Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع درجات الحرارة يغير نمط حياة العراقيين

العمل صباحاً أو مساءً وتجنب فترة الظهيرة خوفاً من ضربات الشمس

عراقي يرش الماء على وجهه خلال موجة حارة في سوق الشورجة وسط بغداد  13 أغسطس 2023 (أ ف ب)

ملخص

موجة الحر ستستمر إلى مطلع شهر سبتمبر... فماذا غيرت في حياة العراقيين؟

يشهد العراق درجات حرارة مرتفعة تتجاوز 50 مئوية التي ألقت بظلال كبيرة على نمط حياة أهل بلاد الرافدين، حيث عانت البلاد خلال الصيف الحالي مرتفعاً حرارياً هو الأعنف بعد تخطي 13 مدينة نصف درجة الغليان.

بحسب الهيئة العامة للأنواء الجوية، يستمر هذا المرتفع الأسبوع الجاري بأكمله ليضيف معاناة أخرى للعراقيين الذين يرزحون تحت وطأة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي نتيجة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في ذروة الصيف. وتصل حاجة العراق إلى 35 ألف ميغاواط بينما تنتج البلاد 24 ألف ميغاواط فقط.


تغير النمط اليومي للعاملين

الارتفاع الكبير في درجات الحرارة دفع العراقيين إلى تغير نمط حياتهم، إذ باتت مهن عدة تغير نظام عملها من ساعات النهار الحارة إلى ساعات الصباح الأولى.

مصطفى عبدالستار العامل في قوالب صب الخرسانة قال إنه "يضطر إلى العمل من الخامسة صباحاً إلى الحادية عشرة صباحاً هرباً من درجات الحرارة".

وأضاف "اضطررت إلى اتباع هذا الأسلوب خلال أيام فصل الصيف بعد أن وصلت درجات الحرارة إلى مستويات لا يمكن تحملها".

ولم يقتصر الأمر على عبدالستار، فكثير من الباعة الجوالين باتوا يعملون مساءً أو خلال ساعات الصباح الأولى، ويقول علي رسول الذي يبيع الخضروات "أخرج للعمل الساعة الخامسة عصراً إلى ساعات متأخرة من الليل، فلا يمكن أن أعمل في ظل درجات الحرارة المرتفعة".

لا تعطيل للدوام

إلا أن بعض العاملين يضطرون للعمل نهاراً لجلب قوت عائلاتهم، لا سيما أن الحياة العامة في بغداد لم تتوقف، فما زالت ذروة الزحام في شوارع العاصمة على رغم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، خصوصاً أن الحكومة لم تعطل الدوام الرسمي في العاصمة أو المحافظات الأخرى، وهو إجراء طبق في بعض الأيام خلال السنوات السابقة، على رغم مطالبات كثيرة من الموظفين الذين تتجاوز أعدادهم أربعة ملايين موظف.

بحسب الخبير القانوني علي التميمي، لا يوجد نص قانوني يجبر الحكومة على تعطيل الدوام الرسمي في حالات درجات الحرارة المرتفعة.

وأوضح أنه لا يوجد نص في قانون العطلات الرسمية 110 لسنة 1972 يتيح تعطيل الدوام الرسمي بسبب حرارة الجو أو برودته، إلا أنه أمر لجأت إليه حكومات سابقة بعد تجاوز الحرارة 50 درجة مئوية.

وأشار إلى ضرورة أن يعدل البرلمان العراقي القانون بحيث يحدد وينص على الوقت الذي تمنح فيه الحكومة عطلة لحرارة الجو، وكذلك نسبة الدوام في شهر رمضان.

تحذير حكومي

مديرية الدفاع المدني حذرت العراقيين من المخاطر التي تنجم عن الارتفاع في درجات الحرارة. وقال العميد جودت عبدالرحمن مدير قسم العلاقات والإعلام بالمديرية، "مع ارتفاع درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان وقد تتجاوز 50 مئوية وتستمر إلى يوم الخميس المقبل، تشدد مديرية الدفاع المدني على الإرشادات الخاصة بفصل الصيف التي تم التأكيد عليها سابقاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا عبدالرحمن، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية، المواطنين إلى "عدم وضع القناني الغازية في العجلات، ورفع جميع القداحات مع فتح زجاج العجلة بشكل بسيط لدخول الهواء وتجنب حدوث حالات حريق، إضافة إلى عدم ملء الإطارات أكثر من الحد المقرر، فضلاً عن عدم السفر بالعجلات في ذروة الحرارة التي تكون من الساعة 11 صباحاً إلى 4 مساءً، مع التنبيه بأن ملء خزانات الوقود يكون في فترة الصباح الباكر أو مساء لا في أشعة الشمس الشديدة".

رفع الراية البنفسجية

بدورها، رفعت الشركات النفطية في محافظة البصرة "الراية البنفسجية" في إنذار بتجاوز درجة الحرارة 50 مئوية، في إشارة إلى لون الأشعة البنفسجية التي تسبب "ضربة الشمس" عند التعرض الزائد لها، لذا تقوم الشركات بإيقاف جميع الأعمال غير الضرورية حفاظاً على سلامة العاملين.

الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في العراق أدى إلى دق الأمم المتحدة ناقوس الخطر، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك قال الأسبوع الماضي عند زيارته إلى العراق إن "ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة والجفاف هو بمثابة إنذار للعالم أجمع". مشيراً إلى أن "حقبة الغليان العالمي قد حلت".

وأضاف تورك خلال مؤتمر صحافي في بغداد "عند وقوفي في هذه الحرارة الحارقة في العراق ومع استنشاق الهواء الملوث بسبب كثير من مشاعل الغاز المنتشرة في المنطقة اتضح أن حقبة الغليان العالمي قد بدأت بالفعل".

موعد انتهاء الموجة

وبحسب المتنبئ الجوي صادق عطية فإن موجة الحر ستستمر إلى مطلع شهر سبتمبر (أيلول)، وقال "تتأثر مدن جنوب البلاد بموجة من الرطوبة، ومن المتوقع أن تتعمق الأجواء الحارة إلى منتصف الأسبوع الجاري بمستويات خمسينية وترتفع فوق الخمسين في مدن وسط البلاد وحول الخمسين في مدن الجنوب التي تعد مرهقة وحارة بسبب ارتفاع معدلات الرطوبة".

وعن أسباب ارتفاع درجات الحرارة، قال عطية "هذه الظاهرة باتت غير مستغربة لمناخ العراق خلال السنوات الأخيرة، وزاد من الحرارة الكثافة السكانية التي رافقتها زيادة في تعبيد الطرق والسيارات وما ينتج منها من عوادم وزيادة في حرق المخلفات النفطية".

وأضاف، مع قلة المساحات الخضراء والمسطحات المائية وأزمة الجفاف التي شهدها أصبحت مدن الجنوب صحراء قاحلة، مما أسهم في ارتفاع درجات الحرارة، داعياً إلى تعاون دولي مع الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للأرصاد الجوية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير