Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تطمئن الغرب عبر وزراء خارجية الخليج: علاقتنا ليست ضد طرف ثالث

دعا الجانبان إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية ولحل سياسي للحرب في أوكرانيا

ملخص

 وزراء خارجية الخليج يعقدون حواراً استراتيجياً مع روسيا وأمين مجلس التعاون يؤكد أن المنظومة "تقف على مسافة واحدة" من أطراف الصراع في أوكرانيا.

دعا البيان الختامي للحوار الاستراتيجي بين دول الخليج وروسيا إلى ضرورة وجود حل سياسي للحرب الأوكرانية، ولدعم "محادثات جدة" من أجل تهدئة الوضع في السودان، وإلى أهمية الحفاظ على الأمن البحري والتصدي للتهديدات التي تواجه "المنشآت النفطية" في دول مجلس التعاون، كما اتفق الجانبان على العمل لـ"تطوير سلاسل توريد موارد الطاقة والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية".

وأشاد البيان بالجهود الناجحة لدول مجموعة "أوبك بلس" التي أسهمت في استقرار سوق البترول العالمية، داعين جميع الدول المشاركة بـ"اتفاق أوبك بلس" إلى الالتزام بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم نمو الاقتصاد العالمي.

واتفق الخليجيون مع الروس خلال الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي على "تهيئة بيئة ملائمة" لزيادة التبادل التجاري والاستثمار وصناعة الهيدروجين الأخضر، وتقنيات الاقتصاد الدائري الكربوني، بهدف تقليل الانبعاثات.

وأعرب وزراء الخارجية في بيانهم الختامي عن "قلقهم" البالغ إزاء الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مخيم جنين وما أدت إليه من الخسائر البشرية، داعين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى العودة لـ"حوار سياسي جاد" والامتناع عن أي أعمال أحادية الأطراف.

 

 

ودان البيان "الإرهاب بكل أشكاله" وتسليح الجماعات الإرهابية.

حوار استراتيجي

وعقدت دول مجلس التعاون الخليجي حواراً استراتيجياً مع الروس،اليوم الإثنين، قال الطرفان إنه بحث أبرز الملفات الدولية والإقليمية التي تشغل العالم والمنطقة، مثل الحرب الأوكرانية واليمن والسودان وفلسطين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الحوار مع المجموعة الخليجية "أثبت فعاليته في مناقشة القضايا الإقليمية والدولية والتعاون الإنساني بين بلداننا، وتعزز العلاقة الوثيقة بين قادة الخليج والرئيس بوتين".

ولفت خلال كلمته التمهيدية إلى أنه "على رغم الظروف الجيوسياسية الصعبة فقد نجحنا في الحفاظ على اتجاه إيجابي في التجارة المتبادلة، ففي عام 2022 ارتفعت التجارة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي بأكثر من ستة في المئة وتجاوزت 11 مليار دولار مقارنة بالعام الذي قبله"، على تفاوت بين الدول.

بدوره أكد الجانب الخليجي أهمية وضع حد لأزمة الحرب في أوكرانيا الملقية بظلالها السلبية على مصالح دول مختلفة في العالم، لكن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي رأى في "استمرار الحوار الخليجي - الروسي إلى اليوم ما يدل على سعي الجانبين إلى بناء علاقات قوية ووثيقة"، علماً بأن الاجتماع عقد دورته الأولى في أبوظبي عام 2011.

وتأتي الزيارة على عتبة قمة مرتقبة للـ "ناتو" في لتوانيا هذا الأسبوع، ينتظر منها تكثيف الضغوط على روسيا بعد أن أضاف تمرد ميليشيات "فاغنر" الشهر الماضي وتحديها الكرملين مزيداً من العزلة الدولية على روسيا التي تتعرض لعقوبات وضغط عسكري من جانب القوى الغربية المؤيدة لأوكرانيا، في حين فضلت دول الخليج التمسك بالحياد الإيجابي في الأزمة التي لم تدفعها إلى التفريط في تحالفها النفطي مع موسكو في "أوبك+" على رغم الشيطنة الأميركية.

دعم الحوار لإنهاء الحرب

من جهته صارح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي تترأس بلاده دورة الخليج الحالية خلال كلمته ضمن جلسة الحوار، الروس بأن "الأزمة الأوكرانية لها تداعيات على الأمن والسلم الدوليين، ويجب تحكيم لغة الحوار وحل النزاع بالوسائل السلمية والالتزام بمبادئ حسن الجوار، ونحن ملتزمون بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة والسلام وتعزيز التواصل والحوار بين الأطراف المعنية".

وأعرب عن ترحيب المنظومة الخليجية بـ "التشارك مع روسيا لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتطوراً، ونسعى إلى تعميق التفاهم وتعزيز العلاقات بين الخليج وروسيا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته الأطراف على هامش حوارها، لفت لافروف إلى أن العلاقة مع الخليج "مبنية على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح وبناء نهج متوازن نحو القضايا المختلفة، ولا نريد توظيفها ضد أي طرف ثالث"، في إشارة إلى الولايات المتحدة والغرب، الذي يحتفظ الخليج بعلاقات استراتيجية أيضاً معه.

وفي هذا السياق أكد البديوي أن المجموعة الخليجية "تقف على مساحة واحدة مع الشركاء والأصدقاء، ونؤمن بميثاق الأمم المتحدة، ولدينا علاقة مع أطياف المجتمع الدولي كافة، ونأمل أن يسهم ذلك في الاستقرار الدولي"، مما يعزز الانطباع بأن من بين أهداف الحوار متابعة الجانب الخليجي جهود الوساطة بين أوكرانيا وروسيا التي نشطت فيها بعض دوله مثل السعودية.

وفي جانب أزمة سلاسل الإمداد الغذائية التي اجتاحت العالم، خصوصاً الدول الأكثر فقراً، بعد اندلاع الأزمة العام الماضي في أوكرانيا، انتقد الوزير الروسي آلية تطبيق "اتفاق الحبوب" التي رعاها الأمين العام للأمم المتحدة، مؤكداً أن الجانب الأوكراني من تطبيق الاتفاق "كان تجارياً بحتاً"، إذ تم بيع الحبوب للدول الغنية بدلاً من الفقيرة.

إمداد العرب بالحبوب

وأضاف أنه "بالنسبة إلى الجزء الروسي من هذه الحزمة (صفقة الحبوب) فلم يتم تنفيذها على الإطلاق في أي من نقاطها، وسمعنا منذ أشهر عدة من ممثلي الأمانة العامة للأمم المتحدة، الأمين العام ونوابه، الذين صدرت عنهم تعليمات للتعامل مع هذا الأمر، أنهم يبذلون جهوداً هائلة، وهذه الجهود المذهلة لم تسفر عن أية نتيجة على الإطلاق".

وأشار إلى أن بلاده مستعدة لتلبية الحاجات الإضافية للشركاء العرب من الحبوب ولا توجد عقبات أمام ذلك، وقال "كنا نبيع الحبوب ولا نزال نبيعها، ونفي بجميع التزاماتنا من دون استثناء، ومستعدون لتلبية جميع الحاجات بما في ذلك الإضافية لشركائنا العرب، ولا توجد عقبات أمام ذلك".

وكان البديوي شدد خلال الكلمة الافتتاحية على أن "دول مجلس التعاون الخليجي مهتمة وتسعى جاهدة إلى تمديد صفقة توريد الحبوب الروسية والأوكرانية عبر البحر الأسود، والتي ستؤدي إلى تخفيف العواقب الإنسانية للأزمة والاستجابة للتحديات الغذائية".

وينشط مجلس التعاون الخليجي بقيادة أكبر دوله، السعودية، في حوارات استراتيجية عدة مع دول ومجموعات إقليمية مختلفة، تبلغ نحو 15 وجهة من بينها روسيا وأميركا والاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، ويستهدف منها تنويع خياراته السياسية وإغناء علاقاته الدولية، خصوصاً في مرحلة يشهد فيها العالم تحولات جيوسياسية وأزمات اقتصادية متلاحقة.

وفي الشأن الإقليمي تطرق الحوار إلى الملف اليمني، وأكد لافروف أن الجانبين السعودي والإيراني تحدثا بشكل إيجابي خلال المحادثات بينهما عن الجهود المبذولة لدفع العملية السياسية في اليمن.

وأضاف، "نأمل أن تسفر الجهود عن هدنة طويلة الأمد، وتفتح إمكان إطلاق حوار وطني واسع النطاق تحت رعاية الأمم المتحدة، وتسفر في نهاية المطاف عن حل دائم وشامل لجميع المشكلات التي يواجهها اليمن".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار