Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تحبط هجمات أوكرانية على مواقع في البحر الأسود والقرم

كييف حاولت استهداف "نوفوروسييسك" بمسيرات بحرية وجوية

ملخص

أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير زورقين أوكرانيين في هجوم على ميناء بالبحر الأسود فيما تحشد كييف وحلفاؤها التأييد الدولي لمساعي السلام في جدة وأوروبا تفرض عقوبات على بيلاروس

أعلنت روسيا، في ساعة مبكرة الجمعة، أنها أحبطت هجوماً أوكرانيا ليلاً بمسيرات بحرية وجوية على إحدى قواعدها في البحر الأسود وفي شبه جزيرة القرم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر "تيليغرام"، "الليلة، حاولت القوات المسلحة الأوكرانية مستخدمة زورقين مسيرين شن هجوم على قاعدة نوفوروسييسك التابعة للقوات المسلحة الروسية".

وأضافت "الزورقان المسيران رصدا ودمرا بسلاح سفن روسية" ما أمن حماية القاعدة البحرية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ونوفوروسييسك مرفأ نفطي كبير ومصب خط أنابيب يمتد على نحو 1500 كيلومتر من حقول النفط في غرب كازاخستان والمناطق الروسية الواقعة شمال بحر قزوين. ويمر الجزء الأكبر من النفط الكازاخستاني الموجه للتصدير عبر خط الأنابيب هذا.

ونبهت الشركة المشغلة لخط الأنابيب إلى عدم تسجيل أي ضرر وأن النفط لا يزال ينقل بشكل طبيعي بواسطة سفن راسية في المرفأ.

واستهدف الأسطول الروسي للبحر الأسود مرات عدة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 وقد تكثفت الهجمات في الأسابيع الأخيرة.

من جهة أخرى، أسقطت القوات الروسية 13 مسيرة كانت تستهدف شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، ليل الخميس الجمعة، وفق ما أوضحت وزارة الدفاع، مشيرة إلى عدم وقوع أضرار أو ضحايا.

وسبق أن شنت هجمات عدة بمسيرات على القرم التي تسعى كييف إلى استعادتها.

في المقابل تهاجم روسيا منطقة أوديسا على البحر الأسود منذ انسحابها من مبادرة البحر الأسود وهي اتفاقية كانت تسمح لكييف بتصدير الحبوب.

وتصاعدت الاشتباكات في البحر الأسود والموانئ المحاذية منذ أن رفضت روسيا الشهر الماضي تمديد اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، إذ ضربت الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية عدداً من منشآت الموانئ الأوكرانية وصوامع القمح في البحر الأسود أو بالقرب منه.

وذكرت روسيا أيضاً أن زوارق مسيرة أوكرانية هاجمت سفناً حربية روسية كانت ترافق سفينة مدنية.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 10 طائرات مسيرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم اليوم واعترضت ثلاث طائرات مسيرة أخرى باستخدام تدابير إلكترونية مضادة.

مساعي السلام في محادثات جدة

وعلى صعيد دبلوماسي، تسعى أوكرانيا وحلفاؤها إلى حشد تأييد دولي لخطة سلام خلال محادثات تستضيفها السعودية بعد أيام، لكن هناك علامات استفهام عالقة حول إمكانية مشاركة الصين فيها.

ويأمل دبلوماسيون أوكرانيون وغربيون أن يسفر اجتماع في جدة لمستشاري الأمن القومي ومسؤولين كبار من نحو 40 دولة عن اتفاق على مبادئ أساسية ستشكل الأساس لأي تسوية سلمية لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أول من أمس الأربعاء، إنه يأمل أن تؤدي تلك المبادرة إلى عقد "قمة سلام" بحضور زعماء من أنحاء العالم هذا الخريف لتأييد المبادئ المبنية على خطته المؤلفة من 10 نقاط للتوصل إلى تسوية سلمية.

 

 

ويقول مسؤولون أوكرانيون وروس ودوليون، إنه لا يوجد أي احتمال لعقد محادثات مباشرة للسلام بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الراهن في ظل استمرار الحرب وسعي كييف لاسترداد الأراضي عبر هجوم مضاد.

وأشار مسؤولون إلى أنهم لا يتوقعون مشاركة روسيا في اجتماع جدة ولا في قمة السلام. ومن المتوقع أن يبدأ اجتماع جدة، الجمعة، على أن تدور مناقشاته الرئيسة يومي السبت والأحد.

وتسعى أوكرانيا أولاً لتوسيع دائرة الدعم الدبلوماسي لرؤيتها للسلام إلى ما هو أبعد من المجموعة الأساسية من داعميها الغربيين عبر التواصل مع دول الجنوب العالمي مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وكذلك تركيا.

النقاط الـ10

وقال إيهور جوفكفا كبير المستشارين الدبلوماسيين لزيلينسكي لـ"رويترز" اليوم الخميس "أحد الأهداف الرئيسة لهذه الجولة من المفاوضات سيكون التوصل، أخيراً، لتفاهم عام حول طبيعة النقاط الـ10".

وتشمل النقاط الـ10 الدعوة لاستعادة أوكرانيا لوحدة وسلامة أراضيها والانسحاب الكامل للقوات الروسية وحماية إمدادات الأغذية والطاقة والسلامة النووية والإفراج عن كل الأسرى.

لكن مسؤولين غربيين يعترفون أن المبادرة لن تضع إلا ضغطاً محدوداً على موسكو من دون مشاركة الصين التي حافظت على صلات اقتصادية ودبلوماسية قوية مع روسيا ورفضت مطالبات دولية بالتنديد بغزوها لأوكرانيا.

العيون تترقب الموقف الصيني

وقال مسؤولون، أمس الخميس، لم يتضح ما إذا كان سيشارك مسؤولون صينيون في محادثات جدة سواء بالحضور أو عبر مؤتمر الفيديو. وتلقت الصين دعوة للمشاركة في جولة سابقة من المحادثات في كوبنهاغن أواخر يونيو (حزيران) الماضي، لكنها لم تلب الدعوة.

وقال مسؤول كبير بالمفوضية الأوروبية، طالباً عدم نشر هويته، "أعتقد أن من الضروري ألا تشارك الهند والبرازيل والشركاء الرئيسيين الآخرين فحسب، بل من الضروري أن تجلس الصين أيضاً إلى الطاولة وأن تناقش السلام بشكل واقعي".

وقال جوفكفا، إن السفير الصيني لدى أوكرانيا حضر اجتماعات في كييف حول مبادرة السلام، وأضاف، أن أوكرانيا تعمل على ضمان مشاركة الصين في محادثات جدة. وأضاف "الدعوة على الطاولة".

ولم ترد وزارة الخارجية الصينية بشكل مباشر عندما سألتها "رويترز" عما إذا كانت الصين ستشارك في الاجتماع. وقالت الوزارة "تعتزم الصين العمل المشترك مع المجتمع الدولي لمواصلة تأدية دور بناء في تهدئة الموقف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول مسؤولون غربيون إنهم سيصبون التركيز على أن أسعار الأغذية قفزت منذ انسحاب روسيا من اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وشن روسيا لسلسلة من الضربات الجوية على الموانئ الأوكرانية، وذلك في محاولة لكسب تأييد دول نصف الكرة الأرضية الجنوبي.

وقال مسؤول المفوضية الأوروبية "سنشير بالطبع إلى هذه النقطة بصوت عال وبوضوح".

ولم تعلق السعودية علناً على المحادثات المزمعة، لكن مسؤولين أوكرانيين وغربيين قالوا إن قرار المملكة استضافة الاجتماع يعكس رغبة الرياض في لعب دور دبلوماسي كبير في جهود حل الصراع.

ولعبت السعودية وتركيا دور وساطة في عملية كبيرة لتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا في سبتمبر (أيلول) الماضي.

 

 

وحضر زيلينسكي قمة لجامعة الدول العربية في السعودية في مايو (أيار)، وعبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في القمة عن استعداده للتوسط في إنهاء الحرب.

وقال مسؤول كبير آخر بالاتحاد الأوروبي، إن السعودية وصلت "إلى مناطق من العالم لا يمكن لحلفاء أوكرانيا القدامى الوصول إليها بهذه السهولة".

ومن المتوقع أن يمثل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الولايات المتحدة في المحادثات.

نظام الغذاء العالمي

في السياق، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بـ"الابتزاز" بسبب انسحابها الأخير من مبادرة الحبوب الرئيسة.

وقال الوزير الأميركي، الذي ترأس اجتماعاً حول انعدام الأمن الغذائي أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً، إنه "يجب عدم تحويل الجوع سلاحاً".

وذكر روسيا قائلاً، إن غزوها لأوكرانيا العام الماضي أدى إلى "اعتداء" على نظام الغذاء العالمي.

وأكد بلينكن أنه "يتوجب على كل عضو في هذا المجلس وكل عضو في الأمم المتحدة أن يخبر موسكو بأنه كفى. يكفي استخدام البحر الأسود للابتزاز".

وتابع "كفى التعامل مع الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم على أنهم وسيلة ضغط. كفى هذه الحرب غير المبررة وغير المنطقية".

يشار إلى أن روسيا رفضت، الشهر الماضي، تمديد الاتفاق الذي سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب الذي أثر بشدة على الدول الفقيرة.

الاتفاق الذي وقع في يوليو (تموز) 2022 بين أوكرانيا وروسيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، هدفه التخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان وصول الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق رغم الحرب.

من جانبه أكد نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن العقوبات الغربية تؤثر في صادرات الأغذية والأسمدة الروسية.

وقال خلال المناقشة "إلى حين القضاء على العقبات غير المشروعة التي اختلقها الغرب بشكل مصطنع والتي تؤثر في قدرة الفاعلين الاقتصاديين الروس على توفير المنتجات الزراعية، فإنه لن يكون من الممكن استعادة الأداء الطبيعي لسلاسل التوريد ومعالجة قضايا الأمن الغذائي العالمي الأخرى".

وألحقت مسيرات روسية، الأربعاء، أضراراً بمنشآت في ميناء أوكراني على نهر الدانوب حيث استهدفت موسكو منشآت حيوية لشحنات الحبوب من أوكرانيا بعد انهيار اتفاق البحر الأسود.

وترأس بلينكن الاجتماع بعد تسلم الولايات المتحدة الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، الثلاثاء.

وقال بلينكن لمحطة "إيه بي سي نيوز"، إن واشنطن ستصدر "بياناً مشتركاً لإدانة استخدام الغذاء كسلاح حرب" تم تبنيه على هامش الاجتماع ووقعته 91 دولة بالفعل.

وأعلن بلينكن عن تمويل جديد بقيمة 362 مليون دولار لبرامج مكافحة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في 12 دولة أفريقية وفي هايتي.

وأفاد مسؤولون أميركيون أن حوالى 345 مليون شخص في 79 دولة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتعد تداعيات التغير المناخي بين الأسباب الكثيرة للجوع في العالم، الى جانب النزاعات المسلحة.

 

 

مواجهات صعبة وغموض ميداني

وميدانياً، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، أن الجيش الأوكراني يواجه صعوبات على خطوط الجبهة في الشرق والجنوب لكنه ممسك بزمام الأمور في هجومه المضاد.

وتحدث مسؤولون كبار في الجيش الأوكراني عن تحقيق مكاسب في الشرق، وهو بؤرة للصراع المستمر منذ 17 شهراً، حول مدينة باخموت المدمرة التي تسيطر عليها روسيا.

وأطلقت أوكرانيا في يونيو (حزيران) هجوماً مضاداً في الشرق والجنوب، حيث تأمل التقدم إلى بحر آزوف وقطع جسر بري روسي بين الأجزاء المحتلة من الشرق وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في 2014.

وقالت روسيا، إن قواتها صدت هجمات أوكرانية قرب باخموت وفي الشمال، حيث اندلع أيضاً قتال عنيف، وعلى الجبهة الجنوبية.

مقاومة شرسة

وقال زيلينسكي، في خطابه المسائي عبر الفيديو، إن القوات الأوكرانية واجهت مقاومة روسية شرسة بجميع قطاعات الجبهة.

وأضاف، "هناك قتال عنيف. الروس يحاولون وقف رجالنا بكل قوتهم. هجمات شرسة للغاية" في إشارة لباخموت ومناطق أخرى في الشرق.

وتابع، "في الجنوب، كل الأمور صعبة. لكن أياً كان ما يفعله العدو فالقوات الأوكرانية هي المسيطرة".

وقال زيلينسكي، إن هجمات الطائرات المسيرة الروسية، ومنها هجوم على البنية التحتية الملاحية بأحد الموانئ على نهر الدانوب، تبرز الحاجة لتحسين الدفاعات الأوكرانية المضادة للطائرات.

المزيد من دوليات