Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من الذي سيختاره ترمب لمنصب نائب الرئيس؟

6 عوامل تحكم هذا الأمر أهمها الولاء الأعمى والبراغماتية الواقعية

لا يبدو أن اختيار الرئيس السابق نائباً له سيكون سابقاً لأوانه إذا وضع في حساباته الانتخابات التمهيدية (رويترز)

ملخص

يدور كثير من الحديث عن أن ترمب يحتاج هذه المرة إلى مرشحة أنثى بعد أن شكلت النساء 52 في المئة من الناخبين

مع هيمنة الرئيس السابق دونالد ترمب على سباق الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري حتى قبل أن تبدأ وأفول نجم خصمه الأول رون ديسانتيس وعدم توقع حدوث تغيير في المعادلة الجمهورية بحسب ما تشير استطلاعات الرأي، يتزايد الحديث في الولايات المتحدة عمن سيختاره ترمب نائباً له على بطاقته الانتخابية، الذي ستكون له أهمية قصوى لاعتبارات كثيرة في انتخابات 2024، فهل سيكون اختيار ترمب مبنياً على قاعدة الولاء المطلق أم على أساس براغماتي، وما الأسماء المحتملة في الحالتين، التي يمكن أن تساعد الرئيس السابق في معركته ضد الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس؟

ليس سابقاً لأوانه

على رغم أن الطريق إلى البيت الأبيض ما زال طويلاً وعادة ما يترك المرشحون للرئاسة اختيار من يشاركهم بطاقتهم الانتخابية إلى ما بعد فوزهم بترشيح حزبهم، فإنه على عكس ما يظن البعض، فإن اختيار ترمب نائباً له، يبدو مهماً بدرجة قصوى وربما وشيكاً في هذا السباق، وفقاً لما أشار له بعض وسائل الإعلام الأميركية، إذا كان ترمب يريد ضمانة أكيدة بالفوز على منافسيه في الانتخابات التمهيدية التي ستبدأ، بداية العام المقبل، وتتجلى ملامحها في انتخابات ثلاث ولايات حاسمة قد تشكل طريق السباق وهي أيوا ونيو هامبشاير وساوث كارولينا.

ولهذا لم يكن من المستغرب أن يعترف ترمب نفسه بأن كثيراً من الأسماء تتسابق للفوز باختياره، في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسمه ستيفن تشيونغ إن "أي شخص يعتقد أنه يعرف ما سيفعله الرئيس ترمب، تكون لديه معلومات مضللة بشكل خطر وإن الذين يلعبون اللعبة الإعلامية، يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الخاصة".

ومع ذلك، لا يبدو أن اختيار الرئيس السابق نائباً له سيكون سابقاً لأوانه إذا وضع في حساباته الانتخابات التمهيدية، فبحسب تقرير نشره موقع "بوليتيكو"، فقد قدم عديد من مساعدي ترمب اسم عضو مجلس النواب الجمهورية عن ولاية ساوث كارولينا نانسي مايس كاختيار محتمل لثاني أهم منصب في الولايات المتحدة إذا فاز بانتخابات عام 2024، وهو اختيار من شأنه أن يمنح الرئيس السابق فرصة أفضل على عديد من منافسيه في ساوث كارولينا قبل الانتخابات التمهيدية الحاسمة في فبراير (شباط)، بخاصة مع وجود مرشحين آخرين يتمتعان بشعبية في الولاية وهما نيكي هايلي حاكمة الولاية السابقة والسيناتور تيم سكوت وهو ممثل الولاية في مجلس الشيوخ، والسيناتور الوحيد في الحزب الجمهوري من أصل أفريقي.

أهمية قصوى

غير أن ما يجعل حديث وسائل الإعلام والصحافة الأميركية بشكل متكرر عن اختيارات ترمب المحتملة للمنصب الشاغر، ومعايير هذا الاختيار، لا يتعلق فقط بأن الشخص المختار لهذا المنصب يمكن أن يرجح كفة الرئيس السابق للفوز بالانتخابات، ولكن أيضاً لأنه إذا فاز بترشيح الحزب الجمهوري ثم فاز بالانتخابات العامة ضد الرئيس جو بايدن، فمن المرجح أن يصبح نائبه المختار هو الوريث الواضح الذي سيقود الحزب، والمرشح الأول لمنصب الرئيس لعام 2028 عن الحزب الجمهوري، لأن ترمب لا يحق له البقاء في منصبه لدورة رئاسية أخرى بعد أن يمضي فترتين رئاسيتين في البيت الأبيض، وفقاً للتعديل الـ22 من الدستور الأميركي الذي حدد ولايتين فقط للمنصب الرئاسي.

وحتى إذا لم يفز ترمب بالانتخابات، فإن الاسم المرافق له على البطاقة الانتخابية كنائب للرئيس، سيكون قد حصل على شهرة ومكانة وشعبية على مستوى الولايات المتحدة، كما سيكتسب خبرة قيمة في الحملة الانتخابية، وسيكون بإمكانه أن يتبوأ الصدارة على المجموعة التي تنافسه في الانتخابات التمهيدية لعام 2028، ما لم يترشح منافس أقوى يتمتع بتاريخ معروف على مستوى الولايات المتحدة ويخرجه من السباق.

وعلى عكس عام 2016، عندما اعتقد كثير من المراقبين أن اختيار مايك بنس نائباً لترمب لم يكن يستحق الاهتمام، على اعتبار أن الرئيس السابق كان سيخسر الانتخابات ضد هيلاري كلينتون، لا أحد يضع مثل هذه الافتراضات هذه المرة، لأن خانة نائب الرئيس لعام 2024 ستوفر لمن يحصل عليها فرصة لقيادة الحزب الجمهوري عام 2028، فضلاً عن أن مشكلات ترمب القانونية واحتمال إدانته جنائياً في الاتهامات المنسوبة إليه يجعل اختيار الشخصية رقم اثنين أكثر أهمية.

عوامل الاختيار

وتسابق كثير من المحللين والكتاب في وسائل الإعلام الأميركية، خلال الأسابيع الأخيرة، في تحليل ودراسة المعايير التي يمكن أن تكون حاسمة في اختيار ترمب نائبه، وتشير ميرا آدمز في موقع "ذا هيل" إلى أن ستة عوامل ستحدد اختيار ترمب يتصدرها ما تصفه بعامل "الولاء الأعمى له"، إذ لن يتوقع الرئيس السابق ولاء أقل مما كان عليه مايك بنس طوال سنوات حكمه الأربع في البيت الأبيض قبل أن ينفصم عنه خلال هجمات السادس من يناير (كانون الثاني) على الكونغرس الأميركي.

ووفقاً لآدمز، فإن العامل الثاني يتعلق بعدم رغبة ترمب أن يلمع اسم رفيقه على البطاقة الانتخابية، وسيختار شخصاً يعتقد أن وسائل الإعلام ستكون أقل اهتماماً بتغطيته، في حين أن العامل الثالث يتمحور حول الدفاع عن الرئيس السابق بخاصة في ظل لوائح الاتهام الكثيرة ضده في المحاكم والتي من المتوقع أن تتزايد وتسلط عليها الأضواء، ومن الطبيعي أن يختار من يدافع عنه بشراسة، بينما يتمحور العامل الرابع في أن ترمب يريد شخصاً لديه رغبة في الترشح ولكن ليس مقبلاً على المنصب بقوة إذ أوضح ترمب، في فبراير الماضي، أن كثيراً من الناس يخضعون للاختبار الآن في إشارة إلى أنه يراقب من كثب كيف يبدو ويتصرف المرشحون المحتملون لنائب الرئيس على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير أن العاملين الأخيرين هما الأهم من الناحية البراغماتية النفعية، التي قد يشارك فيها مستشاروه في الانتخابات، إذ من المهم أن يبحث ترمب وفريقه عن شخص يمكن أن يجذب مؤيدين ومناصرين في مجموعات ديموغرافية معينة ودوائر انتخابية بعينها ما يساعد على الفوز، وهو ما فعله من قبل حين اختار حاكم ولاية إنديانا آنذاك مايك بنس نائباً له عام 2016، وتوجه على هذا الأساس ملايين الناخبين الإنجيليين إلى صناديق الاقتراع إذ كان الناخبون الجمهوريون ينظرون إلى بنس، الذي يحظى باحترام كبير كمسؤول فيدرالي ومنتخب في ولايته، على أنه معتدل يمكن أن يؤثر في دوافع ترمب الجامحة ويعوض قلة خبرته السياسية، ولهذا يحتاج ترمب مرة أخرى إلى شخص من هذا القبيل.

وعلاوة على ذلك، يدور كثير من الحديث عن أن ترمب يحتاج هذه المرة مرشحة أنثى بعد أن شكلت النساء 52 في المئة من الناخبين، عام 2020، وفاز جو بايدن فيها بأصوات 57 في المئة من النساء مقابل 42 في المئة صوتوا لصالح لترمب، ومع الحملة الديمقراطية التي تصور الرئيس السابق على أنه كاره للنساء، قد يكون أكثر ميلاً لاختيار نائبة، بخاصة أنه من المحتمل أن تظل نائبة الرئيس كامالا هاريس على بطاقة بايدن الانتخابية، وهذا سبب إضافي لترمب كي يختار امرأة.

لكن الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" آرون بليك يعتقد أن الخيار الذي يواجه ترمب هو بين حليف أيديولوجي وآخر على أساس براغماتي، على رغم أن الخطوط الفاصلة بين هذين الأمرين غير واضحة إلى حد كبير في الحزب الجمهوري على حد قوله، ومع ذلك لا تزال هناك أسماء أخرى قد يكون من المفاجئ أن يختارها، لكن شخصية ترمب التي يصعب توقعها لا تجعل شيئاً مستبعداً.

الأكثر ولاء

في جانب الأكثر ولاء للرئيس السابق تأتي كاري ليك على رأس الاختيارات المرجحة في قائمة النساء المرشحات للمنصب، وفقاً لموقع "أكسيوس" الذي قال إن الرئيس السابق يرى كاري ليك التي خسرت سباقها لمنصب حاكم ولاية أريزونا، في نوفمبر (تشرين الثاني)، نموذجاً لاختياره، بخاصة مع إدراكه أنه يعاني من ضعف هائل مع نساء الضواحي البيض، الذي سيحتاج إليه للتغلب على الرئيس بايدن، كما أن ليك، وهي مقدمة برامج تلفزيونية سابقة، تستوفي شروط ترمب الولائية، وأظهرت أنها مستعدة للدفاع عنه بصوت عال، بغض النظر عن القضية أو الجدل حولها، لكن أصدقاءه يقولون إن ليك تحمل جانباً سلبياً كبيراً وهو حبها للأضواء ورغبتها الجامحة للتنافس على منصب الرئيس، عام 2028، منذ اليوم الذي تدخل فيه البيت الأبيض.

ومن بين الأكثر ولاء، يبرز اسم حاكمة ولاية أركنساس سارة هاكابي ساندرز، التي تمثل صورة قوية لليمين بخاصة في قضايا الحرب الثقافية، وتتمتع بعلاقة رائعة مع ترمب ولديها كثير من الخبرة التي ضمنت لها منصب المتحدث الصحافي للبيت الأبيض خلال سنوات حكمه الأولى.

غير أن عضو مجلس النواب عن ولاية جورجيا مارجوري تايلور غرين، ربما كانت أكثر ولاء لترمب، فهي تردد عديداً من نظريات المؤامرة نفسها، وساندها الرئيس السابق بقوة، ومع ذلك، من المرجح أن تقلق حملة ترمب باستمرار بسبب تصريحاتها وأفعالها التي تصرف الانتباه عن الرئيس السابق بينما لا يمكن التنبؤ بأفعالها، وليس من المتوقع أن توسع قاعدة ناخبي ترمب، إذ ينظر إليها على أنها نسخة أنثوية من ترمب وملتزمة فلسفته السياسية.

في الوقت نفسه يرى آخرون أن الخيار الأول لترمب هو النائبة إليز ستيفانيك التي تترأس التجمع الجمهوري في مجلس النواب، ما يجعلها ثالث أقوى عضو جمهوري في المجلس، وقد أظهرت عديد من علامات الولاء المطلق لترمب في كل منعطف يواجه الرئيس السابق، ولن يقلق أبداً في شأن تفوقها عليه في وسائل الإعلام لأنها لا تسعى صراحة إلى جذب الانتباه، وقد أدى قرارها بعدم محاولة تسلق سلم القيادة في الحزب الجمهوري بعد انتخابات 2022 إلى تكهن البعض بأنها ربما تسعى إلى الحصول على هذا المنصب بدلاً من ذلك، بخاصة أنها شابة (مواليد 1984) وتخرجت في جامعة "هارفرد"، وهي كاثوليكية أيضاً مثل بايدن، ما يوفر بعض التوازن المعتدل الذي يذكر بمايك بنس.

وتظهر في فريق أصحاب الولاء المطلق لترمب، سيناتور ولاية تينيسي مارشا بلاكبيرن التي تعد واحدة من أكثر أعضاء مجلس الشيوخ يمينية وتركز على الحرب الثقافية ضد اليسار، وطرح اسمها مرتين لهذا المنصب في انتخابات عام 2016، كما يبرز اسم جوش هاولي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ميسوري على رغم قوله إنه غير مهتم بالمنصب، ومع ذلك لا يوجد عضو في مجلس الشيوخ يبذل كثيراً من الجهد لدعم الرئيس السابق أمام جمهوره مثل هاولي.

الاختيارات الواقعية

ربما كان السيناتور تيم سكوت من أهم الأسماء التي يمكن أن يختارها ترمب على أساس براغماتي، بخاصة إذا كان ترمب يريد الذهاب للانتخابات مع امرأة أو مع أميركي من أصل أفريقي مثله في مواجهة بايدن الذي جعل من كامالا هاريس نائبة له على أساس هذه البراغماتية أيضاً، لكن سكوت المرشح للرئاسة، تجنب الانغماس في الجدل السائد في شأن ترمب، وربما بسبب ذلك، يحظى باحترام كبير على مستوى الحزب، لكن السؤال هو ما إذا كان قد أظهر ولاء كافياً للرئيس السابق.

قبل أسابيع، سلطت "بوليتيكو" و"نيوزويك" وغيرهما من وسائل الإعلام الضوء على عضو مجلس النواب عن ولاية ساوث كارولينا نانسي مايس كمرشحة محتملة لمنصب نائب الرئيس. وقال أعضاء في الدائرة المقربة من ترمب، إن مايس جذبت انتباه موظفي الرئيس السابق في أعقاب سلسلة من المشاركات التلفزيونية التي دافعت فيها عنه بعد اتهامه فيدرالياً بإزالة وثائق سرية من البيت الأبيض، وإذا اختارها ترمب فسوف يكون هذا تغيراً مذهلاً لمايس التي انتقدت بشكل صريح الرئيس السابق بعد دوره في أعمال الشغب، يوم السادس من يناير في مبنى "الكابيتول"، وتوقع البعض أن تكون مايس نعمة لجهود ترمب للوصول إلى نساء الضواحي الذي يحتاج إليه للنجاح في الانتخابات العامة.

وعلى رغم أن انفصال نيكي هايلي عن ترمب بعد السادس من يناير سيلوح في الأفق في شأن اختيارها المحتمل، فإنها كانت تحظى بشعبية عندما عملت كسفيرة للرئيس السابق لدى الأمم المتحدة ويمكنها أن تؤسس نفسها بشكل جيد من خلال حملة قوية لعام 2024.

وفي حين أن حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس والرئيس ترمب يتابعان بعضهما البعض الآن ويعيشان في الحالة نفسها، إلا أنه في عالم السياسة وفي ظل تماهي سياسة ديسانتيس مع الرئيس السابق، فقد ينتهي الأمر إلى اختيار ترمب له ضمن صفقة تجنب ديسانتيس الحرج وتحافظ على تماسك الحزب الجمهوري، ولكن لأن الدستور الأميركي ينص على ضرورة أن يكون الرئيس ونائبه من ولايتين مختلفتين، فمن المحتمل أن يغير ترمب إقامته مرة أخرى إلى نيويورك لتحقيق هذا الهدف.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل