بارعاً في التخلص من المشكلات. أجبر على المشاركة في المقاومة الفرنسية عندما تم تكليفه حماية لوحة قيمة من النازيين] أثناء توليه إدارة أحد المقاهي في فرنسا المحتلة من النازيين، سلط الضوء على الاختلافات الجوهرية بين بريطانيا وجيرانها الأوروبيين". وقال لصحيفة "غارديان" The Guardian: "يخبرنا المسلسل أيضاً كيف أن المواقف البريطانية تجاه أوروبا كانت تتراوح بين التغيير وعدم التغيير في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات فيما كانت بريطانيا تقترب أكثر من جيرانها الأوروبيين". وأضاف "ما يتربص في الظل هو وطن غير مرتاح إطلاقاً مع جيرانه الأوروبيين ومع نفسه أيضاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانعكست عدم الثقة بأوروبا بشكل ظاهر في المسلسل الكوميدي "فاولتي تاورز" من خلال وجود مشكلة جوهرية لا يود أحد التطرق إليها بحسب ما كتب في كتاب نشرته دار "بلومسبري" Bloomsbury بعنوان "الفكاهة البريطانية والحرب العالمية الثانية: استمروا في الضحك" British Humour and the Second Word War: Keep Smiling Through.
وفي بث بعد استفتاء عام 1975، حيث صوتت المملكة المتحدة للبقاء في السوق الأوروبية المشتركة، قال باسيل فاولتي [الشخصية الرئيسة في مسلسل (فولتي تاورز)، الذي يلعبه جون كليز حيث يكون مالك فندق Fawlty Towers] لأحد ضيوفه: "لم أصوت على ذلك بصراحة، ولكن بما اننا أصبحنا في الداخل، أنا مصمم على جعل الأمور تنجح".
في غضون ذلك، تم إظهار نجوم المسلسل الكوميدي الذي يدور في زمن الحرب "دادز آرمي" كنموذج عن شخصيات بريطانية تنتصر على خصومها الأوروبيين، بحسب ما شرح.
وأضاف البروفيسور شافر أنه في سياق حديث أكثر، تشير العاطفة المستمرة لحس الفكاهة الموجودة في المسلسل إلى "وجود بقعة عمياء بريطانية (نقطة لا يمكن رؤيتها) في شأن إرث الحرب والحواجز بين بريطانيا وسائر أوروبا".
© The Independent