ملخص
يشير استخدام القوات الأوكرانية مسيرات بصورة متزايدة إلى استراتيجية كييف الجديدة القاضية بشن ضربات في عمق روسيا بعد أن احتفظت موسكو حتى الآن بسيطرة شبه كاملة في الجو.
يظهر النجم التلفزيوني الأوكراني سيرغي بريتولا في صور نشرها على مواقع التواصل بجانب طائرات مسيرة قادرة على حمل عبوات ناسفة، كأنما ليتوعد روسيا بأسطول ممول بواسطة التبرعات، استخدمته كييف بحسب عدد من الخبراء لشن ضرباتها الأخيرة على الأراضي الروسية.
ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن جميع الهجمات التي استهدفت أخيراً روسيا ولا سيما عاصمتها موسكو، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توعد بأن "الحرب" تصل تدريجاً إلى روسيا.
ونشر بريتولا، ثاني أحب شخصية إلى الأوكرانيين بعد زيلينسكي بحسب استطلاعات الرأي، صوراً نادرة لمسيرات أوكرانية متفجرة في مكان لم يكشف عنه.
وكتب على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) "يا سكان موسكو ارتعدوا على وقع صفارات الإنذار. اذهبوا إلى الملاجئ"، مرفقاً رسالته بصور يظهر فيها بجانب مسيرات رمادية على مدرج.
وقال مبتسماً في فيديو نشره على مواقع التواصل في 30 يوليو (تموز) الماضي، يوم أكدت السلطات الروسية أن مسيرة أوكرانية تم اعتراضها صدمت مبنى مكاتب في العاصمة، "لم نكن ندري أن بإمكاننا تسييرها حتى موسكو".
ورفض الممثل الكوميدي السابق الذي طوى الآن صفحة مساره الفني كشف نموذج المسيرات المعروضة في مقاطع الفيديو التي نشرها، في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية في مكتبه بكييف.
وقال ضاحكاً إنها "بطاقات سفر بلا عودة"، موضحاً فقط أن بإمكان المسيرات أن تطير لمسافة تصل إلى ألف كيلومتر.
وأكد ثلاثة خبراء غربيين تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية أن تحليلهم يشير إلى مسيرات من طراز "بيفر"، وهي مسيرات طورها الأوكرانيون قبل أشهر عدة.
وقال الخبير البريطاني ستيف رايت إن "مسيرة من طراز بيفر هي التي شنت الهجوم على موسكو"، مستخلصاً ذلك من مواصفات تظهر في الصور التي نشرها سيرغي بريتورا، ولا سيما شكل المسيرات.
ويشير استخدام القوات الأوكرانية مسيرات بصورة متزايدة إلى استراتيجية كييف الجديدة القاضية بشن ضربات في عمق روسيا، بعد أن احتفظت موسكو حتى الآن بسيطرة شبه كاملة في الجو.
وتحمل إحدى المسيرات الموضوعة بجانب سيرغي بريتولا في الفيديو رسالة مكتوبة بخط اليد تقول "من دون حب. من الأوكرانيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويوضح بريتولا لوكالة الصحافة الفرنسية "بالطبع من دون حب، إنما من دون كراهية أيضاً"، متحدثاً في مكتبه المليء بغنائم حرب قدمها له جنود أوكرانيون، وبينها جانح متضرر من طائرة روسية أسقطت.
وجمعت منظمة سيرغي بريتولا العام الماضي ملايين عدة من الدولارات خلال حملة جمع تبرعات "انتقامية"، هدفها شراء مسيرات متفجرة.
وأوضح النجم التلفزيوني السابق الذي اشتهر على غرار زيلينسكي بمقاطعه الفكاهية أن شركة محلية ابتكرت هذه المسيرات خلال بضعة أشهر.
وهو ليس الوحيد الذي ينفذ مثل هذا المشروع. وقال المؤثر إيغور لاتشنكو إنه جمع نصف مليون يورو لشراء مسيرات متفجرة.
وبعد يومين من الهجوم بواسطة مسيرتين على الكرملين في مايو (أيار) الماضي، قلب السلطة في روسيا، نشر صوراً يظهر فيها بجانب مسيرات بدت من طراز "بيفر".
وتصور هذه الجهود الأهمية التي اكتسبتها حملات جمع الأموال منذ بدء الحرب، في بلد يعول بصورة متزايدة على دعم سكانه والمساعدات العسكرية الغربية لتأمين دفاعه.
وتنشط في أوكرانيا كثير من المنظمات غير الحكومية والجمعيات التي يديرها مؤثرون وحملات التوعية وتوزيع صناديق على جوانب الطرقات لجمع الهبات، مشجعة على المساهمة في المجهود الحربي.
ويؤكد بريتولا الذي لا يتصور نفسه يعود إلى عمله السابق، "علينا أن نستغل هذا الغضب لنستخرج منه شيئاً جيداً من أجل جيشنا"، ويقول إن جزءاً كبيراً من التبرعات قدمه المواطنون الأوكرانيون.
وفي مستودع في مقر منظمته ينهمك عشرات المتطوعين في توضيب حزم موجهة إلى الجنود، يوزعون فيها معدات ومنتجات مختلفة من نظارات تصويب وهواتف عبر الأقمار الاصطناعية وأدوية.
ويقول رومان أوسادتشوك الباحث في مختبر البحث في الجرائم الرقمية التابع لمعهد "أتلانتيك كاونسيل" في كييف أن "حملات جمع الأموال هذه تساعد الناس على تصويب غضبها وإحباطها فتصبهما في هذه المبادرات الموجهة إلى الجيش".
ويضيف "هذا يعطي غير العسكريين إحساساً بأنهم يساعدون في صد الهجوم الروسي".