ملخص
تتحدث صحافية بريطانية عما تعتقد بأنه تجربتها مع الأجسام الطائرة المجهولة التي بحثت في الكونغرس بصورة رسمية هذا الأسبوع
على ما يبدو، أصبح وجود الأجسام الطائرة المجهولة، أو "يو فو" UFOs [اختصار عبارة Unidentified Fleeing Objects] والحياة في الفضاء الخارجي، "سراً مكشوفاً" في الأوساط العسكرية الأميركية. فلقد ادعى ثلاثة ممن يوصفون بأنهم "مطلقو صفارة الإنذار" أن الولايات المتحدة "تخفي أدلة" عن وجود أجسام طائرة مجهولة تملك مواصفات شأنها أن "تكسر الأعراف الفيزيائية التي عرفناها حتى الآن".
وقد سعت جلسة الاستماع التي جرت في الكونغرس الأميركي خلال هذا الأسبوع، إلى الكشف عن "أكبر عملية طمس للحوادث في التاريخ". وبحسب ما جاء في كلمة افتتاحية للنائب الأميركي تيم بورشيت، "نحن لسنا بصدد إدخال رجال صغار يرتدون أزياء خضراء، أو مركبات فضائية إلى جلسة الاستماع. ونحن نأسف على تخييب آمال نصفكم، لكننا سندخل في صلب الوقائع".
إنها معلومات من النوع المتفجر.
لكنني لست ممن يأملون في أن الحقيقة الموجودة فعلياً، ستخرج لاحقاً إلى الحيز العام بالفعل، أو أنها ستنجح في إقناع المشككين. إنه لأمر مؤسف، لأنه من المؤكد أن الأجسام الطائرة المجهولة موجودة، بل كاد أحدها يسقط على سيارتي.
لقد حدث ذلك في ظهيرة أحد أيام نهاية تسعينيات القرن الماضي. كنت في طريق عودتي إلى لندن على الطريق السريع فيما تولت والدتي قيادة السيارة التي حملتني مع والدي، بعد زيارة لتناول طعام الغداء في منزل أحد أصدقاء العائلة في منطقة ريفية، حينما رأينا فجأة هذا الضوء الكبير المبهر الذي لفنا جميعاً. وكان ذلك أمراً مخيفاً للغاية. لقد كنت جالسة في المقعد الخلفي من السيارة، فيما وجهت والدتي السيارة إلى خط الأمان على يسار الطريق السريع. لقد وقع ذلك كله بشكل سريع للغاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ذلك الوقت، اعتقدت أن الضوء الذي رأيناه يعود إلى طائرة تسعى إلى الهبوط على الطريق السريع ربما، ولكن لم يكن هناك أي ضوضاء [كتلك التي تصدر عن الطائرات عادة]. لم يكن هناك سوى ذلك الضوء اللامع القوي والدائري الشكل، وقد سقط أمامنا تماماً، وكنا تحته. لقد بدا ضخماً للغاية، وبالنسبة إليَّ، بلغ ذلك الضوء ربما حجم ملعب لكرة القدم تقريباً.
حتى يومنا هذا، لم نقدر على تفسير ما جرى، إذ اختفى الضوء بالسرعة نفسها التي ظهر بها. لقد استعدنا رباطة جأشنا جميعنا، ثم واصلنا طريقنا إلى منزلنا. أنا لست متأكدة من عدد السيارات التي وجدت على الطريق خلال الوقت نفسه. لقد أعماني ذلك النور المبهر بشكل كبير.
نحن نأتي على ذكر ما حدث في ذلك اليوم، حتى بعد سنوات. وذكرت والدي بالحادثة هذا الأسبوع. لقد دأب على ترداد، "آه، نعم، إن ذلك أمر غريب للغاية". ولكن، لم يكن ذلك سوى المدى الذي كنا نذهب فيه [في تناول تلك الحادثة]، ثم يتوقف الحديث حول الموضوع عند تلك النقطة. ماذا أمكننا أن نقول أكثر من ذلك؟
صار الأمر كأنه سر عائلي، بدلاً من كونه قصة نرويها خلال حفل العشاء، إذ لا يود أحد أن يصبح محط أحكام من أي شخص كان. لطالما خشيت أن ينظر إليَّ الآخرون بوصفي شخصاً غريب الأطوار من دعاة نظرية المؤامرة. أنا لست كذلك. لا يزيد الأمر على تعرضي مع عائلتي إلى تجربة غريبة. في الأقل، أنا لم أكن الوحيدة في مشاهدة تلك الحادثة، وإلا لاعتقدت بأنني صرت مجنونة تماماً.
من جهة أخرى، ثمة من سينتقدون [الكلام عن تلك الحادثة] مشيرين إلى أنها لا تتعلق بالأجسام الطائرة المجهولة، ولكنني لا أحاول أن أقنع أحداً بوجودها، ولا يزيد الأمر على أنني أروي ما وقع لي. وبمقدار علمي، ففي ذلك اليوم، لم يسجل شيء عن مشاهدة أجسام طائرة مجهولة، لكن، على ما يبدو، ليس ذلك بالأمر غير الاعتيادي.
بالاستناد إلى ديفيد غروش، أحد "مطلقي صفارة الإنذار" والمسؤول السابق في الاستخبارات وأحد الشهود الذين مثلوا أمام جلسة الاستماع التي جرت أمام لجنة مجلس النواب هذا الأسبوع، فإن 95 في المئة من حوادث [الاشتباه] بمشاهدة الأجسام الطائرة المجهولة، لا يبلغ عنها، فيما يقول الناس إن السبب يتمثل في الخوف من التداعيات التي قد تترتب على ما سيبلغون عنه.
وسئل غروش إذا كان هناك أناس قد "قتلوا" كجزء من المؤامرة للحفاظ على سرية الأجسام الطائرة المجهولة. ورد غروش على النواب في اللجنة أن الأجهزة الحكومية قد جمعت مواد بيولوجية عائدة "لغير البشر"، لكنه لم ير أبداً جسم كائن فضائي. وقد نفت وزارة الدفاع الأميركية ادعاءات غروش في شأن عملية طمس للحقائق.
يبدو الأمر شبيهاً بأحد أفلام المخرج ستيفن سبيلبيرغ، لكن ذلك بدأ في الخروج إلى العلن، وهذا أمر مؤكد.
إذ أدلى قائد طائرات مقاتلة في سلاح الجو في البحرية الأميركية المتقاعد ديفيد فرافور، بشهادته في جلسة الاستماع تلك، باعتبار أنه شهد حادثة الالتقاء غير المتوقعة الشهيرة في عام 2004، مع "شيء على شكل [علبة حبوب العلكة بالنعناع] تيك تاك"، أثناء تحركه بشكل غير منتظم وكأنه "كرة في لعبة بينغ بونغ"، على مسافة قريبة من سطح مياه المحيط. وقطع ذلك الشيء مسافة تزيد على ستين ميلاً (96.5 كيلومتر) في أقل من دقيقة.
كذلك وصف فرافور ذلك الشيء بأنه "أبيض بشكل كامل وأملس، ويخلو من النوافذ". ربما يشبه [ما وصفه فرافور] "الشيء" الذي كاد يصطدم بي وبعائلتي.
إنه لأمر مثير للغاية، لكنني لست لأفاجأ بإمكانية وجود حياة أخرى في المجرة الشاسعة، أو أن أخاف من ذلك ولو بشكل بسيط. من ناحيتي، أنا أشد قلقاً حيال أزمة التغيرات المناخية.
حتى لو وجدت حياة أخرى في الفضاء الخارجي، من يسعه الجزم بأنهم لن يقدموا يد المساعدة في إنقاذ كوكبنا من الدمار، بدلاً من أن يشكلوا خطراً على الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية، وفق تخوف يبديه بعض الناس؟
قبل عامين، رأيت من حديقة منزلي الواقع في غرب العاصمة لندن شريطاً مكوناً مما بدا أنه ثمانية أضواء صغيرة على شكل كرات لامعة تطير بشكل متناسق عبر السماء، وكذلك رأت ذلك المشهد جارتي وابنها اللذان عملا على تصويرها. في تلك الحالة، اعتقدت أنها أقمار اصطناعية من طراز "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك، لكن من يدري؟ لقد رأت ابنتي لولا تلك الأضواء أيضاً. وعزمت جارتي على بيع ذلك الشريط المسجل إلى صحيفة "ذي صن" الشعبية البريطانية التي تدير خطاً ساخناً يتلقى الإبلاغات عن مثل تلك الأمور.
وفي المقابل، أعتقد أن ذلك يبرهن حقيقة أن رؤية الأجسام الطائرة المجهولة، أصبحت تجربة متداولة، مما يدفعني إلى طرح سؤال عما إذا كنا نعيش حالة إنكار. لم تكتشف كائنات فضائية حية حتى الآن (بشكل رسمي)، لكن ذلك لا يعني أنها غير موجودة.
© The Independent