Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرائق الغابات وسط سوريا كشفت عن موقع أثري من العصر البيزنطي

دلت النيران على مدفن هرمي الشكل والخبراء أنهوا توثيقه ووضعه ضمن قوائم المواقع الأثرية

ملخص

أن تأتي الحرائق على الغابات وتخلف وراءها الحطام والخراب أمر معتاد أما أن يكشف الحريق عن صرح أثري فهو حدث عجيب

أن تأتي الحرائق على الغابات وتخلف وراءها الحطام والخراب لهو أمر اعتادت عليه نشرات الأخبار اليومية في الآونة الأخيرة جراء ارتفاع درجات الحرارة، أما أن يكشف الحريق عن صرح أثري فهو أمر عجيب وثقه خبراء في مجال علوم الآثار في محافظة حماة، وسط سوريا، بعد سلسلة حوادث من  اندلاع النيران بالأماكن الحراجية.
وأنهى فريق أثري متخصص توثيق موقع جديد هو عبارة عن مدفن هرمي يعود إلى الفترة البيزنطية وصنف ضمن المواقع الأثرية المسجلة في سوريا. ويأتي ذلك بعد انتشار الحرائق في المساحات الحرجية بالريف الغربي لمحافظة حماة وتحديداً بقرية يطلق عليها اسم "فقرو" بمنطقة تسمى جورة الشيخ علي، حيث شوهدت بقايا موقع أثري بعد إخماد هذه الحرائق.


في المقابل، تحدث مدير آثار محافظة حماة، حازم جركس لـ"اندبندنت عربية" عن تكليف لجنة من المتخصصين بالآثار بمعاينة الموقع ليتبين لهم اكتشاف المدفن الهرمي بأبعاد (6×6)  أمتار، وبارتفاع بلغ سبعة أمتار مبني من حجارة كلسية كبيرة ويتموضع بين الأشجار الحرجية وبداخله أربعة أقواس، من كل جهة قوس تحمل السقف الهرمي. وأردف قائلاً "أما بخصوص وجود معازب بداخله فهي مخربة منذ زمن، بينما للمدفن باب بعرض 60 سنتيمتراً وارتفاع 90 سنتيمتراً".
وشرح جركس المميزات الهندسية للمدفن الذي يعود إلى الفترة البيزنطية بين القرنين الثاني والرابع الميلادي، حيث تظهر على "الواجهات الخارجية نقوش وزخارف على شكل طواويس وثيران وصلبان، وبالقرب منه بعض الحفر القديمة. والمدفن شبيه بالمدافن الهرمية المتموضعة في ريف محافظة إدلب، التي يطلق عليها تسمية البارة وهي من المدن المنسية المسجلة على لائحة التراث العالمي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وكانت الحرائق اندلعت وتوسعت في عدد من الغابات في وسط سوريا وشمالها وآخرها ريف مشقيتا بريف اللاذقية تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة التي ناهزت 40 درجة مئوية، أو نشوبها على خلفيات تخريب، أو أياد خفية تسعى إلى تحويل هذه الأشجار الباسقة التي يعود عمرها إلى مئات السنين إلى حطب، في عملية شاع بين الناس وصفها بـ"التحطيب".
وفي وقت سابق أعلن وزير الزراعة السوري محمد حسان قطنا، إخماد حرائق نشبت في منتصف يوليو (تموز) الحالي وامتدت في بقاع مختلفة بريف حماة. وقال حينها أثناء تفقده ميدانياً لتلك المواقع إن "انطلاق النيران من قمة أحد الجبال يعني أنها اندلعت بفعل فاعل تزامناً مع تحقيقات لمعرفة المتسبب بها".


ونشبت الحرائق، أخيراً، في أعالي الأحراج الجبلية الممتدة ما بين قرى طاحونة الحلاوة وفقرو وأبو كليفون ونبع الطيب بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، في حين نشب، أمس الثلاثاء، حريق في غابات منطقة مشقيتا، بريف اللاذقية غرب سوريا، حيث واجه رجال الإطفاء تحديات تتعلق بوعورة الطريق، مما دفع إلى مشاركة طائرات في عمليات الإطفاء.

ويعتبر الباحثون المدافن الهرمية المنتشرة في منطقة البارة في شمال سوريا، من أهم المعالم الأثرية كونها محفورة في الصخر وتضم قبوراً ونقوشاً وكتابات ورسوماً وزخارف، وهذا النوع من المدافن هو عبارة عن مبان مربعة الشكل يعلوها هرم.

 كما يعتقد الخبراء أن نظام بناء المدافن بهذا الشكل له علاقة بنظرة القدماء ممن كانوا يسكنون المنطقة وفكرة الموت والحياة الأبدية التي جعلتهم يبنون مدافنهم وقبورهم إلى جانب قصورهم العظيمة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير