Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة الخبز تستفحل في تونس والأفران تشهد زحمة طوابير

أصبح التزود بالرغيف مشقة يومية يعانيها المواطنون للحصول على حاجاتهم من هذا المكون الأساسي

يبذر التونسيون كميات كبيرة من الخبز نحو 900 ألف خبزة يومياً (اندبندنت عربية)

ملخص

خوف المواطنين التونسيين من عدم توفر الخبز يجعلهم يأخذون أكثر من حاجاتهم أحياناً

أصبح التزود بالخبز مشقة يومية يعانيها التونسيون، فإن لم تقف أمام طابور يومي بمخبزة الحي منذ الصباح الباكر لن تحصل على حاجاتك اليومية من هذا المكون الأساسي على طاولة الطعام. فأغلب المخابز أصبحت تغلق أبوابها بعد الظهر بسبب نفاد الدقيق بحسب قولهم، ولأسباب أخرى تتعلق بسياسة الدولة، لكن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان له رأي آخر، معتبراً أن الأزمة مفتعلة.

مروان صاحب فرن في أحد أحياء العاصمة تونس قال "منذ أشهر ونحن على هذه الحال، ينفد الطحين نبيع ما لدينا من خبز صباحاً، بعدها نغلق أبوابنا". ويرى مروان أن خوف المواطنين من عدم وجود الخبز يجعلهم يأخذون أكثر من حاجاتهم أحياناً، وتقول نهلة، سيدة خمسينية، "يومياً أستيقظ فجراً لأظفر بحاجتنا للخبز ليوم كامل". وتضيف "كنا قبل أشهر نشتري ما نحتاج إليه في أي وقت، لكن اليوم يبدو أن الوضع تغير ويجب أن نتأقلم معه".

هذا الوضع الاستثنائي في تونس دفع بالرئيس إلى التحدث عن "تلاعب بالخبز"، معتبراً أنها طريقة ملتوية وتمهيد لرفع الدعم عن الحبوب.

"خبز الفقراء"

وسأل على صفحة الرئاسة الجمهورية على "فيسبوك"، هل يوجد خبز للفقراء وآخر للأثرياء؟ وتابع "هناك خبز واحد لكل التونسيين وينتهي الأمر، ولا بد من اتخاذ قرارات حالية لوضع حد للعملية الملتوية لرفع الدعم عن الخبز وتوزيعه فضلاً عن النظام القانوني المتعلق بتصنيف المخابز".

لكن موقف رئيس الجمهورية لم يرق لبعض المنظمات التي تساءلت عن المسؤول الحقيقي وراء فقدان "خبز الفقراء"، ورأت إحدى المنظمات غير الحكومية أن "الخطاب المعتمد لقيس سعيد حول أزمة الخبز يهدف إلى تحويل المسألة إلى فرصة لفض نزاعات سياسوية، والتملص من المسؤولية المباشرة في تأزم الأوضاع الاجتماعية".

واعتبرت المنظمة أنه مع اشتداد الأزمة يتم اللجوء إلى نصوص وقوانين قديمة هي السبب في انهيار المنظومة الاقتصادية والاجتماعية في تونس.

وبحسب بيان المنظمة، فإن المشكلات الهيكلية تكمن على مستويين اثنين، الأول مستوى الإنتاج المحلي للحبوب والثاني توزيع الحصص على المتدخلين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشار إلى أنه في أحسن الأوضاع المناخية وبحسب تقارير رسمية، لم يكن الإنتاج المحلي قادراً على تغطية الحاجات السنوية من الحبوب بسبب إهمال القطاع الفلاحي (بخاصة الزراعات الكبرى) وفق عديد من المتابعين للشأن الفلاحي في تونس. ففي أفضل المواسم من حيث الإنتاج، لم يتمكن القطاع من إنتاج أكثر من 55 في المئة من حاجات تونس من القمح الصلب و0.3 في المئة من حاجات البلاد من القمح اللين.

علف للحيوانات

وشهد القطاع اضطرابات كبيرة على مستوى استيراد مادة القمح الصلب التي انخفضت بنسبة 30 في المئة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023 مقارنة بالسنة الماضية، جراء شح السيولة وعجز ديوان الحبوب عن تمويل حاجات السوق.

ونتج من هذا النقص ضغط كبير على مادة السميد مما رفع الطلب على الطحين والسميد بالتالي عدم توفر الخبز المدعوم.

وبحسب مراقبين في تونس، فقد أثر الغياب المتفاوت للخبز على عادات المواطن الاستهلاكية وارتفاع الطلب بسبب مخاوف من عدم توفره.

ويشار إلى أن تونس من البلدان التي تشهد إتلاف كميات كبيرة من الخبز، إذ يبذر التونسيون 900 ألف خبزة يومياً تذهب إلى مصبات الفضلات، وفي أفضل الحالات يتم تحويلها إلى علف للحيوانات. ويعتبر رخص ثمن الخبز من الأسباب الأساسية لهذا التبذير، بحسب آراء مختلفة.

كما أثرت الأوضاع المناخية التي شهدها الموسم الحالي من جفاف وأمطار متأخرة، في كمية وجودة إنتاج القمح الصلب الذي بلغ 2.3 مليون قنطار أي ما يعادل 19 في المئة من حاجات السوق.

من جانبه يرى رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي أن "أزمة الخبز سببها الرئيس المخابز غير المصنفة التي تحصل على الدقيق أو الطحين المدعوم لبيع الخبز بأسعار حرة".

ودعا الرياحي في تصريح خاص إلى إيقاف تمكين المخابز غير المصنفة من هذه المادة، وأعلن المجمع المهني للمخابز العصرية إيقاف نشاط صناعة الخبز بجميع أنواعه في الأفران كافة التابعة له ابتداءً من اليوم الثلاثاء 1 أغسطس (آب) 2023، وذلك بعد خطاب قيس سعيد الذي انتقد القانون المتعلق بتصنيف المخابز.

إلا أن أصحاب المخابز المصنفة يؤكدون أن قرار المخابز العصرية إيقاف صناعة الخبز لن يؤثر في توفيره وقريباً سيعود النسق عادياً وستختفي الصفوف بعد أن زودت وزارة التجارة المخابز المصنفة بكميات إضافية من الطحين.

ووفق بلاغات الديوانة التونسية تحولت بعض المعابر الحدودية إلى معابر لتهريب بعض المواد الأساسية المدعومة على غرار السميد والطحين وغيرها من المواد الغذائية المدعومة.ش

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي