ملخص
تحاول السعودية شيرين أبو الحسن تجاوز مرحلة الهواية في لعبة الغولف والوصول إلى الاحتراف مستعينة بتجارب محترفات العالم.
تحظى لعبة الغولف في السعودية بإعجاب النساء وارتفاع الإقبال عليها، تماشياً مع الزيادة العالمية للفتيات الممارسات للعبة بنحو 15 في المئة (820 ألفاً) مقارنة بزيادة اثنين في المئة فقط (460 ألفاً) بين الرجال، بحسب مؤسسة الغولف الوطنية الأميركية، فأصبحت السعوديات يحلمن بالانتقال من خانة الهواة إلى الاحتراف والمشاركة في البطولات المحلية والعالمية.
وأخيراً شاركت فتيات سعوديات في "سلسلة بطولات أرامكو للفرق" بنظامها المبتكر الذي يجمع إلى جانب المنافسات الفردية بين 108 لاعبات، منافسات الفرق التي تضم كل منها ثلاث لاعبات محترفات ولاعباً هاوياً، كما تقدم جوائز قيمتها مليون دولار أميركي، وتقام جولاتها في عدد من المدن الأوروبية والأميركية، فيما تقام الجولة الأخيرة في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة بين الـ27 والـ29 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
احتراف السعوديات
السعودية شيرين أبو الحسن شاركت بصفتها هاوية في جولة "سلسلة بطولات أرامكو للفرق" التي أقيمت في مدينة ميامي الأميركية أخيراً، موضحة أن لعبة الغولف "أعادت الحيوية إلى نشاطها الذهني والنفسي وزادت من تطلعها لاحتراف اللعبة"، وتحدثت عن تجربتها وانعكاسها على نشاطها كلاعبة واصفة إياها بـ"المثيرة"، ومتابعة "عقب التجربة قلت في نفسي إن غداً جميلاً ينتظر الفتيات السعوديات في هذه اللعبة".
تعد "سلسلة بطولات أرامكو للفرق" الحدث الأول من نوعه في منافسات المحترفات الذي يشهد تنافس الفرق، حيث تقام في ثلاث قارات مختلفة، بمشاركة اللاعبات المحترفات والهواة في رحلة فوز جوائزها تقدر بالملايين، وإضافة إلى التنافس على الفوز في بطولة الفرق، تتنافس اللاعبات المحترفات أيضاً على اللقب الفردي في بطولات تمنح المشاركات فرصة حصد النقاط في تصنيف "رولكس" الدولي، وكذلك تصنيف كأس سولهام، إلى جانب نقاط تصنيف سباق الجولة الأوروبية نحو كوستا دل سول.
تطور سريع
تسرد شيرين تجربتها في خوض بطولة دولية لرياضة الغولف وتأثيرها في تحسن مستوى أدائه، قائلة "كان حدثاً كبيراً جمع أطيافاً متعددة من محترفات الغولف العالميات ضمن سور ملعب دونالد ترمب في ميامي جنوب شرقي ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية أحد أهم الملاعب العالمية رقياً وأكثره حداثة وفخامة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكملت "استهليت دوري في الجولة وسط فريق مكون من لاعبة محترفة وثلاث هاويات، وكشفت لي التجربة عن تأثير الاحتكاك في تجارب المحترفات، الأمر الذي يفك لغز التطور السريع في الأداء الاحترافي".
وأضافت شيرين "أعطتني التجربة جواباً عن أهمية تكرار حدوث ذلك مستقبلاً، فقد سُئلت يوماً عما إذا كان الغولف رياضة تبعث على الملل، وأستطيع الآن الإجابة بأنه على الآخرين تجربتها فهي لعبة حسابية كفيلة بإعادة النشاط الذهني للاعب وتأثيرها يوازي رياضة اليوغا".
نصيحة للناشئين
ونصحت شيرين الهواة الجدد بأن "يستعينوا بأصحاب الاختصاص والخبرة"، مؤكدة أن "صناعة جيل محترف في الغولف يتطلب دمج الناشئين ضمن بطولات داخلية بشكل متواصل ومستمر على مدى العام"، لافتة إلى أن كلفة اللعبة الباهظة تشكل تحدياً للاستمرار في التدريبات أمام بعض الهاويات.
هيمنة سعودية
إلى ذلك، تتأهب السعودية لاحتضان بطولات رفيعة المستوى في الغولف في إطار توسيع رقعة اللعبة الرياضية في البلاد، وبالتزامن مع انطلاق عدد من المشاريع العملاقة المحفزة للمستثمرين والجاذبة للرياضيين، بخاصة بعد إعلان صندوق الاستثمارات العامة السعودي ورابطة لاعبي الغولف المحترفين وجولة موانئ دبي العالمية عن توقيع اتفاق عالمي للدمج وخلق أكبر كيان في اللعبة على مستوى العالم.
ويأتي التقدم في لعبة الغولف في السعودية مدفوعاً جزئياً ببرامج تنمية الناشئين مع التركيز على الإناث اللواتي ينتظرن الترحيب بهن من خلال أسعار وكلف معقولة تمنحن فرصة الاستمرار في اللعبة، بحيث تنتقل منافسات "سلسلة بطولة أرامكو للفرق" إلى المستضيف نادي غولف الرياض خلال أكتوبر المقبل، بعد نهايات مثيرة وسابقة في نادي رويال غرينز بمدينة جدة.
وقال مدرب الغولف السعودي فرج مزهر إن "النشاط النسائي للعبة في نمو، بخاصة بعد المساندة الكبيرة التي تقدمها البلاد للمرأة من خلال دعم موهبتها بالتدريب مجاناً وكذلك مشاركتها في البطولات العالمية".
حضور نسائي
وتوقع مزهر تسجيل حضور نسائي كبير من اللاعبات الراغبات في تخطي مرحلة الهواية نحو الاحتراف، متابعاً "من المأمول أن تحضر المرأة في الملاعب وتشارك في اللعب أيضاً، خصوصاً في ظل ما منحتهن إياه الدولة من مزايا فريدة لترغيبهن في المشاركة والفوز وتحقيق الذات".
وشدد المدرب السعودي على أهمية الاستمرار في التدريبات من دون انقطاع، لافتاً إلى أن "بعض السيدات يجدن في الغولف هواية يمارسنها بين فترات متباعدة، الأمر الذي يحدث فجوة في عملية التطور"، منوهاً بأهمية خوض اللاعبات معسكرات تدريبية خارجية وملامسة تجارب اللاعبات العالميات والمشاركة ضمن منافسات محلية وأخرى دولية.