Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تفاعل العرب مع صراع "ميتا" و"تويتر"؟

وزارات من 7 دول أنشأت حسابات على "ثريدز" وخلاف بين فئة الشباب حول المنصات

عبر بعض مستخدمي "فيسبوك" و"تويتر" عن عدم ارتياحهم لإطلاق تطبيق جديد منافس (أ ف ب) 

ملخص

هل أصاب حجر "ميتا" عصفور "تويتر"؟

في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، تعطلت خدمات "فيسبوك" و"إنستغرام" و "واتساب" لما يزيد على ست ساعات بسبب مشكلات تقنية، وحينها لم يجد كثيرون تطبيقاً أبرز من موقع التغريدات "تويتر" ليشاركوا عليه تدويناتهم، ليرحب الموقع بالزوار الجدد مستفيداً من نحو 60 مليون مشترك جديد كان مصطفى رضا أحدهم، لكنه مساء الأربعاء كان أحد المسارعين إلى الاشتراك بتطبيق "ثريدز".

أمور عدة تدفع مصطفى إلى الابتعاد من "تويتر" واستخدام منصات أخرى، ومنها قلة الحروف المستخدمة في التدوينة الواحدة وإن ارتفعت من 140 إلى 280 حرفاً، إضافة إلى سهولة استخدام منصات أخرى مثل "فيسبوك"، وكذلك ارتباطه منذ بداية استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها، لكنه قرر أن يخوض تجربة "ثريدز" فور الإعلان عن إطلاقه مساء الأربعاء الماضي ضمن ملايين سارعوا إلى الاشتراك في التطبيق الأسرع انتشاراً بجذبه 30 مليون مشترك في أقل من يوم، و70 مليوناً خلال يومين.

ماسك و"تويتر"

موقع التغريدات القصيرة الذي أثار جدلاً كبيراً خلال الفترة الماضية مع شراء رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك له، رأى فيه كثيرون أنه بات حقل تجارب لماسك، إذ يغير في إعداداته وأحياناً رموزه وشعاره، انتهاء بتقييد موقت لعدد التغريدات التي يمكن أن يطالعها الفرد، بدأت بـ 600 تغريدة يومياً لغير المشتركين في خدمة "بلو تويتر" ثم 800 وصولاً إلى 1000 تغريدة، و10 آلاف للحسابات الموثقة، بهدف معالجة المستويات المرتفعة من استخلاص البيانات والتلاعب بالنظام، على ما غرد ماسك.

يقول مصطفى (13 سنة) خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إن تجربته الأولى مع "تويتر" كانت حينما وقع خلل في نظام "فيسبوك" عام 2021 لكنه لم يعجب كثيراً بالتطبيق، ومع انطلاق "ثريدز" قرر أن يكون في طليعة مستخدميه ليتسنى له معرفة كثير من الأمور عن التطبيق الجديد وربما راق له الأمر، ولسهولة التسجيل المعتمد على قاعدة بيانات مستخدمي "إنستغرام" التي تضم 1.4 مليار مستخدم نشط، بحسب مواقع متخصصة في العالم الرقمي، بات للشاب حساب جديد في المنصة التي تتبع الشركة الأم "ميتا" التي يملكها مارك زكربيرغ.

وفي ذلك يقول الأكاديمي المتخصص في التكنولوجيا الرقمية بجامعة زايد وجامعة تولوز الفرنسية أحمد سامر وزان إن غياب استراتيجية واضحة للاستثمار في "تويتر" دفع إلى ظهور "ثريدز"، مضيفاً أن "تخبط إيلون ماسك منذ الاستحواذ على موقع التغريدات عجل بظهور تطبيقات عدة، والفارق هذه المرة هو قوة شركة (ميتا) وقدرتها على منافسته بشكل قوي".

تجربة أولى

ويروي الشاب تجربة ساعاته الأولى مع التطبيق بعدما لاحظ منشورات عدة على "فيسبوك" في شأن "ثريدز" تحمل السخرية والدهشة وقليلاً من الأمور الجادة، فيعتبر أن عدد الحروف الخاصة بالتدوين قليلة أيضاً وإن كانت نحو ضعفي تويتر (500 حرف)، لكنه لم يجد جديداً في التطبيق يجلعه مميزاً بحكم تجربة ساعات عدة، ويأمل في أن يكون إضافة جيدة لعوالم مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان التطبيق خلال ساعاته الأولى محل جدل وسخرية، وينشر بعضهم روابط حساباتهم عليه عبر منصات مختلفة طالبين من الآخرين متابعتهم هناك لفهم ما يجري، فيما كانت تعليقات على شاكلة "أول مرة أحضر افتتاح تطبيق جديد، وأكون من أوائل مستخدميه، الأمر يشبه حضور ليلة زفاف وسط صخب غير مفهوم" منتشرة ومتعددة.

المستخدم المستكشف

وداخل التطبيق كانت منشورات مختلفة تحمل المزاح في فلك "ما الجديد هنا؟" لكن آخرين باتوا ينشرون فوارق عدة بين "ثريدز" و"تويتر"، وإن اعتبروا أنها غير كافية لإنشاء تطبيق جديد، فمدة الفيديوهات التي تصل إلى دقيقتين و20 ثانية في "تويتر" باتت خمس دقائق في "ثريدز"، وعدد الحروف في التطبيق الجديد أكثر لكنه لا يتيح إرسال رسائل أو استخدام وسوم، ولا يتضمن علامة للبحث حتى الآن.

ويرى استشاري تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي محمد الحارثي أن المستخدمين الأوائل لأي تطبيق يمكن أن يطلق عليهم "المستخدم المستكشف"، لافتاً إلى أنه لا يمكن المقارنة بين أعداد مستخدمي "تويتر" و"ثريدز" الآن لاعتماد الأخير على قاعدة بيانات مستخدمي "إنستغرام "، فالأرقام الكبيرة ليست تهديداً لموقع التغريدات وإنما ما يمكن للتطبيق الجديد أن يقدمه.

وزارات ومشاهير

وسرعان ما اشترك مشاهير في العالم العربي والعالم في التطبيق الجديد، وكذلك فعلت مؤسسات إخبارية وإعلامية وعدد من المؤثرين حول العالم ونجوم الفن مثل شاكيرا وويل سميث وكيم كارداشيان، وكذلك محمد هنيدي وأنغام ولطيفة وأصالة وكندة علوش وعمرو دياب ونجوى كرم وغيرهم كثير، كما كان لافتاً انضمام حسابات رسمية تتبع جهات حكومية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت وزارات سعودية ومن بينها "الرياضة" و"التجارة" و"الإعلام" و"المالية" و"الموارد البشرية" و"العدل" سارعت إلى إنشاء حساب على التطبيق، فيما كان لوزارة الرياضة السبق في نشر أول محتوى من بين الوزارات السعودية، بتدوينة عن "فورميلا-1" ثم وزارة الموارد البشرية.

ولم يقتصر الأمر على السعودية وحسب، بل إن وزارات أخرى في دول عربية مثل مصر والإمارات والكويت والبحرين والعراق وعمان وغيرها انضمت هي الأخرى، فيما كان حساب أول قائد لدولة عربية على المنصة الجديدة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

مزيد من العزلة

الشاب الجزائري عبدالله حمد نشر صوراً هزلية عدة عبر حسابه على "تويتر"، ساخراً من التطبيق الجديد وعدم اقتناعه بما يقدم، معتبراً أنه لا يضيف شيئاً جديداً، وهو حديث كان مشابهاً لتغريدات ومنشورات أخرى تتعلق بقيمة التطبيقات والمواقع الجديدة التي تزيد بعضهم، بحسب تعليقات كثيرين، عزلة عن الواقع، فيما انتشرت صور مركبة لإيلون ماسك ومارك زكربيرغ وهما يرتديان زي مصارعة، لكن للصورة حكاية سابقة.

وفي أغسطس (آب) 2022 انتقد زوكربيرغ "تويتر" ووصفه بأنه مقيد للغاية في سياسات الاعتدال، وأنه يرفض الرقابة على وجهات نظر معينة، وفي مطلع العام الحالي وصف ماسك منتجات "ميتا" بأنها تخضع لرقابة وعدم ابتكار، وهي في إطار سلسلة من التجاذب والسجال بين الاثنين توجت منذ أيام بدعوة إلى نزال وقتال.

حلبة تكنولوجية

وكان ماسك رد على تغريدة لشخص يتحدث عن مشروع سري لشركة "ميتا" سينافس "تويتر"، فقال إن العالم لا يستطيع الانتظار حتى يكون تحت سيطرة زكربيرغ بشكل كامل من دون خيارات أخرى، ليرد عليه شخص آخر بأن عليه الاحتراس من زكربيرغ الذي بات يجيد الفنون القتالية، ليجيب ماسك بأنه مستعد لخوض منافسة معه داخل حلبة نزال.

ولم ينتظر زكربيرغ أكثر من 24 ساعة حتى عاد للرد على تغريدة ماسك عبر خاصية "ستوري"، وفيه لقطة لما كتبه ماسك قائلاً "أرسل لي عنواناً" ليحدد الأخير مكاناً في لاس فيغاس لحلبة مصارعة في فنون القتال المختلطة.

ولم يجر نزال حقيقي بين الاثنين بعد، لكن نزال "تويتر" و"ثريدز" كان قوياً، ولذلك عادت صور مركبة للاثنين وهما يرتديان ملابس خاصة بالنزال وقفازات يد مع انطلاق تطبيق "ميتا" الجديد.

تهديد ونفي

وعلق مالك "تويتر" في شأن التطبيق بأن المنافسة أمر جيد لكن الغش ليس ذلك، فيما هددت شركته بمقاضاة "ميتا" عبر خطاب أرسله محامي "تويتر" أليكس سبيرو إلى زكربيرغ، بحسب ما نقل موقع "سيمافور" الإخباري الذي اتهم "ميتا" بتعيين موظفين سابقين في موقع التغريدات يتمتعون بالقدرة على الوصول إلى الأسرار التجارية وغيرها من معلومات سرية للموقع، فيما تم نفي تلك المزاعم في شأن مساعدة موظفين في إنشاء التطبيق الجديد "ثريدز".

يقول أحمد سامر وزان إن هناك شيئاً من الصحة في حديث ماسك، وربما كان الأمر مقصوداً بهدف تيسير عملية التدوين والتصفح لمن تركوا "تويتر" بحثاً عن منصة أخرى، "كما أنه من الممكن مع تسريح عاملين فيه أن تكون شركة ’ميتا‘ ضمتهم واستفادت من خبرتهم".

فيما يرى الحارثي أن التطبيقات والمواقع الخاصة بالتواصل الاجتماعي تقوم على سلوك المستخدمين، فتضيف لهم ما يلبي رغباتهم، متذكراً حين قام "تويتر" بالسماح بإضافة الصور والفيديوهات وزيادة عدد الحروف، وهي أمور لم تكن متاحة بداية ظهوره.

وعلى الجانب الآخر كان مارك زكربيرغ يحتفل بالانطلاقة القوية للتطبيق وانضمام الملايين إليه في فترة قصيرة، قائلاً عن اشتراك 70 مليون حساب في التطبيق في فترة وجيزة إنه أمر فاق توقعاته، لكن وزان لا يرى أن ذلك دليل نجاح التطبيق، "والأيام القادمة فقط ستحدد إن كان هؤلاء المشتركون سيستمرون في استخدام ’ثريدز‘ أو غير ذلك".

كما يرى الخبير الرقمي أن مستخدمي "تويتر" القدامى ضاقوا ذرعاً به، وبعض مستخدمي "إنستغرام" و"فيسبوك" ممن كانت لهم حسابات على "تويتر" لكنهم لا يستخدمونه هم الأكثر قابلية لاستخدام التطبيق الجديد، في حال لم يعجبهم التطبيق.

جيل جديد

وعبر بعض مستخدمي "فيسبوك" و"تويتر" عن عدم ارتياحهم لإطلاق تطبيق جديد منافس لموقع التغريدات، إلا إذا كانت ستجري عليه تحسينات قريباً تجعله يستحق التجربة، وكان أحدهم الصيدلاني المصري عصام رمزي، إذ يقول إنه لم يلحظ اختلافات كبيرة بين "تويتر" و"ثريدز"، وإن كان الأخير أيسر بالنسبة إليه في بعض الأمور، متسائلاً "ما الجدوى من تطبيق جديد لا يضيف جديداً؟ فحين ظهر ’إنستغرام‘ كان مختلفاً و’تيك توك‘ كذلك، لكن التطبيق الجديد لا أرى قيمة له حتى الآن".

ولم يشترك عصام في التطبيق الجديد بعد، شأنه شأن آخرين لم يشتركوا في تطبيقات جديدة ظهرت خلال الفترة الأخيرة، معتبرين أن تطبيقاً واحداً للتواصل يكفي. لكن على الجهة الأخرى فإن هذه التطبيقات تضم ملايين، خصوصاً من الأعمار الصغيرة التي باتت تعتبر أن "فيسبوك" و"تويتر" يليق بالأجيال القديمة فقط.

ويعتبر أحمد عبدالنبي (19 سنة) الذي يدرس الحاسبات في إحدى الجامعات المصرية أن التطبيقات الجديدة تليق بعصر الصورة والسرعة، وأن تطبيقات مثل "فيسبوك" و"تويتر" قديمة ولا تليق بمفردات عصر جيله، لافتاً إلى "استخدمت ’إنستغرام‘ و ’تيك توك‘ أكثر من ’فيسبوك‘ مثلاً، و’تويتر‘ أشعر أنه للمسؤولين والنخبة، فلا أستخدمه وإن كان لي حساب هناك".

ويتفق كل من أحمد سامر وزان ومحمد الحارثي، وكلاهما خبيران في مواقع التواصل الاجتماعي والأدوات الرقمية، في أن "تويتر" لا يجذب صغار السن كونه لا يقدم لهم ما يريدون من إتاحة عشرات الصور والحالات والفيديوهات، وتقتصر محادثاته في الغالب على أمور سياسية وعلمية وثقافية بما لا يتناسب مع الأجيال الصغيرة، لكنهما في الوقت نفسه يتفقان على أن "ثريدز" لن يلغي وجود "تويتر" أو العكس.

"ثريدز" ترند "تويتر"

ومع انطلاق التطبيق الجديد فقد كان ضمن الكلمات الأكثر تداولاً على "تويتر" ومواقع أخرى مثل "فيسبوك" تحت وسم يحمل اسم التطبيق، لكن وبعد مرور أيام على إطلاقه فإن الصخب حوله من التدوينات والمنشورات الجادة والساخرة هدأت قليلاً، فيما استمر مستخدموا التطبيق الجديد للتدوين عليه بأشكال مختلفة ما بين صور وفيديوهات، غير أن المستخدمين المنضمين أخيراً دارت تدويناتهم في فلك "لماذا نحن هنا؟".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير