ملخص
استهدفت موسكو مبنى سكنياً في أوكرانيا أسفر عن مقتل 5 وإصابة 31 آخرين
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء في تسجيل مصور أن بلاده سترد على هجمات روسيا في البحر الأسود لضمان عدم حصار مياهها وقدرتها على استيراد وتصدير الحبوب وسلع أخرى.
جاء هذا بعد أيام من هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية محملة بالمتفجرات أصابت سفينة حربية روسية قرب ميناء روسي رئيس وناقلة روسية.
وقال زيلينسكي "إذا استمرت روسيا في الهيمنة على البحر الأسود، خارج أراضيها، وحاصرتنا أو أطلقت علينا النار مرة أخرى، أو أطلقت الصواريخ على موانئنا، فإن أوكرانيا ستفعل الشيء نفسه، هذا دفاع عادل عن فرصنا، في أي ممر".
وأضاف "ليس لدينا كثير من السفن، لكن يجب أن يفهموا بوضوح أنه بحلول نهاية الحرب، لن تكون لديهم سفن، صفر".
ودعا الرئيس الأوكراني في تصريحات أدلى بها إلى صحافيين من دول أميركا اللاتينية روسيا إلى وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على الموانئ الأوكرانية والسماح بالتجارة.
ولم يتضح بعد موعد هذه الإفادة التي أدلى بها في مكتبه في كييف.
الوفاء بالوعود
من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء اليوم أن إيجاد حل لمسألة نقل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود يبقى "رهن الدول الغربية التي عليها الوفاء بوعودها".
وقال أردوغان "أعتقد بأنه يمكن التوصل إلى حل"، مشيراً إلى اتصاله الهاتفي الأخير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي رفض تمديد الاتفاق بعدما انتهى العمل به في الـ 17 من يوليو (تموز) الماضي، علماً أنه وقع برعاية أنقرة والأمم المتحدة.
أسلحة جديدة
قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس جو بايدن ستعلن عن مساعدات أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار، اليوم الثلاثاء، إذ تبدأ في توزيع تمويلات بقيمة 6.2 مليار دولار اكتشفت بعد خطأ محاسبي لوزارة الدفاع (البنتاغون) بالغ في تقدير مساعدات لأوكرانيا بالمليارات، وفق "رويترز".
وكان البنتاغون قد أعلن في مايو (أيار) أنه خصص عن طريق الخطأ قيمة أعلى من المطلوب للأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى كييف عندما استخدم الموظفون قيمة غير مناسبة في تصنيف ذخيرة وصواريخ ومعدات أخرى بالمليارات يتم إرسالها إلى أوكرانيا.
وتحتاج أوكرانيا إلى أسلحة يمكن إرسالها من المخزونات الأميركية في غضون أيام أو أسابيع حتى تتمكن من مواصلة معركتها لصد الهجوم العسكري الروسي، وجاء الخطأ المحاسبي في مصلحة كييف لأنه يمكن من إرسال مزيد من المعدات.
وقال المسؤولون الأميركيون إنه من الضروري البدء في استخدام هذه التمويلات المكتشفة لأنها تمثل آخر مبلغ من 25.5 مليار دولار سمح بها الكونغرس سابقاً في إطار سلطة السحب الرئاسي، والتي يمكن للإدارة استخدامها لإرسال أسلحة من المخزونات الأميركية في حالة الطوارئ.
وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن تعمل حالياً على طلب ميزانية تكميلية للاستمرار في مساعدة كييف.
وقال المسؤولون إن الإعلان المتوقع الثلاثاء سيمثل الشريحة الأولى من مبلغ 6.2 مليار دولار المفاجئة التي سبقت الموافقة عليها في إطار سلطة السحب الرئاسي.
تضم هذه الحزمة عناصر مثل معدات إزالة الألغام وأسلحة مضادة للدبابات وبنادق وذخيرة وطائرات اعتراضية للدفاع الجوي من إنتاج "لوكهيد مارتن" لمنظومة "باتريوت" وصواريخ ومعدات أخرى.
صاروخان روسيان
ميدانياً، قُتل ثمانية أشخاص على الأقل بإطلاق صاروخين روسيين على مبنى في بوكروفس، شرق أوكرانيا، حيث يؤكد الجيش الروسي أنه يحقق مكاسب ميدانية في الأيام الأخيرة.
وقال بافلو كيريلينكو رئيس الإدارة العسكرية في دونيتسك إن هذه الضربة خلفت "خمسة قتلى و14 جريحاً، إضافة إلى ذلك، نحن على علم بمقتل اثنين من موظفي خدمات الإنقاذ الحكومية فضلاً عن عسكري، كذلك، أصيب تسعة من عناصر الشرطة وموظف حكومي محلي وعسكر.".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، في وقت سابق، إن روسيا ضربت "مبنى سكنياً عادياً"، وأضاف عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) "لقد أُطلِق صاروخان. أصيب مبنى سكني عادي. للأسف ثمة ضحايا. المسعفون في الموقع. إنقاذ الناس مستمر".
وتقع مدينة بوكروفسك على بعد نحو 70 كيلومتراً إلى شمال غربي مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وعلى بعد نحو 50 كلم من خط الجبهة.
وكان وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو أعلن عبر "تيليغرام" سقوط "خمسة قتلى"، وفي منشور لاحق أعلن أن "حصيلة الجرحى ارتفعت إلى 31" بعدما كان قد أعلن سابقاً سقوط 18 جريحاً "نتيجة ضربتين على مبنى سكني في بوكروفسك"، موضحاً أن الضربة الأولى أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين قبل أن يقتل مسؤول في أجهزة الطوارئ بالضربة الثانية. وأضاف أن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة، فيما أعلن أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني في وقت لاحق أن اثنين آخرين قتلا جراء ضربات صاروخية روسية على قرية كروهلياكيفكا بمنطقة كوبيانسك. وأوضح كليمنكو أن بين الجرحى 19 شرطياً وخمسة عناصر إغاثة وطفل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوكرانيا تمسك بزمام الأمور
وأعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، الإثنين، أن القوات تهيئ الظروف للتقدم تدريجاً، كما أنها تمسك بزمام المبادرة في ساحة المعركة.
وأضاف في بيان على "تيليغرام" أن قوات الدفاع الأوكرانية صامدة وأحبطت محاولات روسيا شن هجوم مضاد وصرف انتباه القوات الأوكرانية عن مناطق أخرى من الجبهة.
وقال زالوجني بعد اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي "لا يزال القتال العنيف جارياً، بينما تستمر القوات الأوكرانية في تهيئة الظروف تدريجاً للتقدم. نمسك بزمام المبادرة".
وشنت أوكرانيا هجوماً مضاداً في بداية فصل الصيف في محاولة لاستعادة مساحات شاسعة من الأراضي التي استحوذت عليها روسيا جنوب البلاد وشرقها.
وأرسلت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون أسلحة إلى أوكرانيا ودربت جنوداً أوكرانيين لمساعدة كييف في هجومها المضاد.
واستعادت أوكرانيا حتى الآن قرى عدة في الجنوب وبعض الأراضي في محيط مدينة باخموت المدمرة في الشرق. ولم تشرع كييف بعد في أي محاولة جادة لاختراق خطوط الدفاع الروسية الحصينة.
ويتجاهل المسؤولون الأوكرانيون الانتقادات الموجهة لهم بأنهم يتقدمون ببطء، قائلين إنهم يحاولون تجنب وقوع خسائر كبيرة خلال هجومهم على الخطوط الروسية المحصنة، والتي تعج بالألغام الأرضية، فيما تعلن موسكو أن الهجوم المضاد الأوكراني فشل.
خطوط دفاع قوية
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار إن روسيا تستخدم كل مواردها لوقف تقدم كييف، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تواصل التحرك صوب مدينتي مليتوبول وبيرديانسك الجنوبيتين على بحر آزوف.
وقال زالوجني إن الخطوط الدفاعية الأوكرانية قوية. وأضاف "يشن العدو هجمات قوية في بعض الاتجاها، لكنها لا تحقق أي نجاح. يتعلق الأمر خصيصاً بمحاولاتهم تشتيت انتباه القوات الأوكرانية عن مناطق معينة من الجبهة". وقالت ماليار إن روسيا كثفت قصفها في المناطق الشرقية الأسبوع الماضي.
مساعي تزويد أوكرانيا بالكهرباء قبل الشتاء
من جانبها، أكدت الهيئة الوطنية للطاقة النووية الأوكرانية، الإثنين، أن المحطات النووية الواقعة في الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف ستكون بكامل طاقتها قبل الشتاء لتزويد البلاد بالكهرباء، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال رئيس "إينيرغو أتوم" بيتر كوتين للصحافة إن "النظام الكهربائي سيزود بكامل الطاقة الموجودة لدينا" بعد صيانة بعض المفاعلات قبل حلول الشتاء. وجاءت تصريحات كوتين في محطة يوجنوكراينسك جنوب أوكرانيا بمناسبة تشغيل أحد مفاعلاتها الثلاثة التي يتميز كل منها بقوة ألف ميغاواط.
وتوجد حالياً في الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا ثلاث محطات للطاقة، أي ما مجموعه تسعة مفاعلات.
أما الرابعة، وهي محطة زابوريجيا التي تعد الأكبر في أوروبا وتضم ستة مفاعلات، فتخضع لسيطرة القوات الروسية منذ مارس (آذار) 2022.
وأضاف كوتين "ندخل فصل الشتاء مع المفاعلات التسعة بكامل قدرتها"، مشيراً إلى أن أربعة من المفاعلات تخضع حالياً لإصلاح، وستعمل قبل نوفمبر (تشرين الثاني) بقوة إجمالية تقارب 7600 ميغاواط. ولفت إلى أن محطة "زابوريجيا لا تزال تحت الاحتلال. وتوفر 6 آلاف ميغاواط، لذا من المهم جداً أن نستعيد السيطرة عليها، بالتالي لن تكون هناك عندئذٍ أية مشكلة" في توفير الكهرباء لأوكرانيا.
ومنذ أوائل يونيو (حزيران) يشن الجيش الأوكراني عمليات هجومية في الشرق والجنوب، خصوصاً قرب زابوريجيا، في محاولة لاستعادة أراضٍ تحتلها روسيا منذ هجومها العسكري على أوكرانيا.
وذكر كوتين أن محطات الطاقة النووية التي تسيطر عليها أوكرانيا "لم تتأثر مباشرة" بالقصف الروسي للبنية التحتية للكهرباء خلال فصلي الخريف والشتاء، والذي حرم ملايين المنازل الأوكرانية من التيار.
ولم يفاجأ رئيس "إينيرغو أتوم" بتصريح للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قال فيه إن متخصصي الوكالة لم يعثروا على متفجرات على أسطح محطة زابوريجيا.
وكانت أوكرانيا قد اتهمت موسكو أوائل يوليو (تموز) بالتحضير لـ"استفزاز"، وزعم الجيش الأوكراني أن "أجساماً مشابهة لعبوات ناسفة وضعت" على أسطح المفاعلين 3 و4.
وقال كوتين إن متخصصي الوكالة الذرية سمح لهم "بوصول محدود جداً إلى أسطح وحدتين (من أصل ست). لم يسمح لهم بالتوجه إلى وحدات أخرى ببساطة، هم (الروس) لا يسمحون بالوصول إليها".