Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحيل العازف السوداني حافظ عبد الرحمن يضيف إلى أحزان مواطنيه

عطاؤه الفني استمر 50 عاماً حصد خلالها 30 عملاً من موسيقاه جوائز دولية

موسيقى حافظ عبدالرحمن كانت وما زالت عاملاً رئيساً في توحيد وجدان الشعب السوداني (مواقع التواصل)

ملخص

توفي حافظ عبد الرحمن إثر معاناته من مرض نادر أفقده الذاكرة وصار أسيراً لعالمه الخاص ولا يتذكر إلا زوجته.

صدمة كبيرة تلقاها جمهور الموسيقى في السودان برحيل عازف آلة "الفلوت" العالمي ذائع الصيت حافظ عبدالرحمن بعد أن أثرى الساحة الفنية على مدى عقود بألحان شكلت وجدان المستمعين، وشدت أنغام "صفارته" مقطوعات عشقها الملايين لأنها ترجمت مشاعرهم وواست أرواحهم وجالت بين عواطفهم الحائرة، فهو لم يقدم إلا السهل الممتنع، بحس عال وتفرد بديع في اللحن والأداء.

وتوفي عبدالرحمن ظهر أمس الجمعة إثر معاناته من مرض نادر أفقده الذاكرة وصار أسيراً لعالمه الخاص، ولا يتذكر إلا زوجته.

يأنس لموسيقاه الأرستقراطيون وأبناء الطبقة الوسطى ومختلف فئات الشعب الأخرى، إذ حمل معه شجن النغم إلى دول عدة في العالم، فطرب له الأميركيون والأوروبيون، وجال يحمل آلته الصغيرة صوتاً يلامس قلوب مستمعي إذاعات عالمية مثل "مونت كارلو" و"بي بي سي" و"صوت أميركا".

نعي نجوم الفن

ودون كثير من الموسيقيين ونجوم الفن والشعراء والصحافيين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات الرثاء للموسيقار الراحل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحزن كبير ودعه عازف الكمان عثمان محي الدين بكلمات مؤثرة تقول "ستنام المزامير حزينة يا صاحب، نفتقدك في أيام عصيبة، حرمتنا من أن نكون حضوراً لوداعك الأخير، كان لي شرف العزف معك في الكثير من المناسبات، وكنا نتشارك الهم سوياً ونبتسم، اللهم أرحم عبدك حافظ عبدالرحمن مختار، وأسكنه فسيح جناتك، وانزله منزلة الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، إنا لله وإنا اليه راجعون". 

وكان الأكثر تعبيراً عن مشاعر الصدمة والحزن، الشاعر الصادق الرضى، إذ كتب عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، "الدموع تسبق العناق والبكاء سيد المشهد، الوجوه دامعة، رحل عنا حافظ عبدالرحمن له الرحمة والمغفرة".

الفنان محمد حسن حاج الخضر كتب على "فيسبوك"، "وداعاً  صاحب الأيام الخالدة، فقدت الساحة الفنية في السودان أحد رموزها وركائزها الموسيقار حافظ عبدالرحمن مختار، وخالص التعازي لأهله وزملائه ومحبي فنه، اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك مع الشهداء والصديقين والصالحين".

مشوار حافل 

ترجع أصول الموسيقار حافظ عبدالرحمن إلى مدينة بارا غرب السودان، لكنه أبصر النور بمدينة نيالا في ذات الإقليم، وبين وديان دارفور وربوع كردفان شرب فن البادية النقي وتعلم العزف على آلة الفلوت، وتعد مقطوعته الموسيقية "المرفأ القديم"، أول إبحار موسيقى، ثم انهمرت أعماله شلالات من الفرح عبر مساره الإبداعي الكبير، فأهدى المستمع السوداني مقطوعات باذخة مثل "همس الأنامل" و"ضوء الشموع" و"إيقاع الجبل" و"بين الذكرى والشجن"، وكذلك "حتى نلتقي" و"الأيام الخالدة"، كما حصد 30 عملاً من أعماله الموسيقية جوائز عالمية واستعانت بها إذاعات دولية من بينها "مونت كارلو" و"بي بي سي" و"صوت أميركا"، إلى جانب أنها أصبحت خلفيات لبرامج تلفزيونية شهيرة، وجال عبدالرحمن بلاد العالم وهو يحمل آلته الصغيرة التي عزف بها في عاصمة اليابان وعدد من العواصم الآسيوية، قبل أن يذهب إلى القارة العجوز لتطرب مقطوعاته مدناً أوروبية.

توحيد الوجدان

الباحث في مجال الموسيقى مصعب الصاوي قال إن "حافظ عبدالرحمن من الموسيقيين الصادقين، ويعد سليلاً للمدرسة العفوية في الموسيقى البحتة، وربما أن السودانيين لم يكتب لهم طوال سنينهم بعد نيل الاستقلال أن يتمتعوا ببعض من العيش الرغيد أو الحكم الرشيد فجاءت ترانيمه تعبيراً صادقاً عما اكتحلت به المآقي وماجت به الصدور".

وأضاف الصاوي أن "موسيقى عبدالرحمن كانت وما زالت عاملاً رئيساً في توحيد وجدان الشعب السوداني على رغم اختلاف وتمايز ثقافته الموسيقية".

موسيقار مختلف

من جهتها، رأت عازفة آلة القانون هتان الحاج أن "عبدالرحمن أحد أهم الموسيقيين الذين مروا على تاريخ السودان، لقدرته الفطرية على ترجمة مشاعر الإنسان البسيط إلى ألحان محببة إلى النفوس، وهو أول من صنع مزاجاً سودانياً شعبياً للاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية البحتة والاستمتاع بها بعيداً من النمط الغنائي الذي يغلب على الثقافة المحلية".

وأشارت الحاج إلى أنه "اهتم بنقل الموسيقى للمنصات العالمية والمحافل الدولية في وقت باكر جداً قبل ثورة الاتصالات السهلة والعوالم المفتوحة، ومنذ ما يزيد على 50 عاماً قدم أعماله على مسارح عالمية في ألمانيا وفرنسا، وبثت على مدى سنوات طويلة في إذاعات ذائعة الصيت خارج البلاد".

وتضيف عازفة القانون "أتألم وأتأسف بشدة لفقدنا هذه القامة التاريخية في هذا الوقت العسير من تاريخ السودان لأن الفرصة لم تتح لنا لوداعه بالقدر الذي يليق به وبما قدم للوطن".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة