Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الموفد الفرنسي للبنان يعود في سبتمبر في محاولة أخيرة قبل التنحي

اقترح عقد "اجتماع عمل" للاتفاق على مواصفات الرئيس العتيد والمعارضة تتمهل في إصدار موقف نهائي

أطراف في المعارضة اللبنانية ستقوم بمشاورات في ما بينها قبل إعلان موقف نهائي من اقتراح الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان عقد "اجتماع عمل" في سبتمبر  المقبل (أ ف ب) 

ملخص

الموفد الفرنسي يسعى إلى "اجتماع عمل" بين القوى اللبنانية في محاولة أخيرة للإفراج عن الاستحقاق الرئاسي

إنفاذاً للمهمة التي كلّفه بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإيجاد حل للأزمة اللبنانية وخصوصاً الرئاسية، عاد الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان إلى بيروت في زيارة هي الثانية له في غضون شهر.

واختصرت الزيارة في يومين، فيما بدا وكأن الموفد الرئاسي الفرنسي يبدأ من نقطة الصفر خصوصاً أن اجتماع الدوحة للجنة الخماسية الخاصة بلبنان أعلن عملياً سقوط المبادرة الفرنسية السابقة القائمة على دعم مرشح الثنائي الشيعي لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مقابل دعم السفير السابق نواف سلام لرئاسة الحكومة، بمجرد خلو البيان من أي إشارة إليها لا من قريب ولا من بعيد، واستبدالها بالدعوة الملحة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية استناداً إلى الدستور.

وباستثناء العبارة التفاؤلية اليتيمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد بعد استقباله لو دريان "أن الزيارة فتحت كوة في الجدار الرئاسي"، بقي سقف التوقعات لنتائج مهمة الموفد الفرنسي منخفضاً، وتأرجحت المعلومات الخاصة بالاستحقاق الرئاسي بين روايتين أولى تؤكد أن لا تغيير حصل ولا جديد قد يُحدث خرقاً في المشهد الرئاسي، فيما تتحدث الرواية الثانية عن تحرك يحصل بشكل سري بعيداً من الضجيج الإعلامي، ربطاً بزيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية محمد عبدالعزيز الخليفي إلى طهران، حيث سمع هناك وفق مصادر دبلوماسية تعهداً إيرانياً بتسهيل الملف الرئاسي في لبنان.

لو دريان والفرصة الأخيرة

لم تبدأ زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي من حيث انتهت الزيارة الأولى، وبدا كأنه أتى بمقاربة جديدة للملف الرئاسي، أهميتها أنها مشتركة مع أعضاء المجموعة الخماسية. وفيما كشفت مصادر شاركت في لقاءات لو دريان أنه لم يأت على ذكر المبادرة الفرنسية السابقة، ولم يذكر أسماء مرشحين، بل اقترح حلاً اعتبره الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين، ويمكن أن يؤدي من وجهة نظره إلى الخروج من حالة التعطيل التي يعاني منها الاستحقاق الرئاسي وأن يخرق الحائط المسدود الذي وصلت إليه جلسة الانتخاب في 14 يونيو (حزيران).

ولم يتردد موفد الرئاسة الفرنسية في إعلام مستقبليه بأنه سيتنحى عن الملف اللبناني في حال فشل هذه المحاولة الأخيرة. ففي لقاءاته مع ممثلي الكتل والأحزاب التي لم يستثن منها أحداً، اقترح أن تتم الدعوة في بداية سبتمبر (أيلول) إلى ما سماه "اجتماع عمل"، لم يحدد مكانه، للتباحث حول مسألتين محددتين، الأولى المواصفات المطلوبة للرئيس العتيد والثانية المهمات المنتظرة منه، واقترح الموفد الفرنسي أن يحصر النقاش بهاتين المسألتين على أن يصار بعدها إلى الدعوة إلى جلسة يتم فيها انتخاب رئيس للجمهورية وفق المواصفات التي سيتفق عليها.

وأكد لو دريان وفق ما كشفت مصادر نيابية لـ"اندبندنت عربية"، للقيادات السياسية التي سألت عن موقف الدول الأعضاء في المجموعة الخماسية من هذا الطرح خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، أن فكرة الاجتماع التشاوري بين الأطراف اللبنانية قد حازت على موافقة الدول الخمس، فيما لم يملك جواباً عما إذا كانت لديه ضمانات بأن جلسة الانتخاب التي ستلي اجتماع سبتمبر قد لا تشهد تعطيلاً إذا لم يحصل اتفاق، كما لم يُسمع المطالبين بمهلة محددة لاجتماع العمل، ومنهم "التيار الوطني الحر" جواباً شافياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بين الترحيب والاستمهال 

لم يجد الموفد الرئاسي الفرنسي من القوى السياسية رفضاً قاطعاً لفكرة "اجتماع العمل" لكنه لم يلق تجاوباً مطلقاً. وتفاوتت الردود على الاقتراح الفرنسي بين غالبية متريثة استمهلته للتشاور مع بقية القوى، فيما طلبت قوى أخرى تلقي إجابة على أسئلة محددة لها علاقة بتوافر الضمانات العربية والدولية والإقليمية خصوصاً أن فرنسا لم تعد اللاعب الوحيد على الساحة اللبنانية وتأثيرها تراجع، وليست الجهة القادرة على دفع "ثمن" تنازل إيران و"حزب الله" عن خيار فرنجية.

وكشفت مصادر في المعارضة لـ"اندبندنت عربية" أن اتصالات أجريت بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل وأطراف آخرين من المعارضة، تم خلاله تبادل الآراء بطرح لو دريان، وتم الاتفاق على عقد اجتماع موسع سيعقد اليوم الخميس في مقر حزب "الكتائب" للتشاور واتخاذ موقف موّحد من هذا الطرح. في المقابل عكس موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله "لقد فُتحت كوّة في جدار الملف الرئاسي"، ارتياحاً للاقتراح الفرنسي عندما تفرد في ضخ أجواء إيجابية عقب لقائه لو دريان، لم تلمسها القيادات السياسية الأخرى، فيما استبق نائب رئيس "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم لقاء لو دريان مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مكرراً تمسك الحزب بسليمان فرنجية. 

"حزب الله" يعول على باسيل

وفي انتظار ما يمكن أن يحمل معه سبتمبر وسط توقعات بأن الحسم في ملف رئاسة الجمهورية لم يحن وقته بعد، كشفت مصادر سياسية رفيعة عن عامل داخلي جديد قد يرخي بظلاله على الحراك الدائر، يتمثل بالحديث عن عودة الحوار بين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، مرشح الثنائي (حركة أمل حزب الله) وإن بالواسطة.

وكشفت مصادر مقربة من "حزب الله" لـ"اندبندنت عربية" أن الحزب الذي تناغم مع التيار في ملف التعيينات في حكومة تصريف الأعمال مساهماً في تعطيل الجلسة التي كانت مخصصة لتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، يتطلع إلى "رد جميل" من "التيار الوطني"، وهو يعمل منذ فترة على تأمين لقاء بين الحليفين اللدودين، باسيل - فرنجية، وعلمت "اندبندنت عربية" أن لقاء سيحصل خلال أيام بين باسيل ونجل فرنجية النائب طوني فرنجية بعدما نجحت الاتصالات في إقناع والده بهذا اللقاء الذي تم تأجيله سابقاً لما بعد عودتهما من السفر.

وفيما تستبعد مصادر سياسية أن يصب هذا التقارب لمصلحة دعم باسيل لفرنجية، وأن الأول لن يصوت للثاني لأسباب دولية وإقليمية، تعكسها رسائل ود وتقارب يرسلها باسيل باتجاه السعودية والولايات المتحدة الأميركية، مؤكدة أنه قد يعمد في المقابل إلى الاتفاق مع "حزب الله" على اسم جديد، لا يستفز الحزب لكن يرضي باسيل.  

ولم ينف عضو تكتل "لبنان القوي" النائب غسان عطا الله احتمال التواصل مع الجميع كما قال، لكنه لم يؤكد الحوار مع فرنجية، متحدثاً عن لقاءات من هنا وهناك، وخصوصاً مع "حزب الله"، لم تصل إلى شيء جدي يمكن الاستناد اليه كما قال.

وأكد عطا الله أن "التيار الوطني الحر" لا يقارب الاستحقاق الرئاسي مع "حزب الله" على قاعدة إبعاد كل من قائد الجيش العماد جوزف عون أو فرنجية، إنما شرطه الوحيد هو أن يقبل الحزب بالصندوق السيادي وباللامركزية الإدارية الموسعة، أما اسم الرئيس فيتعلق بالبرنامج. والتفاوض يتطلب مرونة يقول النائب المقرب من باسيل، كاشفاً أن "حزب الله" أظهر في اللقاءات الأخيرة بعض المرونة بالتفاوض، ولم يعد الكلام معه مقفلاً في موضوع الرئاسة وفرنجية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي