Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المبعوث الأممي إلى ليبيا أمام مفترق طرق: الحل أو الرحيل

قال عبدالله باتيلي إنه لا يمكن إعادة بناء ليبيا بوجود ترتيبات وحكومات انتقالية لا نهاية لها

قال باتيلي "لا يمكن إعادة بناء ليبيا بوجود ترتيبات وحكومات انتقالية لا نهاية لها" (أ ف ب)

ملخص

"لا يمكن لليبيا أن تقوم لها قائمة إذا كان رئيس مجلس النواب غير قادر على السفر إلى طرابلس أو مصراتة"

قال المبعوث الأممي عبدالله باتيلي إنه "لا يمكن لليبيا أن تقوم لها قائمة إذا كان رئيس مجلس النواب غير قادر على السفر إلى طرابلس أو مصراتة". أضاف باتيلي في كلمة، أمس الأحد بملتقى حكماء ونخب فزان بالعاصمة الليبية طرابلس، أن هناك حاجة إلى وجود حكومة موحدة وبرلمان موحد، ولا تبنى ليبيا الجديدة إلا بعملية ينتخب فيها البرلمان ورئيس الدولة بشفافية وشمولي. وأكد أنه "لا يمكن إعادة بناء ليبيا بوجود ترتيبات وحكومات انتقالية لا نهاية لها"، مشيراً إلى أنه حان الوقت لإكمال قوانين الانتخابات ليتمكن المواطنون من اختيار من يريدونه. وشدد رئيس البعثة الأممية على أن "كل من يريدون ترتيبات وحكومات انتقالية جديدة لا يريدون ذلك سوى لتقاسم الكعكة".

تطورات

وتأتي تصريحات باتيلي تزامناً مع سلسلة تطورات أمنية شهدتها طرابلس، ليل السبت الأحد، حيث تم إقفال طريق العزيزية بالسواتر الترابية وانتشرت قوات اللواء أسامة (المدير السابق للاستخبارات العسكرية بحكومة الوحدة الوطنية، وأنهى مهامه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ليصبح بعدها أحد خصومه على الأرض)، ويأتي هذا التوتر الأمني على أثر محاولة قوة عسكرية تابعة لحكومة الدبيية تأمين الأخير ووزرائه للوصول إلى مدينة غدامس عبر "الجبل الغربي" الذي يسيطر عليه أسامة الجويلي (أحد قادة التشكيلات المسلحة الليبية)، وأخرى سياسية، تتمثل في اتهام 60 عضواً من البرلمان، في بيان، رئيس البعثة الأممية في ليبيا بالعمل ضد التوافق الليبي. أضاف البيان أن بعثة الأمم المتحدة تهدف إلى تفريغ توافق المجلسين من محتواه والتقليل من أهميته من خلال وصفه بالأحادي، في حين أنه يعد أساساً لتوافق عريض بين الليبيين من أجل الوصول للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وذكر أعضاء مجلس النواب رئيس البعثة الأممية بأن هذا التوافق بين المجلسين كان مطلباً أساسياً لكل من سبقه في رئاسة البعثة كونه يأتي تنفيذاً لنصوص الاتفاق السياسي الليبي الذي جاء ثمرة عمل مضن وشاق أشرفت عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وقتها، وأصبح اليوم وثيقة دستورية مهمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء البيان رداً على تحذير بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الخميس الماضي، من "أي إجراءات أحادية الجانب أو محاولة لتقويض تطلعات الليبيين إلى إجراء انتخابات وطنية"، وذلك بعد إعلان مجلس النواب موافقته على خريطة الطريق المنبثقة من لجنة "6+6" المكلفة إعداد القوانين الانتخابية، ودفعت هذه التطورات بالبعض إلى القول إن باتيلي سيلحق بسابقيه من المبعوثين الأمميين إلى ليبيا، بخاصة بعد مطالبة أعضاء من مجلسي النواب والدولة باستبدال مبعوث آخر به.

طرد باتيلي

وطالب عضو مجلس الدولة عادل كرموس برحيل المبعوث الأممي، مؤكداً أنه "تجاوز مهمة البعثة من الدعم إلى التدخل المباشر وفرض الشروط والإملاءات على أصحاب القرار"، ودعا عضو مجلس الدولة جميع النخب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى التحرك للمطالبة بطرد المبعوث الأممي على خلفية تدخله المباشر في عرقلة الحل الذي ارتضاه الليبيون ورأوا أنه طريقهم للوصول إلى الانتخابات للتعجيل برحيله عن ليبيا. وأكد أن باتيلي سيلحق بسابقيه من المبعوثين الأمميين لأنه لم يحترم الاتفاق السياسي الليبي وحاول فرض إملاءات على أصحاب القرار في سن القوانين الانتخابية.

الضغط لتغييره

من جهته أكد عضو البرلمان صالح فحيمة أن مجلس النواب لن يدخر جهداً في الضغط على مجلس الأمن الدولي لاستبدال باتيلي إذا ما واصل تجاوزه لمهمته التي لا تتعدى تقديم الدعم إلى المؤسسات السياسية الليبية في عملها وفق قرار إنشاء البعثة، وأوضح أن القرار النهائي لتغييره يبقى من مهام مجلس الأمن الدولي. وأشار فحيمة إلى أن بيان الدول الخمس الداعم له جاء بناءً على المغالطات التي وردت في تقرير باتيلي، "فمصر مثلاً رفضت ممارسة البعثة التدخل في الشأن الليبي".

دعم دولي

وأعلنت الدول الخمس، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في بيان مشترك، دعمها جهود المبعوث الأممي "لإشراك جميع الأطراف لمعالجة النقاط الخلافية في القوانين الانتخابية الصادرة عن لجنة 6+6 لجعلها قابلة للتنفيذ"، وشددت هذه الدول على أن المناقشات حول الطريق إلى الأمام يجب أن تكون جزءاً من المفاوضات. أضاف البيان "يجب أن ينصب تركيز قادة ليبيا على العمل لاستجابة مطالب الشعب المستمرة بإجراء انتخابات رئاسية ونيابية في أقرب وقت".

صعوبات

وقال الأكاديمي السوداني محمد تورشين إن سقف التفاؤل بنجاح باتيلي في مهمته انخفض جداً بخاصة بعد مطالبة أعضاء من مجلسي النواب والدولة برحيله عن المشهد الليبي، وعن إمكان التحاق باتيلي بسابقيه من المبعوثين الأمميين قال تورشين إن "بوادر الرفض للخطة الأممية للدعم في ليبيا بدأت منذ إعلان باتيلي مبادرته، في مارس (آذار) الماضي، التي تستهدف إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة خلال العام الحالي وهو ما رفضه المجلسان آنذاك". وتابع تورشين أن باتيلي وضع نفسه في موقف محرج، "فمن جهة هو يدعو إلى إجراء انتخابات وطنية تنهي المراحل الانتقالية، ومن جهة أخرى يعرقل الحل الليبي"، وتوقع الأكاديمي السوداني ألا يتعامل المجلسان مع باتيلي.

تسعة مبعوثين

واحتاج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تسعة أشهر بعد استقالة آخر مبعوث أممي إلى ليبيا ليعين السنغالي عبدالله باتيلي الذي باشر مهامه رسمياً، في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، كممثل خاص ورئيس للبعثة الأممية في ليبيا خلفاً للسلوفاكي يان كوبيتش. ويعد باتيلي أول أفريقي يتولى هذا المنصب والمبعوث رقم تسعة إلى ليبيا حيث سبقه الأردني عبدالله الخطيب، واللبناني طارق متري، والبريطاني إيان مارتن، والإسباني برناردينو ليون، والألماني مارتن كوبلر، واللبناني غسان سلامة، والأميركية ستيفاني وليامز، والسلوفاكي يان كوبيتش.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات