ملخص
رفضت موسكو دعوات من أوكرانيا للسماح باستئناف الشحن من دون مشاركة روسية، وقال الكرملين صراحة إن السفن التي تدخل المنطقة من دون ضماناتها ستكون في خطر.
قال حاكم شبه جزيرة القرم المدعوم من روسيا، اليوم الأربعاء، إن حريقاً نشب في منطقة تدريب عسكرية في منطقة كيروفسكي بشبه جزيرة القرم.
وأضاف الحاكم سيرغي أكسيونوف أن الحريق أدى لإغلاق طريق تافريدا السريع القريب من القاعدة.
وفي وقت سابق أفادت وكالة أنباء "آر.بي.سي" أوكرانيا بوقوع انفجارات في منطقة التدريب.
وأوضح أكسيونوف أنه "من المقرر إجلاء سكان أربع مناطق محاذية لميدان التدريب العسكري في منطقة كيروف بما يشمل ألفي شخص".
وذكرت اثنتان من وسائل الإعلام الروسية الالكترونية "ماش" و"بازا" القريبتان من أجهزة الأمن الروسية، أن دوي انفجارات يسمع في المنطقة منذ أكثر من ساعتين. وذكرت "ماش" أن مستودعاً للذخيرة يحترق.
وقال أكسيونوف إن طريقاً سريعاً يربط ميناء كيرتش في شرق القرم بمدينة سيباستوبول بجنوب غرب شبه الجزيرة، أُغلق بسبب هذا الحريق.
وأشار إلى أن جميع الأجهزة المختصة تشارك في الجهود المبذولة تعمل مع إنشاء مركز للتنسيق.
واستهدف هجوم أوكراني الإثنين جسر كيرتش وهو شريان حيوي ومن المنشآت التي تربط بين شبه الجزيرة وروسيا، مما ألحق به أضراراً به للمرة الثانية خلال عشرة أشهر.
قصف أوديسا
من جهة أخرى، قال حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر، إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تصدت، في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، لهجوم روسي جوي لليلة الثانية على التوالي على ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا.
وأضاف كيبر، "لا تقتربوا من النوافذ أو تظهروا عمل قوات الدفاع الجوي".
ومع دخول الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، انطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء الجزء الشرقي من أوكرانيا، بينما قالت الإدارة العسكرية لكييف، إن نظم الدفاع الجوي الأوكرانية صدت هجوماً عسكرياً روسياً خلال الليل على العاصمة الأوكرانية. وأفاد شاهد بسماع انفجارات وتصاعد الدخان بالقرب من كييف.
وضربت روسيا موانئ أوكرانية، أمس الثلاثاء، غداة انسحابها من اتفاق تدعمه الأمم المتحدة للسماح لكييف بتصدير الحبوب، فيما أعلنت موسكو تحقيق مكاسب على الأرض في منطقة قال مسؤولون أوكرانيون، إن القوات الروسية تعاود مهاجمتها.
وقالت روسيا، إنها قصفت مستودع وقود في أوديسا ومصنعاً لإنتاج طائرات مسيرة محمولة بحراً في إطار "ضربات انتقامية هائلة" رداً على هجمات أوكرانية دمرت جسرها البري المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي تضمها روسيا عام 2014.
وبعد قليل من ضرب الجسر، أول من أمس الإثنين، انسحبت موسكو من اتفاق لتصدير الحبوب معمول به منذ عام وتوسطت فيه الأمم المتحدة، في خطوة قالت المنظمة الدولية، إنها تغامر بمفاقمة الجوع في أنحاء العالم.
وقالت قيادة العمليات العسكرية الجنوبية في أوكرانيا، إن التفجيرات والحطام المتساقط ألحقا أضراراً بمنازل عدة وبنية تحتية لم تحددها في ميناء أوديسا، أحد الموانئ الرئيسة في أوكرانيا. وتحدثت السلطات المحلية في ميكولايف، وهو ميناء آخر، عن حريق كبير هناك.
وقال أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن الهجمات الروسية على الموانئ تقدم "دليلاً آخر على أن الدولة الإرهابية تريد أن تعرض للخطر حياة 400 مليون شخص في بلدان تعتمد على الصادرات الغذائية الأوكرانية".
وقالت القوات الجوية الأوكرانية، إنها أسقطت ستة صواريخ (كاليبر) و31 طائرة مسيرة من أصل 36. وقالت موسكو، إنها أحبطت هجوماً بطائرة مسيرة أوكرانية على شبه جزيرة القرم، من دون وقوع أضرار كبيرة على الأرض، وعاودت فتح مسار واحد لحركة المرور على جسر القرم.
وبعد ستة أسابيع من شن أوكرانيا هجوماً مضاداً في الشرق والجنوب، تشن روسيا هجوماً برياً في الشمال الشرقي.
الوضع معقد
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها تقدمت كيلومترين في محيط كوبيانسك، وهي مركز للسكك الحديدية في الخطوط الأمامية استعادت أوكرانيا السيطرة عليه في هجوم العام الماضي. واعترفت كييف بأن الوضع "معقد" في المنطقة. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من الموقف على نحو مستقل.
ومنذ أن بدأت أوكرانيا هجومها المضاد الشهر الماضي، استعادت كييف بعض القرى في الجنوب والأراضي المحيطة بمدينة باخموت التي أصابها الدمار في الشرق، لكنها لم تحاول بعد تحقيق تقدم كبير عبر الخطوط الروسية الشديدة التحصين.
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إن الهجوم الأوكراني المضاد بعيد تماماً عن وصفه بالفاشل، لكنه توقع أمداً طويلاً للقتال.
وأضاف ميلي للصحافيين في واشنطن "أعتقد أنه لا يزال هناك كثير من القتال، وأظل متمسكاً بما قلناه من قبل: سيكون هذا (القتال) طويل الأمد وشاقاً ودموياً".
مخاطر الغذاء
كان اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة قبل عام النجاح الدبلوماسي الوحيد أثناء الحرب، لأنه رفع عن الموانئ الأوكرانية الحصار الروسي وتفادي حالة طوارئ غذائية عالمية.
وأوكرانيا وروسيا من أكبر مصدري العالم للحبوب إلى جانب مواد غذائية أخرى. وإذا لم تتدفق الحبوب الأوكرانية مرة أخرى إلى السوق، فقد ترتفع الأسعار في جميع أنحاء العالم مما يضر بأشد البلدان فقراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وندد عدد من أعضاء مجموعة 20 بتحرك روسيا في اجتماع للمجموعة، أمس الثلاثاء، لكن الهند، المضيفة للاجتماع، قالت إنها لم تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء بسبب اعتراضات من الصين وروسيا.
ورفضت موسكو دعوات من أوكرانيا للسماح باستئناف الشحن من دون مشاركة روسية، وقال الكرملين صراحة، إن السفن التي تدخل المنطقة من دون ضماناتها ستكون في خطر.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "نحن نتحدث عن منطقة قريبة من منطقة حرب، من دون ضمانات أمنية مناسبة، ستظهر مخاطر معينة هناك، ولذا إذا نُفذ شيء ما بشكل رسمي من دون روسيا، فيجب أخذ هذه المخاطر في الاعتبار".
وتقول روسيا، إنها قد تعود إلى اتفاق الحبوب، لكن ليس قبل تنفيذ مطالبها بتخفيف القواعد المتعلقة بصادراتها من الغذاء والأسمدة. وتقول الدول الغربية، إن هذا استغلال لقضية الإمدادات الغذائية للضغط من أجل تقليص العقوبات المالية التي تسمح بالفعل لروسيا ببيع المواد الغذائية.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى استمرار اتفاق الحبوب من دون روسيا، ويسعى جاهداً للحصول على دعم تركيا لإلغاء الحصار الروسي. ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، راعي الاتفاق، إنه يعتقد أن بوسعه إقناع موسكو بالعودة.
وتعتمد أي محاولة لاستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية من دون مشاركة روسيا على موافقة شركات التأمين على توفير التغطية. وقالت مصادر بقطاع التأمين لـ"رويترز"، إنها تدرس التداعيات.
هجوم مضاء بطيء
جاء إعلان روسيا، أمس الثلاثاء، تحقيقها تقدما في كوبيانسك إشارة نادرة إلى أن موسكو تسعى لمعاودة الهجوم منذ أن شنت كييف هجومها المضاد الشهر الماضي.
ووصف أولكسندر سيرسكي، قائد القوات البرية الأوكرانية، الوضع في تلك المنطقة بأنه "معقد لكنه تحت السيطرة". وقال سيرهي تشيرفاتي، المتحدث باسم القوات في شرق أوكرانيا، إن الجيش الروسي حشد أكثر من 100 ألف جندي وأكثر من 900 دبابة في المنطقة.
وتكبد الجانبان خسائر فادحة في أكثر المعارك دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن الخطوط الأمامية لم تتزحزح إلا قليلاً منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على الرغم من هجوم الشتاء الروسي الضخم الذي أعقبه هجوم أوكرانيا المضاد.
وحقق الهجوم الأوكراني المضاد مكاسب محدودة بالقرب من باخموت وعلى امتداد محورين رئيسين في الجنوب، لكن قوتها الهجومية المجهزة بأسلحة غربية جديدة وذخائر بمليارات الدولارات لم تواجه بعد خط الدفاع الرئيس لروسيا.
وتقول كييف، إنها تتقدم ببطء عمداً لتجنب وقوع خسائر كبيرة في خطوط دفاعية محصنة تتناثر فيها الألغام الأرضية، وتركز في الوقت الحالي على إضعاف القيادة الروسية وخطوط إمدادها. وتقول موسكو، إن الهجوم المضاد الأوكراني فشل.
بايدن وموفد الفاتيكان
في سياق متصل، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن بحث، الثلاثاء، مع موفد للفاتيكان الحرب على أوكرانيا ومسألة إعادة أطفال أوكرانيين جرى ترحيلهم قسراً.
وناقش بايدن والكاردينال ماتيو ماريا تسوبي جهود الكرسي الرسولي لتقديم "مساعدات إنسانية لمواجهة المعاناة الناجمة عن العدوان الروسي المستمر في أوكرانيا، وكذلك حملة الفاتيكان لإعادة أطفال أوكرانيين جرى ترحيلهم قسراً"، وفق بيان للبيت الأبيض.
وأشارت إدارة بايدن إلى أن تسوبي رئيس أساقفة بولونيا ورئيس المؤتمر الأسقفي الإيطالي، جاء إلى البيت الأبيض بطلب من البابا فرنسيس.
وأضاف البيان أن بايدن، وهو ثاني كاثوليكي يصبح رئيساً للولايات المتحدة، أعرب عن "تمنياته ببقاء البابا فرنسيس على رأس الكنيسة ورحب أيضاً بتعيين رئيس أساقفة أميركي أخيراً كاردينالاً".
وكان تسوبي زار مطلع يونيو (حزيران) الماضي، كييف حيث أجرى محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وتوجه بعد ذلك في نهاية يونيو إلى موسكو حيث التقى ماريا لفوفا بيلوفا المفوضة الروسية للأطفال التي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقها بتهمة "الترحيل غير القانوني" لقاصرين أوكرانيين.
والتقى تسوبي بطريرك الأرثوذكس أيضاً.