Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نواد لهواة الدراجات النارية تنظم مغامراتهم في لبنان وخارجه

صعوبات كثيرة تعترضهم بسبب بيروقراطية الأجهزة الرسمية لكنهم واصلوا التحرك إلى حد تنظيم اعتصام

ملخص

نوادي الدراجات النارية في لبنان هواية تستكشف خبايا الطبيعة اللبنانية، ولكن الدولة تعقد الأمور بدلاً من تسهيلها

ما أن تطل نهاية الأسبوع حتى تزدحم طرقات لبنان بمواكب تمتد لمئات الأمتار من دراجات نارية، تلفت الأنظار برونقها وهدير محركاتها المحبب. من هديرها تعرفونها، وتعرفون لأية ماركة تنتمي. السائقون مميزون بأزياء رياضية تجمع بين الأناقة وشروط السلامة العامة، ورسالتهم المضي قدماً في ثقافة الحياة، في دولة تتلاشى كل شروط بقائها. منتظمون في نواد من مختلف العلامات التجارية العالمية المرتبطة عضوياً بالشركات الأم، ويحمل أصحابها بطاقات عضوية دولية توفر لهم خدمات وتسهيلات وحسومات.

نشأة الهواية

جاد أخوي، المسؤول عن نادي دراجات الـ"BMW" في لبنان، يشرح كيف نشأت المجموعة عام 2014، ويقول "قررنا أن ننشئ نادياً يتبع المعايير الدولية، كما يحصل في جميع النوادي العالمية، ولدينا بطاقات عضوية محلية نستخدمها في الخارج لتسهيل شراء لوازم الدراجة ونحصل من خلالها على تسهيلات عدة".

أما عن عدد الأعضاء، يقول "نحن تقريباً 500 منتسب ليسوا كلهم ناشطون، ولكننا ننظم رحلات أسبوعية داخلية. وهناك حدثان في السنة للأعضاء أولاً في بداية الربيع أي ما يعرف بالـ"spring ride"، وفي أكتوبر (تشرين الأول) تحت عنوان "جولات لبنان" ويستقطب مشاركين من أنحاء العالم الذين يتجولون في المناطق اللبنانية كافة لمدة أربعة أيام بهدف تشجيع السياحة غير الموسمية".

 

أما مروان طراف، مؤسس ورئيس النادي اللبناني للدراجات النارية، ووكيل "هارلي دايفيدسون" في لبنان منذ 2010، يعود لـ"زمن التسعينيات عندما بدأت هذه الرياضة تتطور، على رغم أن لبنان كان في فترة الحرب، وعلى رغم ذلك أبدى سائقو الدراجات النارية وبخاصة الهواة اهتماماً في اكتشاف لبنان والمناطق التي حرموا منها وبدأت الأنشطة غير المنظمة تزداد إلى حين تمكننا من ضمهم في النادي، ومن ثم حصلنا على ترخيص من وزارة الداخلية بشكل رسمي".

ويشير طراف إلى كثير من الرحلات خارج لبنان "مثلاً قبل أيام قمنا برحلات عدة إلى البندقية وبودابست والمغرب شارك فيها أكثر من 25 شخصاً من لبنان من أصل 70 ألف مشترك من أنحاء العالم، وبعدها توجهنا إلى النمسا وسويسرا مروراً بشمال إيطاليا".

العقبات

ولتنظيم هذه الرحلات خارج لبنان، يقوم سائقو الدراجات بشحن دراجاتهم إلى الخارج، إلا أن هناك بعض العقبات التي واجهتهم هذا العام. يقول طراف "أول مشكلة واجهتنا كانت مع الجمارك الذين كانوا متشددين بحيث طلبوا منا ورقة من مصلحة تسجيل السيارات تفيد بأن هذه الدراجات ليس عليها رسوم، ولكن المصلحة كانت مغلقة لستة أشهر بسبب الأوضاع فلم نستطع أن نجلب هذه المستندات إلى حين فتحوا أبوابهم، وعند حصولنا عليها قامت الجمارك بتغيير جميع الإجراءات، وبالتالي واجهنا مشكلة لوجيستية في جلب الدراجات إلى المرفأ"، متأسفاً "ففي كل عام تزداد التعقيدات أكثر، إذ لا يوجد خطط تواكب التطور العالمي، بحيث بتنا نعيد النظر بكل هذا المشروع إذ إن هناك بعض الأعضاء الذين يقررون شراء هذه الدراجات وإبقائها في أوروبا وبعضهم الآخر يفكر بشحنها وإبقائها هناك".

من جهته يشير أخوي إلى أن "هناك كثيراً من التعقيدات في لبنان التي تزعجنا مثلاً لا يمكننا أن نمر في بعض المناطق من دون تصريح رسمي من الأجهزة الأمنية. من جهة ثانية لا يسمح لنا القانون بتأجير دراجة نارية مما يرغمنا على إعطاء هؤلاء الأشخاص الذين يأتون من الخارج دراجاتنا، ولكن القانون يجب أن يكون عادلاً على السيارات والدراجات سواسية".

 

اعتصام
وعن النظرة النمطية بأن الدراجين مخالفين للقوانين، يقول أخوي إنها "تغيرت خاصة عندما نسير كفرق"، أما عن الاعتصامات الأخيرة التي أجروها على أبواب وزارة الداخلية، فيشير إلى "أننا قمنا بهذه الوقفة عندما أصدروا قراراً بمنعنا من التنقل بالدراجات ليلاً من دون الأخذ في الاعتبار أننا منتسبون إلى النوادي ولدينا رخص شرعية ونلتزم بالقوانين ومعايير السلامة الدولية"، لافتاً إلى أن "قرار منع تجول الدراجات النارية في مدينة صيدا وعدم السماح بارتداء خوذة جاء بعد جريمة اغتيال القضاة الأربعة في عام 1999 حينها تمكن المجرمون من الفرار على متن دراجتهم وما زالوا يختبئون هناك منذ تاريخ تنفيذها"، معتبراً أن "هذا القرار غير منطقي إذ لا يوجد بلد في العالم يمنع دراجيه من ارتداء الخوذة وبالتالي يجب إعادة النظر بهذه القوانين".

التكاليف

وعن كلفة هذه الهواية في ما يتعلق بالاهتمام بالدراجة والتحضير لها وللرحلات يبدو أنه لا يوجد أي سقف لذلك.

مروان طراف يقول "في جميع الهوايات يمكن صرف قليل وكثير، ولكن المحترفين يتكلفون أكثر، أما بالنسبة إلى السفر على الدراجة النارية فليست زهيدة، إذ يتراوح سعر الرحلة كحد أدنى 1000 دولار أميركي وهناك أشخاص يتوقفون في محطات عدة ويقومون بنصب خيم، في المقلب الآخر هناك الأعضاء الذين يفضلون أن ينزلوا في فنادق فخمة وتصل كلفة الرحلة إلى 70-80 ألف دولار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأزمة الاقتصادية وانعكاسها

وعن تأثير الأزمة الاقتصادية في هذه الهواية وبخاصة بعد مشكلة انقطاع المحروقات، يشير إلى أنه "لا يوجد مصروف هائل للدراجات، بل على العكس بعد الأزمة زاد الاهتمام بها"، لافتاً إلى أنه شخصياً ليس لديه سيارة و"يزداد هذا الهوس مع الوقت، إذ أعمل طوال الأسبوع وانتظر يوم الأحد كنوع من التحرر من الضغوطات في جولتي على الطبيعة والمناطق الخلابة".

بدورها تقول قائدة دراجة "فسبا" يارا العكوم إن "الظروف الاقتصادية الصعبة أرغمتنا على النظر إلى وسائل بديلة، ولكنني كنت أحلم منذ الصغر بشراء هذه الدراجة وها أن اليوم حققت حلمي وأنتظر الرحلات مع أصدقائي لاستكشاف مناطق جميلة وهي أكثر متعة من قيادة السيارة بخاصة مع ازدحام السير".

من جهته يقول المسؤول عن دراجات "فسبا" طارق عقور إن "الرحلات التي ننظمها بدأت منذ عام ونصف عام جراء الوضع الاقتصادي لتوفير كلفة البنزين، ووجدنا في تلك الفترة كثيراً من الأشخاص الذين يتهافتون لشرائها، لذا قررنا إنشاء ناد خاص بنا"، لافتاً إلى أن "تذاكر الطيران الباهظة أرغمتنا على ذلك، وبالتالي قررنا التركيز على السياحة الداخلية وكل أسبوع ننظم رحلة".

 

ومن أطرف القصص التي حصلت يروى عقور بأن "واحداً من الفريق أراد أن يتزوج فتجمعنا كدراجات ناريّة لزفه يوم عرسه، وكانت مناسبة جديدة ومميزة للاحتفال".

بدورها تشير قائدة الدراجة نور برو إلى أنه "عندما بدأت أسعار المحروقات ترتفع وأغلقت المحطات كنت أبحث عن وسيلة أخرى للذهاب إلى عملي، بخاصة أنه يتطلب حضوري وبالتالي قررت شراءها، ولكنني كامرأة محجبة أحب أن أحافظ على أناقتها وأنسق ثيابي مع ألوانها كما أضيف بعض الإكسسوارات والزينة مثل الزهور".

وبرو الحامل بشهرها الخامس تؤكد أنها "مدمنة" على قيادة الدراجة، فهي لا تزال حتى اليوم تقودها، وتقول "شجعت زوجي على شراء دراجة له، ونحن اليوم نترافق وهذه الهواية من أفضل التجارب التي أعيشها".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات