Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كتب تستحق القراءة هذا الشهر

من "بيان محتال" لـ كولسون وايتهيد إلى "حياة لا تُرى" لـ سيلينا ميلز، نستعرض لكم أبرز الإصدارات في زاويتنا الشهرية

من بين اختياراتنا أيضاً روايتان لـ باتريك دي ويت وكاثرين تشيدجي (اندبندنت)

ملخص

اختياراتنا للمطالعة في شهر يوليو.

هل ثمة أحد في العالم لم يصادف شخصاً يكنى بـ"ابن عرس" [بسبب مكره]؟ ولكن، بعد قراءة فصل "عائلة ابن عرس" في كتاب جون ليستر كاي الذي يؤدي فيه تحية مؤثرة إلى الطبيعة "آثار أقدام في الغابة: الحياة السرية للغابة وضفة النهر" Footprints in the Woods: The Secret Life of Forest and Riverbank (صادر عن دار كانونغيت للنشر)، يبدو أن هذه الحيوانات التي تنتمي إلى فصيلة السموريات تتهم زوراً بأنها كائنات مخادعة وماكرة. فوفقاً لليستر كاي، تتسم حيوانات ابن عرس بشجاعة كبيرة، وتنقض في كثير من الأحيان على فريسة تفوقها بالوزن 20 ضعفاً. يكتب: "في تصنيف الرطل في مقابل الرطل، يعد ابن عرس أشرس الحيوانات آكلة اللحوم على وجه الأرض". تعتمد حيوانات ابن عرس على عنصر المفاجأة، كما تقول أغنية الأطفال المعروفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كتاب آخر مليء بالعجائب الطبيعية هو كتاب يوهاني كاريلا "صيد الأسماك الصيفي في لابلاند" Summer Fishing in Lapland (عن دار بوشكين برس، ترجمة لولا رودجرز)، الذي يوصف بأنه "مزيج أدبي". تمتلك الرواية التي حققت نجاحاً كبيراً في فنلندا طاقة حماسية رائعة، على رغم أن إتيانها على ذكر سرب من الحشرات نفرني من القيام برحلة إلى لابلاند في أي وقت قريب. يصف كاريلا ذبابة الحصان العملاقة بأنها "كائنات حقيرة سوداء مجنحة"، ويذكر بالتفصيل كيف تقطع هذه الذبابة فروة رأسك وتغرف الدم منها. يصفها كاريلا بروعة: "كانت ذبابة الحصان مثل سكاكين حادة حية صنعها الشيطان بنفسه".

لندن الشبيهة بـ"مستنقع صاخب" ومنطقة ليك ديستريكت "الأسطورية" هما المكانان اللذان تجري فيهما أحداث رواية أدب الخيال المظلم الجذابة والمبتكرة لجيمس كلارك "جزيرة ساندرسون" (عن دار سيربنتس تيل). تدور الرواية المليئة بتقلبات الحبكة المتقنة والكتابة المتماسكة، حول مقدم برامج تلفزيونية وصديقه اللذين وقعا بين أيدي جماعة هيبي مختلة "منعزلة" في ستينيات القرن الماضي أثناء بحثهما عن طفل مفقود.

أخيراً، عمل لأنجم حسن، إحدى أفضل كتاب الرواية الهنود المعاصرين، إذ تتناول روايتها الجديدة الممتازة "ملاك التاريخ" History’s Angel (بلومزبري) حياة المسلمين في الهند، عن طريق سرد قصة أليف، مدرس تاريخ معتدل في دلهي. تنحرف حياة أليف عندما يدخل في شجار مع أحد الطلاب أثناء رحلة مدرسية.

نقدم في ما يلي مراجعات كاملة لـ روايات باتريك ديويت وكاثرين تشيدجي وإميلي بيركنز وكولسون وايتهيد، إلى جانب كتاب غير خيالي لـيلينا ميلز عن العمى، وآخر عن تاريخ الكوميديا البريطانية من تأليف ديفيد ستابز.

1- أمين المكتبة The Librarianist لباتريك دي ويت  ★★★★ ☆

في "أمين المكتبة"، خامس روايات المؤلف الكندي باتريك دي ويت صاحب رواية "الإخوة الأخوات" The Sisters Brothers ذائعة الصيت، يقول الراوي: "الحقيقة هي أن الناس أتعبوا بوب".

بوب كوميت، أمين مكتبة متقاعد يبلغ من العمر 71 سنة وبطل رواية دي ويت الممتازة، ليس لديه أصدقاء ولا عائلة ولديه "موهبة في التخفي". ينبش ماضيه المضطرب عندما يقرر التطوع في دار لرعاية المسنين في مسقط رأسه مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، (إذ يعيش دي ويت في الواقع) ويلتقي بشخص من ماضيه.

لقد أحببت بوب، لكن لا يمكنني إنكار أنه شخص أحمق، رجل تفوته الحقائق العاطفية التي توشك على صفعه على وجهه بقوة منشفة كبيرة مبللة بالماء. تصبح شخصيته المضجرة اللطيفة أكثر وضوحاً عندما يكشف المؤلف ببطء ومهارة عن قصة ماضيه الكاملة وانفصاله المفجع عن زوجته كوني. وعندما تضاف خيانة أقرب أصدقائه، إيثان، فائق الثقة بالنفس، تتحول الحبكة إلى قصة تغلي عاطفياً ينبغي على بوب المنعزل أن يتأمل فيها.

تعد "أمين المكتبة" التي تدور أحداثها بشكل أساسي بين عامي 2005 و2006، سرداً دقيقاً لحسرة القلب والارتباك العاطفي، ويتم شرح الحاضر من خلال أقسام طويلة كتبت بالكامل بتقنية الفلاش باك تدور أحداثها في العقود التي تلت الحرب. الفصل الذي يحكي قصة لقاء بوب وزوجته (والصدام اللاحق) ممتاز. على كل حال، كان التوتر شديداً في فصل آخر حول مغامرة بوب الهرب والتشرد لما كان في الـ11 من عمره عام 1945 - حين التقى بممثلتين مسرحيتين خشنتين كبيرتين في السن.

بعيداً من الانتقاد، أوصي قلبياً بقراءة "أمين المكتبة"، إنها مليئة بالتأملات الدقيقة في الحياة المعاصرة وفيها روح دعابة حاذقة، كما في وصف بوب تناول الغداء مع رجل أعمال كريه يدعى السيد بيكر بيلي، إذ يقول: "كانت مشاهدته وهو يأكل مزعجة لأن لون رأسه كان من نفس لون شريحة اللحم. كان يدفع اللحم الأحمر في فمه الأحمر، وكان رأسه أحمر، وكان الأمر أشبه بمشاهدة حيوان يأكل نفسه".

تصدر رواية "أمين المكتبة" لباتريك دي ويت عن دار بلومزبري للنشر في السادس من يوليو (تموز) وتباع النسخة الواحدة منها بسعر 18.99 جنيه استرليني.

2- "لبؤة" Lioness لإميلي بيركنز ★★★ ☆☆

قالت كلير لجارتها تيريز ثورن، سيدة الأعمال النيوزلندية الناجحة جداً: "تبدين مثل غزال تحاصره أضواء تكشف عن حياتك". تتفكك حياة تيريز بسبب فضيحة وشيكة تتعلق بزوجها تريفور، الذي أثارت خدعه المالية انتباه مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطرة. رواية "لبؤة" لـ إميلي بيركنز، التي تدور أحداثها مباشرة قبل انتشار وباء "كورونا" في أوساط أصحاب الامتيازات في نيوزيلندا، هي قصة ممتازة عن التنافس الأسري والتناحر بين الإخوة. رسمت صورة أطفال الأثرياء المتذمرين بدقة - يوصف ابن تريفور، هيثكوت، بأنه "ساحة معركة متنقلة بين عقدة التفوق والصوت الداخلي الذي يقول له إنه لا قيمة له" - وتستكشف الرواية الضرر الذي لحق بالنساء من خلال العيش خلف قناع.

هناك لحظات من الفكاهة الظريفة حول تفاهة الواجبات المنزلية: تشكو إحدى الشخصيات أنه إذا كان عليها طبخ المعكرونة بالجبن مرة أخرى، فإنها "ستقوم ببشر وجهها". بيركنز، مؤلفة رواية "آل فوريست" The Forrests التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة المرأة الأدبية، تضع طاقة مثيرة حقيقية في مشهد تتشاجر فيه امرأة حبلى من جماعة العهد الجديد الدينية مع كلير الأم المرهقة حول حقيقة الألم المرهق المصاحب للولادة.

لم أكن مقتنعاً تماماً بـ"التحول" الكامل في ديناميكية العلاقة بين كلير وتيريز، لكن الحبكة الأساسية قوية، ويصور اليأس المتزايد للزوجة الثانية كلير بذكاء - الأصغر من تريفور ووصلت للتو إلى العمر الذي تكتشف فيه معنى أن تكون "جزءاً من كتلة كبيرة عديمة الشكل لمن هم في منتصف العمر".

تصدر رواية "لبؤة" لإميلي بيركنز عن دار بلومزبري في السادس من يوليو وتباع النسخة الواحدة منها بسعر 16.99 جنيه استرليني.

3- "حياة لا تُرى: قصة عن العمى" Life Unseen: A Story of Blindness لسيلينا ميلز ★★★★ ☆

عندما ساد الهوس بعلاج البصر في القرن الـ18، شملت العلاجات الزائفة عصر الدم من كلى الحمام على عيني الشخص الكفيف أو حتى وضع العلقات عليهما. يمكن العثور على هذا، وأكثر من ذلك بكثير، في كتاب سيلينا ميلز الصادق والغني بالمعلومات "حياة لا ترى: قصة عن العمى".

ميلز، الصحفية ومقدمة البرامج، هي من بين أكثر من مليوني بريطاني مسجلين كأكفاء أو ضعاف البصر بشدة. تروي بالتفصيل بعض تجاربها الصادمة، بما فيها كيف مزقت غشاء عينها أثناء العمل في صحيفة "ذا تيليغراف"، وكيف دفعها السخط الذي أثاره حارس سكة حديد عنيد لدرجة أنها أخرجت عينها المستعارة من محجرها لإقناعه بأنها لم تكن تدعي أن لديها مشكلات في العين.

كما أنها تتأمل بأسى في سلوك الآخرين حول العمى. عندما كانت تصور تقريراً إخبارياً عن تطبيق جديد للمكفوفين في عام 2022، تذكرت أن المصور طلب منها: "هل يمكنك أن تتصرفي أكثر كالعميان يا عزيزتي"؟ أراد منها أن تتعثر وهي تبحث عن الباب. قالت له ميلز: "أوه، لا أعتقد أن المكفوفين يتصرفون هكذا... ليس العثور على باب صعباً حقاً".

لقد أدهشتني بشكل خاص حكايتها عن صديق أعمى لديه كلب مرافق. تروي ميلز: "يقول إنه يصدم بشكل مستمر من كيف أن الجميع يتحدثون إلى الكلب المرافق وليس الشخص الذي يقف وراء الكلب".

تشير ميلز إلى كيف يمكن للغة "تركز على البصر" (كلنا نقول "أترى؟" للاستفسار عن مدى فهم المستمع، ونستخدم "انظر" عند التأكيد على الحجة أثناء الجدل) أن تكون مؤذية. كما توضح بالتفصيل كيف يصور المكفوفين باستمرار من منظور التطرف القطبي، فإما أن يكونوا ملهمين أو مأسويين. بالمناسبة، تعرض تشارلز ديكنز للتوبيخ، وهو يستحق ذلك، لأنه كان يستمتع بـ"مجاز الكآبة العمياء"، إذ كان يقدم للقراء في العصر الفيكتوري "أسطورة الأبرياء الملهمين العميان" كروايات عن الخلاص.

بغض النظر عن هذه التأملات اللاذعة، فإن الكتاب هو في الأساس احتفال بحياة الأكفاء وقصصهم وإنجازاتهم. بينما تأخذنا ميلز عبر تاريخ العمى في الثقافة الغربية، هناك شذرات حول كل شيء: من العمى في عصر الإنسان البدائي إلى واقع كونك أعمى في عالم من التطبيقات، والهواتف الذكية، ولغة بريل، والكلاب المرافقة والعصي البيضاء. تقوم بذكاء وصدق برواية كيف يبدو اختيار عين زجاجية مستعارة (وعملية صب المادة اللزجة الزرقاء في محجر العين لتصنيع الحجم المناسب). لا تريد ميلز أن يكون عماها محدداً لها وهذا الكتاب الرائع يبدد الخرافات حول الحالة.

يجب أن أضيف أيضاً أن ميلز تحذر القراء من البحث عن كلمة "أوكلوفيليا". لم أتجاوز البحث عن تعريف المصطلح - الذي يعني الولع بالعين - لأغلق الصفحة على الفور لتجنب التفاصيل التصويرية حول الأشخاص الساعين إلى الإثارة الجنسية من خلال لعق العيون. يا إلهي!

يصدر كتاب "حياة لا ترى: قصة عن العمى" لسيلينا ميلز عن دار بلومزبري أكاديميك في الـ13 من يوليو وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

4- "حيوان أليف" Pet لـ كاثرين تشيدجي ★★★ ☆☆

تقول جاستين ابنة 12 سنة، التي فازت في معركة في فصلها الدراسي لتصبح التلميذة العزيزة على قلب معلمة جديدة تتمتع بشخصية كاريزمية تدعى السيدة برايس: "لقد كنت المفضلة بين المفضلات، أعز حيوان أليف".

رواية "حيوان أليف"، للروائية النيوزيلندية كاثرين تشيدجي وتدور أحداثها في موطنها عام 1984، هي حكاية مصاغة بمهارة تزداد الظلامية فيها ببطء، إذ يكشف عن القصة الكاملة وراء سلسلة من السرقات التي تحدث في الفصل الدراسي. تستكشف الرواية التمييز الجنسي العادي والعنصرية ("كتلة براز صفراء كبيرة" تقول إحدى البنات عن صديقة جاستين إيمي وونغ ذات الأصول الآسيوية)، ومشكلات احتساء الخمر والحزن والصحوة الجنسية والبلوغ والغيرة والخيانة.

هناك مقاطع صغيرة تعود بالذاكرة لعام 2014، لكن الأحداث تتركز في مشهد المراهقة في ثمانينيات القرن الماضي، مع إشارات إلى كريستي برينكلي والأميرة ديانا وصبي غريب الأطوار يشبه "جون ترافولتا من شعوب الماوري" (تقوم إيمي وجاستين بنقش اسمه على فخذيهما). تشيدجي المولودة عام 1970، تبحث بلطف في مسألة انعدام الثقة تجاه صورة الجسد، التي تعد شيئاً ثابتاً يرافق نمو الأطفال في أي مكان على وجه الأرض. هناك رواية لاذعة لتعيير الجسد الذي كان سائداً في الثمانينيات بالطريقة التي تقدم بها جاستين ووالدها تعليقاً قاسياً على مسابقة ملكة جمال الكون. "تمتلك ملكة جمال أوروبا أفخاذاً ضخمة، وكانت ملكة جمال جبل طارق سمينة، وملكة جمال الأرجنتين لديها أسنان متخلخلة وتضع مكياجاً مبالغاً فيه، وكانت عينا ملكة جمال هندوراس قريبتين جداً من بعضهما"). "حيوان أليف" هي رواية مكتوبة بدقة ومليئة بلحظات مبهجة.

تصدر رواية "حيوان أليف" لكاثرين تشيدجي عن دار يوروبا إديشنز في الـ13 من يوليو وتباع النسخة الواحدة منها بسعر 14.99 جنيه استرليني.

5- "بيان محتال" Crook Manifesto لـ كولسون وايتهيد ★★★★☆

رواية بيان محتال"، التي تدور أحداثها في سبعينيات القرن الماضي، هي الجزء الثاني من ثلاثية بدأت برواية "مراوغة هارليم" Harlem Shuffle (التي تدور أحداثها في ستينيات القرن الماضي)، ومن المقرر أن تنتهي برواية تتكشف في الثمانينيات. تتناول ملحمة أدب الجريمة الممتعة للكاتب كولسون وايتهيد مرة أخرى شخصية بائع الأثاث والمحتال الصغير راي كارني، الذي يحاول تجنب هلاكه في مدينة نيويورك الشاسعة والمعقدة والغامضة في أواخر القرن الـ20.

يضج الكتاب بالمغامرات الحادة وحس الدعابة اللاذع اللذين سبغا "مراوغة هارليم" - تدعى إحدى الشخصيات في الكتاب الجديد كوركي (أي الفليني نسبة للفلين)، وهو لقب أطلق عليه لأن شقيقه حاول إغراقه في جدول وهو بعمر الخامسة "وبقي طافياً" - ويعكس مزيج العنف والملاحظة الساخرة والكوميديا الغامرة قدرة وايتهيد على الموازنة الدقيقة والصعبة بين كتابة أدب جريمة النوار بطريقة تحمل الحنين والسخرية العذبة في آن معاً.

قسم وايتهيد، الكاتب الحائز على جائزتي بوليتزر، كتابه إلى ثلاث قصص منفصلة ومتشابكة. الأولى، التي تدور أحداثها في عام 1971 وتحمل عنوان "رينغوليفيو" (نسبة إلى لعبة أطفال)، هي الأقوى بالتأكيد. ينجذب كارني، الذي يعود لممارسة أعماله غير النزيهة، إلى عالم شرطي فاسد ومتوحش يدعى مانسون. يعيش كل من ضابط الشرطة والمحتال وفق قواعد هارليم - القاسية وغير المتوقعة - ومانسون هو شخصية مقيتة مثيرة للاشمئزاز، تتيح قدرته على التصرف خارج إطار القانون مع تمتعه بالحصانة لوايتهيد سبر أغوار عالم الفساد والرشوة لدى سلطات إنفاذ القانون في نيويورك في سبعينيات القرن الماضي.

تدور أحداث القصتين التاليتين في عامي 1973 و1976، وهما تتناولان المحسوبية السياسية والعنصرية والحريق المتعمد وعودة ظهور بيبر، المجرم العنيف الذي لا يمحى من الذاكرة. يشعر القارئ بأن هناك بحثاً جيداً وراء القصتين اللتين تحملان كثيراً من التفاصيل الدقيقة، لكن وعلى رغم اللحظات البديعة، إذ فشلتا في الحفاظ على السلاسة التي تمتعت بها "رينغوليفيو".

بشكل عام، تعد رواية "بيان محتال" كتاباً آخر جذاباً للغاية يستحق القراءة. ونحن ننحاز إلى كارني على رغم عيوبه، وجزئياً، بسبب حكمته المكتسبة بشق الأنفس وإحساسه بما هو مضحك فعلاً. في عام 1971، يجمع أطفال كارني بيأس بالونات تحمل صور أعضاء فرقة جاكسون الخمسة من علب حبوب الفطور من علامة هني كوم. قننت الشركة توزيع البالونات التي تحمل صورة مايكل جاكسون، على رغم سهولة العثور على البالونات التي تحمل صور جيرمين أو جاكي أو تيتو أو مارلون. احتاجت ابنة كارني إلى شراء 14 علبة من حبوب الفطور للعثور على واحدة تحوي بالوناً يحمل صورة مايكل. كتب وايتهيد: "كما كل شيء في الحياة، كان عرض جاكسون 5 الترويجي مزيفاً. اتفق كارني مع هذا الرأي قائلاً: علمهم مبكراً".

تصدر رواية "بيان محتال" لـ كولسون وايتهيد عن دار فليت في الـ18 من يوليو، وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

6- "أزمنة مختلفة: تاريخ الكوميديا البريطانية" Different Times: A History of British Comedy لـ ديفيد ستابز ★★★☆☆

بالتأكيد، ستجعل نكتة عن "العضو الجنسي للسيدة سلوكوم" كل شخص تحت سن الـ40 تقريباً مرتبكاً وغير متجاوب مع الطرفة؟ كانت السيدة سلوكوم إحدى الشخصيات الرئيسة في مسلسل "هل تتم خدمتك؟" Are You Being Served?، وهو مسلسل كوميدي متبذل من بين أكثر من 100 مسلسل هزلي عرضت على محطات التلفزيون الأرضية في سبعينيات القرن الـ20. تبدو روح الدعابة قديمة للغاية. بحسب ديفيد ستابز، في كتابه الشامل "أوقات مختلفة: تاريخ الكوميديا البريطانية"، كان هناك انطباع بأن المسلسل ذا الشعبية الكاسحة "يتحدث إلى البريطانيين عن البريطانيين، إلى أولئك الناس: المكبوتين جنسياً، الغاضبين لكن غير المتشددين، الوقحين لكن غير الثائرين".

يبحر الكتاب عبر أكثر من قرن من الكوميديا، بدءاً بالتألق الرائد لـ لوريل وهاردي. يتناول هذا القسم أيضاً تشارلي شابلن، فعلى رغم التاريخ المنحط للفنان سالف الذكر كمفترس جنسي، يمكننا تفهم مسامحة والدة ستابز الرجل الضئيل ذي العصا والقبعة لكونه "يصيبها بالقلق". يجول ستابز بالقارئ عبر مشهد الكوميديا المتطور لشخصيات شكلت علامات فارقة في خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي، مثل بيني هيل، مروراً بمشهد الكوميديا البديلة في الثمانينيات، ووصولاً إلى عبقرية ستيوارت لي، الرجل الذي وصفه الكاتب محقاً بأنه "ممثل كوميدي لا مثيل له في القرن الـ21".

يسلط ستابز الضوء على عديد من المشكلات العميقة في ماضي الكوميديا البريطانية، ولا سيما التعصب الأعمى (كثير من العنصرية المنحطة وكثير من الممثلين الكوميديين الذين التصقت بهم وصمة عار أداء أدوار بقناع لشخص أسود)، والتمييز على أساس الجنس، والتمييز الطبقي. أود لو أنني قرأت أكثر من خمس فقرات فقط ضمن قسم حمل عنوان "يا إلهي ارأف بحالي وتعثر صعود الكوميديا الآسيوية". أصيب المشهد الكوميدي أيضاً بآفة رهاب المثلية، ويشير الكاتب إلى أنه يزعم أن ريتشارد إنغرامز - المؤسس المشارك لمجلة برايفت آي، الذي أراد تسميتها أساساً بـ ذا بلادر (المثانة) - "اتخذ موقفاً سلبياً من مثليي الجنس". ويلفت ستابز إلى أن الأعداد الأولى من برايفت آي "غصت بالإشارات إلى ’مثليي الجنس المنتمين إلى الطبقات الراقية‘". أجل، لقد كان زمناً مختلفاً.

لا يتردد الكاتب في إطلاق أحكامه الشخصية القاسية على أداء بعض الممثلين الكوميديين. على رغم إقراره بأن سبايك ميليغان كان "بيكاسو الكوميديا"، يصفه ستابز "بغير المضحك بشكل قاتل"، مضيفاً: "أشعر أحياناً بأنه لو اقتنع قارئ واحد فقط، بعد قراءة هذا الكتاب، بألا يكلف نفسه عناء مشاهدة مسلسل ’كيو‘ Q، فإن هذا المشروع سيكون ذا فائدة عظيمة". يعتقد ستابز أيضاً أن مسلسل "فليباغ" Fleabag للممثلة فيبي وولر بريدج "دفع الكوميديا نحو الهاوية". أشك في ذلك حقاً، لكن، لربما كان تقييم الكوميديا ككرة القدم، ذاتياً للغاية. ما يضحك أحدهم يشعر الآخر بالملل.

ومع ذلك، يغص الكتاب بالحكايات المثيرة للمتعمقين في مجال الكوميديا، بما في ذلك المعلومات التي تفيد بأن الممثل الكوميدي المسرحي البغيض بيرنارد مانينغ، كان مسؤولاً عن حماية الزعيم النازي رودولف هس، حينما كان جندياً شاباً. من الصعب أيضاً التغافل عن حقيقة أن الممثل هاري إتش كوربيت الذي اشتهر من مسلسل "ستيبتو والابن"، كان معروفاً بأن ماضيه ينطوي على التورط في مقتل شخصين يابانيين في غينيا الجديدة لما كان في الخدمة العسكرية.

الكتاب مثقل للغاية بالحضور الرجالي، على رغم أن ستابز يخوض في قضية تهميش المرأة في الكوميديا البريطانية، وهي قضية شائكة على مر عقود طويلة. يسلط الضوء على ملاحظة من كارول كليفلاند، وهي ممثلة ثانوية كانت تشارك بانتظام في فرقة مونتي بايثون الكوميدية، وينسب إليها مصطلح "تهريج الإغراء" لوصف الأدوار غير المرضية الممنوحة للنساء. يشيد أيضاً بعمل ميليسنت مارتن في ستينيات القرن الماضي - اشتهرت لاحقاً بشخصية جيرترود والدة دافني في مسلسل "فريزر" Frasier ويتحدث عن إرث كوني بوذ كمشاركة في كتابة مسلسل "أبراج فولتي" Fawlty Towers.

يقول ستابز: "هنالك سبب لعدم وصول جون كليز أبداً إلى درجة جودة ’أبراج فولتي‘ مرة أخرى، والسبب بشكل أساسي هو غياب كوني بوذ".

أزمنة مختلفة كتاب ممتع للقراءة، ومع ذلك توجد لدي بعض التحفظات عليه. يركز المحتوى بشكل واضح على فترة سبعينيات القرن الماضي – التي من المفترض أنها سنوات المشاهدة التكوينية لكاتب ولد عام في 1962 – كما أنه كان من الممكن تكريس مناقشة أكبر للمشكلات التي واجهها المسلسل الكوميدي "بريطانيا الصغيرة" Little Britain الذي لقي شعبية هائلة في العشرية الأولى من الألفية.

وبشكل عام، يوجد تركيز كثير على التلفزيون. عدم التطرق إلى جيم دافيدسون في الكتاب أمر يمكن التغاضي عنه، لكن أين الكاتب المسرحي وكاتب السيناريو جو أورتون في تاريخ الكوميديا البريطانية؟ وفي خضم كل هذه النقاشات عن كوميديا أوكسبريدج، كان من الجيد أيضاً أن يأتي الكتاب على ذكر مسلسل "قبل الأوان" Early Doors، وهو كوميديا تدور أحداثها في حانة في ستوكبورت، والمسلسل الكوميدي المبتكر "مفلس" Brassic من بطولة جو جيلغن الذي يتحدث عن الطبقة العاملة في القرن الـ21.

أحد الكوميديين المفضلين لدى ساتبز هو الساحر تومي كوبر، إذ يقول: "إذا لم يثر تومي كوبر حماستك، فهناك علة ما، اذهب إلى الطبيب". في هذه الحالة، يبدو من المنطقي إنهاء هذه المراجعة بنكتة لـ كوبر من الكتاب: "ذهبت إلى الطبيب، فنظر في فمي، وقال ’افتح قليلاً‘، فقمت بالزئير".

يصدر كتاب "أزمنة مختلفة: تاريخ الكوميديا البريطانية" لـ ديفيد ستابز عن دار فيبر في الـ27 من يوليو، وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من كتب